أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعد هجرس - ساركوزى دخل الاليزيه بفضل أسامة بن لادن














المزيد.....

ساركوزى دخل الاليزيه بفضل أسامة بن لادن


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 13:49
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


فرنسا .. دولة عجيبة .. فهى ليست "قوة عظمى" بالمعايير المادية، لكنها كانت ولاتزال "منارة إشعاع" ثقافى وحضارى.
هكذا كانت حين وهبت البشرية مبادئ الثورة الفرنسية، التى أعلت من شأن الحرية والأخاء والمساواة، وبلورات فكرة "المواطنة" لأول مرة فى التاريخ الانسانى، ليتحول الناس من "رعايا" إلى "مواطنين".
ورغم أن هذه الثورة كانت فرنسية بامتياز، إلا أن قيمتها سرعان ما أصبحت عالمية وانتشرت فى سائر أنحاء الكون، وأصبحت شعاراتها مطالب ملحة لكل الشعوب التى تريد الانتقال من "الملة" إلى "الأمة".
وفى العصر الحديث .. عندما اندلعت ثورة الشباب فى عاصمة النور، باريس، عام 1968، سرعان ما انتقلت عدوى هذه الثورة إلى كثير بلدان العالم، بما فى ذلك مصر التى شهدت فى ذات العام انتفاضة مهمة أحدثت شرخاً فى جدار الاستبداد العتيد.
وبالمقابل .. توجد علاقة غامضة تربط الفرنسيين بمصر، من خلال تلك الظاهرة المدهشة التى تسمى "الولع بمصر"، والتى نرى لها تجليات أكثر من أن تعد أو تحصى منذ اللحظة الأولى التى تطأ فيها أقدامنا الأراضى الفرنسية.
ومن هنا .. فإن الانتخابات الفرنسية ليست فى الوجدان المصرى كأى انتخابات أخرى وإنما يتابعها الكثير منا كما لو كنا أطرافاً فيها، لا مجرد متابعين أو مراقبين أجانب.
وكانت الانتخابات الرئاسية التى جرت يوم الأحد الماضى واحدة من تلك اللحظات العجيبة التى تابع فيها المصريون بشغف، وقلق، ما يجرى فى السباق نحو قصر الاليزيه بين نيكولا ساركوزى وسيجولين روايال.
واذا كان كل المصريين الذين تابعوا هذه الانتخابات قد غمرتهم مشاعر الاعجاب بسلاسة العملية الانتخابية، واحترام قواعد "اللعبة" والنزاهة، والحرية، وغير ذلك من الأمور التى أصبحت من قبيل المسلمات والبديهيات فى الحياة السياسة الفرنسية، والتى كانت نتيجتها نسبة إقبال منقطعة النظير على صناديق الاقتراع..
فإن بعض المصريين قد غمرهم الحزن عندما تم إعلان النتيجة، بفوز ساكوزى بنسبة 53% وهزيمة روايال التى حصلت على أصوات 47% من أصوات الفرنسيين.
وهنا نفتح قوسين لجملة اعتراضية لمحاولة تفسير تصويت أغلبية الفرنسيين لرئيس بهذه المواصفات التى تبدو متناقضة روح الثورة الفرنسية.
وهناك بالتأكيد أسباب متعددة ومتشابكة لذلك، سياسية واقتصادية واجتماعية، لكن يبدو أن ساركوزى قد لعب على وتر حساس للفرنسيين – والأوروبيين عموماً – هو الخطر الذى يمثله المهاجرون على الهوية الفرنسية (والأوروبية).
هذه النغمة التى كانت مثار ازدراء الغالية الفرنسية من قبل، لم تعد كذلك خاصة بعد ظهور تنظيم القاعدة وتفشى أفكاره وممارساته، بصورة بدأ الكثيرون فى فرنسا – وأوروبا – يعتبرونها تشكل خطراً على نمط حياتهم وحريتهم وامانهم.
وبهذه المعنى يمكن أن نقول أن أسامة بن لادن كان أحد أسباب فوز ساركوزى، الذى كان من الصعوبة بمكن تصور أن يحظى بمثل هذا التأييد لتلك الأفكار فى عهود سابقة.
على أى حال .. يبدو فى رأى الكثيرون فى العالم، إضافة إلى رأى 47% من الفرنسيين .. أى نصف فرنسا تقريباً، أن نصف فرنسا الآخر أساء الاختيار، وان ساكن قصر الاليزيه الجديد يشكل مصدر قلق حقيقى لملايين من المهاجرين .
كما يشكل مصدر قلق حقيقى لملايين من الفرنسيين الذين كانوا يرون فى مرشحة اليسار صمام أمان ضد تغول الرأسمالية المتوحشة..
ويشكل كذلك مصدر قلق حقيقى لكثير من العرب الذين يخشون من توجهات ساركوزى "الليكودية" و الأمريكية.
وبكل هذه الحسابات يمكن القول بأن "نصف فرنسا الآخر أساء الاختيار .. لكن هذه هى الديموقراطية التى يظل أسوأ ما يمكن أن ينجم عن آلياتها، ومن بينها الانتخابات، أفضل من كل "فضائل" الدكتاتورية والاستبداد المزعومة.
فالديموقراطية لديها آليات تصحيح ذاتية .. ومثلما جاء الفرنسيون بساركوزى اليوم .. فأنهم يستطيعون إخراجه من الاليزيه فى الانتخابات القادمة.
ثم إن نجاحه بأغلبية لا تزيد عن 53% من الأصوات، لا يعنى أنه أصبح مطلق اليد، يفعل ما يشاء ، فى شئون البلاد والعباد. وإنما تظل سلطاته وصلاحياته مقيدة بمؤسسات دستورية حقيقية ورقابة شعبية صارمة ورأى عام جبار.
ويكفى بهذا الصدد أن نتذكر أن شارل ديجول – بجلال قدره ومكانته التاريخية لدى الفرنسيين – قال ذات يوم أن من أصعب الأمور أن تكون رئيس جمهورية لشعب لديه أكثر من ثلثمائة نوع من الجبن.
والمقصود ليس هو "الجبن" الذى يتسم به الخائف الذى ترتعد فرائصه، وإنما "الأجبان" الفرنسية الشهية.
ومثلما تعلمنا الكثير من متابعة الانتخابات الفرنسية .. فأن أغلب الظن أننا سنرى الأكثر من متابعة حقبة جديدة من الحياة السياسة الفرنسية الغنية .. وليتنا نتعلم!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (صحة المصريين .. وخطة الجبلى (1
- مسلمون بالإكراه
- نوبة دوت كوم
- .. وأخيراً تحدث أحمد عز!
- وصف مصر.. بالأرقام 5
- وصف مصر.. بالأرقام 3
- الإسرائيليون يحاولون إعادة احتلال سيناء.. بالاستثمار
- لوغاريتمات راجى عنايت!
- وصف مصر .. بالأرقام 2
- وصف مصر .. بالأرقام 1
- الحكومة تفضل وضع نفسها موضع الشبهات!
- أمين »الإنسان« وأباظة »الوزير«
- قتل الإبداع.. القاسم المشترك الوحيد بين العرب!
- كعب داير .. للبروفيسور الذى داس على ذيل الحمار
- هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟
- مداهمة -الدبلوماسية-المصرية فى العراق
- عيش .. وملح !
- الأحزاب والنشاط السياسى داخل الجامعة.. العقدة والحل
- ملاحظات شاهد عيان للاستفتاء الحزين
- رغم كل شئ :مصر مازالت بخير


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعد هجرس - ساركوزى دخل الاليزيه بفضل أسامة بن لادن