1297جاسم المطير

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وزارة الثقافة نائمة والمثقفون العراقيون غائبون ..!
كان يوم أمس السابع والعشرون من مارس / مارت / ا ذار / 2007 هو اليوم الأخير من أيام المعرض الدولي للكتاب الذي اثبت فيه المثقفون العراقيون بل كل العرب أنهم لا يعرفون أرقام تلفونات المناسبات الثقافية العالمية المهمة ، أو أن تلفوناتهم مشغولة دائما بالغزل ..! ومن اجل راحة ضميري أؤكد أن تلفونات وزارة الثقافة العراقية مشغولة بالغزل الطائفي أكثر من انشغالها بخراب شارع المتنبي ..!
أقيم معرض باريس الدولي للكتاب هذا العام على مساحة خمسة هكتارات ، وأنا شخصيا لا اعرف مقدار سنتمترات هذه الهكتارات الخمسة لكنني اعرف أن الثقافة العراقية لم تشغل في هذه المساحة ولا سنتمترا واحدا لسبب واحد وحيد هو أن وزارة الثقافة العراقية مثل وزارة الداخلية العراقية تعمل وتخطط بموجب نظام ( اللجان ) الذي يستند ويعتمد على إستراتيجية تأليف اللجان وفق ترتيبات المحاصصة المذهبية والعنصرية والاثنية وما شابه ذلك ..!! وعندما يصدر قرار تشكيل اللجنة المتكونة من بضعة أفراد لا في العير ولا في النفير يجتمعون مرة أو مرتين للدردشة والحشحشة والفرفشة ..! وفي الاجتماع الثالث يقررون أنهم لا يتمكنون من عمل شيء بسبب ( تدهور ) الوضع الأمني و ( تدهور ) أرقام المال العام ..!
يا ناس السفارة .. يا عالم الوزارة : معارض الكتاب الدولية في بيروت والقاهرة وفرانكفورت وباريس هي شكل من أشكال الفضاءات المفتوحة لكل بلدان العالم لتقديم أسماء ومؤلفات كتابها ومثقفيها ومبدعيها ونقل معالم حضارتها القديمة والحديثة ..!
إليكم هذا المثل :
كل عام تختار إدارة المعرض الباريسي ثقافة من الثقافات لتكون ضيفة الشرف على المعرض ، وتحاور بفضل مثقفيها نخبة الغرب في عقر داره .. هذا العام كان الضيف الرسمي هو الكتاب الهندي ، ومن خلال الكتاب فإن الهند كلها بحضارتها العريقة ومعالمها السياحية وأدبها المتميز كانت لمدة أسبوع وعلى مدى المستقبل في قلب الحدث الثقافي الفرنسي والأوروبي عموما، وقد أرسلت الحكومة الهندية ثلاثين من أبرز مبدعيها ليوقعوا على مؤلفاتهم ويتحاوروا مع جمهور القراء من زوار المعرض وقد اهتمت الصحف الفرنسية ووسائل الاتصال الأوروبية بهم، وصدر يوم الجمعة الماضي الملحق الأدبي من الصحيفة الوطنية الباريسية الكبرى( لوموند) مخصصا للأدب الهندي.
للتذكير أقول أيضا .. كان العام الماضي ضيف الشرف في معرض باريس هو الكتاب الروسي الحديث وحل بباريس أكثر من أربعين كاتبا روسيا، مقدمتهم الكاتب الكبير الحائز على جائزة نوبل للآداب ألكسندر سولجنتسين ..
ولمزيد من تذكير أسماع وزارة الثقافة العراقية ومستشاريها أقول انه في العام ما قبل الماضي ــ يعني عام 2005 ــ كان ضيف الشرف هو الصين، حيث دخل الأدب الصيني بقوة منذ ذلك الحضور إلى اللغة الفرنسية ليفتح أبواب العقول الغربية على الثقافة الصينية ....!!
أما نحن العراقيين فما زالت دموعنا غير قادرة على غسل ما حل بثقافتنا في شارع المتنبي ولا ما يحدث في وزارة الثقافة فلا يتعجب القارئ إذا قلت ( أن كل شيء يحترق في شارع المتنبي وفي دهاليز الوزارة ) لان القادة المسئولين عن الثقافة يعملون وفق شعار ( ما أهدأ الحياة بلا ثقافة ) ..!!
لدى قادتنا السياسيين والثقافيين الكثير من الوقت ليتجولوا في لندن وبون والقاهرة وعمان ودمشق ويتونسوا فيها ــ الونسة حق ــ ولكن ليس لديهم الوقت للمشاركة والتونس في الفضاءات الثقافية العالمية ..!
لدينا الكثير من مليارات الأموال وهبنا إياها إله النفط لكننا لا نستخدمها للثقافة والمثقفين بل لملء خزائن الناهبين والسارقين ..!!
************************
• صبحك ِ الله بالخير يا وزارة الثقافة :
• نحتاج والله إلى عفريت في القرن الواحد والعشرين ليفرق بين الجهل والثقافة ..!
************************
بصرة لاهاي في 28 – 3 - 2007

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل