1308مسامير جاسم المطير

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 03:03
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير جاسم المطير 1308
اللعنة على البطون المليئة والعقول الخاوية في البرلمان العراقي ..!
شاهدتُ يوم أمس على شاشة الشرقية لقاء مع عدد من أعضاء وعضوات مجلس النواب العراقي عليهم أفضل الصلاة والسلام وهم يكذبون بلا حياء ولا استحياء ..! نفوا نفيا قاطعا أي امتيازات شخصية أو عامة يتمتعون بها بعد أن ثارت ضجة كبرى عن تلك الامتيازات كنتُ قد كتبتُ عنها مقالا مسماريا وأدانها الدكتور سيار الجميل وناقشها الدكتور كاظم حبيب كما استهجنها كتاب عراقيون آخرون من خارج الوطن وداخله بعد أن نشر في بعض وسائل الأعلام ( مشروع قانون ) يمنح رئيس المجلس ونائبيه وأعضاء المجلس امتيازات كبيرة أثارت الدهشة والاستغراب في الشارع العراقي كله لعدم واقعيتها ، فجاءت تصريحات " هيئة الرئاسة " في مجلس النواب - حفظها الله ورعاها - مشددة على ضرورة " توخي " وسائل الإعلام " الدقة " في نقل أخبارها ..‍ !!
هذا البيان الرئاسي التوضيحي يكذب خبر المشروع جملة وتفصيلا بينما " زلّ " لسان الكثير من النواب أنفسهم وقالوا أن المشروع كان فكرة موجودة في عقول عدد غير قليل من النواب الذين يدّعون أنهم من مناصري أهل البيت أو أنهم بذواتهم من أهل البيت ..!! غير أن " انتفاضة الإعلام " ضدهم أحبطت مشروعهم وأجبرت رئاسة المجلس على رفض مناقشته .
اليوم أتحدث عن نوع آخر من " الفساد المالي " المشرع في النظام الحالي للمجلس النيابي العراقي الديمقراطي ويطبق في نهاية كل شهر كما أشارت وتشير إلى ذلك الصحافة الحكومية العراقية الرسمية ..!
تصور أيها القارئ العزيز أن تخصيصات يسمونها " بدل الطعام " التي أصبحت سارية المفعول لكل نائب ابتداء من الشهر الماضي بدلا من وجبة الطعام التي كانت تقدم لكل نائب في إثناء انعقاد المجلس خلال جلسات لا تتجاوز 12 جلسة شهريا . المبلغ الذي تقرر صرفه كبدل طعام جرى تحديده بـــ (3- 5 ملايين دينار ) لكل نائب شهريا ..!! صيحوا معي الله أكبر . .. وصلــّوا على محمد وآل محمد كما يفعل المعممون من أعضاء المجلس ..!! فإذا ما قسمنا المبلغ الأدنى على عدد الوجبات يكون المبلغ لكل وجبة يتناولها النائب هي 250 ألف دينار!
هل من المعقول أن يكون مبلغ( ربع مليون دينار ) وجبة طعام واحدة وهو مبلغ يوازي مرتبات ثلاثة عمال في معمل صناعي في بغداد وهو أكثر بكثير من راتب أي شاعر عراقي معاصر كما يعادل راتبي مدرسين أثنين حديثي التعيين بالمدرسة الثانوية العراقية المهددة كل يوم بالتفجير كما أنه ـ نسبيا ـ يتفوق على مخصصات طعام توني بلير وانجيلا ميركل مجتمعين في مطعم لندني 10 نجوم ..!!
لنفترض أن ما سمعناه مبالغ فيه، ونقول أن المبلغ المصروف هو نصف ما ذكرته المصادر الحسابية السرية في المنطقة الخضراء أي ستكون وجبة الطعام 125 ألف دينار وليس 250 ألف وذلك يعني أن المجلس النيابي المنتخب يصرف من مال الشعب سنويا 9 مليارات وتسعمائة مليون دينار عراقي كوجبات طعام لبطون السادة الأعضاء المحبين للطعام أكثر من حبهم للصلاة .. ! لعنهم الله ولعن كل معدة تستقبل طعاما من مال فاسد أو قرار فاسد . والله لا توجد كارثة اكبر من كارثة اهتمام النائب العراقي ببطنه ومرحاضه ..!!

****************************
• مسمار الكلام : صبحكم الله بالخير يالنواب :
• الجراثيم تدخل إلى جسم الانسان بواسطة الطعام وهذا هو سبب صداع البرلمان العراقي ..!
*****************************
بصرة لاهاي في 27 – 4 – 2007

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل