أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - لوغاريتمات راجى عنايت!















المزيد.....

لوغاريتمات راجى عنايت!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الكل يتحدث عن "الإصلاح" .. تستوى فى ذلك "المعارضة" و "الموالاة" .. الأحزاب "العلمانية" وجماعات الاسلام السياسى .. التنظيمات الى نجحت بطريقة أو أخرى فى الحصول على ختم الشرعية من لجنة الأحزاب والفصائل المحجوب عنها الشرعية.. الليبراليون واليساريون ومن يمسكون العصا من المنتصف.
كل هؤلاء يتحدثون عن "الاصلاح" الذى تحول إلى شعار مراوغ ترفع فى ظله مطالب جادة ومحترمة قليلة، كما تحدث فى كنفه جرائم كثيرة تجعلنا نندم على اليوم الذى طالبنا فيه بالاصلاح أصلاً.
كما يجرى تحت لوائه كثير من الكلام الفارغ واللغط السطحى والخطابات الغوغائية .. حتى أصبحت كلمة "إصلاح" كلمة مشبوهة مثلها فى ذلك مثل كلمة "سلام" وأخواتها من مفردات قاموس الزمن الردئ.
وبعيداً عن هذه الغثاثة، والكلمات المخنثة، والألفاظ المراوغة التى تتحدث عن حق يراد به باطل ..
وبعيداً عن ضيق الأفق والنظرة الجزئية المحدودة التى لا ترى أبعد من مواطئ القدم..
وبعيداً عن "الانتهازيين من عبيد السلطة" و "الأفاقين من أقطاب النشاط الاقتصادى" و "المنافقين من محترفى الوعظ والارشاد"..
بعيداً عن هذا كله .. يضع المفكر والكاتب الكبير راجى عنايت يده على الجرح، ويقدم تشخصياً دقيقاً للأمراض المزمنة والمستعصية التى تعانى منها مصر، ويضع هذا التشخيص فى أبعاده الأوسع المتعلقة بانتقال المجتمع البشرى بمرحلة تغير كبرى من ثورة المداخن إلى مجتمع المعلومات، وهى مرحلة "أكثر عمقا وأبلغ أثرا من المرحلة التى سبقتها عند التحول من مجتمع الزراعة إلى مجتمع الصناعة".
ويشير برؤوس أسهم إلى روشتة العلاج الحقيقى، بعيداً عن إدمان المسكنات والخرافات وأوهام الفردوس المفقود.
صحيح أن "خواطر وأفكار" راجى عنايت بمثابة حوار مع النفس أو مونولوج بصوت مرتفع فى صورة رسالة "فضفضة" فى إطار حوارنا المستمر.
لكنى رأيت أنها أخطر من أن تكون رسالة شخصية أحتفظ بها لنفسى وأناقشها معه على انفراد فى جلساتنا الخاصة، ولذلك أعطيت نفسى الحق فى نشرها وإبلاغها إلى النخبة المصرية الحائرة دون استئذان من صاحبها.
خواطر و أفكار ..
غياب الرؤية ..عند النخبة الفكرية !
هذه هي مشـكلة المشـاكل عندنا ..
· ما هي مشكلتنا الأساسية في مصر حاليا ؟ .. هل هي فقط :
ـ سيطرة النظام الحاكم ؟ .
ـ ضعف الأحزاب ؟ .
ـ انتشار الفساد و نهب الموارد ؟ .
ـ غياب الديموقراطية، وعيا و تطبيقا ؟ .
ـ ضعفنا في مواجهة مخططات الرأسمالية العالمية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ؟ .
ـ عجز الدول العربية و الإسلامية عن خلق كيان واحد قوي ؟ .
· أم هي، قبل أي شيء آخر : سيادة التوجّه الغيبي، و الاعتماد على النقل و تغييب العقل ؟ .
· و هي، و هو الأهم : فشل النخبة في التعامل مع الواقع العالمي الحالي شديد التغير، و عدم قدرتها على فهم المؤشرات الأساسية للتغيير، و انعكاساتها على حياتنا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسـية و منظومة القيم السائدة .
· و هي، بنفس الدرجة من الأهمية، عدم قدرة القيادات الفكرية في مختلف المجالات على ممارسة التفكير الناقد، الذي يحرر العقل من قبضة التعوّد، و يسمح له أن ينظر إلى الأشياء في صورتها الحقيقية و حجمها الحالي الفعلي .. و عدم استعداد هذه القيادات للاعتماد على التفكير الابتكاري الذي يفتح أمامها أبواب الحلول الجديدة، غير المسبوقة، الصالحة للتعامل مع الواقع الجديد .
* * *
المشكلة الكبرى، هي أن هذا الذي أقوله يبدو أمام القيادات الفكرية المصرية، أشبه باللوغاريتمات غير المفهومة .. و غير اللازمة ! . و أنا هنا لا أتكلّم عن الانتهازيين من عبيد السلطة، و الأفاقين من أقطاب النشاط الاقتصادي، و المنافقين من محترفي الوعظ و الإرشاد .. أنا أتكلّم عن المصريين المحترمين المخلصين المتعلمين، الممسكين بناصية الثقافة و الفكر في مصر .. الذين باغتهم تغيّر الأرض التي يقفون عليها، و سقوط الأفكار و النظريات التي أفنوا حياتهم في دراستها، و الحصول على أعلى الشهادات و الجوائز فيها، فعزّ عيهم أن يتنازلوا عن حصيلتهم التي انتهت صلاحيتها، و أن يقفوا موقف الساعي إلى التحصيل، في مواجهة الواقع المستجد على الجميع .
و النتيجة ؟ .. هي أن هذه النخبة الفكرية أو الصفوة العقلية، في غيبة القدرة على التفكير الناقد، و التفكير الابتكاري، راحت تتخـبّط في اجتهادات غير موفّقة، و غير قائمة على فهم حقيقي لما يحدث عندنا، و في العالم من حولنا ( مثال : إذا كان خبير القانون الدستوري لا يعلم شيئا عن البنية الأساسية لمجتمع المعلومات، هل يستطيع أن يشارك في بناء مصر، أو في وضع دستور لحساب مستقبل مصر ؟! ) .
* * *
حقائق مساعدة :
هذا هو مجرّد تجميع لبعض الحقائق التي تستحق التفكير، للمساعدة في الوصول إلى الفهم اللازم للتعرّف على الرؤية المستقبلية الشاملة المطلوبة .
( 1 ) المجتمع البشري يمر بمرحلة تغيّر كبرى من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات، و هي أكثر عمقا و أبلغ أثرا من المرحلة التي سبقتها، عند التحوّل من مجتمع الزراعة إلى مجتمع الصناعة .. و هذا يعني أن :
ـ هذا التحوّل يكون شاملا، يعيـد صياغة الأسس الاجتماعـية و الاقتصـادية و السياسية التي فرضها المجتمع الصناعي على مدى ما يزيد عن قرنين، كما يفرض منظومة جديدة للقيم .
ـ نحن بصدد أسس جديدة لكل شيء في الحياة، و نظريات علمية جديدة في كل مجالات التخصص .. بل نحن بصدد سقوط علوم بأكملها، و ظهور علوم مستجدة أكثر اتفاقا مع تكنولوجيات عصر المعلومات .
ـ يترتّب على هذا، عدم صلاحية معظم خبرات مجتمع الصناعة للتعامل مع واقع مجتمع المعلومات .
ـ و بنـاء عليه، يكون على كبار الخبراء في نواحي نشاطنا الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي، الذين تأسست معارفهم و خبراتهم و فق علوم و نظريات عصر الصناعة، أن يتعرّفوا على أبعاد التغيرات التي حدثت في مجال نشاطهم، حتّى يعيدوا النظر فيما استقر عليه رأيهم طويلا .. و حتّى يتخلّصوا من تناقضهم مع الواقع الجديد للبشر .
( 2 ) يجب أن يتوقّف الجدل العبثي ، حول : بأيهما نبدأ الإصلاح الاقتصادي أم الإصلاح السياسي ؟ .. إنقاذ التعليم من الحضيض الذي وصل إليه، أم محاولة تخفيف عبء الحياة على العاملين، أم السعي إلى خلق فرص عمل جديدة حقيقية لمواجهة تفاقم مشكلة البطالة ؟ .. في ظل التغيرات التي تحدثنا عنها لن تنجح أي محاولة جزئية للإصلاح أو إعادة البناء في هذا الجانب أم ذاك، دون أن ينبع ذلك كلّه من رؤية مستقبلية شاملة لمصر، تربط بين التحولات البشرية العامة و الواقع الحقيقي المعاصر لمصر .. و ترسم على أساسها الاستراتيجيات و الخطط .
( 3 ) علينا أن توقّف على تعليق سيادة النقل على العقل فوق شماعة جماعة الإخوان المسلمين، و غيرها من الجماعات الشبيهة، أو على التأثيرات الوهابية القادمة من السعودية .. فالحقيقة أن النظام الحاكم في مصر ـ على مدى ما يزيد عن نصف قرن ـ كان مصرّا على فرض الأوضاع التي ترسّخ وجوده، اعتمادا على مجموعة من العقائد المتناقضة ـ يسارا و يمينا ـ مع الحرص دائما على تحجيم قدرة الإنسان المصري على التفكير المثمر، من المهد إلى اللحد ! .
( 4 ) يجب أن نسعى بجد إلى فهم طبيعة التغيرات الحقيقية التي يأتي بها مجتمع المعلومات، و أن نميّز بينها و بين حملات التضليل التي تسعى بها الرأسمالية العالمية الكبرى إلى الاستيلاء على مكاسب البشر من هذا المجتمع، و تزوير الحقائق لحساب المزيد من المكاسب .. عدم الفهم الجيّد لطبيعة مجتمع المعلومات أتاح لعملاء الرأسمالية أن يفرغوا مبدأ العولمة من مضمونه الإيجابي الحقيقي، و يحولونه إلى مجموعة من الإجراءات التي تضاعف سيطرتهم .
حقيقة هامّة و أخيرة :
· لا تتحقّق الأشياء لمجرّد أننا نستحسنها، أو نراها الأفضل و الأمثل .. بل تفرض نفسها نتيجة لنوع الحياة التي نختارها . و الخيار الأهم بالنسبة لنا هو التحوّل إلى مجتمع المعلومات، و تدارك ما تخلّفنا عنه في هذا المجال، و سبقتنا إليه العديد من الدول في مختلف قارات العالم .
· و حتّى نفهم هذا، نقول أن الرقّ أو نظام العبيد، ظلّ سائدا على مدي عشرة آلاف سنة، هي عمر عصر الزراعة، رغم كل ما نادى به المصلحون، و تغنّى به الشعراء، و قام به الثوّار .. و لم يبدأ انقضاء نظام الرق إلاّ بسيادة عصر الصناعة، باعتبار أن طبيعة العمل الصناعي لا تحتاج إلى شراء لحم و دم العامل، بل تكتفي بجهده .
· و نفس الشيْ ينسحب على قضية مساواة المرأة بالرجل، و التي لم تتحقق طوال عصر الصناعة في أكثر الدول تقدما .. نتيجة لأن طبيعة العمل العضلي السائد في عصر الصناعة، كان متناقضا مع قدرات المرأة ( خاصّة في ظروف الحمل و الولادة و الإرضاع ) . و الانتقال من العمل العضلي إلى العمل العقلي في مجتمع المعلومات، سيضعف العوائق السابقة .
· هل يمكن أن نفعل مثل ما فعلته اليابان في تحوّلها إلى مجتمع المعلومات ؟..فئة فليلة من المفكّرين المستنيرين المبتكرين، تركت السياسيين في صراعهم، و العمال في إضراباتهم، و انشغلت بالتفكير في مقوّمات الوصول إلى مجتمع المعلومات، ثم وضعت بيانا يتضمّن استراتيجية و خطط تفصيلية، طرحته على الحكومة، فأقرته و أخذت به .. و ضمنت اليابان تحولها إلى مجتمع المعلومات، و لحاقها بركب التطور المجتمعي .
· هل يوجد في مصر من يشعر بأهمية هذا ؟!! ..
راجي عنايــت
إبريل 2007
إنتهت رسالة المفكر والكاتب الكبير راجى عنايت .. ولعلى لا أكون متفائلاً اكثر من اللازم إذا أجبت على السؤال الذى اختتم به رسالته المهمة بقولى : نعم .. يوجد فى مصر كثيرون يشعرون بأهمية هذا .. وبضرورة حل هذه "اللوغاريتمات".
فلماذا لا نفتح باب الحوار الجاد .. دون حساسيات .. أو وصاية حول إصلاح حقيقى ينقلنا إلى المستقبل بالفعل .. وليس بالأوهام؟؟



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصف مصر .. بالأرقام 2
- وصف مصر .. بالأرقام 1
- الحكومة تفضل وضع نفسها موضع الشبهات!
- أمين »الإنسان« وأباظة »الوزير«
- قتل الإبداع.. القاسم المشترك الوحيد بين العرب!
- كعب داير .. للبروفيسور الذى داس على ذيل الحمار
- هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟
- مداهمة -الدبلوماسية-المصرية فى العراق
- عيش .. وملح !
- الأحزاب والنشاط السياسى داخل الجامعة.. العقدة والحل
- ملاحظات شاهد عيان للاستفتاء الحزين
- رغم كل شئ :مصر مازالت بخير
- هل نستعيد أمجاد النقل البحري لعصر محمد علي؟!
- ميلودراما مصطفى البليدى
- فلتكن نهاية حياتنا بكرامة!
- عرب من أجل إسرائيل!
- كل استفتاء وأنتم بخير!
- ملف استحقاقات الدولة المدنية سيظل مفتوحاً
- دبرنا يا وزير التضامن الاجتماعى
- بروتوكولات حكماء الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات .. وأزمة الث ...


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - لوغاريتمات راجى عنايت!