مؤتمر الرياض .. احتلال العراق غير مشروع !

عماد الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 11:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اخيرا ارتفعت اصوات بعض الملوك العرب بعد اربعة اعوام لتقر وتعترف بان وجود القوات الاميركيه وحلفاؤها على ارض العراق (( احتلال اجنبى غير مشروع)) ! ... فحقا لن نسمع سابقا بهذه المصطلحات الجديده التى نطقت بها السنتهم ... فهل هناك احتلال اجنبى مشروع واخر غير مشروع ؟ وهل يعنى وجود القواعد الاميركيه فى اراضيهم و اراضى دول عربية اخرى بانه احتلال مشروع ؟ اذن نرجو منهم ان يوضحوا لنا مالفرق بين هذه المصطلحات الحديثه التى اصبح التلاعب بها وسيلة لطمس الحقائق فانهم فقهاء وقادة الامه واسيادها ونحن جهلاؤها وعبيدها !
فالكل يعلم ان وجود القوات الاجنبيه على ارض اى بلد هو ( احتلال ) ومساس بكرامة البلد وترفضه كل الاعراف والمواثيق الدوليه عدا تواجدها الذى يصمم ويفبرك ضمن كواليس وخفايا دول الاستعمار الحديث .. لذا اتمنى ان تكون الاجابه ضمن الباب الاولى
ان التلاعب بالالفاظ واطلاق التسميات المختلفه ومنها القوات المتعددة الجنسيه المفوضه من قبل الامم المتحده والتى كانت سارية المفعول لغاية انعقاد القمه الاخيره كانت وسيله تبرر فيه سكوتها ورضاها النابع من الخوف والركوع لسادة هذا الاحتلال واما هذا التغيير المفاجىء فانه لغز محير !
ان مااقرته القمة العربيه الاخيره فى الرياض وعلى لسان بعض الملوك واولهم ملوك البلد المضيف وقطر ((بان القوات التى تدخل بدون موافقة اهل البلاد هى قوات احتلال)) ! يفتح مجالا للشك ويطرح الكثير من الاسئله عليهم .. ابدأها ... هل ان حقيقة الادلاء بهذا التصريح هو لاضفاء الشرعيه على تواجد القوات الاميركيه فى الكثير من الدول العربيه عدا العراق ؟ هل ان وجود القوات الاجنبيه فى العراق غير شرعى ووجوده فى الدول العربيه الاخرى شرعى ..... مالفرق بين الاحتلالين وماسر اعتبار احدهم شرعيا واخر غير شرعى ؟ لماذا جاء هذا التصريح او الاعتراف متأخرا وبعد اربعة سنوات دمار وقتل وتشريد لشعب عربى ضمن جامعة دول عربيه يجتمع رؤسائها سنويا .... اى بعد اربعة قمم ؟ هل ان تصريح القذافى كان صائبا بادعائه ان قرارات القمه العربيه يتم تصميمها وحياكتها من قبل اجنده غربيه ؟ الم تكونوا اطرافا رئيسيه صامته فى تمرير الاحتلال وقبوله واين كنتم عندما اقر الاحتلال ولماذا لم تتمكنوا من تسوية الموضوع مع الطاغيه صدام او قوى الغرب الصديقه بدلا من هذه الكارثه الانسانيه العربيه التى لايمكن لاحد يوما ان يبرء ذمتكم منها ؟ هل هناك تنسيق بين القمة العربيه وساسة اليمين الاميركى لتبنى هذا التصريح واعطاء التبريروالحجج للانسحاب الاميركى من المستنقع العراقى ... والم يكن هذا التصريح وسيله لاسعاف وانقاذ السياسه الاميركيه من فشلها بعد ان ارتكبوا الاف الاخطاء وعلى السن كبار مسؤوليهم ؟ الم تكن تصريحات البيض الابيض بمسائلة الملوك الذين اقروا الاحتلال اخيرا مفبركه مسبقا وتدخل ضمن اللعبه ؟ الايؤكد هذا الاعتراف حقيقة الاتهام الموجه لكم بدعم و ارسالكم المقاتلين عربا واجانبا لقتال الاحتلال غير الشرعى للاميركان وحلفاؤهم فى الساحه العراقيه و كما تدعون ؟
حقا ان تصريحات الاقرار بالاحتلال جريئه وتدل على شجاعه ولكن مجيئها متأخرا وبهذا التوقيت من الفشل اللامتناهى للسياسه الاميركيه يضعها موضع شك الا اذا كان الاحتلال لغاية انعقاد مؤتمر القمه هذا شرعيا ولكن اصبح الان غير شرعيا !
وانت ياسيادة الرئيس جلال الطلبانى ذهبت الى القمه للاعتراف والاقرار بالاحتلال امام الرؤساء والملوك العرب والعالم وهنا لدى اسئلة اخرى اوجهها لك ..... هل تعلم ان ماترتب على اقراركم بهذا الاحتلال هو ان دستوركم وانتخاباتكم وحكومتكم كلها من صنعه فكيف تريدون اضفاء الشرعيه عليها والاعتراف بها ؟ اين كنتم عندما تمت الموافقه على الاحتلال سواءا كان شرعيا ام غير شرعيا والم تكونوا طرفا وعضوا فاعلا ورئيسا لاحد الاحزاب والتكتلات والتحالفات التى رضخت وقبلت به بديلا لاسقاط النظام الدكتاتاورى ؟ الم تطالب يوميا انت والذين من هم فى هرم السلطة العراقيه بابقاء القوات المتعدده الجنسيه وكما تسمونها دائما خوفا من الكارثه التى تتوقعونها بعد انسحاب قوات الاحتلال من العراق .. فما سر تبديل هذه التسميه المفاجىء من قوات متعدده جنسيه او قوات تحرير الى قوات احتلال ؟ والايشك ان اميركا تتخذ الساحه العراقيه لاجتذاب اكبر عدد ممكن من معارضيها والحاقدين عليها وبالذات الاسلاميين المتشددين وقتالهم فى ارض العراق كتنظيم القاعده الذين لم يكن له وجود يوما فيها ؟
لذا ارجوكم سيدى انت وجميع ساسة العراق ان تتفقوا وتزودنا بالتسميه الحقيقيه لهذه القوات الاجنبيه التى تتواجد بالالاف على ارض العراق !
ولدى اسئلة اطرحها على الجميع وان يناقشوها مع انفسهم سواءا كانوا ساسة ام عامة الشعب ويقرروا بعدها ايهما اسلم خروج هذه القوات ام بقائها .. ابدأها ... ماذا تتوقعون اسوأ مما يجرى فى العراق بعد انسحاب قوات الاحتلال من العراق ؟ الكل يعلم بان النظام السابق كان يمارس السجن والاعتقال ومطاردة السياسيين وهذه وسيله تتبعها كل انظمة الحكم التى لم تنتخب من قبل شعوبها ومفروضة عليها فرضا بالقسر والقوة وسؤالى هنا .. هل كان للارهاب وجود فى قاموس الحياة العراقيه و من المسؤول عن ادخاله الى الحياة العراقيه وبغداد مدينة السلام بهذه الصيغة البشعه الشنيعه من قتل عشوائى لشيوخ ونساء واطفال ووسائل تعذيب خرافيه وتشويه جثث ودريلات ثقب التى لم تألفها حتى اقذرالتنظيمات الارهابيه .. الم يكن للاحتلال دور فى ادخالها ؟ من المستفيد من اثارة نار الفتنه الطائفيه النائمه من مئات السنين بهذه القسوه والعنف .. هل الشعب العراقى و مؤساسات الدينيه ام الاحتلال ؟ اذا خرجت قوات الاحتلال هل سيقتل العراقيين الذى يشهد التاريخ لحضارتهم وثقافاتهم وعلومهم بعضهم بعضا حبا بمذهبيات اساءت للاسلام واضعفته اكثر مما تخدمه ولماذا ؟!واخر الاسئلة واكثرها حيرة ..ماذا قدم الاحتلال لهذا البلد ولماذ المطالبه المستمره بابقاء قواته ؟
ولاكن اكثر صراحة بصدد اخر هذه الاسئله و الذى يتكون من شطرين ... هل يسيطر على ساسة الحكم وكل من ناضل من اجل التغييرهاجس الخوف من عودة حزب البعث الى الحكم والتسلط ثانية... ام الخوف من الحرب والاقتتال الطائفى ؟ فاذا كان التخوف من عودة البعث بهذا الكم فهذا يعنى ان النظام الديموقراطى الجديد لم يبنى اى قواعد شعبيه كانت ام حكوميه طيلة اربعة اعوام من وجوده ولم يكن حتى لشعب العراق رضا عنه واصبح نظاما غير مرغوبا فيه .. اذن فلنحترم الديموقراطيه و البقاء لم يرغب به الشعب !
اما الخوف من الاقتتال الطائفى .. فماذا يسمى مايجرى فى العراق الان وبماذا يفسر وهل يوجد ابشع من هذه الحرب الشامله التى تدور رحاها الان فى عراقنا الجريح واحصائية اخرها لغاية كتابة هذا المقال ستمائة شهيد خلال ثلاثة ايام ....فاى حرب تكون ضحاياها اليوميه بهذا العدد المخيف ومالذى سيجرى مستقبلا اكثر من هذا واقصد بعد خروج الاحتلال؟

#عماد_الاخرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل