موتنى وعرفنى الحبل على مين

محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 11:49
المحور: كتابات ساخرة
    

*سألني ؛ تعرف طوكر ؟..أجبته مسرعا و بغضب ؛لا ..و لأ .. ولا عاوز أعرفها.. ،لأني أعلم يقينا أنها مخزنة بذاكرتي تحت بند ؛ مصيبة سودا،خيبة ناقعة ،بلوه مسّيحه ،داهية زرقا..، فأضاف على الفور ببرودة أعصاب؛ تعرف حكايتها ؟!.. أجبته بإصرار ؛برضو لأ..،..مرت الأيام ..و همست فى نفسي ؛ والله لأعرفنا الحكاية..بحثتُ ..دختُ ..شدّتُ شعري من جذوره..فتفتقت أصول الحدوتة ؛ طوكر قرية على الحدود الجنوبية بأقصى صعيد مصر ..سكانها تغلبوا على عدوهم اللدود ..وشغّلوا عقولهم بعبقرية..ولم يستسلموا لقدرهم المحتوم..واخترعوا الوسيلة تبعا لمقولة؛الحاجة أم الاختراع..فقط حبل طويل ومتين..أوله مثبت جيدا على باب المنزل ..وآخره مربوط على وسط الزلمة أو أرداف المرأة....فكرة سهلة وبسيطة..يرخى الحبل ويركب على رجليه ويمضى لحال سبيله.. إلى الحقل ، الوظيفة ، يتمشى ، يزور عماته وخالاته .. يعاكس ابنة الجيران ..المهم ؛ يقضى مأموريته مربوطا بحبل..وفى طريق عودته وتبعا لميقاته وبمزاجه الحر
..فقط يطوى الحبل حتى يصلا معا ..هووه والحبل إلى باب المنزل بسلامة الله وتوفيقه....0
* لكن ..المشكل هنا ..الذي دفعني للبكاء بقهقهات.. هو ما ترادف فى عقلي من أسئلة محيرة ..ولما لم أجد إجابات عليها قلت ؛ أكتبها وأنشرها على الشبكة ..ربما نجد الحلول..؛ أعندك حل ؟! لو..؛ الحبل قصيرا و يرغب المربوط الذهاب لمسافة بعيدة .. حرام أم غير مسموح ؟ .. فى يوم إجازة وعطلة رسمية أو أيام العيدان؛ الفطر والأضحى..ماذا نفعل فى تشابك الحبال ؟!..طول الحبل وعلاقته بالثراء والجاه ..الفقير؛ لا يخرج من بيته وتحدد إقامته..!.. والغنى يمتلك آلاف الأمتار يرمح عليها هنا وهناك! .. أنوعية الحبل تدلل على الوجاهة الاجتماعية ؟..وأين يحفظ ويخزن مثل هذا الحبل اللعين الطويل؟!.. الأوقع.. يتبادل؛ أهل البيت الحبل فيما بينهم عند الحاجة لمغادرة المنزل..أم يمتلك كل مواطن ؛ حبلا خصوصيا مِلكا خالصا له .. وبالنهاية .. سؤال مشروع وبطريقة جن بلاطية ؛ هل الحبل على أهل العريس أم أهل العروسة عند تأسيس عش الزوجية السعيد .. ؟.....0
* ليس هذا بجنون..! ووالله.. ولكنه عين العقل وجادة الصواب..أهل طوكر عباقرة الزمان ، فالقرية فى منطقة جبلية تهب فيها الرياح العاتية طوال العام مثيرة للأتربة والرمال ..فلا يرى السائر فى الطريق أية شيء ..ويصطدم بما يقابله ..يعنى يحسس وهوووه ماشى ..وتبعا لحظه ونصيبه والمقدر له من بني آدم أو بني الجن الأزرق.....0
* لا يا سيدي !..ممنوع... ( مُش على وزن محبول) .. أقصد؛ممنوع مغادرة القرية أو الهروب منها !.لأيا من ساكنيها ..فهم ينفذون عقوبة الإبعاد والنفي .. فهذه القرية كانت منفى للموظفين المحترمين.. المغضوب عليهم من قبل الحكومات السابقة..
* لا ومليون لا.. (( كانت )) فى الأيام الخوالي..ولذا وجب التنويه بين الهلالين ..وما زالت طوكر موجودة فى العقول...،وهنا ؛ رفعتُ السبابة على أرنبة أذني وبرطمت ؛ يا واد ..هــ تروح فى طوكر ؟.....ثم ..طمأنت نفسي وقلت ؛ تغير المكان والزمان ..وبدلت المسميات..
وما زالت أجسادنا ترتعش من شدة الخوف الساكن فينا ....000

#محمد_سليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات