أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - منك لله يا صابر















المزيد.....

منك لله يا صابر


محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:42
المحور: كتابات ساخرة
    


قابلني في عرض الطريق العام ..جذبني إلى صدره وحيانى بحرارة شديدة لدرجة أثارت في نفسي الريبة والهلع ..وسألني أن كنت فاضيا لنأخذ فنجانين من القهوة معا ..أومأت له بالموافقة فتأبط ذراعي..وعلى أقرب مقهى تخير طاولة منذوية وجلسنا بعيدا عن العيون والآذان..وأتى الجرسون مسرعا عارضا ما عنده من مشروبات ..فصرفه بعدما طلب فناجين من القهوة..ونارجيلتين.. وفورا ؛فُتح باب الحديث على مصراعيه بالقول ؛عندما فكرت في الزواج ..كنت أريدها أنثى كاملة الأنوثة ( تامة العدد و العدة ) تُحرك المشاعر ..تبث الدفء وتنثر العذوبة .. وتقيدني بجنازير الحب ..ليست ظاهريا أنثى فقط بل وباطنها أنثى أيضا أقصد؛ تجيد فنون الأنثى على الوجهين ( على ناحية الصورة ؛ ملكة ، وناحية الكتابة؛ صفحة بيضاء طيعة طيبة ) ..وكنت على أتم الاستعداد لصرف دم قلبي الحي والميت فيها .. ،

..،تأملته باستغراب .. وقطبت حاجبي من سرده المتواصل دونما انقطاع ..و.. وكأنه يحدث نفسه.. فقلت له صارخا بأعلى صوت ؛ خيرا ..حيلك حيلك ..هووه إيه الحكاية لا مؤاخذة يا صابر ؟!..بهدوء وببرودة أعصاب قال ؛ ما هيه دي الحكاية من أولها ! يا راجل.. ما صدقت أنى قابلك ودعني أقصها عليك ..وأردف بــ هووه أحنا كنا واقفين فين ؟..خرجت منى قهقهات عالية وأجبته بــ كنا واقفين في الشارع الأسود و في ذات النهار الأبيض ..، هز كتفه و.. وتأفف ..أُف تلو أف .. كتمت فمي بيدي وتركت عيوني تسترسل في دمعها .. وبعد شهيق وزفير قال ؛رجاءا ..لا تناكفني يا أبا سليم..وسرح لحظة ثم تناول اسطوانة الحديث ؛ فأنت تعرفني وتعزني من أيام الصبا والشباب وحضرت حفل زفافي ..وتذكرت..كنت أحدثك عن أهمية الزوجة وأمنياتي وتمنياتي في شريكة الحياة .. وأستطرد بتلقائية آلية بعد أن أخرج الدخان من فمه و(خياشيمه )؛ يوم رأيتُ زوجتي أول مرة
؛ قلت في نفسي ؛هي دي هيه فرحة الدنيا غنى يا قلبي غنى يا عنيه..وقررتُ وتوكلتُ .. بعد أن تعالت صرخاتى ؛ دي وألا بلاش ؟! .. مسرعا ؛حملت أمي على يد وأبى على اليد الأخرى مطالبين و بإلحاح يديها الكريمتين من أهلها الأفاضل ..وحصل ويا ليته ما حصل ولا وصل !..( ولا كان قشر بصل )..، أخذتُ منه الحديث وأخرجت دخان الشيشة المكتوم بصدري وقلت لصديقي بعد ان جحظت عيني وأذني ؛ هآآآآآ وبعدين ؟! .. هات المفيد والخلاصة يا صابر ، فمضى حزينا مع الحديث بالقول ؛أمس الساعة الثالثة والنصف وسبع دقائق ونص ..قالت لي الست ؛ نعم نـــعم نـــــعم نعمين، وكف لسانه عن الحديث .. فبادرته مسرعا ؛ طيب وبعدين حصل إِيّـــــه ؟!.،
فتح كفوف يديه وأدارهم على الظهر والبطن عدة مرات..وكفكفهم على بعض وقال ؛ولا قبلين وبس خلاص ..، تأملتهُ بدهشة وكأنني في صمت القبور ،ففهم مرادي.. وأردف بصوت صارخ؛ أفهم وأسمع ؛ هي قالتها بطريقة الفطاطرى الماسك للنشابة التي يفرد (يمط ) بها العجين وكررّتها أربع مرات كمتتالية هندسية (فردتها على الأخر).. وفجأة تنبهت بزيادة أعداد الحضور من رواد المقهى وأنهم يحدقون في صديقي الصابر و يتأففون من صوته المرتفع.. فقلت له أخفض من صوتك أن أنكر الأصوات ..لم ينتبه لحديثي البتة ..بل هب واقفا يمثل دور زوجته وطريقة حديثها.. وقال لي أنظر يا سليم ؛ هي ؛غيرت النغمات من صوت السوبرانو إلى الحجار .. وترفع وتخفض يديها ولا مايسترو أوركسترالى و..ويتطاير شرر من العينين ولا فرن بلدي .. ،لاحت على وجهي الابتسامة وحبستُ القهقهة ثم نطقت ؛ وصلتني الصورة الكارو تيرية وحمّلتها الآن وماذا بعد ؟..،
رفع كلتا يديه عاليا وضربهم مرات عديدة مناديا الجرسون لتغيير النارجيلتين ( حجارة الشيشة ) وعندئذ تجرأ علىّ أكثر وأكثر بالقول ؛لا تقاطعني لأنني مفلوج نصفين ويتعاركان مع بعضاهما و( بآكل فى روحي من غلبي وقهري ) ..كانت أمي تطعمني وتسقيني وتغسل ثيابي فماذا زاد علىّ .. غير ولد حمل أسمى كما حملت اسم أبى ..أنا كنت أنظر لها كأنثى وتزوجتها لأنها كانت أنثى ..،شددت نفسا من الشيشة وقلت ؛ هي غيرت جنسها!..فبرم شفتيه ولم يتفوه بشئ فداعبته بــ ما أنت توهتني معاك يا صابر؟!..
- لا داعي لمزاحك الثقيل هذا ودعني أزيح عن صدري ..
- هيا أطربني فأنا مصغ إليك وناديت على الولد ليحضر لنا القهوة..
- أسمع و بالعربي ( ومن الآخر ) أنا زهدت فيها وانصرفت عنها منذ فترة
فهل عندك واحدة غيرها ؟..
- نعم عندي واحدة زهقت منها أيضا وضاقت علىّ حلقاتها ..وهى
كانت زميلة لهذا الزوج الذى أرتدي ..
- يا أبا سليم يا ثقيل الدم أقصد زوجتي !..
- حاضر سأبحث لك عن واحدة !..أأمر ؟ أتريد شيئا آخر منى ؟..ولم لم يعرني لسانه زدت بقولي ؛ ولم الآن تحديدا وأنت الصابر المحتسب عند الله منذ مدة وصرتُ مثلا سائرا ولغزا مبهما ؟..
- سأقص عليك بصدق ما حدث أمس ؛ بعد طول غياب وعلى غير عادة.. لاحت لي أمس فرصة نادرة وثمينة و لا تعوض فقلت لنفسي سأغتنمها..وجدت زوجتي.. وقد أخرجت نفسها من أعمال المنزل ومن روائح الطبخ وهم الأولاد ..وأضحت خلوة على السرير ..وخرجنا من كامل الثياب الأنيقة وصرنا ..صرنا..
- حلوة وخلوة ..أكمل يا رجل ولا تستحي..ألست صديقك !..
- هب واقفا للمرة الثانية و كبهلوان وبصوته الجهوري ؛ هي قالت لي كلاما استفزازيا لدرجة أنني لم أكمل مهمتي كما ينبغي ولعنت العيشة واللي عاو زنها..
- نعم أتقصد عاو.. عووووو ثم.. زينها .. زينة.. فهمتك فلا تزيد يا رجل ..
- ........ وركبني مئة عفريت ونزلت ألملم حالي وهرولت أبحث عن ( مداس ) قديم لأضربها به فلم أجد !..وسحب نفسا عميقا من الشيشة( وعلى الواقف ) ونثره في الهواء وظل محدقا في السماء ..، صمتُ عن الكلام وتركته مع حاله ليكمل حديثه ..وفقط ؛ألتفت يمنة ويسرى ..رأيت جمعا غفيرا من البشر يحدقون ويضحكون ..وإذا بهم يصفقون بكفوف أيديهم وبصوت واحد ؛ممتاز يا صابر ..ركبني الذهول والحيرة والحرج فألتفت إلى صابر فوجدته قد ركب رجليه ..هتفت فيه أنتظر يا صابر ..يا صـــابر ..لا حياة لمن تنادى !..هرشت جيبي وأخرجت الخمسة جنيهات الجديدة ووضعتها في يد الجرسون ..وهرولت خارجا أبحث عن صابر ..فص ملح وذاب ...صــــابر ...يا صابر منك لله .......0
‏11‏/04‏/2007



#محمد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيتو جيتو بأسوجة الفصل العنصري
- شبعان موت: مبروك يا أخ
- بيضا زى الفل..الراس
- نفسك فى أيه يا مواطن يا حمار !؟
- سأضع عينى فى صوابعك
- حاورني ببساطة وخذ الموزة
- بالسبابة اليمنى نزل فيها ضرب !
- موتنى وعرفنى الحبل على مين
- خذ صوابعك وأناملى؛
- التشليح والخيار
- خللي البساط أحمدي
- الفوضى..على أنغام شجية للغلابة
- يا عم روووح ما بعدك روووح
- أمجاد يا عرب أمجاد ..هات رقبتك هات
- نيلة زرقا
- السياسات الغربية والعلم..1..
- وزير شُرابة خُرج عربى ..وزير شربة ملح أنجليزى
- هلوسة فى الهشك بشك
- لابس مزيكا ؟ .. دقى يا مزيكا
- الحكماء الجدد..والشوارع.. 2..


المزيد.....




- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - منك لله يا صابر