أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - عربائيل














المزيد.....

عربائيل


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 583 - 2003 / 9 / 6 - 02:48
المحور: الادب والفن
    



اليوم مساء الاحد . ودائما في الاحد مساءً تحزن المدينة . لااحد يعبر عن حزنه لااحد يقول اني حزين . ولكن الحزن في مساءات الاحد لايحتاج الى تصريح . تستطيع ان تشمه في رائحة المدينة تستطيع ان تراه في السماء وان تراه على الوجوه تستطيع ان تراه ممددا على الشوارع وتستطيع ان تراه عاى واجهات المحلات  . مساء الاحد في هذه المدينة الواقعة في الشمال الامريكي له طريقة مختلفة تماما للتعبير عن نفسه من كل ايام الاسبوع وليالية .
في يوم الاحد يتغير الحال . نعم يتغير تماما . وهذا التغيير يطرأ على كل شئ . البشر والسماء والرائحة والاشجار والشوارع والاطفال . آوه . نسيت ان اقول الاطفال فقط لايمسهم هذا التغيير .
في يوم الاحد. يصحوا اغلب سكان هذه المدينة ويرتدون ملابسا محتشمة ورسمية ويقضون ساعات الصباح الاولى وحتى بعد منتصف النهار . يقضونها في الكنائس .
بعد منتصف النهار من الاحد . يبدأ مشوار رمادي غير واضح . لااحد يقول اني حزين ولااحد ايضا يلغي شعور الحزن العام .

وتلجأ المدينة في اغلبها من مساءات الاحد الى الشواء ( بار بي كيو ) الخمور محرمة في هذا اليوم . الاباء الامهات ، الابناء والبنات الكبار يجلسون على مصاطب الحدائق العامة آو على كراس خفيفة الحمل امام باحات بيوتهم . يتبادلون احاديثا مقتضبة كما لو ان تلك الاحاديث اعدت سلفا من اجل هذا المساء الاحدي . وانظارهم الى اطفالهم واطفال غيرهم الذين يلعبون ويضحكون ويبكون ويتخاصمون من غير اكتراث لمساء الاحد آو يهيمون بنظراتهم مع الدخان الابيض المتصاعد من شي اضلاع الخنزير آو البقر آو افخاذ الدجاج من مناقل الشواء التي ليست بعيدة عنهم .
وانا  . نعم انا .. ماهو موقعي في كل مايحدث .
انا اسكن في هذه المدينة منذ عشرين سنة وانني من عربائيل التي  ضاقت مدنها حتى بمنحي قبرا فانهزمت منها الى دول الشمال الصليبي . وكانت تلك المدن بحق مكانا رائعا للعيش والحياة والاحلام . 

. وان عادات هذه المدينة صارت جزءً من عاداتي وفي مساء الاحد رغم اني لااذهب الى الكنسية . امارس عادة الشواء وبالوجوم ذاته البادي على وجوه اهل المدينة ، اشم روائح اللحم المشوي واشعر بالحزن ايضا .
ومن اجل تبديد سفر عائلتي ( زوجتي واطفالي ) الى الاهل في عربائيل . وكان سفرهم ، ويا للمصادفة الخيثة بعد 11/ ايلول . ان عقدت صداقة مع اطفال الجيران وادعوهم الى وليمتي في مساء الاحد . كنت اشتري صحونا ورقية واعد لكل واحد منهم صحنه . مساء الاحد حزين ولكنه مع مرح الاطفال يجعل الحزن مقبولا واحيانا مبهجا . ،

مساء الاحد هذا توقفت (3) سيارات شرطة . بالقرب من مسكني . كان
رجال الشرطة يبسمون لنا جميعا. يلعبون مع الاطفال . ثم  اقنع شرطي طفل باخذ صحنه ودخل السيارة . بعد ان  اعطاه العابا وحلويات وخرج الشرطي بعد دقائق من سيارته المختبر باسما .
قال قائد المفرزة . بصوت خفيض سمعته جيدا للرجل الاشقر جاري الذي كنت اطعم اطفاله : ـ
الاكل غير مسموم ، يستطيع مواصلة احتفاله والاطفال . وغادروا .......

                                              
                                                    امريكا المحروسة
                                                    تموز   2003

 



#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد اخر يموت عطشانا
- حدث هذا في مخيم الارطاوية
- مصائب المهدي - بمناسبة تغيير اسم شارع ابو نؤاس الى شارع المه ...
- اختيار ملكة جمال العراق
- الصحاف
- ريش العمائم
- هلهولة للتحرير الصامد .....الى نوري ابو رغيف ....من اجل ( جل ...
- سعدية سمينة جدا - انتهى العهد القديم ليبدأ القديم الجديد بال ...
- عراقيون وقبور جماعية وعرب
- اجنحة الدكتاتور
- في حضرة السائد الشمالي
- ما قبل الاخيرة
- بعد اعوام طويلة
- الرؤساء والحرب
- رسائل الربيع للطائر الى بغداد
- ظهور عطشة
- الذي رسم جنة الله
- مخلوقات شرقية ، مجموعة القاص رياض كاظم تحصل على الجائزة الثا ...
- الزعيم في القمر
- دجاج الملك حسين وموز محمد سياد بري وخرفان الملك فهد


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - عربائيل