1305 رسالة إلى الشاعرة وئام ملا سلمان .. جواب رقم (3) ..!!مسامير

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 12:01
المحور: كتابات ساخرة
    

أولا اعترف ـ من دون ضغط ولا إرهاب ولا تعذيب ــ إن الكتابة عن المرأة ومشاكلها وقضاياها ، الاجتماعية والسياسية والثقافية ، هي من أصعب المهمات بالنسبة لي أنا الرجل المسكين ذي " العالم الضيق " المقيم في عالم المملكة الهولندية الليبرالية الإباحية من دون أن اكتشف حقيقة مطالب المرأة العراقية في زمن الصحوة الدينية ..! كما أشارت رسالة السيدة سلام عبد السلام من بغداد ( 6 صفحات حجم A4 ) الواردة لي بالا يميل من بغداد يوم أمس ..!
لا بد أن أعبر عن سروري البالغ أن مناقشة قضية المرأة قد حظيت باهتمام ( امرأة ) واحدة منذ ورود رسالة الشاعرة وئام ملا سلمان ، ولو أن رسالة المرأة المنضمة لحوارنا تسترت وراء اسم مستعار ( سلام عبد السلام ) لكي تهاجمني بأشرس العبارات وتتهمني بخيانة مبادئ الدين الإسلامي لأنني لا اعترف بـ" حق " المرأة في ارتداء الحجاب ..! وتقول أنها ترتدي الحجاب لأنها تربت على هذه التنشئة في بيت ديني كريم . ثم تنصحني أن أواكب مشاهدة قناة ( الزهراء ) الفضائية لأثقف نفسي ..!!
يا سلام .. أقول لك ِ أولا أنني احترم كل حقوق المرأة بما في ذلك حق المرأة في ارتداء البكيني في حوض السباحة بنادي الصيد ببغداد أو حقها في ارتداء الحجاب أو ما تشاء من أنواع الملابس ..! للعلم اهمس لك ِ هنا أنا من هواة مشاهدة البكيني ..!
يا سلام .. أقول لك ِ ثانية معاهدا إياك أنني سأنصب قناة الزهراء في تلفزيوني حال انتهائي من كتابة هذه السطور وأتابعها ليل نهار ثم اكتب لك عنها في المستقبل تلبية لرغبتك ..!
يا سلام .. أقول لك ثالثة انك شجاعة حقا لأنك جاهرت ِ برأيك في رسالتك أمامي على الأقل ..!! بينما نجد أن كثيرا من كاتبات عراقيات وبرلمانيات عراقيات وسياسيات عراقيات وفنانات عراقيات وغيرهن ما زلن نائمات عما يجري لحال المرأة العراقية والصومالية والمصرية والمغربية والجزائرية وغيرها في الدول التي نص دستورها على مبادئ الإسلام لإبعادها عن مبادئ الحرية والديمقراطية ..!
صحيح " قد " أتفق معك يا سلام أن التنشئة الاجتماعية تبدأ من البيت .. لكنني لا اتفق مع بقية آراءك حول " ضرورة " سيطرة الوالدين على " البنات " منذ نعومة أظفارهن كي لا ينحرفن عن الطريق القويم في تلقي الثقافة من الكتب الأدبية والقصص والروايات ومن قصائد الشعراء الغزليين المهتمين بالجنس أكثر من اهتمامهم بتقوى الله ..!
في الحقيقة تبلورت عندي أفكار جديدة بعد قراءة رسالتك التي تقولين فيها انك مدرّسة لغة انكليزية في ثانوية بنات ..! أول فكرة تبلورت عندي هي انه لابد هنا من القيام بحملات توعية " للأمهات " وخصوصاً " المدرّسات " منهن من أمثالك أيتها السيدة سلام عبد السلام فأنت ، كما يبدو ، لا تعرفين أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وليس في عصر النبوة ، كما ورد في رسالتك ِ ، لذلك أنت ِ لا تعين خطورة المردود السلبي لتمييزك المرأة ضد الرجل على أسرتك عموما ، فأنت تقولين في رسالتك : ( لا أمانع من ذهاب أولادي إلى السينما أما بناتي فلا .. لا أمانع في ذهاب أولادي إلى لندن الفاجرة لإكمال دراساتهم العالية .. أما بناتي فلا .. لا أمانع من انصراف أولادي لقراءة ما يشاءون من الكتب أما بناتي فلا ... لا أمانع أولادي وهم يشاهدون قناة MBC أما بناتي الثلاث فلا أسمح لهن بغير مشاهدة قناة الزهراء ) . ثم تختمين قولك بأمنيتك لأن تقوم امرأة عراقية ( وليس رجلا عراقيا ) بمراجعة الكتب المدرسية لتعديلها وحذف كل الأشعار وكل ما يشجع البنات على الحب والغزل ويصرفهن عن أمور الآخرة ..!
يا وئام ملا سلمان إذا لم يكن للمرأة العراقية من رأي بما قالته السيدة سلام عبد السلام فأن " المرأة " تكون هي الضحية ، أي أن " المرأة " هي ضحية " المرأة " وليست ضحية الرجل .. !
متى يا وئام ملا سلمان تتحرك المرأة العراقية لتراجع ما يوجد في مدارس البنات من أفكار المدرسات حول الثقافة وثقافة المرأة بالذات ..؟
بالمناسبة تذكرتُ على سبيل المثال كيف نجحت امرأة كويتية أوكلت إليها مهمة مراجعة الكتب المــدرسية وهي أســتاذة جامعــية وناشطة في مجال حقوق الإنسان. أنجزت تلك المهمة في سنتين تقريباً استطاعت أثناءهما رصد كل خروقات حقوق الإنسان للمرأة في الكتب المدرسية في المراحل التعليمية كافة. وبطبيعة الحال فإن تلك هي مرحلة أولى تتبعها مراحل كثيرة لإصدار كتب مدرسية وبناء مناهج دراسية تتماشى مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وحق المرأة بالذات في الحياة الحرة الكريمة .
ثقافة المرأة في هذا العصر تحتاج إلى ارتفاع صوت المرأة بالشكوى لكي تحدث في " أجهزة " حكومية وسياسية وثقافية يقودها رجال دويا مؤثرا .. فالمرأة هي التي تغيـّر أولا ..!
**********************
• مسمار الكلام :
• بإمكان المرأة أن تشعل كل أنواع المشاعر الإنسانية إلا حقوقها لا تشتعل إلا بنضالها المتواصل ..!!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل