أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد سليم - السياسات الغربية والعلم..1..















المزيد.....

السياسات الغربية والعلم..1..


محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 09:13
المحور: المجتمع المدني
    


ـــ العلم pseudo science من افلاطون الى مارتن لوثر ــــ
** قدم أفلاطون على لسان أستاذه سقراط ، فى محاورة الجمهورية ، نظرية حول القدرات العقلية ، التى تفترض تقسيم البشر إلى ثلاث فئات ؛ الحكام -الفلاسفة وهم فى أعلى سلم القدرات العقلية ، يليهم القادة العسكريون ، ويأتى العمال والفلاحون فى أدنى السلم ،وأن هذا التقسيم محدد وراثيا ويتحدد بشكل نهائى عند الميلاد وغير قابل للتعديل كطبيعة المعادن ، فالحكام مصنوعون من الذهب ، والقادة من الفضة أما العمال والفلاحون فمصنوعون من الحديد ......
** كان ظهور كتاب داروين – عن أصل الأنواع عام 1859 - حدثا مدويا ، حيث قدم دارون ما اعتبره دليلا على أن صفات جميع الكائنات الحية تنتقل بالوراثة ، وأن الطبيعة تملك آلية الانتقاء الطبيعى ، مما يؤدى إلى بقاء الأصلح ، والصراع من أجل البقاء هو المبدأ الحاكم للحياة والمحرك للعلاقات بين أفراد النوع الواحد ، وتجاوزت آثار نظرية دارون علم الأحياء لتشمل التأثير فى النظريات الفلسفية السائدة فى أوربا آنذاك .....
** حيث أعتبر الداروينيون الاجتماعيون أن القوة المحركة للنمو والتقدم فى أى مجتمع هى الصراع بين الأفراد على الموارد المحدودة ،و هذا الصراع يؤدى الى فرز الأفراد الأقوى والأكثر صلاحية للبقاء عن أولئك الضعاف ذوى الفرص المحدودة فى الحياة ، وعلى تلك الفرضية بنيت فكرة الحرية الفردية الكاملة و الدخول أو عدم الدخول فى حلبة الصراع المميت من أجل البقاء فى الحياة الإنسانية ، وبالتالى يصنع المجتمع عناصره الأقوى ويضعهم على مقود قيادة المجتمع بصرف النظر عن أي اعتبارات اجتماعية أو أخلاقية ، وعليه ؛ عارض الدارونيون الاجتماعيون كل تدخل من جانب الدولة لمساعدة الطبقات الفقيرة لان تلك المساعدة حسب دعواهم تعارض عمل الاختيار الطبيعى وتعوق تطور المجتمع ، بحجة أن جهد الطبيعة منصرف للتخلص من الفقراء وتنظيف العالم منهم لخلق مكان للأقوى ، و يجب حصر دور الدولة فى حماية الحرية الفردية والتأكيد على عدم أعاقتها ، مما يستوجب الحد من دور الدولة فى تنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع، ويجب عدم فرض أى جمارك أو ضرائب من جانب الدولة على القادرين وهو ما يطلق عليه ( سياسة محافظة ) ترفض التغيير أو الإصلاح باعتباره تدخلا مصطنعا فى مسار الانتقاء الطبيعى ........
** وقدمت بذلك الأفكار الدروانية الاجتماعية تبريرا علميا للاتجاهات السياسية المحافظة ، فساعدت على تسارع النمو الراسمالى فى بريطانيا وأمريكا فى نهاية القرن التاسع عشر وإن كانت هى أيضا نتاجا للمناخ السياسى الاجتماعى السائد آنذاك ، والذى يمكن تلخيصه فى ثلاث عوامل ؛ 1- الليبرالية السياسية التى أعطت الأولوية للفرد فى مقابل الدولة ، 2- البروتستنتية التى دعمت نوعا من العلاقة بين الانسان والله بعيدا عن المؤسسات الدينية ، 3- الراسمالية التى دعمت الفردية الاقتصادية والمسؤولية الشخصية .......
** والنتيجة .. ، قُسم الناس الى ثلاث فئات أو طبقات عقلية على نحو مماثل لما فعله أفلاطون ، ففى الدرك الأسفل يأتى ضعاف العقول كقدر وراثى لا يمكن الفكاك منه ، ووضع فى هذه الفئة المجرمين والمدمنين والبغايا والفاشلين ، وربط انحرافهم بعدم قدرتهم الوراثية على التكيف مع المجتمع والنجاح فيه وأنه يجب منعهم من التأثير فى المجتمع باستخدام طريقتى العزل فى مؤسسات خاصة والتعقيم للحد من تناسلهم لكونهم من ذوى القدرات او الخصائص غير المرغوب فيها ، ولا يمنع بالطبع من حُسن معاملتهم ورعايتهم ، أما الفئة التالية لها فهى فئة الجماهير العريضة ، وأخيرا الفئة الثالثة على رأس السلم فهم الأفراد مرتفعو الذكاء الذين يجب أن يُسلم إليهم قيادة الحكم طواعية واختيارا . ، أى يجب أن يُسلم الحكم لأفضل النُخب العقلية ، وان الديمقراطية هنا هى حرية الناس فى اختيار أكثر الناس حكمة وذكاء وإنسانية ليخبرهم عما يجب فعله ليكونوا سعداء ، فالديمقراطية هى وسيلة للوصول إلى أرستقراطية حقيقية ........
**و أنتقل العلم ورجالاته من تصنيف الأفراد إلى تصنيف الطبقات الاجتماعية والأجناس والأعراق حسب مراتب الذكاء ،فالملونين أقل ذكاء من البيض ، والسود هم أدنى درجات البشر فغبائهم سلاليا أو موروثا فى العائلات التى أتوا منها ......
** وجاء الدور على علماء علم النفس وقلبت صفحات العلم بصفحة أخرى ، حيث كان
( يركز- 1917 م )أستاذا فى جامعة هارفارد، مهموما حزينا ، يريد جعل علم النفس الناشئ آنذاك علما جديرا بالاحترام لقيمته التطبيقية فى مناحى الحياة المختلفة ، وواتته الفرصة مع بدء تعبئة أمريكا لجنودها للدخول فى آتون الحرب العالمية الأولى ، حيث أقنع المسؤولين فى الدوائر الحكومية والجيش بضرورة قياس ذكاء وتصنيف جميع الجنود الملتحقين للخدمة فى الحرب ،وقام بتجربته التى تعد أكبر تطبيق جماعى لمقاييس الذكاء فى التاريخ الانسانى ، أجريت على 1.75 مليون جندى أمريكى وفى فترة ثلاثة أشهر فقط ، ووضع استراتيجة عمله على مراحل ثلاثة؛ الأولى ؛ اختبار يطبق على المجندين المتعلمين كاختبار مكتوب باللغة الانجليزية وبأسئلة نابعة عن الثقافة والبيئة الأمريكية ، وأطلق عليه مسمى الجيش ألفا army alpha ،والاختبار الثانى ؛ أطلق عليه الجيش بيتا army beta ، يعتمد على
الصور والأشكال ،و يطبق على الغير متعلمين وعلى الراسبين من اختبار الجيش الفا ،و المرحلة الثالثة والأخيرة ، يطبق على الذين فشلوا فى اجتياز اختبار بيتا بقصد التعرف على ضعاف العقول منهم واعتبارهم الفئة الدنيا من المجندين .........
** ولخصت النتائج فى ؛1- متوسط العمر العقلى للأمريكيين فى قمة المقياس العقلى ، 2- المهاجرين الأوربيين يقعون فى فئة الضعف العقلى وتم تصنيفهم حس أصولهم فالقادمون من شمال وغرب أوربا أكثر ذكاء من القادمين من وسط و جنوب القارة ،3- - يقع الأمريكيون من أصول أفريقية فى قاع المقياس العمرى للعقل ، و فسرت النتائج بحيث تبدو الوراثة والعرق هما المحددين الرئيسيان للذكاء ، وأكد ارتفاع معدل ذكاء البيض النورديين مقارنة بأصحاب الأصول السلافية أو اللاتينية ، و أن البيض النورمنديين هم أعلى مستويات الذكاء والسود فى أدنى مستوياته ......
**وهكذا ..خرجت الأفكار من كونها خيالية لا وجود لها إلى كونها أراء علمية قدمها الباحثين كنتيجة لأبحاثهم واستغلت نتائج العلم فـــــــــى ؛
تأكيد الأساس الوراثى كأساس وحيد للذكاء والى تصنيف الناس كأفراد وأعراق بناء على درجاتهم الى مراتب عليا ودنيا ، وصك مصطلح جديد سمى eugenic الأيكوجينية ،كما ظهر- نظرية الفرينولوجيا phrenology -استخدام مؤشرات التكوين الجسمانى فى قياس الذكاء،.. و تم تدعيم سياسة الفصل العنصرى وسياسات تقليل موارد وفرص السود للالتحاق بالتعليم العالى ، ولعبت دورا محوريا فى إقرار ما عرف بلائحة تقييد الهجرة immigration restriction act الصادرة من الكونجرس عام 1924ليحد بها هجرة الأجانب ويحدد حصة معينة من كل دولة أو جنس يسمح لها بدخول الولايات المتحدة كل عام ، وطبقت مقاييس الذكاء على المهاجرين الجدد للتعرف على ضعاف العقول ومنعهم من دخول الاراضى الامريكية ..، و وضع عشرات الآلاف من ذوى الإعاقة العقلية تحت مراقبة وحماية المجتمع لمنع تناسل ضعاف العقول وبالتالي التخلص من قدر هائل من الجريمة والاحتيال وانعدام الكفاءة الصناعية ،وصدر النظير المقابل لها فى بريطانيا التى عرفت باختبار الحادى عشر butler educational act التى تخضع جميع الاطفال له وعلى نتائجه يتم توجيه الاطفال أما للتعليم العالى والجامعة أو للتعليم بالمدارس الثانوية الفنية ، ويجب تدريب السود على المهن الدنيا فقط والمطالبة بحرمانهم من حقوق التصويت والمواطنة ويجب عزلهم وحرمانهم من الإنجاب فهم يشكلون مشكلة فادحة بسبب معدلاتهم الإنجابية العالية ،
** مع ذروة الأحداث عام 1963 م فى واشنطن التى قادها مارتن لوثر كنج للدفاع عن حقوق الاقليات المهمشة فى المجتمع كالامريكيين السود وذوى الأصول الاسبانية والمهاجرين الجدد والنساء ضد قوانين التفرقة العنصرية التى كانت تبيح بشكل قانونى الفصل بين البيض والملونين فى المجتمع وفى المدارس وفى الأماكن العامة ، وتشرع لعدم المساواة بين الأجناس على أساس تفوق البيض وراثيا وبشكل فطرى على الأقليات والملونين من حيث الذكاء والقدرات العقلية ..، ثار الجدل والنقاش حول اختبارات الذكاء باعتبارها تبريرا لدعاوى التميز العرقى وحول نتائجها المتحيزة فى أغلب الحالات للبيض وتجاهل كامل لثقافة الأقليات ، وتأجج الجدل حول مقاييس الذكاء ،و حول صدق النتائج التى توصل اليها العلماء ، وقدم أول اتهام علنى صريح ومباشر لأحدهم (بيرت ) بالغش والتدليس ، وأن بياناته حول توارث الذكاء إنما كانت بيانات ملفقة بشكل عمدي ، ونشرت مقالة ( جيلى ) بجريدة التايمز 24 اكتوبر 1976 بالعبارات التالية ؛ إن أخطر الاتهامات بالتدليس العلمى فى هذا القرن توجه إلى السير بيرت ، بنشره بيانات مزيفة واختلق وقائع حاسمة ليدعم نظريته المثيرة للجدل بأن الذكاء موروث الى حد كبير ،وأصدرت الجمعيات العلمية - بإصدار spssi - ترفض وجود فروق وراثية بين الأعراق .......
**وعلى الرغم من عمق وخطورة هذه المراجعات والتي اعتبرت فيما بعد نوعا من الدجل والاحتيال وليس علما حقيقيا ، فإنها لا تظهر سوى فى كتب التاريخ حيث يشير إليها المؤرخون على أنها دليل على سعة أفق هؤلاء الباحثين وشجاعتهم فى الإقرار بأخطائهم ، ولكنهم ينسون أثرها العميق فى المجتمع آنذاك.. ، وهكذا شكلت هذه الإرهاصات ما يمكن تسميته علما زائفا ( pseudo science) يتدثر بالأرقام والجداول ويتظاهر بالموضوعية ، ولكنه يخفى تحيزات مسبقة وتبريرا للأوضاع الاجتماعية والسياسية السائدة آنذاك ، وما زالت مثل هذه الأفكار والتحيزات تلعب دورا هاما فى السياسة ......
ـــــــــــــ
تتبع.. مع قصة أخرى ومصدر آخر،
وللمزيد ..كتاب الذكاء ؛ للدكتور محمد طه..عن سلسلة عالم المعرفة .
‏‏‏08‏/01‏/2007



#محمد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير شُرابة خُرج عربى ..وزير شربة ملح أنجليزى
- هلوسة فى الهشك بشك
- لابس مزيكا ؟ .. دقى يا مزيكا
- الحكماء الجدد..والشوارع.. 2..
- ..1 ..حروب .. الشوارع العربية ..
- نريد حكومة نظيفة ، لا نريد حكومة نظيفة
- صواريخ القسام التوما هوك على الهوا
- لا مسطول ..ولا بتطوح..
- صدام حسين راح فى ..الكازوزة
- مسيرة فلسطينية هى الحل
- أهلا وسهلا .. بحلف الأطلنطي
- القوة الأمريكية والحمير
- حرب عالمية على الإرهاب وحوار
- أيامي حلوة..بقلم : محمد سليم
- طريقة لاسترداد خيارنا الإستراتيجي الأسير..
- الموت واقفا
- جنين مشوه مجنون
- سينما أونطة هاتوا فلوسنا
- اجتماع سرى للقادة العرب
- أنفض المؤتمر ..والتحليل الإستراتيجى


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد سليم - السياسات الغربية والعلم..1..