أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - قمة ملتبسة لأنظمة مهزومة















المزيد.....

قمة ملتبسة لأنظمة مهزومة


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1877 - 2007 / 4 / 6 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوف يسجل لمؤتمر القمة التاسعة عشرة في الرياض ، أنه كان أكثر مؤتمرات القمة إثارة للسؤال والجدل . ذلك أنه جاء في وقت هناك أكثر من حرب قائمة في العراق وأكثر من احتمال حرب قادمة تمتد من البحر الأبيض إلى الخليج ، وهناك خلافات عربية بينية ، ومحاور متصارعة عربية - إيرنية وعربية أميركية . وأنه جاء بعيد عدد من لقاءات اللجنة الرباعية ( مصر - الأردن - السعودية - الأمارات المتحدة ) + أميركا ، لم تكن مداولاتها بعيدة عنه ، وكان محورها ، ولاشك ، كيفية التعاطي مع الحالة العامة في الشرق الأوسط ، على ضوء هزيمة إسرائيل أمام المقاومة في جنوب لبنان ، وتعثر ما قبل الفشل للمشروع الأميركي في العراق ، وأزمة النووي الإيراني . وقد خيمت دون ريب هذه الحالة واحتمالات تداعياتها على أجواء المؤتمر وعلى أعماله ، وأدخلت توجهات اللجنة الراعية + أميركا في بنية قراراته وبياناته وتسوياته وصفقاته ، التي أحاطته بالإلتباس والسؤال ، بل وجعلت منه أكثر مؤتمرات القمة مخادعة ، لكونه جاء حمال أوجه يفتح في المجال لتقييمات متعددة لها خلفيات متباينة

فهو قد يقيم عند البعض على أنه " صحوة قومية " لوقف الانحدار العربي المزري ، والتعاطي مع القضايا العربية الأساسية بمسؤولية مشتركة . وقد يقيم عند البعض الآخر ، على أنه محاولة إعادة تجديد وحدة النظام العربي الرسمي ، بحد أدنى مقبول من التسويات في المسائل الخلافية البينية ، للإنخراط بفعالية مع النظام الدولي الجديد وبخاصة في الصراع العربي الإسرائيلي وإعادة تشكيل الشرق الأوسط . وقد يقيم عند آخرين ، على أنه جاء بأجندة وأعمال وقرارات لملاقاة ظروف بدايات جدية لانهيار المشروع الصهيو - أميركي ، بعد انتصار المقاومة في لبنان في العام الماضي ، وانتشار مقاومة فعالة متصاعدة للإحتلال الأميركي في العراق ، وبعد ازدياد حدة التفاعلات الداخلية الأميركية المتمحورة حول مطلب الانسحاب الأميركي من العراق وإعادة النظر في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط . وقد يقيم عند هؤلاء وأولئك ، على أنه بمحصلته العامة هو محاولة إحياء مشروع عربي مقابل المشروع الإيراني ، وإعداد النظام العربي للقيام بدور فعال إذا قامت حرب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية

على أية حال ، فإن مما لاجدال فيه ، أن المؤتمر كان على صلة وثيقة بمجريات اللحظة الخطيرة الراهنة على كل الصعد ، وكان حامل هموم أزمات وجود الأنظمة ، إن في صراعاتها البينية ، أو في صراعاتها مع شعوبها ، أو في صراعاتها مع المشاريع المطروحة في المنطقة ، التي تستهدفها وتعبث بها في اللعبة الإقليمية المحتدمة

وقد كان تعاملت القمة مع أزمة المنطقة وأزمة الأنظمة بما يتناسب ومستوى عجزها وجبنها أمام مطامع الخارج ، وبما يتناسب مع قناعاتها المبنية على مسوغات ا ستمرار تمحور كل شيء حول مصالحها الذاتية وحول بقائها وا ستدامتها . ولهذا ركزت أعمالها على محورين أساسيين
تسوية الخلافات بين الأنظمة ، بقبول حدود الأمر الواقع ، لتتفرغ هذه الأنظمة لترتيب أوضاعها الداخلية وتصفية أية معارضة جادة ضدها -
تسوية الصراع العربي الإسرائيلي بتكرار إطلاق المبادرة العربية ، لإفراغ القضية الفلسطينية من قيمتها كرافعة ومحفزة للنضال الجماهيري المعادي لأميركا والهيمنة الدولية ، واختزالها بدويلة فلسطينية دون عودة اللاجئين ودون سيادة كاملة ، لسحب البساط من تحت أقدام المقاومة ، وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإرضاء السيد الأميركي

تصريحان لشمعون بيريز نائب رئيس وزراء إسرائيل ومحمد حبش نائب مقرب من قمة النظام في مجلس الشعب السوري يقدمان الدليل على ذلك
يقول بيريز : المبادرة العربية أنهت حالة الحرب بين العرب وإسرائيل
ويقول محمد حبش : قمة الرياض هي قمة بشار الأسد
أما تصريحات الناطق با سم البيت ، المعبرة عن عدم الرضى الأميركي ، حول عبارات وردت في خطاب الملك عبد الله الافتتاحي ، فقد كانت لذر الرماد في العيون ، ومنح الملك هالة " قومية " لتسويق زعامة المملكة للعالم العربي في المرحلة المقبلة

وفي ضوء ذلك ، يمكن أن يقال ، أن قمة الرياض كانت قمة الأنظمة المهزومة أمام العدو والمعزولة أمام شعوبها . وقد كانت قراراتها قائمة على ترابط الانهزام والانعزال . وكانت على النقيض من أي منظور وطني أو قومي . فلا شيء من منظور وطني أو قومي يبرر عقد المصالحات التواطئية المتبادلة ضد الشعوب المقموعة ولاشيء من نفس المنظور يبرر عقد التسويات الاستسلامية بين الأنظمة والكيان الصهيوني . وإنما يستدعي ذلك العودة إلى الشعوب والمصالحة معها ، وإطلاق الحريات العامة ، وبناء الوحدة الوطنية الديمقراطية ، التي وحدها تؤسس لتضامن عربي حقيقي تحرري قادر على مواجهة الاحتلالات والتمزقات الطائفية واللعب من قبل أي كان بالمصير العربي

ما يزيد محنة الشعوب العربية ذلاً وإيلاماً ، أن أهم قرار في مؤتمر القمة الذي كان تجديد الالتزام بالمبادرة العربية الذليلة لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي.. أي ا ستسلام الأنظمة قد أعلن با سمها .. في وقت تعرف هذه الشعوب أن بلدانها تملك قوى ا ستراتيجية عسكرية ومالية وبترولية وبشرية هائلة ، تمكنها ، بالحد الأدنى ، من الدفاع عن نفسها بجدارة ، وهذه القوى تعادل من حيث الوزن النوعي والتأثير العسكري مئات أضعاف قوى المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية ، التي أسقطت أ سطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ووضعت الجيش الأميركي المتغطرس أمام هزيمة محققة

بمعنى أوضح ، إن هذا الاستسلام ، غير المبرر وغير المقبول وطنياً وقومياً ، إذ يجري في وقت يكابد العدو الإسرائيلي آثار الهزيمة العسكرية على جيشه وحكومته ومجتمعه ، وفي وقت يزداد حصار بوش في عقر داره من قبل القوى الرافضة للحرب مطالبة إياه بالانسحاب من العراق ، إنما يعبر عن صفقة ضمان مصالح متبادلة واضحة بين أنظمة القمة والمعسكر الصهيو - أميركي على حساب الشعوب العربية

وتأسياً على ذلك ، ليس بعيداً عن السؤال في هذا السياق ، أن يقول بشار الأسد : نحن راضون تماماً عن القمة . وأن يقول دبلوماسي أميركي : المبادرة العربية إيجابية ولانتطلع لإحداث تغيير فيها . وأن يقول بيريز : أن المبادرة العربية أنهت حالة الحرب بين العرب وإ سرائيل
ما يدل على أن أفقاً جديداً أكثر بشاعة يطل الشرق الأوسط . الأمر الذي يعني ، أن القوى الوطنية الديمقراطية أضحت في وضع أكثر صعوبة من قبل ، وأكثر بعداً عن أهدافها ، حيث سيعاد خلط الأوراق ، والاصطفافات ، والدخول في مرحلة تصفية حسابات مؤلمة . وهذا يستدعي من هذه القوى قراءة جديدة للمشهد السياسي الداخلي والإقليمي والدولي ، وإعادة رسم خرائطها وبناء صفوفها وتوحيدها ، والإنخراط في قلب القوى الشعبية ، التي هي بامتياز حاملة المهام الاجتماعية والوطنية والديمقراطية ، والتي هي مكلفة ، قبل غيرها من قوى الشعب الأخرى ، أن تدفع ثمن فاتورة المرحلة المقبلة من حرياتها ولقمة عيشها وحقوقها الإنسانية والوطنية ، لتحقيق المواجهات الشرسة المقبلة والتغييرات الوطنية الديمقراطية على المستويين المحلي والإقليمي



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى الشعب
- شعب جدير بالحرية والنصر
- حس المسؤولية الضائع .. الانتخابات مجدداً
- معك ياأم الكون في يومك العالمي
- في التعذيب .. وضحايا التعذيب
- دروب الضياع والتدمير الذاتي
- التهريب في التهريب .. المازوت مثلاً
- الميز السياسي والاستحقاقات الانتخابية
- حتى يكون مجلس الشعب برلماناً .. سلطة تشريعية
- سلطان أبا زيد .. شهيدا
- العبثية الاقتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 2
- العبثية الافتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 1
- حول أثرياء حرب اقتصاد الفساد
- خلفيات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
- لاديمقراطية في الشكل ولاهم شعبي في المضمون
- أية هيبة .. أية دولة .. ؟
- الملهاة .. المأساة .. في مسرحية - عمارة النظام -
- الديكتاتور حقاً قد قبر .. الشعب حقاً قد انتصر
- الحوار أول الحركة إلى أمام
- قيمة اللحظة اللبنانية الراهنة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - قمة ملتبسة لأنظمة مهزومة