أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - جلعاد شاليط..قضية فيها أکثر من نظر















المزيد.....

جلعاد شاليط..قضية فيها أکثر من نظر


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفاعلات قضية الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط و تداعياتها المستمرة سيما مايرتبط منها برؤية الاعلام العربي لها و التعامل معها، تمنح هذه القضية بعدا يجنح للتوسع الافقي أکثر فأکثر حتى يکاد المرء يرى فيها جوهر قضية أکبر و أهم و أکثر حساسية من تلک المطروحة أمامه أساسا.
شاليط الذي صار بمثابة ورقة رهان و مساومة بيد الفلسطينيين، صير الاعلام العربي منه بطلا بمعنى الکلمة مثلما جعل من إسرائيل نموذجا للدولة الاقوى التي لاتقهر بالسبل التقليدية وإنما باللجوء الى طرق و أساليب تثبت يوما بعد آخر الاخفاق العربي في المواجهة و التعامل المطلوب معها. ومع ان إسرائيل وعلى أعلى المستويات تمنح أهمية قصوى لقضية الجندي شاليط و تسعى بکل السبل المتاحة للحفاظ على حياته و إنقاذه من بين أيادي أعداءه، فإنها لم تتمکن أبدا من تهويل قضيته الى المستوى و الحد الذي هولته بعضا من الفضائيات العربية الرائجة، إنهم يرکزون على سؤال محدد هو"لماذا يهتم الرأي العام العالمي بقضية جلعاد شاليط و لايکترث بقضية آلاف الاسرى الفلسطينيين؟"، سؤال وجيه لو قامت ذات القنوات بإعطاء إجابة وجيهة عليها أيضا، لکنها و بدلا من ذلک تحاول کسب الشارع العربي بتعاملها الهزيل و السطحي مع القضية متجاهلة الجانب الاهم و الاکثر حساسية فيها، إذ أن جلعاد شاليط حين کان يحمل بندقيته و يخدم کجندي في صفوف الجيش الاسرائيلي، کان يشعر بقيمته و بحجمه و بإهميته في ذلک المکان کما کان يدرک جيدا أنه ليس لوحده وإنما هناک ظهير قوي له يتجسد في الجوانب المتعددة للإمکانيات العسکرية و الاستخبارية الاسرائيلية بالاضافة الى الامکانيات السياسية و الاعلامية الفائقة و ماإليها. لکننا لو نظرنا الى الضفة الاخرى، الى القوات المسلحة العربية عموما و الى القوات الفلسطينية المنقسمة على بعضها و المتناحرة لحد الموت، کيف حالها؟ إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية وعندما کانت إيران تتقدم في إحدى جبهات القتال و تحتل ساترا عراقيا بجنوده، فقد کان العرف العسکري العراقي السائد آنئذ هو"عالج الموقف بکافة الاسلحة"، أي أن القوات العراقية کانت تقوم بقصف مرکز على ذلک الساتر الذي سقط بيد الايرانيين والقصف هذا کان يشمل أيضا الجنود العراقيين الذين وقعوا في الاسر، والامر المثير للإشمئزاز هو أن العديد من الجنود العراقيين الذين حالفهم الحظ بالخروج سالمين من المواجهة فإن المدفعية العراقية کانت لهم بالمرصاد!
أما الحديث عن ما جرى للجنود المصريين و السوريين في سوح الحرب مع إسرائيل من حيث الاستهانة بهم و دفعهم کقطعان خرفان للمسالخ من دون أن يکون هناک من ظهير قوي يحميهم من مصير مجهول يخيم عليه عزرائيل من کل ناحية فإنها هي الاخرى مصيبة من المصائب العديدة التي منيت بها هذه الشعوب، ولعل قصة العشرات بل وحتى المئات من الجنود المصريين الذين ماتوا في صحراء سيناء بعد أن تاهوا إبان حرب حزيران هي في حد ذاتها تعکس القيمة الحقيقية للأنسان في ظل هذه الدول التي لاتعرف سوى فرض مطالبها"وحکامها" على المواطن في حين تصم آذانها عن مطاليبه و حقوقه وحتى إنها تضربه بالمدفعية لو تجرأ وطلب ذلک علنا"کما في حمص و حماه بسوريا"إن تطلب الامر کي تسکته.
أما لو نظرنا الى القوات الفلسطينية المتوزعة على خانات حقيقة و تشارک في جيش وهمي في وحدته و هلامي في تراص صفوفه، فإن قيمة المقاتل الفلسطيني لن يزيد على ثمن الاطلاقات التي يحملها معه وإذا ماوقع في الاسر"فيحلها ألف حلال".
أنظروا الى الحکومة الاسرائيلية و کل مفاصل الدولة في البلد العبري کيف يتعاطون مع قضية شاليط، إنهم يوحون من خلال تعاملهم الحميم هذا مع القضية الى کل جندي إسرائيلي آخر من أنه سوف يصبح هو الاخر بطلا کشاليط عندما يتم تبادله بقطيع من الاسرى الفلسطينيين الذين سوف يعودون الى المسالخ أو الحلقة المفرغة و جيش وهمي ليس بإمکانه حتى هذه اللحظة من أن يحرر نفسه من سرطان الولاءات!
نزار جاف
تفاعلات قضية الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط و تداعياتها المستمرة سيما مايرتبط منها برؤية الاعلام العربي لها و التعامل معها، تمنح هذه القضية بعدا يجنح للتوسع الافقي أکثر فأکثر حتى يکاد المرء يرى فيها جوهر قضية أکبر و أهم و أکثر حساسية من تلک المطروحة أمامه أساسا.
شاليط الذي صار بمثابة ورقة رهان و مساومة بيد الفلسطينيين، صير الاعلام العربي منه بطلا بمعنى الکلمة مثلما جعل من إسرائيل نموذجا للدولة الاقوى التي لاتقهر بالسبل التقليدية وإنما باللجوء الى طرق و أساليب تثبت يوما بعد آخر الاخفاق العربي في المواجهة و التعامل المطلوب معها. ومع ان إسرائيل وعلى أعلى المستويات تمنح أهمية قصوى لقضية الجندي شاليط و تسعى بکل السبل المتاحة للحفاظ على حياته و إنقاذه من بين أيادي أعداءه، فإنها لم تتمکن أبدا من تهويل قضيته الى المستوى و الحد الذي هولته بعضا من الفضائيات العربية الرائجة، إنهم يرکزون على سؤال محدد هو"لماذا يهتم الرأي العام العالمي بقضية جلعاد شاليط و لايکترث بقضية آلاف الاسرى الفلسطينيين؟"، سؤال وجيه لو قامت ذات القنوات بإعطاء إجابة وجيهة عليها أيضا، لکنها و بدلا من ذلک تحاول کسب الشارع العربي بتعاملها الهزيل و السطحي مع القضية متجاهلة الجانب الاهم و الاکثر حساسية فيها، إذ أن جلعاد شاليط حين کان يحمل بندقيته و يخدم کجندي في صفوف الجيش الاسرائيلي، کان يشعر بقيمته و بحجمه و بإهميته في ذلک المکان کما کان يدرک جيدا أنه ليس لوحده وإنما هناک ظهير قوي له يتجسد في الجوانب المتعددة للإمکانيات العسکرية و الاستخبارية الاسرائيلية بالاضافة الى الامکانيات السياسية و الاعلامية الفائقة و ماإليها. لکننا لو نظرنا الى الضفة الاخرى، الى القوات المسلحة العربية عموما و الى القوات الفلسطينية المنقسمة على بعضها و المتناحرة لحد الموت، کيف حالها؟ إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية وعندما کانت إيران تتقدم في إحدى جبهات القتال و تحتل ساترا عراقيا بجنوده، فقد کان العرف العسکري العراقي السائد آنئذ هو"عالج الموقف بکافة الاسلحة"، أي أن القوات العراقية کانت تقوم بقصف مرکز على ذلک الساتر الذي سقط بيد الايرانيين والقصف هذا کان يشمل أيضا الجنود العراقيين الذين وقعوا في الاسر، والامر المثير للإشمئزاز هو أن العديد من الجنود العراقيين الذين حالفهم الحظ بالخروج سالمين من المواجهة فإن المدفعية العراقية کانت لهم بالمرصاد!
أما الحديث عن ما جرى للجنود المصريين و السوريين في سوح الحرب مع إسرائيل من حيث الاستهانة بهم و دفعهم کقطعان خرفان للمسالخ من دون أن يکون هناک من ظهير قوي يحميهم من مصير مجهول يخيم عليه عزرائيل من کل ناحية فإنها هي الاخرى مصيبة من المصائب العديدة التي منيت بها هذه الشعوب، ولعل قصة العشرات بل وحتى المئات من الجنود المصريين الذين ماتوا في صحراء سيناء بعد أن تاهوا إبان حرب حزيران هي في حد ذاتها تعکس القيمة الحقيقية للأنسان في ظل هذه الدول التي لاتعرف سوى فرض مطالبها"وحکامها" على المواطن في حين تصم آذانها عن مطاليبه و حقوقه وحتى إنها تضربه بالمدفعية لو تجرأ وطلب ذلک علنا"کما في حمص و حماه بسوريا"إن تطلب الامر کي تسکته.
أما لو نظرنا الى القوات الفلسطينية المتوزعة على خانات حقيقة و تشارک في جيش وهمي في وحدته و هلامي في تراص صفوفه، فإن قيمة المقاتل الفلسطيني لن يزيد على ثمن الاطلاقات التي يحملها معه وإذا ماوقع في الاسر"فيحلها ألف حلال".
أنظروا الى الحکومة الاسرائيلية و کل مفاصل الدولة في البلد العبري کيف يتعاطون مع قضية شاليط، إنهم يوحون من خلال تعاملهم الحميم هذا مع القضية الى کل جندي إسرائيلي آخر من أنه سوف يصبح هو الاخر بطلا کشاليط عندما يتم تبادله بقطيع من الاسرى الفلسطينيين الذين سوف يعودون الى المسالخ أو الحلقة المفرغة و جيش وهمي ليس بإمکانه حتى هذه اللحظة من أن يحرر نفسه من سرطان الولاءات!





#نزار_جاف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة و الحجاب..إشکالية النص المقدس
- الدکتور مصطفى النبراوي: نشوء دولة کوردية سوف يعيد رسم المنطق ...
- مؤتمر المصالحة و الخيار الوحيد
- حرب الفنانات المحجبات
- ترکيا..دولة الفتونة!
- الرئيس الحافي
- ميراث مصطفى البارزاني..من يجسده؟
- في الحرب القادمة نهاية إسرائيل
- الذاهبون من الابواب و الداخلون عبر الانفاق
- عهد تصدير الازمات
- ترکيا و الکورد..خيار المواجهة أم الإستسلام؟
- دخان بلا طبيخ
- إاسرائيل تحت زر نجاد
- إنتصار حزب الله نهاية للنظام العربي الرسمي
- الحل يکمن بإزالة الحکمين الايراني و السوري
- حماس و حزب الله و رقصة الموت
- إرسال البيشمرکة الى بغداد خطأ کبير
- نوال السعداوي: يجب أن يحصل الشعب الکوردي على کافة حقوقه في س ...
- نقاط المالکي لاتصلح للحروف الکوردية
- لا ترقعوا بکاراتهن بل عقولکم


المزيد.....




- -الأكثر تأثيرًا في هذا القرن-.. شاهد كيف يُعيد ترامب تشكيل أ ...
- كيف علق نتنياهو على ظهور رهينتين في فيديو نشرته حماس والجهاد ...
- مشاركة عزاء للرفيق رامي عودة الله بوفاة عمه
- بن غفير يقتحم الأقصى وإجراءات مشددة بالقدس في ذكرى ما يسمى - ...
- مسيرات أوكرانية تشعل حريقا بمستودع نفط بمدينة سوتشي الروسية ...
- عاجل | الإسعاف والطوارئ: 9 شهداء بنيران قوات الاحتلال الإسرا ...
- مدفونة منذ القرن الثامن عشر.. التغير المناخي يكشف عن حطام سف ...
- الجيش السوري يرد على هجوم صاروخي لـ-قسد- في حلب
- سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي: المساعدة الإنمائية كوسيلة ...
- قائد عسكري بريطاني يواجه أسئلة محرجة عن التجسس على غزة لصالح ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - جلعاد شاليط..قضية فيها أکثر من نظر