أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد أسعد - في مصر تحوّلت الأمة إلي جارية و الحكومة إلي مالك اليمين ... و التاريخ شاهد علي ذلك















المزيد.....

في مصر تحوّلت الأمة إلي جارية و الحكومة إلي مالك اليمين ... و التاريخ شاهد علي ذلك


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 03:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تقدم الامم و إنتشار ثقافة التحرر و خروج الانسان من عبودية مالك الارض و مالك المصنع و مالك الدنيا و الدين من البشر الذين إغتصبوا لانفسهم خلافة الله علي الارض , فإن أشكال الحكومات أصبحت تتطور بتطور وعي الشعوب و إتحاد أفرادها, و رغم ضرورية بقاء الحكومة في مركز المسيطر الاوّل علي رأس المال العام بحكم تكوين الدولة مهماكان نظامها فإن تصرّف الحكومة ينعكس من كونها أحد من إثنين إما ديموقراطية يسودها الشعب و تعمل و تأتمر بأمره , و إما ديكتاتورية تملك البلد و الشعب و الارض و ما عليها و تعبث بالمال العام و كأنه إقطاعية للنخبة الحاكمة.
و أن يتخذ التاريخ مسارا في أي أمّة الي ما بين أي من هذين الشكلين , فإن العامل الاول هو مدي نُضج الشعب فكريا و إستعداده للترابط وتكوين أمّة تعرف و تدرك إن الحكومة يجب أن تكون خادمها و ليس سيدها, فالشخصية الضعيفة الناتجة عن الاسترخاء و الكسل و الخمول و التساهل في النواحي الانسانية هي ناتجة عن أنانية و عدم إهتمام بالغير و هما السبب الاساسي في العجز عن تكوين مجتمع سليم.
و المتأمل في تاريخ مصر يجد إن مصر كانت و ما زالت بلدا يُغتصب ثم يورّث , و هذا علي مدي سبعة آلاف سنة , و الشخصية المصرية منذ العصر الفرعوني القديم تعيش في الارض مستسلمة لقدرية مجهولة في إنتظار الموت , و تمني نفسها بحياة رغدة في العالم الآخر بنعيم أعدّه الإله أو الآلهة دون أن يتعب فيه الانسان. لقد علّمت مصر العالم الحضارة التي هي حضارة بناء المعابد و القبور , فأعظم رموزنا الحضارية في مصر هو مقبرة ضخمة إسمها الهرم الاكبر , و معابد شاهقة شامخة تتحدث أغلبها عن حياة ما بعد الحياة , أما ما ورثناه في حضارتنا التي تُنظّم مجتمعنا فهو القانون اليوناني و فلسفته و القانون الروماني و القانون العربي المسمي بالشريعة الاسلامية و القانون الفرنسي الذي يشكل عصب القضاء المصري و نظرة مثقفينا الحاسدة الي شريعة حامورابي الآشورية.
الصحفيون و الكتاب اليوم يتباكون و يلطمون الخدود علي عصر مبارك و يقولون أن مصر تعيش فترة من أسوأ فتراتها , و أنا أبكي علي هؤلاء الذين لم يقرأوا تاريخ مصر بعين مفتوحة كيف حكم الفراعنة مصر إلا بالتوارث و الانقلابات و كيف حكم الهكسوس و الفرس مصر الا بالغزو و الاحتلال و كيف أتي الاسكندر إلي مصر فأسكناه فسيح جناتنا و خلعنا عليه أرفع القابنا "إبن الاله أمون" و عبدناه و عبدنا بطالمته من بعده , ثم أستولت علينا روما بعد يوم أكتيوم الذي عدنا منه ننشد أناشيد النصر الكاذبة , فلما بانت الحقيقة إنتحرت ملكتنا ليس حزنا علي مصر بل حزنا علي حبيبها الذي إستخدم مصر ليحقق مطامعه الشخصية ضد روما, و خضعنا لروما و من بعدها بيظنطه حتي جاءنا البدوي ابن العاص بدعوي إن معه قرآنا يحررنا من الرومان, فلما تمكن منا حلب بقرة مصر و أطعم يثرب من شحمها و لحمها , و توالي علينا خلفاء الله علي الارص فلما لم يستطيعوا حكمنا و لوا علينا عبيدهم الذين إبتاعوهم من أسواق أوروبا , و كأن مصر خلت حتي من عبيد مصريين ليحكموها , فلما فَتَحَنا العثماني خنعنا له فإستَكثَرَنا عليه الخواجا نابليون الذي أسلم و إستشيخ و تزوج فاطمه ثم تركنا و هرب , و في فترة تكالبت علينا سادة أوروبا و خلت الساحة بسبب تصارع آل عثمان مع سادة إنجلترا و فرنسا إختار المصريون بإرادتهم الحرة و بإجماع شيوخهم تاجر الدخان الالباني الغريب الذي لا يمت لمصر بصلة محمد علي باشا , لانه قد إنعدمت من مصر النخوة بل و العزة و الكرامة و عميت مصر أن تري في أولادها من يحكمها , فداستها أسرة محمد علي و أتت بالانجليز ليدوسوا معها رقاب فلاحي مصر, فلما بَطُل عصر الاستعمار العسكري قرر السيد الامريكي الجديد أن يزفّ مصر الي بعض خدامه من عسكر مصر فكانت مسرحية يوليو التي لقبوها بالثورة , و لم يتركنا الانجليز للأمريكان إلا بعد أن استوثقوا من أن خادمهم المخلص المطيع سينفّذ خطّتهم في إستعباد مصر فمسح بها الوارث الجديد تراب سوريا و عنكبوت اليمن و مسحت به إسرائيل مراحيض سيناء , فلما تدخّل عزرائيل و آلت التكيه إلي آل ميت أبو الكوم منوفيه حوّلها الي سداح مداح تحت إسم سياسة الانفتاح , و لما تدخّل عزرائيل مهللا و مكبرا تولي أمرنا في دهرنا الاسود أكبر خادم للبيت الابيض , و صرنا شرّابة خُرج لا نهش ولا ننش , و اليوم بقينا ننتظر و علي أحر من الجمر أن يمن علينا سيدنا عزرائيل بالنسل و الخلف الصالح و الوريث الفالح ليمتطي مصر و يكمل مسيرة "آبوه و أجداده" من الضباط الصالحين في التمتع بالعزبة التي سيهبها لهم سيدنا عزرائيل بعد عمر طويل.
أقل ما يقال عن مصر إنها إمرأة مباحة يعاملها أكبر شيوخها و أئمتها علي أنها من مِلك اليمين فيقول طظ فيها و في اللي جابوها و يٌُعِدّ العدّة لكي يحكم مصر ماليزي أو صومالي تماما كما فعل أسلافه و أجداده من مشايخ مصر الذين نصّبوا علينا عائلة محمد علي باشا الالباني.
تاريخ مصر يقول إن من يحصل علي كرسي الحكم في مصر تؤل اليه العزبة و الابعادية يحلبها و يسلبها و يأكلها و هي تتلذذ بكرباجه , يجلدها و بحذائه يسحقها و يأتي باصدقائه ليفسقوا فيها بدنانيرهم و ريالاتهم العربية , و يصدّر نسائها اليهم خادمات غانيات و أولادها خدم عبيد إحسانات العرب البدو الحفاة.
ديموقراطية في مصر ... صح النوم يا أدباء و صحفيون و مفكري مصر .... شعب مصر لا يقبل الديموقراطية لقد تكونت عنده حصانة ضدها في كل تاريخه فهو ينتظر حاكم سيد يجود عليه بلقمة عيشه و هدمته التي تستره و سقفه الذي يشترك فيه مع خمسة عائلات أخري لتأويه و سهره حلوه مع تلفزيون مصر.
إنسوا موضوع الحريات و التعبيرات و الكتابات و المظاهرات , كيف تخاطبون شعبا 50% منه لا يقرأ ... شعبا بحالِه قد تسمّر أمام التلفزيون الحكومي و لم تهز الفضائيات و لا الانترنت شعرة واحدة فيه بل هزت فكره و كَرِه واقعه السّقيم فالتحي و تجلبب و تحجّب و تداوي ببول البعير , هذه هي نتيجة الفضائيات و الانترنت في مصر.
البعض ينتظر الجيش أن يتحرك و هذه مسخرة فكرية و بلاهة ذهنية فالجيش قد سيطرت عليه أمريكا من قبل في السر فأنتجت به مسرحية 52 , و اليوم تُسيطر أمريكا عليه في العَلَن , فهل تطلبوا أن يبدأ الفصل الثاني من هذه المهزلة؟ البعض يقول العمّال و يتحسرون علي قوة البروليتاريا الضائعة و ينسي إن 50% من هؤلاء العمال أميين لا يقرأون , و كلهم جنب الحيط يسعون علي كفاف رزق عيالهم حتي إضراباتهم محاصرة و مسحوقة لا حول لهم و لا قوة.
إن مصر اليوم في قبضة أمريكا , و هذه عندها معاهدة مع عزرائيل , فهي جاهزة دائما بالبديل... لن تتغير مصر من الداخل حتي لو أحرق الكتاب و الصحفيون أنفسهم إحتجاجا و إعتراضا ... يجب أن يتغير فكر كتاب مصر أولا ... يجب أن يكفروا بوطنهم و بشعبهم فإن الكفر الصادق أول خطوات الايمان السليم ... أخرجوا منها لكي تروها إبعدوا عنها حتي تستطيعوا أن تتطلعوا اليها و تحدقوا فيها ... و مهما فعلتم فيجب أن تتركز عيونكم دائما عليها لأن مصر أمانة في أعناقكم و ستؤدون حسابكم عنها.




#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قضية هويدا ... أعترف بأني قد خَسِرت الرهان ... و لو مؤقّت ...
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ...فهل ...
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ..... ...
- إذا كان الحجاب العروبي للمرأة مشكلة... فلماذا لا يلجأ المسلم ...
- في يوم المرأة العالمي ..... أُحِبُّكِ يا حواء
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ..... ...
- الدستور و لعبة شد الحبل بين المسلمين و المسيحيين ..... لمّا ...
- هويدا طه .... قضية أمن دولة رقم 11 حصر أمن دوله عليا ..... إ ...
- الدستور المصري و قضية المادة الثانية ... اللّون الرمادي ماين ...
- هكذا أحب الله المسلمين ... فماذا يفعل المسيحيون المضطهدون .. ...
- كيفيّة الرد علي إضطهاد المسيحيين ... لأنه هكذا أحب الله المس ...
- الصراع الدائر بين بطّة وفاء سلطان و عنزة نهرو طنطاوي .... نف ...
- الوثيقة الاسلامية التي ينتظرها الاقباط المسيحيون
- لماذا يُصر العرب علي إنكار صليب المسيح و رفض إنجيله الصحيح ؟ ...
- الحوار المتمدن تهنئة و تمنيات
- الاسلام الصحيح المبني علي التوراة و انجيل عيسي المسيح
- التعامل مع الواقع .... فاروق حسني يجب أن يذهب
- رد علي تعقيب الاستاذ نهرو طنطاوي في مسألة تحريف المسيحية
- بين إجتهاد الشيخ عمرو خالد في التدريس و حقيقة القس سامح موري ...
- رد علي الدكتور أيمن الظواهري: الاسلام الصحيح لا يناقض المسيح ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد أسعد - في مصر تحوّلت الأمة إلي جارية و الحكومة إلي مالك اليمين ... و التاريخ شاهد علي ذلك