أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - الرجل الاذاعة














المزيد.....

الرجل الاذاعة


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 319 - 2002 / 11 / 26 - 04:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                               

                                                              

كان يعمل معلما للصغار فطردته الحكومة خوفا على الصغار وخوفا على مستقبل البلاد فاشتغل اجيرا في محل ضيق لتصليح المعدات الكهربائية .
كانت نبرة صوته عالية وكانت  الجمل تتناسل على شفتيه حينما يتحدث وكان الناس يستعذبون طريقة كلامه وكانت الحكومة مطمئنة لان خطره قد زال فلم يعد معلما للصغار كما كان .
مساء 1/3/1991 عاد كل شئ الى الناس ارواحهم مستقبلهم ارائهم بيوتهم اغانيهم قصائدهم وكانوا يحكمون انسفهم بانسفهم عاد الناس  في ذلك المساء بشرا مثل كل البشر وكانوا من اجل ذلك يدافعون  ( من كل قلوبهم ) للحفاظ على انجازهم الفريد وكانوا يدركون ان فرصة مثل هذه لاتتكرر كما يتكرر صوت ماكنة بل  قد تاتي مرة واحدة في العمر وقد لاتاتي .
والناس في ازمان التحولات المفاجئة يتغيرون هم بدورهم بشكل مفاجئ  تظهر عندهم رغبات وميول وشطحات لم يؤلفوها با نفسهم من قبل .
كانت الحرب وكان القتال قد دمرا المدينة وعطل اغلب مرافقها انتشرت الاوساخ في الطرق وفي الساحات انقطعت المياه والطاقة الكهربائية وكادت ان تكون الخدمات الصحية شبه منتهيه وكثرت السرقات . ولكن الناس بعد ان باتوا ليلة في احضان نصرهم الفريد . خرجوا في الصباح وتشكلت منهم على الفور ، فرق تنظف ساحات المدينة وطرقاتها وفرق اخرى تهتم  بالمرضى وتعيد الحياة للمستشفيات واخرى تشرف على توزيع مادة ( النفط ) واخرى تحفظ الامن وتحمي الناس . وكان هو معلم الصغار اذاعة المدينة .
استولى ومجموعة من رفاقه على ( عربة اطفاء حريق ) وكانت العربة مزودة بمكبرات صوت على قمرتها الامامية وكان من خلالها يبث الاخبار وينقل تطورات الانتفاضة في بقية المدن فكان الناس يعرفون مايجري في مدينة العمارة واخبار الديوانية والبصرة وكيف تجري الامور في بغداد واين وصل تقدم البيشمركة الكورد وفي كل انحاء البلاد وكان يستعرض جرائم الفاشية وكان يعلق على الاخبار وكان ايضا يبث القرآن الكريم والمراثي الحسينية وقصائد الحماس والاناشيد ايضا .
لم يكن يستقر في مكان واحد كان يتنقل بعربة الاطفاء في احياء المدينة واريافها وقصباتها وكان طاقمه مكون من ثلاثة رجال سائق العربة واثنان يرافقانه يحملان اسلحة خفيفة وكان هو رابعهم .
كان بثه ينتهي مع اول خيوط الظلام وكان يبدأ مع اول خيوط الضياء في الصباح . وكان في الليل يؤدي واجب المناوبة مع احد المفارز المنتشرة حول المدينة او يخرج مع مجوعة من الناس في واجب قتالي يتعرضون فيه لقوات الجيش .
كان ينام قليلا وكان يغيير مكان منامه  كل ليلة . وفي الصباح يأتي بنفس زيه الذي اعتاد عليه الناس مثلما اعتادوا على صوته ، ( دشداشة ) داكنة اللون و( قمصلة ) عسكرية وعلى رأسه كوفية منقطقة بالاحمر والابيض .
يوم 23/3/1991 اقترب الجيش من مدينة سوق الشيوخ بدأ بقصف المدينة بالمدفعية الثقيلة قصفا مبرحا وكانت تحوم المروحيات في السماء تطلق ماشاء لها من النيران وكانت تلك النيران قد قتلت خلقا كثيرا واحرقت مباني المدينة وبيوتها وكان قد انسحب اكثرالناس يبحثون عن ملاذ .
في ذلك اليوم ترك عربة الاطفاء ونصب رشاشته على مدخل المدينة وبقي يقاتل الفاشية بكل جبروت اسلحتها حتى قتل .
كان هذا هو  محمد جواد كاظم السهر .




#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الاذاعة
- تلاميذ زاير ربــد
- الافراج عن قلم الحاج داحــس الشــاهر
- خرج ولم يعــد
- ام تكليف توجه نداءا
- عـراقيون
- تجليات المغنية الصلعاء
- نــــــصـــــان
- المرآة العراقية وتحديات المستقبل
- عراقية
- الملوك لايفسدون القرى
- ياعلي
- لماذا صار لشيعة العراق بيانا ؟ً
- رسائل حب
- نعم و لا
- نصوص
- الشرارة الاولى


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - الرجل الاذاعة