أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - رد علي تعقيب الاستاذ نهرو طنطاوي في مسألة تحريف المسيحية















المزيد.....



رد علي تعقيب الاستاذ نهرو طنطاوي في مسألة تحريف المسيحية


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و كل عام و حضرتكم و الامة الاسلامية جمعاء بخير
إسمح لي أن أقدم الشكر لله أولا كما أشكرك أنت شخصيا لاجل الوقت الذي كرّست فيه علمك الغزير و إخلاصك و غيرتك علي الله و علي إسمه العزيز المبارك في أن تردّ بالاستفاضة علي مقالي , جزاك الله كل خير و متّعك بحبه و وجوده في حياتك و بالصحة و العافية إلي يوم أن تلقاه وجها لوجه
و لقد بدأت تعقيبك علي مقالي بقولك "لم أجد أي جديد في مقال شخصكم الموقر بخصوص العقيدة المسيحية" و أنا أعتذر لك إذا كنت قد سببت لك خيبة أمل في أن تجد في مقالي شيئا جديدا, و قلت أيضا "أن ما قمت بشرحه و تفصيله في مقالكم حول العقيدة المسيحية في شخص المسيح ما هو إلا بعض ما أعلم و بعض ما قرأت عن العقيدة المسيحية" , و أنا آسف إذا كنت لا أستطيع أن أعدك بأنني سأقدم شيئا جديدا عن العقيدة المسيحية و ذلك راجع الي إيماني ببساطة بنصوص الكتاب المقدس الذي يحوي كل العقيدة المسيحية و أنا لا أستطيع أن أزيد عليه حرفا واحدا, و أنا أناشدك أنه إذا أردت معرفة شئ عن العقيدة المسيحية فأرجوك أن تلجأ إلي الكتاب المقدس و ليس إلي قرارات المجامع و لا إلي مقولات الباباوات و لا إلي من يعتبرهم البعض قادة الكنائس, إلا إذا كنت تريد أن تعرف و تُقّيم و تَنتقِد فكرهم عن العقيدة المسيحية ـ بصرف النظر عن إيمانك أو عدم إيمانك بها ـ لأن أفكار الناس تتغير و تتبدل بتغير الظروف و الازمنه أما كلمة الله المدونة في الاسفار المقدسة فهي تثبت إلي الأبد
ثم أنك قلت أيضا "لقد تجاهلت تماما عددا من النقط الهامة التي أثرتها في ردي علي البابا و لم تتعرض لها بخير أو بشر" و الواقع إن قراءتي لردكم علي البابا كانت تحت تأثير إعجابي بأسلوبك وعلمك و مناقشتك و لم يكن في نيتي أبدا أن أتدخل في مناقشة بينك و بين البابا أو أن أتكتل مع البابا ضدك أو معك ضد البابا , فلم أتطرق إلي مناقشة المجامع الكنسية و مناقشة التاريخ , لكن لا أخفي عليك إنني صُدمت من قولك "العقيدة المسيحية ذاتها و التي إختلقها رجال الدين المسيحي متمثلين في الكنيسة الام التي إنقلبت علي رسالة السيد المسيح فحولته من بشر مخلوق عبر معجزة إلهية إلي تأليهه و من ثم إختلافهم فيما بينهم علي هذا التأليه حتي الآن" و أنا قلت "إن هذا إتهام خطير بالتزوير و التحوير في الدين المسيحي" لأنك بهذا القول تتهم المسيحيين بأن إيمانهم مبني علي إدعاءآت بشرية و ليس علي نصوص الكتاب المقدس و هذا غير صحيح , لان مرجعية إيماني المسيحي بالمسيح التي شهدت بها لديك في ردي علي مقالك لم تكن من نصوص و أقوال أشخاص مهما كانت مراكزهم بل من نصوص الكتاب المقدس التي أنا أري أنك تجنبتها تماما و أنك نسبت كل المعتقدات المسيحية عن الله الواحد ـ الذي هو الآب و الإبن و الروح القدس ـ نسبتها إلي قرارات مجامع و تواريخ كنسية و أقوال بشر عاديين لم يعتقد أحد و لم يقل أحد منهم إنها موحاة إليه من الله
و أنا حين إستشهدت إليك عن الاسلام فإنما إستشهدت بنصوص قرآنية و ليس بأقوال المشايخ و لا المفسرين و لا فتاوي علماء المسلمين , فمرجعيتي اليك عن العقيدة الاسلامية كانت هي نصوص القرآن , و أنا أرجو أنه إذا إمتد الحوار بيننا أن يكون النص الديني هو المرجعية في المناقشة و ليست تفسيرات البشر
لذلك أرجو أن تسمح لي أن أقدم لك في مداخلتي هذه شخصية المسيح من خلال عرض لشخصية الله من أسفار الكتاب المقدس و أيضا من سور القرآن و مازلت أقول "أما قوانين الايمان و المجامع و قرارات الكنائس فدعك من هذا كله" , و قد ذَيّلت هذه المقالة ببعض المراجع من الكتاب المقدس التي تُبيّن العقيدة المسيحية السليمة و أنها لم تُختَرع في مجامع أو قرارات كنسية كما تعتقد أنت.
و ملخّص هذه المراجع الكتابية التي أوردتها في آخر هذه المقالة هو أن المسيح هو صورة الله التي خَلَق الانسان عليها(1-1) و هو الله الكلمة الموجود قبل كل وجود و بدء(1-2 و 1-3) , و هو نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية أي الشيطان الذي أضل الانسان و أسقطه(2-1) , و هو ابن الله أعلنها الله بلسان النبوة قبل مجيئه(1-4) و بينها و برهنها بقيامته من الاموات بعد صلبه(4-2) , و منذ إعلانات الله في الخليقة فقد تنبأ الانبياء عن مجئ المسيح المُخلّص مثل ما جاء في سفر أيوب أنه وليُّ علي الارض يقوم (2-2), و في سفر المزامير أنه رب و كاهن (2-4) , و في سفر أشعياء إسمه إلاها قديرا و هو مجروح من أجل معاصينا (2-4), و لما جاء المسيح دُعي اسمه بحسب النبوات التي قيلت عنه "الله معنا"(3-1) و قال عنه صوت الآب من السماء "إبني الحبيب"(3-1), و شهد له حوارييه بإعلان من الروح القدس إنه " المسيح ابن الله الحي" (3-1) و سأله رئيس الكهنة إذا كان هو المسيح إبن الله الحي فأجابه بالايجاب(3-1) , و يوحنا المعمدان الذي يدعوه القرآن النبي يحي شهد بنفس الشهادة(3-3) , و ذكر عنه كُتّاب الاناجيل أنه قال إن الآب دفع كل شئ الي يديه و إنه له سلطان في ذاته أن يقيم الموتي و إنه هو ابن الله و إن الآب فيه ببرهان الاعمال التي يعملها(3-3), و إن من رآه فقد رأي الآب(3-3) , و أنه طلب من الآب أن يرسل الروح القدس الي التلاميذ بإسمه(3-3) , و أمام الوالي الروماني شهد عن نفسه إنه هو ملك(3-3) , و شهد عنه كَتَبَة الاناجيل و الرسائل إن اليهود صلبوه و الله قد أقامه (4-1) و إن الله سيدين العالم بحسب هذا الايمان (4-1), و إن الايمان المسيحي لا بد أن يكون له إختبار يؤكده هو أن يموت الانسان مع المسيح و يحيا معه(4-3) ـ لانه أي المسيح ـ كان في صورة الله و وضع نفسه حتي موت الصليب فرفَّعه الله(4-4) , فلنا فيه الفداء لان فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا(4-5) لانه إشترك معنا في اللحم و الدم (أي الطبيعة البشرية) لكي يبيد بموته سلطان إبليس(4-7) , فهو رئيس كهنة دخل بذبيحة جسده الي الله(4-7) لذلك فكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه جاء في الجسد فليس من الله(4-9) و إن الآب و الكلمة و الروح القدس هؤلاء الثلاثة هم واحد(4-9)
أما المجامع فلم تُعقد لوضع عقيدة مسيحية بل للدفاع عن العقيدة المسيحية كما أعلنها لنا الله في الكتاب المقدس, أي أن المجامع كانت للرد علي الهراطقة الذين أتوا بأفكار خارجة عن نصوص الكتاب المقدس , و مثال ذلك أن مجمع نيقية وضَع في ما سمّاه بقانون الايمان الارثوذكسي إن المسيح مولود غير مخلوق, و خلق المسيح كان هو الهرطقة التي قاومتها الكنيسة , بينما الكتاب المقدس في جميع نصوصه يبين إن المسيح أزلي في الله و أن دخوله الي العالم أي تجسّده لم يكن خَلقا بل سمّاه ولادة , لذلك عُقِدت المجامع للتصحيح و الدفاع و إدانة الخطأ وليس لاختراع عقيدة مسيحية , لذلك فإن القول بأن العقيدة المسيحية قد صيغت في المجامع علي يد رجال الكنيسة و أن المسيح كان إنسانا عاديا و تم تأليهه بقرارات كنسية في مجامع هو قول مرفوض بالمرة , لان طبيعة المسيح و عمله أمر موجود في النصوص الكتابية التي قبلتها الكنيسة إعلانا من الله في النبوات و في الأناجيل , و هي قبلت أن يسوع المسيح هو إبن الله و لم تؤلهه فإذا كنت تختلف مع النصوص الكتابية فهذا شأن آخر , و أنا أرجو أن أكون قد شرحت عبارتي بأن إتهامك للكنيسة بتأليه المسيح يُعتبر إتهاما خطيرا بالتزوير و أرجو أن أسمع رأيك في دفعي لهذا الاتهام
و هذه هي إشكالية الاسلام يا سيدي إن المسلمين يقولون بتحريف الكتاب المقدس و بتكفير المسيحيين بإعتبارهم نصاري بينما النصاري الذين إنقرضوا علي عهد النبي محمد لم يكونوا مسيحيين بالعقيدة السليمة و ذلك بما أظهره القرآن إذ فَضَحَ عقائدهم الفاسدة , و العقيدة الإسلامية تعتمد علي نقد القرآن لعقائد النصاري و تتهم بها المسيحيين و ذلك لمدة أربعة عشر قرنا , و الآن أنت لا تريد أن تقبل أو أن تُسلّم بأن المسيحيون مؤمنون و موحدون بالله و عقيدتهم ليست نصرانية , و أنت نفسك تعترف إن الحروب التي شنتها دول أوروبا تحت شعار الصليب لا يوجد حرف واحد في العهد الجديد من الكتاب المقدس يُفهم منه إن هؤلاء كانوا علي صواب , بل إن الكتاب المقدس يُدينهم لاستعمالهم إسم المسيح و الصليب في غير موضعه , و أنا و غيري قد بُحّت أصواتنا لك و للمسلمين جميعا و أنت لا تريد أن تسمع بل تعود و تَحمِل ضد الكنيسة جميع عقائد النصاري التي في القرآن ـ و المسيحيين منها بُراء ـ و بهذا فأنت تؤذي الكنيسة بإتهامك الباطل لها و نحن نصلي إلي الله من أجلك. و ما زالت هذه الإتهامات يشعل بها المسلمون ـ منذ خروج جيوشهم من الجزيرة العربية ـ حربا شعواء ضد المسيحيين سواء بالقلم أو بالكلام أو بالسيف الذي هو في لغتك العربية أصدق أنباء من الكتب.
ما الفرق بينك و بين شخص يريد قتلي بالسيف؟ أنت تمسك القلم و تريد قتل المسيحيين معنويا بلصق تهمة باطلة بهم و طعنهم في إيمانهم , و الآخر يريد قتلهم جسديا بالسيف فما الفرق؟ أنا سمعت أنك تحمل درجة الدكتوراه و مدرس في الجامعة و أنك إنسان باحث , فإذا كان هذا صحيح فأرجو أن تبحث بدقة عن معطيات الإيمان المسيحي بيسوع المسيح من مصدره الذي هو الكتاب المقدس ـ سواء قبلته أو رفضته ـ و أن تفتش عن الحق في الارض و في السماء و في كل فج عميق يستطيع فكرك الوصول اليه. و حاول أن تقارن بين عقائد النصاري عن عيسي إبن مريم التي وردت في القرآن و بين عقائد المسيحيين عن يسوع المسيح كما وردت في الكتاب المقدس و ستكتشف إن الفرق شاسع جدا.
و قبل أن أدخل إلي نص الآية القرآنية التي قدّمتَها أنا في الأصل لتكون مِحورا لنقاشنا فهناك عدة نقاط أوردتها أنت في تعقيبك أرجو أن تأذن لي بالدخول فيها أولا قبل الرجوع إلي النص القرآني.
أولا أنت قد رفضت ما قدمته أنا من أسس لبيان أن المسيح هو كلمة الله المتجسد و هو صورة الله غير المنظور و دخوله إلي عالمنا بالولادة المعجزية التي سميتها أنت خلقا , و الاعمال الخارقة التي من بينها معجزة الخلق التي لم يشاركه فيها أحد من الانبياء من قبله , و التعاليم السامية التي تفوق الرؤيا البشرية للكمال و النقاء في أي مذهب أو فلسفة أو ديانة , ثم حياته هو الشخصية التي لم تبلغ من الكمال درجة فقط بل كانت هي الكمال بعينه, و طبعا موته و قيامته التي ترفضها أنت , كل هذا رفضته أن يكون دليلا علي شخصية المسيح و ما كُتِب عنه و ما شَهِد هو به نفسه أنه الله الظاهر في الجسد(يوحنا 14 :6ـ11) , فإذا تكلم المسيح لك اليوم و قال لك يا نهرو من رآني فقد رأي الآب و قال أنا و الآب واحد و قال أنا نزلت من السماء , ثم قال لك أتباعه عنه كل ما لخّصته أنا لك سابقا, و مع ذلك لم تقتنع بكلامه و لا بكلام أتباعه عنه فهذا شأنك و لا أستطيع أن أناقشك فيه
ثانيا أنت قد حددت مفهوم الاسلام و رسالته باللغة العربية لغة قوم النبي محمد و هذا هو الاشكال الاكبر ياسيدي ليس فقط بيني و بينك بل بين المسلمين و المسيحيين عموما , فأنت قد حددت الله داخل قصور اللغة العربية , لانه لا توجد لغة من لغات الارض ـ سواء كانت قديمة أو حديثة ـ كاملة دون قصور في إستيعابها لجميع المعاني التي يمكن أن تدور و تطرأ علي الذهن البشري و خاصة المعاني التي يريد الله أن يوصلها لنا بما فيها اللغة العربية , كما أنك حددت رسالة القرآن أنها موجهة إلي قوم الرسول العرب , و إشكالية ذلك أنك تُقصِر الرسالة علي عالم و ثقافة العرب الذين عاشوا في الجزيرة العربية قبل الف و ربعمائة سنة , بل أنك بهذا تفرض علي نسل عرب الجزيرة ألاّ يطوروا لغتهم مع التاريخ و التقدم الحضاري و الثقافي , و أن تبقي معرفتهم بالله محصورة في إطار تعبير لغة الثقافة و الزمن الذي قدّم فيه النبي محمد القرآن إلي قومه, و أنت بذلك تكون قد خالفت و صية القرآن "وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا"(الحجرات 13) و هذه هي الاشكالية العربية في التفاهم مع الشعوب الاخري أن المسلمين لا يريدون أن يتعارفوا أي أن يفهموا أمور الله إلا بلغة القرآن العربية المحدودة منذ الف و ربعمائة سنة , و لا يريدون أن يفهموا مفهوم الشعوب الاخري التي خاطبها الله بلغات أخري(و لقد أرسلنا إلي أمم من قبلك "الانعام 42") و أيضا (و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه "إبراهيم 4") و أيضا (و لقد أرسلنا من قبلك في شيع الاولين "الحجر 10") و أيضا (و لقد أرسلنا من قبلك رسلا إلي قومهم "الروم 47") , فلقد إستخدم الله اللغات العبرية و الارامية و اليونانية و أحيانا الكلدانية و الاشورية بل و العربية في تقديم ذاته لأجيال و أجيال ستأتي علي هذه الارض إلي قيام الساعة , أما أنت فبإعترافك إن الاسلام هو رسالة أبلغها النبي محمد إلي قومه و في عصره بلغتهم , فالإسلام بحسب منطقك رسالة بلُغَة محدودة إلي قوم محددين في زمن محدد , أما أنا فقد قرأت القرآن في زمن القرن الواحد و العشرين و بخلفية عدة لغات مختلطة بعدة ثقافات مؤسِّسا فكري عن الله علي كُتب موحي بها من الله , كُتِبَت كما قلت لك بعدّة لغات أوحي بها الله الي أكثر من خمسة و أربعين شخصا بينهم فلاحين و صيادين و بعضهم أساتذة و بعضهم ملوك علي مدي حوالي ألف و خمسمائه سنة, فلا بد و لا يمكن أن تكون نظرتي للقرآن إلا مختلفة عن الكيفية التي تنظر بها أنت للقرآن تماما و عليك أنت أن تحكم هل نظرتي أنا للقرآن آقرب إلي الصحة أم نظرتك أنت بحسب ما تنحصر في منطق اللغة العربية الذي قدمته لي أنت في تعقيبك , أم تُريدُني أن أترك ما حباني الله به من نعمتة في توسيع مداركي في هذا الزمان و أن أرفض كل شئ و أخضع لابن الوليد ولابن العاص و لابن الزبير
و سنأخذ بلدنا الحبيبة مصر مثالا و نسأل كيف دخل الاسلام مصر التي كان أهلها يتكلمون اللغة الديموطيقية و هي مزيج من الهيروغليفية و اليونانية القديمة و المتوسطة , ثم أتي عمرو إبن العاص و عبيدة إبن الصامت فكيف قدّم هذان العربيان الاسلام العربي إلي المصريين؟ هل ترجموا القرآن إلي القبطية أم فرضوا العربية علي المصريين حتي يمكن للمصريين أن يتعلموا القرآن؟ و حيث أن الاولي لا يمكن إثباتها إلا إذا قلت أنت أن هناك ترجمة قبطية للقرآن فأرجوا أن تُظهرها لنا , و أما الثانية فهي أن اللغة العربية لم تنتشر في مصر إلا بعد مئات السنين من الفتح العربي و بضغط من المحتل العربي و بالتدريج , مما يمكننا أن نقول أن العربية التي تتكلمها أنت اليوم في دراساتك و محاضراتك تختلف عن عربية القرآن ربما ليس في قواعد الاعراب لكن علي الاقل في المعاني, و هل كانت عربية طه حسين هي عربية الفرزدق؟ و هل كانت عربية أحمد شوقي بك هي عربية أمروء القيس؟ و دعنا من نزار قباني و أبي القاسم الشابي و غيرهم من شعراء العرب في عصرنا الحديث . فكيف دخل الاسلام مصر و كيف أصبح المصريون مسلمين ؟ و أنا أرجوا أن تلاحظ إنني لا أدخل إلي فرع جانبي بل أنا فقط أناقشك في ميكانيكية نقل الدين و ميكانيكية التبشير به و رفضه أو قبوله بين شعوب مختلفة اللغة . فإنه إذا قال عمرو للمصرين إن الاسلام يقول إن الله واحد قالوا له آمين , و إذا قال لهم أنه لا شريك له و أن لا إله إلا هو قالوا له آمين , و إذا عدّد لهم صفاته و خَلقِه الكون و هيمنته عليه و إن له اليوم الآخر قالوا له آمين . و لو قال لهم أن محمدا نبيه قد جمع العرب علي كلمة لا له إلا الله و أنه قد حطّم أصنامهم لقالوا له آمين ثم آمين , فلن يكون أمام عمرو حينذاك إلا نقض العقائد المسيحية عن طبيعة المسيح و عمله الكفاري بموته و قيامته إعتمادا علي معلوماته عن عقائد النصاري الفاسدة فيقول لهم عمرو إن هذا هراء و خرافة و لكي تصيروا مسلمين عليكم إنكار هذا كله, فيسأله المصريون و ما هو برهانك علي قولك هذا؟ فسيسرع عمرو بالقول إن القرآن هو المعجزة التي تُثبِت هذا (لأن عمرو يظن إن المسيحيين عقائديا نصاري بحسب ما يظهر له) و سيسألونه و ما هي هذه المعجزة فيقول إنه أُنزل بلغة معجزية الي قومنا العرب في الجزيرة العربية بلغتهم , فماذا تعتقد أن يكون رد المسيحيين الاقباط الذين لا يعرفون العربية؟ و قد أتي اليهم عمرو و ليس معه نسخة من القرآن الذي لم يكن قد جُمِع بعد , و حتي المكتوب منه آن ذاك لم يكن إلا باللغة العربية . و سأترك الرد لك و بقية القصة أنت تعرفها. و أقول لك مرة أخري إن هذه ليست مناقشة في التاريخ بل فقط محاولة لمناقشة ميكانيكية نقل العقيدة اللاهوتيه من شعب الجزيرة العربية الي مصر المسيحية كمثال عن بقية الشعوب التي دخل اليها الاسلام العربي
ثالثا أنت تقول أنني اكتشفت شيئا جديدا و هو إن القرآن يقول إن الله و المسيح شئ واحد و عقّبت أنت ساخرا إن هذه النتيجة غفل عنها و لم ينتبه لها أحد من المسلمين علي مدار أكثر من 1400 سنه
و قبل أن أسترسل أحب أن أنبهك إلي أنك تستخدم دائما و تقول إن الله "شئ" و أنا أعتقد إن الله "شخص" و ليس "شئ" , و المسيح أيضا مهما إختلفنا أنا و أنت في طبيعته فهو "شخص" و ليس "شئ" , و هذا ما يجعلك تري إن كل ما خرج من الله فهو جزء لان الشئ يتجزأ أما الشخص فلا يمكن أن يتجزأ , و أنا أرجو أن تكون هذه زلة لسان و أن تراجع نفسك في هذا المفهوم لانك في إنتقادك لي لاتدرك معني أن يكون الله و كلمته و روحه هو شخص واحد لا يتجزأ و ليس شيئا واحد قابلا لأن يتجزأ. (فمثلا قمة جبل الثلج الذي يطفو في المحيط قد تظن أنت أنه جزء بحسب لغتك و تعبيرك عما تراه و ما أدركته عينك عنه أما الجبل الكامل فلا تستطيع أن تراه و لا أن تدرك كنهه أو حجمه بالضبط لانه مغمور تحت المياه , فما يبدوا لك منه تُعبّر أنت عنه بالكلمة جزء لكنه لم يتجزأ, فتري أنت منه ما يُري و يخفي عنك منه ما خفي, لكنه واحد في ما ظهر و ما خفي)
أما النتائج التي أنا إكتشفتها من خلال قراءتي للقرآن و أنا أعتقد أنني سأكتشف أكثر كلما قرأته أكثر فهي:
1- النصاري و أهل الكتاب الذين ذكرهم القرآن لم يكونوا مسيحيين أبدا, و قد فحصت جميع عقائدهم التي عارضها القرآن في نصوصه فوجدتها عقائد فاسدة و إنها تبدو لاول وهلة متماثلة مع عقائد المسيحيين, إلا أن المدقق فيها يكتشف فسادها. فمثلا هم كانوا يعبدون المسيح دون الله و أحيانا يعبدون مريم و المسيح دون الله و البعض كانوا يقولون إن الله ثالث ثلاثة , و هي عقائد بعيدة كل البعد عن المسيحية الكتابية التي أورَدتُ لك في تذييل هذه المقالة نصوصها الكتابية
2- أن النصاري ما عاد لهم وجود في عصرنا و إنهم قد إنضموا للاسلام في عصر الدولة العربية الاولي , و إن المسيحيين الذين دخل اليهم الاسلام الاول في مصر و فلسطين و سوريا و العراق و شمال إفريقيا لم يكونوا نصاري أبدا بالرغم من إختلاف طوائفهم المسيحية
3- إن دين الله كما يقدمه القرآن العربي هو دين إبراهيم , فإن إبراهيم لم يكن نصرانيا (وهذا صحيح لانه كان من العراق و ليس من الجزيرة العربية و النصاري العرب عرفوا المسيح تاريخيا و أخطأوا فيه عقائديا , أما إبراهيم فقد عرفه نبويا وصحّ فيه ـ بلسان العرب ـ إسلامه دينيا و مِلّيا) و قد سمّي القرآن دين إبراهيم هذا "الاسلام" و وصف إبراهيم بأنه كان مسلما حنيفا مما يدل علي إن الاسلام لم يأتي به النبي محمد بل إن النبي محمد إعتنقه (ربما حتي قبل أن يصير ـ بحسب معتقد المسلمين ـ نبيا له)
4- إن الذين إتّبعوا عيسي إبن مريم و أولهم الذين دعاهم القرآن حواريين هم أنفسهم سماهم القرآن مسلمين , و الحواريين هم الذين شهدوا عن المسيح صلبه و موته و قيامته و صعوده الي السموات كما دوّنوا ذلك في شهادتهم عنه , و هم كلهم كما يؤكد التاريخ ماتوا شهداء قتلي (عدا يوحنا) بسبب هذه الشهادة عن موت المسيح و قيامته (وليس معقول أن يموت الانسان من أجل كذبة إخترعها هو) و هؤلاء بحسب لغة القرآن العربية "مسلمون" , و شهد القرآن إن الله قال عنهم "وجاعل الذين إتبعوك فوق الذين كفروا الي يوم القيامة"
5- فبهذا و بحسب تسمية اللغة العربية لعقيدتي و إيماني فأنا أُصَنَّف أو أُسمّي "مسلم" و المسيحيون كلهم بحسب تسمية اللغة العربية "مسلمون" , و إن الاشكالية الآن هي فقط في اللغة و التسمية , فأنا إيماني بوحدانية الله هو علي عقيدة إبراهيم و عقيدتي في المسيح هي عقيدة الحواريين , فإذا دعاهم القرآن مسلمين فأنا يا شيخ نهرو من زمرتهم سواء وافقتني أم عارضتني , و أنا أري إن القرآن في جانبي, و لو كان النبي محمد عائشا اليوم هو و القس ورقة إبن نوفل إبن عم السيدة خديجة و الراهب بحيرا و بقية القسوس المسيحيين الذين صاحبهم و صادقهم النبي محمد و لم يحاربهم و إحتكمنا اليه في ديننا أنا و أنت لما رأي النبي محمد حَرَجا في إيماني , و لشهد بأنني بحسب القرآن مسلم و عليك أنت أن تُفَنّد هذا من القرآن إذا شئت
6- لقد إكتشفت أيضا إن العقيدة المسيحية الصحيحة الموافقة لنصوص الكتاب المقدس كما عرضتها عليك لم يعارضها القرآن و لم يتعرض لها , و أنها مُدَركة من لغة القرآن و نصوصه من دون أن يصـرّح بها القران أو أن يُفَصّلها , لانه بحسب النص القرآني فالقرآن لم يكرر ما هو مكتوب أصلا (مثل الطريقة التي سرد بها القرآن كل قصصه التي وردت من قبل في الكتاب المقدس) بل كان مُصدّقا لما بين يدي النبي محمد من الكتب أي التوراة و الانجيل كما نعرفها اليوم (و هذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه "الانعام 92") و أيضا (و امنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم "البقرة 41") , و إن القرآن كان يصُدّ الكفر و الشرك و ليس يهدِم العقيدة المسيحية الكتابية (و يكفرون بما و راءه و هو الحق مصدقا لما معهم "البقرة "91") , و قد نصح القرآن المسلمين أن يسألوا الذين يتلون الكتاب من قبل أي المسيحيين في ما خفي عليهم من الامور(فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك "يونس "94") و أيضا (و سئل من أرسلنا من قبلك من رسل "الزخرف 45") و أيضا (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "النحل 43 و الأنبياء 7") . فالقرآن عارض عبادة النصاري "المسيح ابن مريم من دون الله" و هم عرب الجزيرة العربية فقط لكنه لم يتعرض أبدا لعبادة المسيحيين "الله و المسيح" ـ الذي يعتبر المسيحيين أنهم واحد ـ فلم يذكرها رغم أنها عبادة جميع الشعوب المسيحية غير العربية في زمن النبي محمد". و أسوق اليك دليلا هو أن القرآن لم يُذكَر فيه لفظ "المسيحيين" أبدا كما أنه لم ينسِب لأتباع عيسي أي ضلال أو كفر و منهم ماريه القبطية زوجة النبي محمد و لا للسيدة خديجة زوجته الأولي و إبن عمها القس ورقة ابن نوفل صاحبه الذي كان قِسّا في مكة و لابد أنه إشترك في عقد قران النبي محمد عليها
هذا ياسيدي ما إكتشفته أنا بنعمة الله و لم يكتشفه الاقباط لمدة 1400 سنه لأني ما رأيت قبطيا يدافع بأنه ليس نصرانيا , أما المسلمون يا سيدي و أرجو أن تكون مختلفا عنهم فلم يكتشفوه بعد , لانهم مازالوا يعيشون في زمن مضي منذ 1400 سنه , و الادهي ياسيدي إنني وجدت مسيحيين يدعون أنفسهم نصاري و يقبلوا ما و صمهم به المسلمون بأن دعوهم نصاري , و هؤلاء المسيحيين لم يدركوا إلي الان و هم يتخاطبون مع المسلمين إن كلمة نصاري عربيا تعني للذهن الاسلامي مشركين وكفّارا ولا تعني مسيحيين , و أنا أعتقد و أضيف هذا الي اكتشافي إن رضوخ و جهل المسيحيين بالاسلام و القرآن و اللغة العربية و قبولهم لان يكونوا نصاري في لغة و نظر المسلمين هو ما زاد الشقاق و الفرقة و دعا بالمسلمين أن يظنوا و يعتبروا إن المسيحيين كفّار و مشركون , و إن عقائدهم هي عقائد النصاري التي كفّرها القرآن ما داموا قد قبلوا ذلك علي أنفسهم , و ما زِلتَ أنت و الدكتور أيمن الظواهري تعتقدون إنني نصرانيا مع أنني أُقر و أعترف إنني بحسب التعريف القرآني لايماني الذي ورثته عن إبراهيم بحسب نص الانجيل و عقيدتي التي ورثتها عن الحواريين و أتباع عيسي ابن مريم بحسب نص الانجيل و بحسب ما عرّفهم القرآن و سماهم, فأنا بحسب القرآن مسلم و إن الله جاعلني فوق الذين كفروا الي يوم القيامة , لأنني أشهد أن لا إله ألا الله و أن يسوع المسيح الحي من الاموات هو كلمة و روح الله. لأنه لا فرق إذا دعا القرآن أتباع عيسي مسلمين و دعاهم الانجيل مسيحيين فاللغة و التسميات في نظري ليست مشكلة. فإذا كان الله ذاته قد سمّته العربية "الله" و سمّته اليونانية "ثيوس" و سمّته الفرنسية "ديو" و سمّته الانجليزية "جد" و سمّته العبرية "إلوهيم" و ربما أنت تعلم أسماء في لغات أخري أكثر مما ذكرت , فهل يكون لديّ مشكلة أن يدعوني القرآن مسلما؟ لا أعتقد , و المهم أرجوا أن لا يكون إسلامي القرآني هذا مشكلة بالنسبة لك.
و في تعقيبك تحت عنوان "المسألة الرابعة حديث التثليث" بعد أن أوردت عدة مقاطع من ردي عليك قلت "و للرد علي هذا الكلام نقول : إن أي شئ يصدر عن الله أو ينسب الي الله هو خلق من خلقه و ليس ذاتا من ذاته" و بناء علي نظريتك أو مقولتك هذه (و في رأيي إن كلامك ليس عقيدة قرآنية لانك تُحِد ما يصدر عن الله أنه خلق فقط فما بالك بالإعلان و الوحي و الرسالة) لذا فقد رفضتَ برهاني من القرآن عن وحدانية الله في الابعاد الثلاثة لشخصيته الواحدة فقلت إنك أذا سلّمت ببرهاني الذي قدمته لك فالأمر يصبح "بل إن كل ساكن و متحرك و كل قائم و قاعد و كل شئ موجود في هذا الكون هو الله" و قلت أيضا و أنت تنتقد برهاني الذي قدمته لك عن وحدة الله و كلمته و روحه "و حسب فهمك و حسب عقيدتك و حسب منطوق هذه الاية القرآنية يصبح كل ما في السموات و ما في الارض جميعا هو الله لانه صدر من الله و خرج منه" و للرد عليك أقول أنك تخلط بين خلق الله للكون و بين تجسده فالخلق لا يكون إلا من عدم و هو الذي يقول للشئ كن فيكون, أما الله في ذاته فليس فيه عدم لانه سبحانه موجود قبل كل الوجود , فالكون ليس صادر من ذات الله لكنه إستحدثه الله أو قُل خَلَقَه من العدم (الذي هو ضد الوجود) , بإرادة الله و بكلمته , لذلك لا نستطيع أن نقول إن كل شئ في الوجود فيه من ذات الله , فالكون موجود في وجود الله و لكن الكون ليس فيه ذات الله , و بذلك نستطيع أن نقول إن الله موجود في كل مكان لان الله يحتوي الكون دون أن يكون الكون جزء منه , و ليس الكون هو الذي يحتويه لان الكون لا يمكن أن يكون جزء من الله لانه كان هناك وقت لم يكن فيه الكون بل كان في العدم و أوجده الله من العدم و ليس في ذات الله عدم و الله لا يتجزأ و هذا هو الخلق
أما التجسد ياسيدي فهو يختلف عن هذا , و أنا قد قدمت لك و إستشهدت بصورة النساء 171 "يا أهل الكتابِ لا تغلوا في دينكم و لا تقولوا علي الله إلا الحق إنما المسيحُ عيسي ابن مريمَ رسول الله و كلمته القاها الي مريمَ و روحُُ منه فءامنوا بالله و رُسُلِه و لا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له , ولد له, ما في السموات و ما في الارض و كفي بالله و كيلا" و قبل أن أبدأ في مناقشتي إسمح لي أن أضيف الآية من سورة آل عمران 45 "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيحُ عيسي ابن مريمَ وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقربين" فالملائكة لم تقل إن الله يبشرك بغلام منه بل بكلمة منه و لكن لمّا تمثّل لها الروح بشرا سويا(فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا" و هذا الروح قال " قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (مريم 19)" فهذا الروح لم يبشرها بل بعد البشارة تمثّل لها بشرا لكي يهبها غلاما زكيا, أما كيف حدث هذا فنقرأ في سورة الانبياء 91 "و التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا و جعلناها و ابنها آية للعالمين" و في سورة التحريم 61 " و مريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدقت بكلمات ربها و كتبه و كانت من القانتين" فبعد البشارة من الملائكة فالذي تمثّل رأته مريم بشرا سويا أي له صورة البشر جاء ليهب مريم غلاما, و يقول القرآن عن الله عن نفسه: فنفخنا فيها من روحنا , و بالادق نفخنا فيه (أي في فرجها) من روحنا. و قد ذَكَر الكتاب المقدس بشارة الملاك لمريم و ذلك في إنجيل لوقا 1: 26 - 38 و أنا أقتطف هنا من هذا المقطع كلامه لها عن حملها بالمسيح "الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي إبن الله"
أما حسب القرآن فالمسيح كلمة الله ألقاها الي مريم و لابد لهذه الكلمة أن تلبس جسدا حتي نراها , لذلك فإنه إذا كان الله قد نفخ في آدم من روحه قبل ذلك و كان آدم من تراب, أما عيسي فقد خلق له الله جسدا من مريم لكي يُلبِسَ به كلمته التي سبق فبشرها بها ثم القاها اليها ثم البس هذا الكلمة و هو في بطن مريم جسدا غلاما , فهو إن كان جسدا بشريا إلا أنه جسد خاص لم يُعط لاحد من البشر من قبل (وصفه الكتاب المقدس بأنه شِبه جسد الخطية أي شِبه و ليس مِثل أجساد البشر العادية) فقد خُلق فيها هذا الجسد بالنفخ من روحه لكي يلبَسَهُ كلمة الله الذي أُلقي إليها لكي يظهر لنا أي يتجسد لنا, فالله ألقي كلمته , التي هي ذاته المتصلة غير المنفصلة عنه , الي مريم و النفخ فيها خَلَق لهذه الكلمة جسدا. فها هو القرآن يصف لك بالتفصيل إتحاد اللاهوت بالناسوت . و نعود الي كلمة "الله" , فإن كان الله دائم الوجود فكل ما فيه دائم الوجود , فلو تكوّن فيه ما لم يكن فيه لكان هذا نقص في الله فينبغي أن تكون "كلمة الله" في "الله" منذ الازل , فإذا القاها الله الي مريم فهل إنفصلت عنه؟ لا يمكن , لأن الله لا يتجزأ لأنه شخص و ليس شيئا , و لاتستطيع أن تقول إن كلمته التي القاها الي مريم مخلوقة . فالكلمة حين تخرج من فمك أنت لابد أن تتكون أولا في ذاتك , و بما أنك أنت زائل فكلمتك زائلة و كان لها بداية لانها تكونت في عقلك و أنت لك بداية , أما كلمة الله فهي كائنة في ذات الله الازلية لكنه القاها في زمان محدد و مكان محدد الي مريم , فهل إنفصلت كلمة الله عن الله؟ لا يمكن لان الله شخص لا يتجزأ, فكيان المسيح هو كلمة الله في جسد متحدان دون إنفصال و حيث أن الله في كل مكان فإن كلمة الله هي في الله في عيسي أينما كان , و دعني أبسّط لك الامر : إن أردت أن تري الهواء (وعلي فكرة روح و ريح في اللغة العبرية هي كلمة واحدة) أنظر الي كوب مفتوح أو زجاجة بلا غطاء , و هكذا المسيح كان بلا غطاء بالنسبة لله لعدم إنفصال كلمة الله عن الله فجرت فيه و به الايات و المعجزات و خرجت من فمه الكلمات . و كذلك صورة الله , إذا كان روح الله قد تصور لمريم بشرا سويا فهذه الصورة ينبغي أن تكون في شكلها هذا في الله لانه لم يقل إن الله خلق هذه الصورة لكي تتصور لمريم بل إنه أُرسل , و لاحظ إن الله لم يخلق آدم بكلمة "كن فيكون" لكنه صوره أولا ثم نفخ فيه . و أين كانت الصورة التي خُلِقَ آدم عليها؟ إنها كانت في الله أزلية . فإذا كان الله قد سوي آدم فأحسن تصويره فإن هذا التصوير كان في الله , و الله لم ينفخ في المسيح كما نفخ في آدم بل نفخ في مريم , فيكون الذي أُلقي الي مريم و تَجَسّد فيها بروح الله و خرج الينا منها هو "كلمة الله المتجسد" دون أي إنفصال عن الله , فالله لا ينفصل عن روحه و لا عن كلمته , و إذا كانت صورته الازلية التي فيه قد جُسّدت بالروح الازلي في مريم , فإن الله الاب البارئ لم ينفصل عن كلمته التي القها الي مريم وجَسّدها بروحه في إتحاد كامل , البارى الدائم الوجود و الكلمة الذي تجسد من الصورة الازلية و الروح الذي تمثل و وهب , هؤلاء هم أبعاد ثلاثة لشخص الله الواحد و كل هذا بحسب تعليم القرآن و نصوص آياته. أما خلق الكون فهذا موضوع مختلف تماما و مختلف عن خلق آدم و بعيد عن محور نقاشنا الذي هو المسيح يسوع و أرجواأن لا نتطرق إليه هنا.
و قبل أن أنتقل الي نقطة أخري إسمح لي أن أسألك لماذا لا تصدقني حينما أشهد لك إنني أعبد الها واحدا؟ لماذا تصر علي أن تتهمني أنت و المسلمون إنني أعبد ثلاثة آلهة؟ هل تعتقد إنني أجبن عن المجاهرة فأُخفي عنك حقيقة إيماني و أكذب عليك؟ ياسيدي إن الملحدين يجاهرونك أنه لا إله , و عابدي الوثن يجاهرونك بأوثانهم , و عابدي البقر يجاهرونك به , فلماذا تتهم المسيحيين و حدهم أنهم كذابون يجاهرون بواحد و يعبدون في السر ثلاثة؟ عفا الله عنك يا سيدي في إتهامك هذا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوه
و أستطيع أن أُلخّص باقي أسئلتك في سؤال واحد هو : إذا كان المسيح بحسب ما قلته أنا لك قبلا ليس هو الله فمن هو المسيح؟ و أنا أقول لك أعتقد أنني شرحت لك شرحا كافيا أعتقد أنك أنت نفسك تستطيع الان الاجابة علي هذا السؤال بنفسك و إلا فارجع الي مثال جبل الثلج الطافي فوق المحيط ماذا تري منه؟ تقول أري جزء منه ,و أنا أقول لك إن الجبل الطافي لم يتجزأ لكنك أنت تعبّر عن ما تراه أنت بعينك المجرّدة فهل تجزأ الجبل لانك رأيت ما ظهر لك منه؟ و إذا أردت أن تأخذ في الحِسبان ما تراه فقط فأنت تُخطئ إذا حَسِبتَ إن ما تراه هو كل الجبل , فقد أخطأ من قبلك قائد السفينة التيتانك و أنت تعرف باقي القصة.
و الآن أعود بك الي مشكلة اللغة و قواعدها و تشكيل حروفها كما في الآية موضوع نقاشنا "إتخذوا أحبارَهم و رهبانَهم أربابا من دونِ اللهِ و المسيحَ ابنَ مريمَ و ما امروا إلا ليعبدوا الها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون"
و لقد أثرت أنت مشكلة التشكيل فوق حروف الآية و وقوع جملة "المسيحَ ابن مريمَ" بعد حرف واو العطف و أنه بما أن المسيحَ و مريمَ إسمان منصوبان بالفتحة فيجب عطفهما علي إسم منصوب و قلت أنه قطعا ليس إسم الجلالة الذي جاء قبلهما لأن إسم الجلالة في النص مجرور بفعل حرف الجر "من" في كلمة "من دونِ" و رأيت أنت أنها معطوفة علي إسم من الاسماء التي سبقت كلمة من دون , أي إما إسم "الاحبار" أو إسم "الرهبان" أو كلاهما لآنهما من المفعول به المنصوب بالفتحة و آسف أن أقول إن هذا تفسيرك أنت النابع من تكفير العقيدة المسيحية السليمة, فإدّعيت إن القرآن كان حريصا علي أن يفهم قارؤه إن عقائد النصاري تختلف عن عقائد اليهود , فهذا يزيد الاشكاليات تعقيدا و اليك الاشكاليات التالية:
1- بحسب الآية التي قبلها إتهم القرآن اليهود أنهم قالوا "عُزَيرُُ ابن الله". بينما المعروف في كل تاريخ اليهود أنهم رفضوا تماما إصطلاح "إبن الله" و كان هذا هو السبب الذي من أجله صلبوا المسيح لأنه قال إنه إبن الله, إلا إذا كان شخص ما في الجزيرة العربية أراد أن يلصق بهم تهمة فوشي بهم بهذه الفِرية إلي النبي محمد.
2- إتهم القرآن نصاري الجزيرة العربية إنهم كانوا يعبدون المسيح إبن مريم من دون الله و لم يتهمهم القرآن بعبادة عُزير و المسيح ابن مريم , فهذه تفرقة واضحة بين هرطقتين لا تحتاج إلي تفرقة أكثر, فالقول بأن القرآن يحرص علي التفرقة بين العقيدتين الفاسدتين قول ضعيف و مرفوض وذلك لبيان فصل العقيدتين في الاية 30 , و لا يحتاج القرآن أن يزيد الأمر إيضاحا عن تباين العقيدتين , فلا يمكن أن يكون هذا سبب يجعل القرآن ينقل "و المسيحَ ابن مريمَ" إلي بعد كلمة "من دون" كما تقول أنت. و إذا وَضَعَ القرآن جملة "و المسيحَ ابن مريمَ" بعد إسم رهبانهم في تلك الآية لما شك أحد في أي زمان و مكان ـ و مهما كان جهله ـ أن يكون القرآن يتهم اليهود خطأ بعبادة المسيح ابن مريم
3- إن كلمة "من دون" كلمة فاصلة قاطعة كما وافقتني أنت فهي تفصل تماما ما قبلها عن ما بعدها و لا يجوز عطف المسيح ابن مريم علي الاحبار و الرهبان للآسباب الآتية:
3-1-أنت قلت أن أحبار اليهود و رهبان النصاري كانوا يشرعون لهم شرائع ما أنزل بها الله فهل كان المسيح ابن مريم يشرّع شرائع لا يأذن بها الله فلا يمكن أن يكون النصاري قد عبدوه بهذا الإعتبار
3-2-في الآية 34 وصف القرآن الاحبار و الرهبان بأنهم يأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله فهل كان المسيح ابن مريم منهم؟ و علي هذا يكون الآتي:
3-3-فإذا كان النصاري يأخذون لهم أربابا من دون الله من الرهبان الذين يصدون عن سبيل الله فكيف يعبدون إلي جانبهم المسيح ابن مريم الذي يدعو بقوة إلي دين الله؟ , و كيف يجمع الانسان في دينه بين النور و الظلمة؟
3-4-و بناء عليه فإذا كنت أنت ألغيت قاعدة الفصل بكلمة "من دون" و أصـرّيت علي عطف "عيسي إبن مريم" علي الاحبار و الرهبان فكان يجب علي القرآن أن يضعه بعدهم و ليس بعد إسم الجلالة إلا إذا لم يكن معطوفا عليهم.
3-5- علي أقل تقدير فلإنه إذا كان القرآن يبين خطأعبادة المسيح من دون الله كما في آيات و سور أخري فإن القرآن لم يكفر أبدا عبادة الله و المسيح بل كفّر عبادة المسيح من دون الله و بناء عليه فما لم ينه عنه القرآن صراحة أي عبادة الله و المسيح الها واحدا فلا يمكن أن تفترضه أنت لمجرد خلافك مع المسيحيين.
3-6- و نعود إلي الآية , و أمامنا حلين لإشكالية ورود إسم المسيح ابن مريم منصوبا و إذا إتفقنا علي ضرورة إبعاد إسم المسيح عن الرهبان و الاحبار الفاسدين فيمكن أن يوضع كلآتي:
3-6-1- أن تُقرأ أو تُفهمم و تُفسّر الآية هكذا "إتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا و المسيحَ ابن مريمَ من دون الله و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا....." و بذلك يكون القرآن قد كفّر النصاري بفعلين (1) اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا (2) و المسيحَ ابن مريمَ من دون الله و ما أمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا (وليس الله وحده) لأن الله و المسيح ابن مريم إلها واحدا
و بذلك إما أن يكون القرآن قد نقل "المسيحَ ابن مريمَ" إلي جانب إسم الجلالة لطهارته و وحدته معه و كفّر من عبده من دون الله مذكّرا أن الله و المسيح ابن مريم إلاها واحدا لا إله إلا هو , و إما أن يكون القرآن قد تعمد تشكيل إسم المسيح ابن مريم منصوبا رغم وضعه في الآية ليذكّر إن النصاري يفصلوا بينه و بين الله بينما هو "الله و المسيح ابن مريم" إلها واحدا لا إله إلا هو.
3-6-2- لكي نحافظ علي قاعدة التشكيل و في نفس الوقت نحافظ علي قاعدة الفصل فالقراءة الثانية للآية تكون "أتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها و المسيحَ ابن مريمَ واحدا لا إله إلا هو ...."
و في كل الحالات يذكر القرآن دائما إن عبادة المسيح ابن مريم من دون الله هي العبادة الخطأ و هذا هو الرأي المسيحي السليم أيضا بينما لم يدين القرآن أبدا عبادة "الله و المسيح ابن مريم" إلها واحدا و هي العبادة المسيحية السليمة
و تكون القاعدة التي أرجو أن نتفق عليها هي "إن القرآن لم يأتي ليهدم العقيدة المسيحية التي هي قبل و في أيام و بعد النبي محمد إلي اليوم كما أنه لم يأتي ليكرر العقيدة بل أنه مفروض أن يثبتها و يبني للعرب في الجزيرة العربية (بعد أن يثبتها أساسا) نظاما يختلف عن جاهليتهم , وهذا النظام محصور في الجزيرة العربية التي فيها قوم النبي محمد و قد أتي النبي محمد بالقرآن اليهم و بلغتهم.
سيدي الفاضل أحييك تحية قلبية من قلب مفعم بالشكر لله من أجل غيرتك علي إسمه و حرصك الشديد عل نقاء عقيدته و أتمني لك أن تطرح عنك فكرة إن المسيحيين هم نصاري و هم كفّار و مشركون و أنهم ألّهوا المسيح و كذلك فكرة إن الكتاب المقدس محـرّف , كما ناشدك في هذا أيضا الكتور وحيد حسب الله من قبلي , و صدقني إننا نحبك ونحب المسلمين جدا و نتألم لأي إساءة لإخوتنا المسلمين و أنا شخصيا أعتقد إن عقيدتك التي أنت فيها هي خير الطّريق للحق الذي صرّح به يسوع المسيح عن نفسه قائلا "أنا هو الطريق و الحق و الحياة" و كل ما أقوله لسيادتكم هو ما قاله المسيح من قبل "فتشوا الكتب لأنكم تظنون إن لكم فيها حياة أبدية و هي التي تشهد لي (يوحنا5 :39)"
عتابي عليك قبل أن أتركك أنك نسبت إليّ قولا في تعقيبك لم أقله و لم ألمّح به فنسبت إلي أنني قلت "ثالثا: إن الله الذات غير موجود في شخصية المسيح" و هذا في المسيحية كفر لم أقله و العياذ بالله منه.
و كل عام و أنتم بألف خير و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع من أسفار و آيات الكتاب المقدس:
"ملحوظة: جميع أسفار الكتاب المقدس الستة و الستون تشير الي المسيح و مركزه. أمّا هذه فمقتطفات قليلة فقط بحسب رأي الكاتب لكي تخدم إطار هذه المناقشة و ما جاء في هذا المقال و رجاء الرجوع إلي الكتاب المقدس للتحقق من نصّها الكامل بالتشكيل"
(1)ا المسيح قبل البدء و في الخليقة :
(1ـ1)في سفر التكوين 1: 1 ـ3" في البدء خلق الله السموات و الارض و كانت الارض خربة و خالية و علي وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف علي وجه المياه و قال الله ليكن نور فكان نور" 1: 26 ـ27 "و قال الله نعمل الانسان علي صورتنا كشبهنا فيتسلطون علي سمك البحر و علي طير السماء و علي البهائم و علي كل الارض و علي جميع الدبابات التي تدب علي الارض فخلق الله الانسان علي صورته علي صورة الله خلقه ذكرا و أنثي خلقهم"
(1ـ2)في سفر الأمثال 8: 22ـ30 "الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم منذ الأزل مُسِحتُ منذ البدء منذ أوائل الارض إذ لم يكن غمر أبدئت إذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه من قبل أن تقررت الجبال قبل التلال أبدئت إذ لم يكن قد صنع الأرض بعد و لا البراري و لا أول أعفار المسكونة لما ثبت السماوات كنت هناك أنا لما رسم دائرة علي وجه الغمر لما أثبت السحب من فوق لما تشددت ينابيع الغمر لما وضع للبحر حده فلا تتعدي المياه تُخُمه لما رسم أسس الأرض كنت عنده صانعا و كنت كل يوم لذته فَرِحَة دائما قدامه فَرِحَة في مسكونة أرضه و لذاتي مع بني آدم" 30 :4 "من صعد إل السماوات و نزل؟ من جمع الريح في حفنتيه؟ من صر المياه في ثوب؟ من ثبت جميع أطراف الأرض؟ ما إسمه؟ و ما إسم إبنه إن عرفت؟"
(1ـ3)في إنجيل يوحنا 1: 1-5 "في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله كل شئ به كان و بغيره لم يكن شئ مما كان فيه كانت الحياة و الحياة كانت نور الناس و النور يضئ في الظلمة و الظلمة لم تدركه"
(1ـ4)في رسالة العبرانيين 1: 1 ـ 3 "الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع و طرق كثيرة كلمنا في هذه الايام الاخيرة في إبنه الذي جعله وارثا لكل شئ الذي به أيضا عمل العالمين الذي و هو بهاء مجده و رسم جوهره و حامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي"
(1ـ5)في رسالة يوحنا الأولي 1:1 ـ 5 "الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فإن الحياة أظهرت و قد رأينا و نشهد و نخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الآب و أظهرت لنا الذي رأيناه و سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا أما شركتنا نحن فهي مع الآب و مع إبنه يسوع المسيح و نكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا و هذا هو الخبر الذي سمعناه منه و نخبركم به إن الله نور و ليس فيه ظلمة البتة"
(2) من هوالمسيح كما سبق و تنبأت به الكتب النبوية:
(2ـ1)في سفر التكوين (1) كلام الله إلي الحية الذي هو إبليس 1: 15 "و أضع عداوة بينك و بين المرأة و بين نسلك و نسلها هو يسحق رأسك و أنت تسحقين عقبه" (2) نبوة يعقوب عن ابنه يهوذا 49 : 10 "لا يزول قضيب من يهوذا و لا مشترع من بين رجليه حتي يأتي شيلون و له خضوع شعوب"
(2ـ2)في سفر أيوب 19 : 25 "أما أنا فقد علمت أن وليّ حي و الآخِرَ علي الأرض يقوم"
(2ـ3)في سفر المزامير 45: 6ـ7 "كرسيك يا الله إلي دهر الدهور قضيب إستقامة قضيب ملكك أحببت البر و أبغضت الاثم من أجل ذلك مسحك الله الهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك" 110 : 1 ـ4 "قال الرب لربي إجلس عن يميني حتي أضع أعداءك موطئا لقدميك يرسل الرب قضيب عزك من صهيون تسلط في وسط أعدائك شعبك منتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة من رحم الفجر لك طلُّ حداثتك أقسم الرب و لن يندم أنت كاهن إلي الابد علي رتبة ملكي صادق"
(2ـ4)في سفر أشعياء 8 : 14 "... ها العذراء تحبل و تلد إبنا و تدعو إسمه عمانوئيل" (تفسيره الله معنا) 9 : 6 ـ 7 "لأنه يولد لنا ولد و نعطي إبنا و تكون الرياسة علي كتفه و يدعي اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام لنو رياسته و للسلام لا نهاية علي كرسي داود و علي مملكته" و أخيرا أرجو أن تقرأ كل أصحاح أشعياء 53 و أهم آياته 5 " و هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه و بحبره شفينا" إلي أن يقول "و هو حمل خطية كثيرين و شفع في المذنبين"
(2ـ5)سفر دانيال 2: 25 "أجاب و قال ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار و ما بهم ضرر و منظر الرابع شبيه بإبن الآلهة" 7 : 13 "كنت أري في رؤي الليل و إذا مع سحب السماء مثل إبن إنسان أتي و جاء إلي القديم الايام فقربوه قدامه فأعطي سلطانا و مجدا و ملكوتا لتتعبد له كل الشعوب و الامم و الالسنة سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول و ملكوته ما لا ينقرض"
(3) تقديم الاناجيل للمسيح و ماذا قال المسيح عن نفسه:
(3ـ1)إنجيل متي 1 : 21 ـ23 "فستلد إبنا و تدعو إسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم و هذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل هو ذا العذراء تحبل و تلد إبنا و يدعون إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" 3 : 16 ـ 17 "فلما إعتمد يسوع صعد للوقت من الماء و إذا السموات قد إنفتحت له فرأي روح الله نازلا مثل حمامة و آتيا عليه و صوت من السموات قائلا هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت" 9: 6 "و لكن لكي تعلموا أن لإبن الإنسان سلطانا علي الأرض أن يغفر الخطايا" 11 : 27 "كل شئ قد دفع إلي من أبي و ليس أحد يعرف الإبن إلا الآب و لا أحد يعرف الآب إلا الإبن و من أراد الإبن أن يعلن له" 14: 23 "و الذين في السفينة جاءوا و سجدوا له قائلين بالحقيقة أنت إبن الله" 16: 16 ـ 17 "فأجاب سمعان بطرس و قال أنت هو المسيح إبن الله الحي فأجاب يسوع و قال له طوبي لك يا سمعان بن يونا إن لحما و دما لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات" 16: 27 فإن ابن الانسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" 22: 41 ـ 45 "و فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلا ماذا تظنون في المسيح إبن من هو قالوا له إبن داود قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا قال الرب لربي اجلس عن يميني حتي أضع أعداءك موطئا لقدميك فإن كان داود يدعوه ربا فكيف يكون إبنه" 25: 31 ـ32 "و متي جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس علي كرسي مجده و يجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء" 26: 63ـ64 "و أما يسوع فكان ساكتا . فأجاب رئيس الكهنة و قال له أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح إبن الله فقال يسوع أنت قلت . و أيضا أقول لكم من الآن تبصرون إبن الإنسان جالسا عن يمين القوة و آتيا علي سحاب السماء" 28: 2ـ 6 "و إذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرب نزل من السماء و جاء و دحرج الحجر عن الباب و جلس عليه و كان منظره كالبرق و لباسه أبيض كالثلج فمن خوفه ارتعد الحراس و صاروا كأموات فأجاب الملاك و قال للمرأتين لا تخافا أنتما فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب ليس هو هنا لأنه قام كما قال هلما إنظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه و إذهبا سريعا قولا لتلاميذه إنه قام من الأموات" 28: 18ـ 19 "فتقدم يسوع و كلمهم قائلا دفع إلي كل سلطان في السماء و علي الأرض فاذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم بإسم اآب و الإبن و الروح القدس"
(3ـ2)إنجيل لوقا 1: 31ـ32 "و ها أنت ستحبلين و تلدين إبنا و تسمينه يسوع هذا يكون عظيما و إبن العلي يدعي و يعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه" 1: 35 "فأجاب الملاك و قال لها: الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي إبن الله"
(3ـ3)إنجيل يوحنا 1: 23ـ24 "و أنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لأعمّد بالماء ذاك قال لي الذي تري الروح نازلا و مستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس و أنا قد رأيت و شهدت إن هذا هو إبن الله" 3: 12-13 "إن كنت قلت لكم الأرضيات و لستم تؤمنون فكيف تؤمنون إن قلت لكم السمويات و ليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء إبن الانسان الذي هو في السماء" 3: 16 "لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" 3: 35-36 "الآب يحب الإبن و قد دفع كل شئ في يده الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية و الذي لا يؤمن بالإبن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله" 5: 21 " لأنه كما أن الآب يقيم الأموات و يحي كذلك اإبن أيضا يحي من يشاء" 5: 26-27 "لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطي الإبن أيضا أن تكون له حياة في ذاته و أعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه إبن الإنسان" 6: 38 "لأني نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني" 6: 69 "و نحن قد آمنا و عرفنا أنك أنت المسيح إبن الله الحي" 7: 38-39 "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي . قال هذا عن الروح الذي كان المؤ منون به مزمعين أن يقبلوه لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مُجّد بعد" 8: 25 "فقالوا له من أنت فقال لهم يسوع أنا من البدء ما أكلمكم أيضا به" 8: 58 "قال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" 9: 35-38 "فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا فوجده و قال له أتؤمن بإبن الله أجاب ذاك و قال من هو ياسيد لأومن به فقال له يسوع قد رأيته و الذي يتكلم معك هو هو فقال أومن يا سيد و سجد له" 10: 10-11 "السارق لا يأتي إلا ليسرق و يذبح و يهلك و أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة و ليكون لهم أفضل أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصاالح يبذل نفسه عن الخراف" 10: 29-30 "أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل و لا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي أنا و الآب واحد" 10: 33-38 "أجابه اليهود لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف فإنك و أنت إنسان تجعل نفسك إلها فأجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم أنا قلت أنكم آلهة لأولئك الذين صارت اليهم كلمة الله و لا يمكن أن ينقض المكتوب فالذي قدسه الآب و أرسله إلي العالم أتقولون له إنك تجدف لأني قلت إني إبن الله إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي و لكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا و تؤمنوا أن الآب فيّ و أنا فيه" 11: 25-27 "قال لها يسوع أنا هو القيامة و الحياة من آمن بي و لو مات فسيحيا و كل من كان حيا و آمن بي فلن يموت إلي الأبد أتؤمنين بهذا قالت له نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلي العالم" 14 :6-11 "قال له يسوع أنا هو الطريق و الحق و الحياة ليس أحد يأتي إلي الآب إلا بي لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضا و من الآن تعرفونه و قد رأيتموه قال له فيلبسي يا سيد أرنا الآب و كفانا قال له يسوع أنا معكم زمانا هذه مدته و لم تعرفني يا فيلبس الذي رآني فقد رأي الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب ألست تؤمن إني أنا في الآب و الآب في الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال صدقوني إني في الآب و الآب في و إلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها" 14: 16 -17 "و أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلي الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه و لا يعرفه و أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم و يكون فيكم" 14: 26 "و أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شئ و يذكركم بكل ما قلته لكم" 15: 26 "و متي جاء المعزي الذي سأرسله أنا اليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي" 16: 13-14 "و أما متي جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلي جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به و يخبركم بامورآتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي و يخبركم" 18: 37 فقال له بيلاطس أفأنت إذا ملك أجاب يسوع أنت تقول إني ملك لهذا قد ولدت أنا و لهذا قد أتيت إلي العالم لأشهد للحق كل من هو من الحق يسمع صوتي"
(4) ماذا قال رسل المسيح عنه في تعليمهم
(4ـ1)سفر أعمال الرسل 2: 36 فليعلم يقينا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صبتموه أنتم ربا و مسيحا" 3: 14-15 "و لكن أنتم أنكرتم القدوس البار و طلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل و رئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الاموات و نحن شهود لذلك" 4: 12 "و ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس إسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" 5: 30-32 "إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه علي خشبة هذا رفعه الله بيمينه رئيسا و مخلّصا ليعطي إسرائيل التوبة و غفران الخطايا و نحن شهود له بهذه الامور و الروح القدس أيضا الذي أعطاه الله للذين يطيعونه" 10: 42-43 "و أوصانا أن نكرز للشعب و نشهد بأن هذا هو المعين من الله ديانا للأحياء و الاموات له يشهد جميع الانبياء أن كل من يؤمن به ينال بإسمه غفران الخطايا" 17: 31 "لأنه أقام يوما هو مزمع فيه أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدِّما للجميع إيمانا إذ قد أقامه من الاموات"
(4ـ2)رسالة بولس الرسول إلي أهل روميه 1: 1-5 "بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا المفرز لانجيل الله الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة عن إبنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد و تعين إبن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات يسوع المسيح ربنا" 8: 2 "لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية و الموت لأنه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله إذ أرسل إبنه في شبه جسد الخطية و لأجل الخطية دان الخطية في الجسد" 10: 9 "لأنك إن إعترفت بفمك بالرب يسوع و إمنت بقلبك أن الله أقامه من الاموات خلصت" 14: 9 "لأنه لهذا مات المسيح و قامة و عاش لكي يسود علي الاحياء و الاموات"
(4ـ3)رسالة بولس الرسول إلي أهل غلاطيه 2 :20 مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان إبن الله الذي أحبني و أسلم نفسه لأجلي"
(4ـ4)رسالة بولس الرسول إلي أهل فيليبي 2: 6-11 "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلي نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس و إذ وجد في الهيئة كإنسان و ضع نفسه و أطاع حتي الموت موت الصليب لذلك رفعه الله أيضا و أعطاه إسما فوق كل إسم لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من علي الارض و من تحت الارض و يعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب"
(4ـ5)رسالة بولس الرسول إلي أهل كولوسي 1: 14 -19 "الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا الذي هو صورة الله غير المنظوربكر كل خليقة فإنه فيه خُلِقَ الكل ما في السموات و ما علي الارض ما يري و ما لا يري سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به و له قد خلق الذي هو قبل كل شئ و فيه يقوم الكل و هو رأس الجسد الكنيسة الذي هو البداءة بكر من الاموات لكي يكون هو متقدما في كل شئ لأن فيه سر أن يحل كل الملء" 2: 9 "فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا
(4ـ6)رسالة بولس الرسول الأولي إلي تيموثاوس 2: 3-6 "لأن هذا حسن و مقبول لدي مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون و إلي معرفة الحق يقبلون لأنه يوجد إله واحد و وسيط واحد بين الله و الناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع الشهادة في أوقاتها الخاصة" 3: 16 و بالاجماع عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم أُومن به في العالم رُفِعَ في المجد"
(4ـ7)الرسالةإلي العبرانيين 2: 14 -15 "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم و الدم إشترك هو أيضا كذلك فيهما لكي لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس و يعتق أولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية" 4: 14 فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد إجتاز السموات يسوع إبن الله فلنتمسك بلإقرار" 7: 24-25 " و أما هذا فمن أجل أنه يبقي إلي الأبد له كهنوت لا يزول فمن ثم يقدر أن يخلص أيضا إلي التمام الذين يتقدمون به إلي الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم " 8: 1-2 "و أما رأس الكلام فهو إن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السموات خادما للأقداس و المسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان" 9: 13-16 "لأنه إن كان دم ثيران و تيوس و رماد عجلة مرشوش علي المنجسين يقدس إلي طهارة الجسد فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي و لأجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول ينالون وعد الميراث الأبدي" 10: 4-5 "لأنه لا يمكن أن دم ثيران و تيوس يرفع خطايا لذلك عند دخوله إلي العالم يقول ذبيحة و قربان لم ترد و لكن هيأت لي جسدا" 12: 2 "ناظرين إلي رئيس الايمان و مكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله" 13: 15 "فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة بإسمه" 13: 20-21 "و إله السلام الذي أقام من الاموات راعي الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الأبدي ليكملكم في كل عمل صالح لتصنعوا مشيئته عاملا فيكم ما يرضي أمامه بيسوع المسيح الذي له المجد إلي أبد الآبدين آمين"
(4ـ8)رسالة بطرس الثانية 1: 17-18 "لأنه أخذ من الله الآب كرامة و مجدا إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسني هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به و نحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء إذ كنا معه في الجبل المقدس"
(4ـ9)رسالة يوحنا الرسول الأولي 4: 2-3 "بهذا تعرفون روح الله كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله و كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله و هذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه ياتي و الان هو في العالم" 4:14-15 "و نحن قد نظرنا و نشهد أن الاب قد أرسل الابن مخلصا للعالم من اعترف ان يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه و هو في الله" 5: 7 "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد"
(4ـ10) سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 5 "و من يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الاموات و رئيس ملوك الأرض . الذي أحبنا و قد غسلنا من خطايانا بدمه" 1: 8 "أنا هو الالف و الياء البداية و النهاية يقول الرب الكائن و الذي كان و الذي يأتي القادر علي كل شئ" 1: 17 ـ18 "فلما رأيته سقطت عند رجليه كميّت فوضع يده اليمني عليّ قائلا لي لا تخف أنا هو الأول و الآخر و الحي و كنت ميّتا و ها أنا حي إلي أبد الآبدين آمين و لي مفاتيح الهاوية و الموت"



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين إجتهاد الشيخ عمرو خالد في التدريس و حقيقة القس سامح موري ...
- رد علي الدكتور أيمن الظواهري: الاسلام الصحيح لا يناقض المسيح ...
- رد علي الاستاذ الشيخ نهرو طنطاوي في مسألة من هو المسيح
- النصرانية و القبطية بين المسدس و الكتاب المقدس
- بحسب اللغة العربية و القرآن و المفهوم العربي .... المسلمون ل ...
- جمال مبارك أول رئيس للجمهورية المصرية الثانية
- الدستور المصري القادم بين الاسلام و الجزية و السيف
- لعبة التلات ورقات الامريكية ...السنيورة ... نصر الله ... أول ...
- نهضة مصر بين تمثال مختار و آمال المصريين و واقع مصر المنهار
- أحلام كاتب بائس : العراق شهيد العروبة و لبنان ضحيتها و فلسطي ...
- العلمانية الكاملة -إعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله-
- بعد أن هرب من تناحر السنة و الشيعة في العراق الاستاذ عامر ال ...
- فلسطين أرض مصرية
- أطالب الحكومة المصرية بالسماح بعرض فيلم شفرة دافينشي
- الاستاذ / عامر الامير : يسوع ليس أسطورة ...... يمكنك مقابلته ...
- الي الاستاذ عامر الامير و كل من يهمه الامر: مازال إسمه يسوع ...
- الاسلام بين الكتاب و السيف .... حوار الطرشان بين نهرو و قلاد ...
- مصر تتحدث عن نفسها........ فماذا ستقول الآن من بعد أم كلثوم
- بين الدين و السياسة... عبادة الله و المسيح عيسي ابن مريم في ...
- هدية الحكومة المصرية الي عُمّال مصر في عيدهم .... و نصيحة لو ...


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - رد علي تعقيب الاستاذ نهرو طنطاوي في مسألة تحريف المسيحية