أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - الرئيس الحافي














المزيد.....

الرئيس الحافي


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تضاربت الانباء و التقارير بخصوص حالات الفساد و الإحتيال التي جرت في الآونة اخيرة في دولة إسرائيل، سيما المتعلقة منها بالقادة العسکريين و السياسيين والتي کانت بمثابة فضائح من عيار ثقيل، وقد جاء نبأ عزم مفتش الدولة ميشا لندن شتراوس، الذي هو بمنصب قاض على البحث في الحرب الاخيرة التي شنها الجيش و نشره تقريرا"غير ملزم"قانونيا لکنه"مزلزل"سياسيا"، ليضيف بعدا جديا لمسلسل الفضائح الدائرة في الدولة العبرية و يميط الثام عن خبايا مهمة دارت خلف الکواليس بعيدا عن أعين أجهزة الاعلام.
رئيس الدولة تلاحقه تهمة علاقة جنسية، رئيس الارکان تلاحقه شبهات إستغلال منصبه و ظروف الحرب لمآرب شخصية، رئيس الوزراء تطارده تهمة الفساد المالي و تطول القائمة التي هي ليست بيت القصيد في هذه الاسطر، ولا الظرف الذي يرافق إفتضاح هذه الاسرار مع ملاحظة حساسية و خطورة الشخصيات التي تخيم عليها، بل أن بيت القصيد هو أن هناک دوما في إسرائيل عين أخرى تراقب الاحداث عن کثب، عين هي خير من عيون الاعلام و الدوائر الاسخبارية، وعلى الرغم من أن الکثيرين سوف تنتابهم حالات الغضب و الإنفعال وهم يجدونني أصف هذه العين بعين"التقدم الحضاري"التي تعکس روح و ماهية هذه الدولة و شعبها.
إنها ليست المرة الاولى و قطعا ليست الاخيرة التي تطال فيها هذه العين أهم شخصيات ورموز الدولة، بل أن من مزايا هذه العين إنها مستمرة و دؤوبة في بحثها عن الفضائح المحيطة بأکبر "الرؤوس" بحيث لا تشعر بشئ من الکلل و لايرف لها جفن بل و لاينتابها حتى مجرد ما يشبه "الوسن"، لکن الشئ الذي يثير التهکم و يبعث على الإحساس بالقرف هو أن وسائل إعلام بلداننا تتناقل هذه الانباء وکأنها إنتصارات لأنظمتها على الجبهة الداخلية للدولة العبرية! بل أن ما أضحکني و دعاني أشعر بالإشفاق على البؤس"الفکري و الحضاري"للبعض الذين يصورون الامر على إنه يعکس حالة"التحلل الاخلاقي"للمجتمع الاسرائيلي، وکما يقول المثل العراقي الدارج"شجاب عمشة على جيمس"، أقول لو کان رأي أولئک البعض سديدا فإن أکبر المجتمعات المتحللة إخلاقيا في العالم هي مجتمعاتنا، ذلک إن الفساد بأبشع صور‌ه و أجلى حالاته يعشعش في کل رکن و زاوية منها والکل يعلم به علم اليقين، من دون أن يفضح ولو شئ يسير منه لوسائل الاعلام و الشعوب المتعطشة لأنباء تلک الفضائح التي تطال أعلى المناصب کعبا في الدولة.
بالامس، خرج علينا السيد سيف الاسلام القذافي ليخبرنا بأن ليس في ليبيا صحافة حرة! ولعمري إنها نکتة الموسـم و صرعة ليبية خاصة تکاد تصل في قوتها الى صرعات والده صاحب النظرية العالمية الثالثة، المضحک في الامر، أن إبن"الزعيم"يريدنا أن نتعجب لأنه أماط اللثام عن هکذا سر خطير من دون أن يدري أنه مثلما ليس بوسع الحافي القدمين أن يمنح الحذاء لغيره، فکذلک أن الاستبداد و القمع ليس بإمکانهما أبدا أن يوفرا شيئا من الحرية، بل أنهما نقيضان لا يجتمعان کالخير و الشر، القبح و الجمال.
في إسرائيل حالها حال أية دولة ديمقراطية حقيقية، لا شئ يعلو على الحقيقة حينما تکون هذه الحقيقة في خدمة الصالح العام، ولأجل ذلک ليس هناک ضحک على الذقون تحت مسميات وهمية من قبيل"الامن القومي"أو"أسرار خطيرة جدا" أو حتى"مقدسـة"کما هو الحال لدينا، حين ينبري رئيس جمهورية تغرق دولته في برکة من الفساد المشاکل و الازمات، وهو يسدي نصح الخلاص و التحرير و الاخلاق الحميدة لا لشعبه فقط وإنما لعموم أمته، والمصيبة أنه لايزال هناک من يصفق لهکذا رئيس حافي بإنتظار أن يوزع الاحذية على الجميع!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميراث مصطفى البارزاني..من يجسده؟
- في الحرب القادمة نهاية إسرائيل
- الذاهبون من الابواب و الداخلون عبر الانفاق
- عهد تصدير الازمات
- ترکيا و الکورد..خيار المواجهة أم الإستسلام؟
- دخان بلا طبيخ
- إاسرائيل تحت زر نجاد
- إنتصار حزب الله نهاية للنظام العربي الرسمي
- الحل يکمن بإزالة الحکمين الايراني و السوري
- حماس و حزب الله و رقصة الموت
- إرسال البيشمرکة الى بغداد خطأ کبير
- نوال السعداوي: يجب أن يحصل الشعب الکوردي على کافة حقوقه في س ...
- نقاط المالکي لاتصلح للحروف الکوردية
- لا ترقعوا بکاراتهن بل عقولکم
- مايريده الغرب و ماتريده إيران
- کلام الرئيس صالح..هواء في شبک
- النساء أيضا يتزوجن سرا..لم لا؟
- عريشة بوجه العواصف
- الشن الامريکي لا يوافق الطبق الايراني
- حماس و فتح و قشة الاستفتاء


المزيد.....




- علي خامنئي.. ما قد لا تعلمه عن أحد أقوى رجال الشرق الأوسط بع ...
- هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟ ...
- روسيا تستعرض أحدث سيارات -لادا- في بطرسبورغ (فيديو)
- بينها دول عربية.. إدارة ترامب تدرس توسيع قائمة حظر السفر لأم ...
- الجيش الروسي يعلن عن تقدم قواته وخسائر قوات كييف في منطقة ال ...
- خامنئي: الشعب الإيراني لا يستسلم وأي تدخل عسكري من الأمريكيي ...
- الجزائر تؤكد موقفها الداعم لإيران
- ديدان -سامّة- تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان (فيديو)
- -فطر مريخي-!.. صورة قديمة تشعل جدلا واسعا حول الحياة على الك ...
- أردوغان: نتنياهو تجاوز هتلر في جرائمه


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - الرئيس الحافي