أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد الكحل - غزة بين الفتنة والطلبنة- 1















المزيد.....

غزة بين الفتنة والطلبنة- 1


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1793 - 2007 / 1 / 12 - 12:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


حينما صوت الفلسطينيون لصالح مرشحي "حماس" في الانتخابات التشريعية الأخيرة ، كان أملهم هو تحسين أوضاعهم المعيشية في المقام الأول لأنهم يئسوا من الشعارات والممارسات التي غطاها الفساد الذي دب بين فئة من مسئولي السلطة الفلسطينية . وسواء كان التصويت عقوبة أو قناعة ، فإنه وضع على عاتق حركة حماس مسئولية ضمان أمن الفلسطينيين وتوفير خبزهم . ذلك أن الشعب الفلسطيني يدرك يقينا أن تحقيق حلم قيام الدولة الفلسطينية لن يكون رهين إرادة فصيل واحد . فالدولة التي عجزت عن ضمان قيامها قوى دولية وازنة لا يمكن تحميل أي فصيل فلسطيني ما عجزت عنه الدول . لهذا تواضع الشعب الفلسطيني في مطالبه واقتصر على مطلبي الأمن والخبز . فإذا كانت الاتهامات بالفساد المالي والإداري توجه لحركة "فتح" من حيث كونها الجهة المسئولة عن مراقبة ومحاسبة كل الأطر والأجهزة الإدارية والأمنية ؛ فإن مبلغ مطالب الفلسطينيين هو محاصرة الفساد وجلب الأمن للشعب الفلسطيني الذي تعمقت معاناته بفعل هول الجرائم الصهيونية التي أثخنت قتلا وتدميرا وتجويعا . تلكم كانت آمال الفلسطينيين ومطالبهم من حركة "حماس" ، ولم يكن أبدا توقيع لها على بياض أو تفويض غير مقيد . غير أن "حماس" التي خاضت غمار الانتخابات في إطار السلطة الفلسطينية ومجموع الاتفاقات الدولية التي انبثق عنها هذا الجنين ، سرعان ما تنكرت لتلك الاتفاقات بعد أن أصرت ، عبر تصريحات قيادييها في الداخل والخراج ، على اعتبار الفوز " فتحا" جديدا سيعم كل الأمة الإسلامية ، وسيكون مقدمة لقيام النظام الإسلامي / الدولة الإسلامية . ومعنى ذلك أن "الخلافة الإسلامية" ستنطلق من فلسطين إلى بقية الدول العربية والإسلامية . من هنا لم تتعامل "حماس" مع لحظة فوزها كلحظة زمنية أفرزها واقع سياسي يمور بالأحداث ، بل جعلتها بداية عهد جديد يجُبُّ ما قبله ويقود بالضرورة إلى إقامة نظام إسلامي تكون فيه "حماس" حركة "رسالية" تحمل لواء "الإسلام" وتطبق "شريعته" وتقيم دولته . لهذا أخضعت كل تعامل مع الإسرائيليين لحُكم "الشريعة" كما حددته الحركة من حيث هي حركة دينية قبل أن تكون سياسية . وما دام الأمر كذلك، فإن أي اعتراف أو حوار مع الإسرائيليين تعتبره "حماس" "كفرا" ومخالفة للدين وأحكامه . ومن ثم لن يكون غريبا على الحركة أن تقبل من الرئيس محمود عباس مفاوضة الإسرائيليين في كل القضايا التي تهم الفلسطينيين ، لأن المفاوضات ـ في هذه الحالة ـ تتم خارج إطار الشريعة الذي تقدم "حماس" نفسها ممثلة له وناطقة باسمه . بينما الرئيس أبو مازن ، هو بالضرورة "علماني" لا يهمه "مصادمة" الشرع أو "موافقته" ، مادام الإطار "الدنيوي" هو منتهى نضاله ومبلغ حركته السياسية . لذا كانت حكومة "حماس" تعلن أنها تجيز للرئيس أبي مازن إجراء مفاوضات مع الإسرائيليين ، لكنها لن تقبل على أعضائها أي اتصال أو حوار مع الإسرائيليين لأن ذلك سيكون بالضرورة مخالفا للشرع . على هذا الأساس ، وانطلاقا من القناعات الإيديولوجية والعقائدية ، تصر "حماس" على مواقفها الرافضة للوجود الإسرائيلي ، ولا تقبل ـ تحت الضغوط ـ سوى بهدنة محدودة الأمد على شاكلة "صلح الحذيبية" . وبذلك تكون حركة "حماس" مسئولة عن اختياراتها التي وضعت الشعب الفلسطيني تحت حصار شامل ومقاطعة كلية من طرف المجتمع الدولي . الأمر الذي زاد من معاناة الفلسطينيين وعمق مآسيهم وأقبر آمالهم في الأمن والخبز ، بحيث أصبحوا يعيشون كلاجئين داخل أراضي السلطة الفلسطينية . وعلة المشكل أن قادة "حماس" لا يميزون بين "الحركة" التي لها عقيدتها وتوجهاتها وأهدافها تخص المنتمين لها بإرادتهم ، وبين الحكومة التي لها إطار محدد وجاءت وفق برنامج سياسي معين لا يتطابق بالضرورة مع الأسس والأهداف التي قامت عليها الحركة . فحين صوت الفلسطينيون على البرنامج الانتخابي لحماس ، لم يكن في نيتهم مقاومة الوجود الإسرائيلي من أساسه ، لأنهم يدركون أن دولة إسرائيل أصبحت واقعا وقدرا لا مفر منهما . من هنا تأتي خشية "حماس" ، كحركة وحكومة، من صناديق الاقتراع ، ومن ثم رفضها دعوة الرئيس أبو مازن إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية سابقة لأوانها . أي رفضها الاحتكام إلى إرادة الشعب الفلسطيني من جديد . وكما هو جار به العمل في التجارب الديمقراطية العريقة ، تكون الانتخابات المبكرة إحدى أهم الإجراءات الديمقراطية التي يتم اللجوء إليها لتجاوز الأزمات السياسية . فالأمر ليس بدعا على الفلسطينيين حتى تتعلل حماس برفضه . لكن أصل المشكل ليس في الانتخابات ذاتها ، بل في كرسي السلطة ونفوذها . ذلك أن السلطة والحكم هما هدف لدى التنظيمات الإسلامية وليس مجرد وسيلة . ومتى أمسكت تلك التنظيمات بالسلطة سيكون من باب المستحيل قبولها بمنهجية التداول لاعتبارات عقائدية أهمها :
أ ـ أن التنظيمات الإسلامية تقدم نفسها "حاملة رسالة" الإسلام ومسئولة عنها . فهي ، بالتالي ، مدعومة بسند سماوي ، لأن الله تعالى وعد "حملة الرسالة" بالنصر .
ب ـ أن هذه التنظيمات تعتبر نفسها المنقذ الوحيد للشعوب وللأمة الإسلامية من كل الأزمات ، وهي من يعيد لهذه الأمة قوتها في مواجهة قوى "الكفر" التي تتداعى على الأمة كما يتداعى الأكلة على القصعة.
ومتى وافقت هذه التنظيمات على التداول وطبقته ، فإنها ستكون في حالة تناقض مع عقائدها . إذ التخلي عن سلطة الحكم والتسيير هو إقرار بـ"الهزيمة" السياسية وإعلان"الفشل" في الإنقاذ . الأمر الذي يخلق انطباعا لدى عموم الشعوب الإسلامية بأن هذه التنظيمات لا هي "منقذة" ولا "حاملة رسالة" ، بل هي مجرد طالبة الحكم والسلطة . لهذه الأسباب لم يلتزم إسماعيل هنية بوعده ( وعندما يضعون الحصار في كفة ويضعوني أنا في كفة فليرفع الحصار وتنتهي معاناة شعبنا (...) إذا كانت رئاسة الوزراء مشكلة عند الأمريكيين والأوروبيين وغيرهم فلنتحرك جانبا ثم تمضي السفينة (...) لا نحرص على الكراسي). لكن ظل الكرسي هو الأهم والتخلي عنه "تضحية" وليس "تنازلا" كما قال رئيس الوزراء الفلسطيني( إذا لم أكن أنا رئيس الوزراء فسيكون رئيس وزراء قادم ... هذا ليس تنازلا هذا قرار وتضحية من أجل شعبنا ) . ورغم استمرار معاناة الفلسطينيين واشتدادها تفضل "حماس" إيقاظ الفتنة عن إجراء الانتخابات المبكرة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها السياسيون اتعظوا
- الإسلاميون إذا ما هاجوا وماجوا
- هل نادية ياسين تجهل أن أباها يريد موالين لا محاورين ؟
- ندية ياسين تروج لبضاعة أصابها البوار 1
- الإدارة الأمريكية لا تجلب السلام ولا تنشر الديمقراطية
- زواج المسيار امتهان للمرأة وتقويض لصرح الأسرة
- ...الذين يسعون لتخريب الأسرة وهدم كيانها
- هل أصبح المغرب مشتلا للتطرف ووكرا للإرهاب ؟
- رسالة إلى وزير المالية والخوصصة
- تخليق الحياة العامة المدخل الرئيسي لكل تنمية حقيقية
- الذين يجرون المغرب إلى مستنقع فتن المشرق
- معاداة النظام لا تبرر مناصرة الإرهاب
- محامو الشيطان والاتجار بحقوق الإنسان
- الإرهاب والفساد وجهان لخطر واحد يهدد المغرب
- أحداث 11سبتمبر وإستراتيجية نشر الإرهاب
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 3
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 2
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 1
- بعد ست سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر 2
- لبنان مجال للحرب بالنيابة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد الكحل - غزة بين الفتنة والطلبنة- 1