1309رسالة إلى الشاعرة وئام ملا سلمان .. رقم (5) ..!مسامير

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 09:26
المحور: كتابات ساخرة
    

لا ادري مَن ْ من الرجال وجهوا لك ِ نقدا أو هجوما نقديا ..! لا اعرفهم بالأسماء ولا أريد أن اعرفهم . كثير من أنصاف المثقفين وحتى أنصاف الرجال يوجهون انتقاداتهم في الانترنت أو في غرف البالتوك بأسماء سرية ليست صريحة لأنهم يعرفون أكثر من غيرهم أن أسماءهم لا تعني شيئا غير الصفر في عالم الثقافة . وهم لا يعرفون عن حقيقة مكنونات المرأة غير أنها " الجنس اللطيف " أو" الجنس الضعيف " أي يمكن لهم أن يحولوا المرأة بكل مناسبة إلى " حائط نصيص " كي تشتهر أسماءهم السرية التي ما زالت تحمل موقف رجال الجاهلية الذين يرون أن وأد المرأة هو تجسيد الرجولة والبطولة والفحولة ..!
في رسائل قادمة ربما أورد أسماء لكثير من النساء اللواتي كافحن من اجل فك أغلالهن وحررن أقدامهن وسرن بنجاح مذهل لإثبات ليس كفاءتهن الشخصية بل كفاءة المرأة كإنسان في التاريخ سواء في الثقافة والشعر والفن أو في السياسة أيضا من دون أن يكون خلفهن رجل معين يلهمهن ما ينتجن من أفكار إنسانية لإثبات قدرتهن على السباحة ضد التيار الرجولي القوي السائد منذ فجر التاريخ وحتى اليوم . بل يمكن تقديم أمثلة " نسائية " تبرهن بما لا يدع مجالا للشك أن تأثير المرأة في تغيير العالم لا يقل عن تأثير الرجل ..! هنا أورد مثلا من التاريخ العراقي – البريطاني حين أصبح العراق محتلا من القوات البريطانية في بداية القرن العشرين . وظهر اسم امرأة ، جيرترود بيل ، المرأة الانكليزية ، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط ، إذ قامت وحدها ــ من دون رجل فهي عزباء ــ برحلات عدة في هذه البقعة من العالم، وكتبت عنها كثيراً خلال الحرب العالمية الأولي ، ووضعت خبرتها في جغرافية الشرق ولغاته، والشخصيات البارزة فيه ، وفي خدمة الحكومة البريطانية بعد أن التحقت سنة 1915 بالمخابرات، ولعبت دورا بارزا في نشأة العراق الحديث. وشغلت وظيفة ضابط ارتباط في المكتب العربي في العراق آنذاك .
تلك المرأة الذكية كانت وما زالت اسما لامعا في السياسة البريطانية وفي أجهزة المخابرات البريطانية .. هي التي كانت تعلم الرجال دروسا عميقا في " فن السياسة " وليس الرجال هم الذين يعلمونها ، كما أنها كانت معلما مشهودا لها بالكفاءة العالية في فنون المخابرات العالمية ، كان لها تأثير كبير في اعتماد السياسة البريطانية في الشرق الأوسط كلها .
هذه المرأة كانت بلا " رجل " لا وراءها ولا أمامها .
كانت تلهو فرحا بالإبداع السياسي والمخابراتي وفي فن الكتابة أيضا .
لم تكن لها أية حكاية من حكايات السندريلا ولم تكن كــ " امرأة العزيز " فلم تشق أي ثوب يوسفي لا من أمام ولا من دبر ..!! بل أصبحت بجهودها الخاصة ، بثقافتها الخاصة ، باعتزازها الخاص كونها امرأة ، أصبحت علما من أعلام النساء البريطانيات اللواتي تتوارد أسماءهن على ألسنة شعوب العالم منذ حضور أمثلة المرأة الحقيقية الصلبة في أدب ومسرحيات شكسبير . .
تلك المرأة " مس بيل " قصت حكاياتها عن قدرة المرأة البريطانية وتفوقها في مجال السياسة والحكم والسلطة والمخابرات وحتى في الأدب وهي مجالات ظلت محتكرة للرجال على مر العصور .
أتمنى لأولئك الرجال العراقيين وأمثالهم ، الذين " انتقدوك ِ " أو ينتقدون غيرك ِ من النساء العراقيات المبدعات والموهوبات والمناضلات من اجل حقوق المرأة أن يبحثوا عن أنفسهم في جرار ِ نصب ٍ جميل ٍ رائع ٍ عند مدخل الكرادة بوسط بغداد . والله أن الفنان محمد غني حكمت قد وضع 40 منهم تحت أقدام كهرمانة ..!!
*****************
• مسمار الكلام :
• بعض الرجال المهزومين تتولد عندهم كراهية لكن ضد النساء المنتصرات ..!!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل