أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - لن ينتهي الإرهاب إلا بتجفيف منابع التكفير وتشجيع منابر التنوير.














المزيد.....

لن ينتهي الإرهاب إلا بتجفيف منابع التكفير وتشجيع منابر التنوير.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا جرم أن القرآن الكريم لم يتغير رسمه ولا متنه منذ أوحى الله تعالى به لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام . وعلى مدى القرون السالفة ظل المسلمون يرتلونه ويجتهدون في استنباط معانيه وأحكامه . وظل القرآن الكريم يرشد المسلمين ، حينما أحسنوا تلاوته وتدبره ، إلى الانفتاح على ثقافات الشعوب وتجاربها الحضارية ؛ فأسسوا حضارة كانت لها إسهاماتها الغنية . ولم يكن القرآن ، خلال فترة العطاء الحضاري ، مصدرا للتشدد والتطرف والانغلاق . لكن بعد أن اشتد وطء التأخر "الحضاري" تناسلت تيارات البدونة والتطرف المشدودة إلى بيئات اجتماعية ترفض التمدن وتناهض قيم المدنية ومكتسباتها . إن ثقافة الكراهية والتطرف التي تتغذي عليها هذه التيارات هي المصدر الرئيسي للإرهاب الديني الذي يتوخى تدمير الحضارة الإنسانية والعودة بالبشرية إلى البداوة الأولى وشرب أبوال الإبل . إن هذه الثقافة هي التي أنتجت أفهاما للقرآن أكثر تشددا وتطرفا وجعلته المصدر الرئيسي لشرعنة التكفير والقتل والتدمير . أما ما يتردد من تبريرات تجعل الإرهاب الديني ناتجا عن عوامل الفقر والتهميش أو الاستكبار والاستعمار ، فإن هذه العوامل كانت دائما موجودة دون أن تكون منبعا لتكفير المجتمع وتدمير الحضارة وقتل الأبرياء . وحتما سترحل أمريكا عن العراق أو أفغانستان لكن الإرهاب سيبقى ما بقيت منابعه الثقافية . وهكذا كان الحال مع "الغزو" السوفييتي لأفغانستان الذي جعله تيار التطرف والبداوة مبررا للإرهاب الفكري والمادي . لكن الاتحاد السوفييتي رحل واختفى ، بينما زاد التطرف والإرهاب واشتد خطره على الدول الإسلامية قبل الاستعمارية . والسبب يعود إلى ثقافة العنف والتكفير التي تحرض على القتل والتدمير وهذه نماذج منها :
أ ـ فتاوى تكفر كل المجتمع وتجعل قتل المواطنين واجبا دينيا ، ليس لأسباب اجتماعية أو استعمارية ، بل لأسباب عقائدية وذلك كالتالي :
ـ المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع كافر ، لأنه استبدل القوانين الإسلامية بالوضعية ، وأن مظاهر الانحلال والفساد فشت فيه ، وأن المعروف قد أصبح منكرا ، والمنكر أضحى معروفا .
ـ أفراد هذا المجتمع وحكوماته مرتدون مارقون ، والمظاهر الإسلامية في هذا المجتمع مظاهر كاذبة مضللة منافقة ، فشيوخ الدين ممالئون للسلطان الكافر .
ـ الجهاد مفروض لتغيير هذا الواقع ، وإحلال شريعة الله مكان شريعة الكفر .
ـ الوسائل السلمية لا تجدي فتيلا ولا توصل للهدف السابق لأن كل عمل سلمي للدعوة يقابل بالدعاية الحكومية الكافرة .
ـ ما دام الحكام كفرة والجهاد واجبا ، فقد وجب الخروج عليهم وقتالهم بالسلاح .
ـ يجوز قتل كل من تترس به الكافر ولو كان من المسلمين .
ـ ليس للنساء والأطفال حرمة ، لأن أولاد الكفار من الكفار .
ـ يجوز قتل الكفار ـ وهم الحكام والشعوب الراضية ـ ليلا ونهارا ، وبغير إعلام وإشعار لهم ، ولو قتل في ذلك نساؤهم وأطفالهم .
ـ لأن النظام نظام كافر ، فالدار التي نعيش فيها دار حرب ، وبذلك تكون كل ديار المسلمين الآن ديار حرب ، يجوز فيها ما يجوز في دار الحرب ، من القتل والسلب والنهب والغصب والخطف .
ـ ليست هناك طريقة لإيجاد الحكم الإسلامي إلا بالحرب ).
ب ـ فتاوى تكفر فئات واسعة من المجتمع وتحرض على القتل الفردي والجماعي ؛ ومنها فتاوى الفيزازي التي أنتجت انتحاريين داخل المغرب وخارجه . ففي حوار عبر موقع منتدى التجديد بتاريخ 2002/8/25 نقرأ التالي :
ـ "السؤال: سيدي الشيخ، إذا كانت القضية بين تيار الكفر والزندقة والإلحاد.. فهل أنتم تكفرون الحكومة الحالية؟
ـ الإجابة: نعم.
وعن سؤال حول رأيه في حرية الاعتقاد أجاب ( ليس عندنا في ديننا شيء اسمه حرية الاعتقاد، إنما عندنا في ديننا ما قاله الرسول الكريم في صحيح البخاري: "من بدل دينه فاقتلوه" ..
وعليه فحرية الاعتقاد تضمنها المادة الثامنة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقتل المرتدين يضمنه حديث رسول الله السالف الذكر، فهل أنت مع إعلان اليهود والنصارى؟ أم مع شريعة رب العالمين؟) .
إن هذه الفتاوى هي بمثابة "محطات التقوية" التي تجعل فتاوى التكفيريين المؤسسين تحول الأتباع إلى تفجيريين/انتحاريين . ومن ضمن هؤلاء المؤسسين : سيد قطب في فتواه ( إن العالم يعيش اليوم كله في ((جاهلية)) من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها .. هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية .. وهي الحاكمية .. إنها تسند الحاكمية إلى البشر ، فتجعل بعضهم لبعض أربابا ، لا في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى ، ولكن في صورة ادعاء حق وضع التصورات والقيم ، والشرائع والقوانين ، والأنظمة والأوضاع ، بمعزل عن منهج الله للحياة ، وفيما لم يأذن به الله .. فينشأ عن هذا الاعتداءِ على سلطان الله اعتداءٌ على عباده )( ص 10 معالم في الطريق ) . وتقوية لمفعول هذه الفتوى كان تحريض سعيد حوى لأتباع جماعته لممارسة ( الاستئصال بلا شفقة أو رحمة لطوائف الباطنيين والقاديانيين .. والأحزاب الكافرة كالشيوعيين والقوميين الجاهليين ، ودعاة فصل الدين عن الدولة .. .. والإنسانيين والديمقراطيين ) .
إن هذه الفتاوى لا تحرض على القتل والتكفير لأسباب الفقر والتهميش ، بل لأسباب دينية عقائدية . ولن تفلح قوة ، مهما كان جبروتها ، في القضاء على الإرهاب الديني إلا إذا تصدت للمنابع الثقافية والفكرية التي تغذي التطرف والعنف وتحول ضحاياها إلى قتلة وانتحاريين .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/2
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/1
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/3
- حوار مع سعيد الكحل
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/2
- الإرهاب قبل أن يصير عبوات متفجرة كان معتقدات متطرفة 1 .
- سيد القمني تعال نحب الوطن فإن الغربان لا تنهش إلا الجيف .
- الملك أكبر سند لمطالب النساء
- هل تفجيرات الجزائر تنذر باتسونامي الإرهاب ؟
- !!بئس الكرسي لما يصير هو العقيدة والقضية
- جماعة العدل والإحسان بين بهتان الرؤى وارتباك القيادة .
- بهتان رؤى جماعة العدل والإحسان
- مناصرة الإرهابيين قاعدة توحد بين مواقف الإسلاميين
- حَمَاس أبَاد أو إمارة -غزنستان- الإسلامية
- غزة بين الفتنة والطلبنة- 1
- أيها السياسيون اتعظوا
- الإسلاميون إذا ما هاجوا وماجوا
- هل نادية ياسين تجهل أن أباها يريد موالين لا محاورين ؟
- ندية ياسين تروج لبضاعة أصابها البوار 1
- الإدارة الأمريكية لا تجلب السلام ولا تنشر الديمقراطية


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - لن ينتهي الإرهاب إلا بتجفيف منابع التكفير وتشجيع منابر التنوير.