أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - الشعر واشراق الحقيقة















المزيد.....

الشعر واشراق الحقيقة


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


سيكولوجية العمل الابداعي في مجال علم النفس ، تبحث قصيدة النثر في قوانين نشاط الانسان واشراق الحقيقة بخلق ما هو جديد وأصيل.
العملية الابداعية تتجاوز كل سفر، بيقى طيف العمق الجمالي فيما بذل من محاولات للوصول إلى كشف تلك السيكولوجية بواسطة الحدس والعمل اللاشعوري، ظاهرة لا تفسير لها، ان دوافع واهداف النشاط الابداعي من حاجات المجتمع وظهور امكانية حل مشاكله، وتعتبر ضرورية من خلال التطرو الفكري في ذلك المجتمع، رغم قساوة الظروف أو طراوتها، انما تفيد في التوصل للمعرفة، والشعر من صفوة الفنون التي تبذر شعاع الابداع في كل مجالات الحياة والمجتمع، تنهض بفكر جديد لقيادة الشعوب والتحرك نحو المستقبل، الشعر يعكس خصائص وعلاقات وظواهر لم تكن معروفة من قبل، هي مهمة العمل الابداعي شرط من شروط الجمال يسعى اليها الشاعر لإشراق الحقيقة.
الشاعرة نجاة عبدالله وقصيدة ( خطيئة آدم) والشاعر عبد الكريم العامري وقصيدة ( قصائد) المنشورتان في موقع الورشة الثقافي، ما أن قرأتهما حتى وجدت فيهما سمات الابداع، وسال مداد قلمي وسانده فكري في الكتابة عنهما، التقارب الكبير في نسيج القصيدتان على نفس الفكرة، كأنهما يقفان خلف باب تدكه مشاعر لاهثة إلى كشف حقيقة مغلفة بما يشبه السواد أو الظلام، لا يفصلهما غير فضاء القصيدة، وماتحمل رموزها، يسيران بنفس التوازي تحف فكريهما أرض يسكنها خيال شاعرمتمكن ذي تجربة، وشاعرة ذي حنكة، عندما تقرأ القصيدتين تجد المضمون التقارب الفكري والابداعي.
الشاعرة نجاة عبد الله تصر على ان يتحدث هو، يوجه سؤال، بعد ان تشهد أنه قابل بكل أشكال الخطيئة كإبليس يتعالى في المعصية، وينكر أخطاؤه قائلة:
تغرق في السؤال
أرضك المنشغلة بغيرك
ورأسك المتكئ على الريح.
الشاعر عبد الكريم العامري، الصمت والذهول يعنيهما بدقة إذ يقول في المقطع الأول:

على يبابكِِ، زرعتُ فمي.. (1) قلق
فمي الذي استوحدتهُ
الذنوب.
الشاعرة نجاة عبد الله تبوح بضجيج رأسها، وفواصل الصور تحفزها على ممارسة التفكير بصوت عالي في قصيدتها ( خطيئة آدم)
يهبط الغيم حزيناً لسؤالك
منطوياً على دمعته
أهذا العمر لك أيتها الأخطاء،
لا أقول إنهما في نفس الظل يمشيان، لكن ما يملكانه من وعي مدرك لمواقف الحياة المنشغلة في عموم فواصلها على الخطيئة، النفس، الجسد، العقل، ما حبس أنفاسي حول القصيدتين وعمق المفهوم الجمالي عند الشاعرين، وانسان الحاضر ومأساة هذا العصر.
الشاعر عبد الكريم العامري يقول في المقاطع الثلاث التالية:
مؤكداً على التوقف عند الصمت، فحال الانسان في احرج اللحظات عندما لا يجد جواب مقنع لما يحدث، في صمت شديد يسأل: 0لماذا؟) قائلاً :
بمعطفي أخبئ حزني (2) فضاء
لإرحل دونما
اتجاه .
مقطع آخر ..
في شباط العام الماضي ( 3) فراغ
...
المطر يرسم مئات المرايا
...
...
في شباط العام الماضي
كانت هناك إمرأة ! !
مقطع آخر
الرجل ذو اللحية البيضاء (4) فوضى
...
خلف ضباب رمادي .. رأيته:

أما الشاعرة تجاة عبد الله ، تتنهد بغبطة تأمل في التخلص من الحزن، إذ في المقطع التالي تقول:
اقترب المطر الفضفاض
...
كما الخطيئة
...
قفزت إلى فمك السعيد
يدك الممتدة
تقطف اسئلة النار
الشاعر عبد الكريم العامري هو أيضاً يبحث عن ما جعله منذهلاً لدرجة الاحساس بالموت المعلق بين أهداب اللحظات حتى أنه أطلق أسم ( ازمنة العرجون) قائلاً:
وإن مذاق الطلع مرتهن بالغيم (5) أزمنة العرجون
...
أومئ للطين يخط على صدرك
كالعرجون نهاراتك القاحلة
ونشاهد الشاعرة نجاة عبد الله، لا تكف عن البوح المعجون بما تحمل الاعوام وما تخلفه من موت ناتج عن اصقاع من التخلف والأشياء الهشة والأفكار العمياء، إذ تقول:
بعباءات بيضاء
تهبط كالأخطاء
الآمك المعلقة على الشجرة
هنا نشاهد التقارب في طرح الافكار المرمزة بالقصيدتين، عند الشاعر عبد الكريم في قوله:
كالعرجون نهاراتك القاحلة ، والشاعرة نجاة في قولها:
الآمك المعلقة على الشجرة،،، .
العرجون: أصل العذق الذي يعوج ويبقى على النخل يابساً بعد ان تقطع عنه الشمارخ ( المنجد-ص- 496 .
كان يعنيان الموت المعلق، والاصرار على الحياة وممارسة فواعلها من غرائز وما يلفها من مفاهيم لا يمكن التخلص منها، خطيئة متشبثة بتفاحة آدم،وارتداؤها مفاهيم متصدعة، رغم مرور الزمن، إذن الصمت، هو أحد أسباب الخراب المعمم بالخوف الذي يجر معه أذيال الظلم والعنف المتعلق يتلك الشواهد الزائفة، مسألة يصعب تخطيها وفي نفس الوقت يصعب السكوت عنها، ولا بد من حك السواد العالق بأطرافها والتخلص من فوضى المغالطات، إذ يقول عبد الكريم العامري في المسمى ( المطر ينزل بسخرية) :
من خلف السقف.. (6) المطر ينزل بسخرية
المطر يثقب الوسادة ..
يرسم بفرشاة الغيم بركة هادئة:
. . .
وهي يشهد آخر الحروب
يذكرنا الشاعر عبد الكريم في المقطع السابع بقصة يوسف والإنباء عنها بلغة شعرية متمكنة صادقة في في طرح المعاني بصيغ ذكية دون المساس بتفاصيلها يأخذنا إلى أبعد من ذلك، ليضع فرق الاعوام الشاسع بين ما يحدث قبل الآف السنين والحاضر، لابد من ادراك الزمن وعلى الانسان ان يكون قادر على فرز بين ما كان وما نحيا علية في الحاضر إذ يقول:
أيها الباب (7) زائر
. . .
لا تجعل الريح تفتك بي
. . .
لا تجعلها تبحث في صدري عن ماضي معقوف
. . .
وإن الحجرة ما عادت
مأوى للريح
الشاعران يعنيان في قصيدتيهما نفس الالم ونفس المشكلة ويودان أن ندرك ما علينا ادراكه في محالتهما إنتشال الجيل الغارق بين مفاهيم اهترءت والبحث عن حل لهذه المأساة الموغلة حد التقيس الخاطئ، لأن القضية أصبحت في تعامد وتصالبت في عنق المجتمع لدرجة أنها شوهت حقائق وادرجت سموم باتت قيد التنقيب، إذن الشاعران يؤلمهما ما آلّ إليه الأمر من تعصب وتمكن، لا يخدم البشرية في شيء غير مصالح تعود المشيعين على الناصبين خيامهم المهترءة وقراءة زبورهم على لسان ابليسهم المسعور، ينقبون في أعظم الكبائر وعذابات جهنم بالويل والويل لمن زاغ عن مرسومهم.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة المتأركلة
- السياب وعاصفة التغيير
- العولمة والمصطلح
- قصة
- قصة شخصية تنمي الدهشة
- أنثى محاصرة
- حصاد غير مبتكر
- الصديق الاخرس والاكثر فهماً
- سونوغرافيا بلا حركة
- العنف قصور ذهني
- الإبداع والعولمة
- الحجاب بين المفروض والمرفوض
- طروحات ما بعد السيكو لوجية
- المشكلة تشابك التشبيهات
- الثعلبة والديمقراطية
- الانترنت حالة عقلانية
- نحت على نزيف الوطن
- ميكانيكية صيحات الغضب
- رأس الاعوجاج
- تصور في قهوة سويدي


المزيد.....




- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - الشعر واشراق الحقيقة