أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار جاف - إنتصار حزب الله نهاية للنظام العربي الرسمي















المزيد.....

إنتصار حزب الله نهاية للنظام العربي الرسمي


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جولة السيدة کونداليزا رايس التي بدأتها من بيروت، على الرغم من إن الادارة الامريکية لوحت من خلالها بغصن زيتون محاط بأشواک حادة جدة، لکنها لم تدخل الفرحة الى قلوب محور"طهران ـ دمشق ـ حزب الله ـ حماس"، ذلک إن وزيرة الخارجية الامريکية أشارت بوضوح في إسرائيل من أن لا عودة الى أوضاع ماقبل12 تموز.
ومع أن السيدة رايس، أبدت تفهمها العميق لوجهة النظر الإسرائيلية بخصوص الوضع الراهن و آفاقه المستقبلية، لکنها لم توصد کل الابواب و ترفض الخيارات الاخرى التي تصب بشکل أو بآخر في إتجاهات تلتقي في مفاصل معينة مع الرؤية الامريکية ـ الإسرائيلية لطبيعة الوضع الراهن و کيفية معالجته بصيغة لاتخدم في النهاية "أطرافا"معينة في المنطقة تستخدم کل مرونة سياسية معها على إنه نصر من الله و إن الفتح قريب من بعده!
وقد يکون من المهم الإشارة الى أن الکثير من القنوات الاعلامية العربية و"الاسلامية"باتت تشير الى ثـمة تورط إسرائيلي في لبنان و تسعى للربط بين زيارة وزيرة الخارجية الامريکية و بين شعور الحکومة الإسرائيلية بالإحباط و سعيها للخروج من المأزق الذي أوقعت نفسها فيه وما جولة رايس إلا محاولة قوية للحفاظ على ماء الوجه الإسرائيلي"بحسب تعبير العديد من أجهزة الاعلام العربية"، والحق أن تصريح السيد شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الاخير بخصوص أن الحرب الدائرة في لبنان"مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل"، تؤکد أن الدولة العبرية لا تتعامل أبدا بمثل هذه الإعتبارات العاطفية التي طفقت البعض من القنوات الاعلامية العربية تتعاطاها و تروج لها، وأيام إنسحب يهود باراک من لبنان، لم تکن هنالک حسابات ترتبط بمسألة "ماء الوجه" و"الشرف المدنس"و "الکرامة المهدورة"، بل أن کل الامر کان يرتبط بمجموعة أهداف محددة أنجزتها إسرائيل في ذلک الوقت و إنسحبت عندما وجدت الظروف تحتم عليها ذلک.
وإذا ماکان حزب الله و حلفائه الايرانيين و السوريين"يومذاک" قد رقصوا وقتها و إنتشوا طربا وإعتبروا أن إسرائيل قد خرجت کسيرة الحال و الخاطر من لبنان و إن إرادة الصمود قد إنتصرت أخيرا و ماإليها من مسوغات و مبررات تتفنن في فذلکتها وسائل الاعلام السورية و الايرانية، فإنه لم تکن هناک حالة إنکسار و إحساس بالخيبة و الإحباط تجتاح المجتمع الإسرائيلي، بل وعلى العکس من ذلک تماما، فالمواطن الإسرائيلي رأى أن جيشه قد حقق أهدافا مهمة دفعت الشر عن الشعب الإسرائيلي الى حين ولم تکن هناک أعلاما تنکس ولا أنغام حزينة تطلق من أجهزة الاعلام الاسرائيلية ولاحتى مهاترات بين هذا الوزير و ذاک الوزير على خلفية الفضيحة العسکرية الفلانية.
کل الاجهزة الاستخبارية لافي المنطقة فحسب وإنما حتى على الصعيد الدولي، تدرک بجلاء أن الجيش الاسرائيلي حين يتحرک أو يضرب فإن ذلک يتم وفق حسابات تعتمد على معلومات إستخبارية موثوقة و دقيقة، وليست بحسابات العديد من دول المنطقة التي تتحرک جيوشها وفق إملاءات و مزاج الزعيم أو القائد، ومن هنا فإن التحرک الاخير للجيش الاسرائيلي والذي شرع الکثيرون في وصفه على أنه تحرک لم يکن في محله و أن حزب الله تمکن من جر إسرائيل الى حلبة صراع لم تکن في صالحها أبدا، فإنه کلام غير دقيق من الممکن جدا وصفه بنوع من التجديف و خلط الاوراق، ذلک أن العملية الاخيرة تأتي أهميتها في نقطة مهمة جدا وهي أن الدولة العبرية تقوم بإستنفاذ خزين حزب الله من الصواريخ المرسلة من إيران عبر سوريا في فترات ماقبل12 تموز، وحين ينتهي ذلک الخزين، فإن واقعا جديدا و کلاما جديدا سوف يطرح على ساحة البحث، کلام لا تکون للأصابع الإيرانية أو السورية دورا في اللعب بکلماته أو حروفه.
وعلى الرغم من محاولة غالبية وسائل الاعلام الاعلام العربية حمل التصريح الاخير للعاهل السعودي من مغبة إستمرار الحرب الدائرة و إحتمالات تفاقمها، على إنه"نفور"سعودي من السياسة الامريکية و سعي لفرض خيارات عربية تنطلق من ذات المنطقة، فإن ذلک أيضا تفسير في غير محله و قد لايرتبط بالمعاني العميقة التي لوح بها من خلالها خادم الحرمين الشريفين، إذ أن السعودية التي مافتأت تلعب دورا سياسيا مميزا على مختلف الاصعدة و تکاد تکون صمام أمان لهذه المنطقة الحساسة و المهمة من العالم، تحاول لفت أنظار السياسة الامريکية بوجه خاص و الدولية بوجه عام، من أن هناک کارثة تحدق بالمنطقة مالم يتم تدارک الموقف بالسرعة اللازمة، وإنها تحث الادارة الامريکية و المجتمع الدولي لسلوک أفضل السبل لمعالجة الوضع المتأزم، إذ ليست من مصلحة السعودية و لامن مصلحة البلدان العربية خروج حزب الله من مغامرته الاخيرة وقد طوقوا جيده بأکاليل الغار ليقوم بعدها قائده بالنيل سرا و جهارا من النظام العربي الرسمي، مثلما أن جميع الدول العربية لاتحبذ أن ترى محور"طهران ـ دمشق ـ حزب الله ـ حماس"وقد قويت شوکته و إشتد بأسه ليقوم بعد ذلک بمراجعة حساباته السياسية الاقليمية مع دول المنطقة بوجه خاص.
وقد تکون الانباء المتسربة الخاصة بفرض حظر جوي على المساعدات الانسانية التي ترسلها إيران من قبل الحکومتين السعودية و الترکية، تأکيد لحالة التنسيق القائمة دوما بين السعودية و الادارة الامريکية لمواجهة التداعيات و المستجدات في الوضع الراهن، رغم أن العديد من الدوائر"الاستخباراتية"تؤکد أن ذلک الحظر يرتبط إرتباطا مباشرا بإستغلاله من قبل طهران لإرسال مساعدات عسکرية لحزب الله تحت غطاء المساعدات الانسانية لکي يستمر النزاع و يصل الى مستويات أکثر تأزما وهو أمر سعت و تسعى کل من طهران و دمشق إليه على خلفية أجندتهما التي وصلت الى مفترق الحسم الدولي.
أما تصريحات السيد حسن نصرالله الاخيرة التي بثتها قناة "المنار" والخاصة بتهديد إسرائيل بمرحلة مابعد بعد حيفا فيما لو إستمرت إسرائيل في هجمتها، و کلامه عن عدم تصديق ماتقوله إسرائيل بشأن إحتلال مدن و قرى، فهو يکاد يکون نوعا من الاقرار الضمني بوخامة الوضع العسکري لحزب الله، فهو يذکر المرء بتصريحات الرئيس العراقي السابق صدام حسين، حين قال عشية الهجوم العسکري الامريکي، حتى لو رأيتموني أتکلم في التلفزيون و أطلب منکم عدم القتال فلاتصدقون ذلک!
إن فرض المحال ليس بمحال کما يقال، وعلى هذا الاساس، لو تسنى لحزب الله و حليفه حماس بالانتصار في هذه المعرکة، فإن الخاسر الاکبر سوف يکون النظام العربي الرسمي و سوف تحدث هزة تکون من العمق بحيث يصبح خيار إمارة طالبان أفضل الخيارات المطروحة على الساحة!




#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل يکمن بإزالة الحکمين الايراني و السوري
- حماس و حزب الله و رقصة الموت
- إرسال البيشمرکة الى بغداد خطأ کبير
- نوال السعداوي: يجب أن يحصل الشعب الکوردي على کافة حقوقه في س ...
- نقاط المالکي لاتصلح للحروف الکوردية
- لا ترقعوا بکاراتهن بل عقولکم
- مايريده الغرب و ماتريده إيران
- کلام الرئيس صالح..هواء في شبک
- النساء أيضا يتزوجن سرا..لم لا؟
- عريشة بوجه العواصف
- الشن الامريکي لا يوافق الطبق الايراني
- حماس و فتح و قشة الاستفتاء
- حسين نعمة..لک الحق ولکن
- ماذا يجري في العراق؟
- عربستان..المصادرون في أوطانهم
- دولة کوردستان..واقع ستفرضه ترکيا و إيران
- أحمدي نجاد..معجزة الالفية الثالثة
- قادة خرجوا من القبعة الامريکية
- برکات سيدنا الشيخ
- حکومة تخطت حاجز الامر الواقع


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار جاف - إنتصار حزب الله نهاية للنظام العربي الرسمي