أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل نادية ياسين تجهل أن أباها يريد موالين لا محاورين ؟














المزيد.....

هل نادية ياسين تجهل أن أباها يريد موالين لا محاورين ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1766 - 2006 / 12 / 16 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناولت المقالة السابقة نماذج من العقوبات التي يدخرها الشيخ ياسين ضد خصومه ويتوعدهم بتطبيقها في حقهم حال تمكنه من الحكم . وليس القصد هنا التذكير بوعيد مرشد "جماعة العدل والإحسان" ، بقدر ما هو تسفيه لمزاعم ابنته التي نشرتها جريدة "الشرق الأوسط" . وللتأكيد على بوار البضاعة وكسادها ، تتطرق هذه المقالة إلى عينة من القضايا التي حسم فيها الشيخ وجعلها ثوابت جماعته ، ومنها الآتي :
أ ـ رفض الحوار من حيث كونه يقتضي تقديم تنازلات والإقرار بحق الآخر في الاختلاف . وباعتبار الشيخ يزعم أنه وحده على حق وخصومه على باطل ، فإنه يرفض أي حل وسط بينه وبينهم كما هو واضح في قراره ( فكيف بالحل الوسط بين الزور ساعيا بخطى سريعة إلى الهاوية السياسية وبين حركة شابة فتحت عينيها على الصدق فهي أهل للثقة لا غيرها )( ص 78 ، 79 حوار مع الفضلاء الديمقراطيين) . على هذا الأساس لا إمكانية للحوار ؛ فالشيخ يريد من خصومه أن يوالوه لا أن يحاوروه . لهذا شدّد ( مشروعنا أيها الأعزاء أن تدخلوا الميدان على شرطنا .. ندعوكم أن تدخلوا معنا الميدان على شرطنا وهو شرط الإسلام . هذه هي الوسيلة الوحيدة للتفاهم )( ص 531 العدل ) .
ب ـ تحقير الخصوم : ذلك أن الشيخ لا يرى في خصومه سوى فئة معزولة عن المجتمع فقدت رصيدها التاريخي والنضالي بقوله ( ثم إن هذا المبشر [ بالديمقراطية] ليس له وزن سياسي وقد شاخ وافتضح . وفقد ما يمكن أن يكون تمتع به يوما من رصيد وطني ونضال ثوري )(ص 79 حوار مع الفضلاء ). ومهما حاولت ندية ياسين إيهام الخصوم بالرغبة في الحوار أملا في كسر العزلة التي تعانيها الجماعة ، فإن الشيخ لن يمد يده للخصوم اليساريين والاشتراكيين الذين وصفهم بأنهم ( الفلول المبثوثة على أرض المسلمين من متقاعدي الثورية التقدمية وأرامل الأيديولوجية التي خرَّ مثلها الأعلى في العدل ، وخمد أُوَارُ حماس أبنائها النضالي مع انهيار الإمبراطورية السوفيتية . أولئك في بعض بلاد المسلمين لا يزال معهم من الوقاحة ، بل من بلادة الحس وتخلف الفكر ، ما يجعلهم مصرين على التقاط الأطروحات الملفقة البالية التي طرحها أصحابها )( ص 14 ، 15 حوار مع الفضلاء.) . فعلى أي أساس تريد ندية ياسين إقامة الحوار ؟ إن كان من أجل المصلحة العامة فتلك قضية يرفضها المرشد بحجة ( قد يحاول أحدهم أن يتفلت مما يُلزمه به اعترافه أنه مسلم فيجرنا إلى أرضية الوطنية وبساط المصلحة العامة، وما هي إلا اللاييكية تدافع عن مواقعها )(ص 27 حوار مع .) . أما إن كان الهدف هو إرساء الديمقراطية ، فوالدها سبق وقرر ( نحن نطلب الإسلام لا الديمقراطية ) . ومن ثم ( اللقاء مع الفضلاء الديمقراطيين يوم يسلمون أن الدين ما هو أيام الزينة والصلاة في التلفزيون يتظاهر به من يعلم الله ما في قلوبهم . يوم يعلَمون ويتعاملون مع أبناء الدعوة على أساس أن الدين ليس مجرد شعائر تعبدية ، وإنما هو حكم بما أنزل الله )( ص 5 حوار مع الفضلاء.) . وهذا الشرط يقود بالضرورة إلى مبايعة الشيخ واتخاذه "ولي الأمر الشرعي" . فهل يقبل خصوم الشيخ كل هذه النعوت والشروط ؟ الأكيد أن الشيخ لا يقبل " التعاون" مع الخصوم إلا في حالتين فقط :
ـ الأولى: استغلال الكفاءات التي يفتقر إليها أتباع الشيخ في إرساء مشروع دولتهم ، كما يشهد قوله ( خبرة بما يجري في العالم وما يدب ، ولمَ يجري من يجري وكيف يدب من يدب . خبرة بالواقع أنتم الفضلاء واسعوا الاطلاع عليه . خبرة تقنية موضوعية بالواقع نقيِّمها نحن قيمتها حين ندعوكم لتوظيفها في خدمة المشروع المجتمعي الكبير ، مشروع المستقبل الإسلامي )(ص 339 الشورى والديمقراطية ) .
ـ الثانية : فرض الوصاية على الخصوم وتجنيد قواهم وكفاءاتهم لخدمة أهداف الشيخ الذي يريد أتباعا لا شركاء . لهذا كان قراره ( فإذا دعوتمونا ـ معشر الفضلاء المثقفين ـ لجبهة ديمقراطية نكون فيها النواة الشعبية المَسوقة فنحن ندعوكم إلى مراجعة أصولكم الثقافية ذات النزعة التوفيقية المرتبكة في معضلة الجمع بين الأصالة والمعاصرة … ومتى كنا بجنبكم ، نواة شعبية مُوَجَّهة ، فقد اكتملت لكم بالقوة العضلية الإسلامية مقومات الحركة السياسية التي تخرجكم من عزلتكم وتعيدكم من منفاكم )(ص 530 ، 531 العدل ) .
أما ما تزعم ندية ياسين أنه دعوة ( إلى ميثاق إسلامي كفيل بإخراج المغرب من أزماته. ولا نقصد بالتسمية إقصاء الآخرين، بقدر ما هو تركيز على القاسم المشترك الذي يجمع كل الفاعلين والذي يتمثل في الإسلام) ، فإن عليها العودة إلى كتُب والدها واشتراطاته التي منها شرط "التوبة" الذي يقتضي أن ( يدخل من الأحزاب والهيئات من يدخل في ميثاق جماعة المسلمين كما يدخل الفرد بالتوبة في عهد جديد ، ينقطع بالتوبة عن ماضيه المختلط )( ص 89 حوار مع الفضلاء الديمقراطيين) . وغاية هذه الاشتراطات تجريد الخصوم من كل عناصر القوة والمنعة ليسهل تذويبهم وطمس هويتهم الثقافية والسياسية ، حينها فقط يقبل الشيخ فتح عباءته للخصوم وشدهم إلى العربة كقوة جر إلى حين استنفاذ طاقاتهم . ذلك أن الشيخ يرفض كل لقاء أو حوار على أرضية "الوطنية" أو "الديمقراطية" أو "الحداثة" أو "العقلانية" ، لأنها جميعها لا تخدم مشروع "الاقتحام والقومة" الذي يتبنى أسلوب الزحف على السلطة والاستيلاء على الحكم . لهذا فأرضية "القومة والزحف" تختلف جذريا عن أرضية الديمقراطية والحداثة ، كما يبين الشيخ نفسه ذلك ( على أية أرضية سنحاور الفضلاء العائدين والفضلاء الآخرين ؟ نحن نسميها شورى ، ونسميها ديناً قيّما ، ونسمي حركتنا اقتحاما وقومة .. الحداثة عندهم والعصرنة والعقلانية المقدسة أن تدين بنسبية كل شيء وتطورية كل شيء ، اللهم إلا إذا أرست سفائن تعقلنك وتفلسفك وتفرنجك وتأمركك في ميناء الأمان ، ميناء الديمقراطية اللاييكية الوطنية العقلانية الحداثوية )(ص 21 حوار مع الفضلاء . ) . فهل بعد القدح والرفض والتجريح والتكفير والوعيد يبقى من مجال للحوار والتعاون ؟ أكيد أن الطامع في الحوار مع "جماعة العدل والإحسان" كقابض على ماء خانته فروج الأصابع .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندية ياسين تروج لبضاعة أصابها البوار 1
- الإدارة الأمريكية لا تجلب السلام ولا تنشر الديمقراطية
- زواج المسيار امتهان للمرأة وتقويض لصرح الأسرة
- ...الذين يسعون لتخريب الأسرة وهدم كيانها
- هل أصبح المغرب مشتلا للتطرف ووكرا للإرهاب ؟
- رسالة إلى وزير المالية والخوصصة
- تخليق الحياة العامة المدخل الرئيسي لكل تنمية حقيقية
- الذين يجرون المغرب إلى مستنقع فتن المشرق
- معاداة النظام لا تبرر مناصرة الإرهاب
- محامو الشيطان والاتجار بحقوق الإنسان
- الإرهاب والفساد وجهان لخطر واحد يهدد المغرب
- أحداث 11سبتمبر وإستراتيجية نشر الإرهاب
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 3
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 2
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 1
- بعد ست سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر 2
- لبنان مجال للحرب بالنيابة
- بعد سبع سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر -1
- هيئات حقوق الإنسان واختلال الموازين
- الإصلاح الشامل للدستور بحاجة إلى تأهيل بنيات المجتمع ثقافيا ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل نادية ياسين تجهل أن أباها يريد موالين لا محاورين ؟