أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - الطبيعة ترفض التكرار















المزيد.....

الطبيعة ترفض التكرار


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 10:43
المحور: الادب والفن
    



أثناء زيارتي الأخيرة لمعرض فنان شاب، أقام معرضه بمساعدة أحدى الجمعيات الخيرية، مكان المعرض قرية بأطراف مدينة الموصل، في جو مكثف من الألم، السماء فرشت غيومها تلاعب الشمس الطرية في شهر نيسان، اذهلني التقارب الرائع في لوحاته المعروضة، وما تحمله ريشة ذلك الفنان المغمورة شهقاته الفنية والقريبة من انفعالات دالي، سألته: بمن تأثرت؟ أجاب بدالي والطبيعة من حولي خلقت الرغبة داخلي في امساك ريشتي ومزجها بالألوان، أما دالي أرغمني على رسم وجه حبيبتي بقلب الفضاء،، قد أكون دالي العراق ذات يوم؟!؟!. عند عودتي قلت لنفسي، ان الشمس كانت مبتسمة لدالي ساقت له الشهرة والنجاح تحت سماء زمان غير زمان هذا الشاب المنسي هنا، وإن السماء هنا تقود الغيوم أينما حل الحلم، بهدوء صافي طلبت من الله أن تقوده الاقدار إلى طريق النجاح وتحقيق حلمه، دالي داعب فرشاته بسخرية حين وجد أنه زُجَّ في عالم لم يختار أيّاً من ملامح وجودهِ فيه، اسمه ، يوم ولادته، صورة شكله، هي حبال متدلات حول وجود كل انسان، ادرك دالي أنه يريد العيش كيفما شاء، ليس كغيره، تسوده الحياة كقشة طافية على وجه الزمن،،، وقلت لنفسي: ربما هذا الشاب يفهم مافهمه دالي أو هي الحرب!!!، أحدثكم قليلاً عن دالي، وفنه، لدالي لوحات ليس كسابقاتها من لوحات، لغتها مختلفة تحمل صوفية رجل أدرك الاشياء بأشيائها المقنعة، أبدع خياله صور تكشف لولبيات مدهشة تحقن المستعرض لها بوخز التحديق، ربما الرائي لها يسكب دموعه، أو يموت ضحكاً على أفكار دالي، لا بل قد يصيبه الذهول لدرجة إدمان الصمت، ثم يحاول مسح ما علق بذهنه من تلك الخطوط، دالي يحقق بلوحاته إعادة الحلم، حلم الطفولة الفوضوي المتصدع، كي تجد نفسك داخل دائرة رؤياه غير مقتنع بادئ ذي بدء، لو تحامقت وصادقت التطلع داخلك من خلال رسوماته التي توصلك إلى عوالم تذهب بك لساحات الحياة الواسعة بسعة مدركات دالي، لأنه يبحث في المجهول أو الغيب، انها أحد الأسباب التي تدعو الخيال أن يجول في حالة من الانطلاق تدعى بالصوفية، رسم ظل الغيب في اللاشعور من عقله واضعاً ما يراه من جمال في مستودع تخيله من الداخل والخارج، ترك حقيقة العين الشاهدة جانباً، اعتمد حالة التخيل حيث يشع انبثاق المعنى ليؤكد ابداعه الذي فوق فهم حدود البشر العاديين، انها عملية تجدد في الفن، ما أن نذكر دالي إلاّ وظهر لنا الوجه الآخر لعالم الخيال والتفكك الذي أغرقه دالي في انعكاسات من الانكسارات لمعنى الحقيقه المرئية منها واللامرئية، في زمن فقد طعم الدهشة، بما جلبته الحربين العالميين (الاولى والثانية)، من قتل ودمار وخراب، رسم صور تشكل هويتها من فضاء العقل الذي لا يهاب الاسهاب في ظهور الحلم والبحث عن المجهول، شكّل واقع عبثي خارج من نقطة تحمل الجمال من أجل رفض الانتظار والتكرار، ولد عام 1904 ، عاش طفل مدلل، ترعرع في احضان دافئة على نسمات البحر الابيض المتوسط، دخل مدرسة اخوان العذراء، كان مهووس بالرسم ولا يكترث بشيء سواه، في الرابعة عشر من عمره عرض لوحة في المسرح البلدي، نالت الاعجاب، ثم دخل بعدها مدرسة الفنون الجميلة في مدريد، في احد المراحل الدراسية أعطى الاستاذ للطلاب موضوع تصوير عذراء قوطية، رسم دالي (كفتي ميزان)، عندما سأله الاستاذ، أجاب دالي: إذا رأى الزملاء عذراء فقط، فقد رأيت أنا كفتي ميزان، حينها كان دالي مهتم ( بالمدرسة المستقبلية الايطالية) التي يرئسها (شيريكوكارا)، عرفت بأسم ( المدرسة الميتافيزيقيبة) كانت هذه المدرسة تقوم بالتوكيد على الادراك الداخلي عند الرسام وصب اهتمامه بما وراء الطبيعة، رحل إلى باريس ليعيش المغامرة السريالية، التقى في زيارته الاولى لباريس عام 1928 ببيكاسو، أما عند فرويد وجد تبريراً للحب الشديد الذي كان دائماً يحسه نحو طفولته وما فيها من هول وتشدد، ولم يترك لحظة تمر دون متابعة أي عمل عظيم، بإسم الخلود للفن كان يسبق كل الطرق ويبتكر الطيرازات الحديثة التي تحمل كل جديد من اجل ان يكتسح ما قبله تماماً، دالي محب للمال لدرجة الشراهة، قد انكر بريتون ذلك عنه ساخراً منه قائلاً: باع روحه للمال، بالفعل كان دالي كذلك حتى انه غير اسمه من دالي إلى إسم ( أفيدا دولار) وعنى بهذا الاسم الرجل ذو الوجهين ( وجه اسباني ووجه امريكي) ، أما من حيث الابداع قال عنه بريتون: انه النايغة وللوحاته اجراس تقرع في ل مكان، ادعى سلفادور دالي أن اسلوبه الخاص يعتمد النقد المبني على الهلوسة، ونسب ذلك إلى المعرفة التلقائية اللاعقلانية على اساس التداعي والتأويل للظواهر التي تبرز حالات الهذيان، كما زعم انها أكثر من حالات الجنون المؤقت، وكان دالي يكثر من التردد على دور السينما طلباً للإثارة واللالهام، لقب دالي بسيادة المدهش في الفن ذو الهوية المتفردة وعملاق الالوان، في عام 1929 تعرف على كالا عند شواطئ ( كاوكيس) وهي برفقة شاعر روسي، احبها لدرجة أنها اصبحت ملهمته، ثو تزوج منها، ذات يوم قال معبراً عن حبه لها: أنا احبها أكثر من والدي اكثر من المال، بحبه لكالا أثبت دالي ان المرأة اسمى المخلوقات في هذا الكوكب، تلك الانثى التي أسرت آدم حين وجد نفسه بين احضانها وليس بين احضان والديه، اما كالا احبته هي الاخرى اكثر من اي شيء في حياتها حتى انها غيرت اسمها حين تزوجته من ديكلونوفا إلى كالا حسب رغبه دالي، مع دالي وجدت نفسها لأنه سبق لها الزواج ثلاث مرات ولم تنسجم مع احد قبله، كانت له بمثابة ام وصديقة وملهمة وحبيبة، الحب الذي عاشاه جعل منهما اسطورة، حين يمرض تهدهده مثل طفل، بعد زواجهما اشتريا بيتاً قرب فندق ببورث الذي كانا يقضيان فيه الصيف قبل زواجهما وعملا على توسيعه فاصبح له عدة كابينات للصيد، اعتادا التنزه في القارب أكثر الليالي وهي تقرأ له من روايات بلزاك التي يحبها جداً، كالا بالنسبة لدالي المرأة التي لا تعوض ولا يحل محلها شخص آخر، بعد موتها عبر عن حبه لها بأن امتنع عن الطعام طيلة بقية عمره من بعدها وكان يتغذى على انبوب يصل إلى امعائه، تعرض لتليف في عروقه وبدأ يفقد توازنه النفسي، مات عملاق الالوان الذي ابهر العالم، ذلك الانسان الكوني، كتبت مجلة متش دي باري تحقيق عن رحيل الرسام سلفادور دالي والموجة السريالية الواسعة التي فقدت أخر عمالقتها قائلة: ان نبرة جنونه وبريق نظراته وشاربيه المصممين على شكل قيثارة جعلت منه شهيراً متلما جعلت لوحاته منه فنان عظيم،



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر واشراق الحقيقة
- المدينة المتأركلة
- السياب وعاصفة التغيير
- العولمة والمصطلح
- قصة
- قصة شخصية تنمي الدهشة
- أنثى محاصرة
- حصاد غير مبتكر
- الصديق الاخرس والاكثر فهماً
- سونوغرافيا بلا حركة
- العنف قصور ذهني
- الإبداع والعولمة
- الحجاب بين المفروض والمرفوض
- طروحات ما بعد السيكو لوجية
- المشكلة تشابك التشبيهات
- الثعلبة والديمقراطية
- الانترنت حالة عقلانية
- نحت على نزيف الوطن
- ميكانيكية صيحات الغضب
- رأس الاعوجاج


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - الطبيعة ترفض التكرار