أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - حميد كشكولي - أربع سنوات على الحرب الديمقراطية: الجزء 3















المزيد.....

أربع سنوات على الحرب الديمقراطية: الجزء 3


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:53
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


أربع سنوات على الحرب الديمقراطية: الجزء 3

تدويل القضية العراقية لن يخفف من معاناة العراقيين

إن ّ السبب الأساس لرغبة أمريكا في تدويل الاحتلال للعراق هو أنها لا يمكنها تعزيز القوات العسكرية المحتلة بارسال المزيد من الجنود ، والمرتزقة. و تروج الميديا الامبريالية في هذا السبيل لقدرة القوى الدولية على اقرار الأمن والاستقرار في العراق، وبأن بعد ذلك سيمكن للشركات الرأسمالية أن تستثمر في كل الميادين في راحة واطمئنان.
فإن الأمن و الاستقرار لا يعنيان في الذهنية الامبريالية سوى قبول أهالي العراق بسلطات الاحتلال، والتعايش معها.
وإن الوقائع على الأرض ، و دراسة أوضاع البلدان الأوروبية تشير إلى أن البلدان الغربية لا يمكنها ارسال قوات عسكرية إلى العراق بشكل واسع بحيث يغير الواقع الموجود لصالح أمريكا.
وإن البلدان المسلمة حليفة الامبريالية، أوالموالية، والتابعة لها تعيش تناقضات حادة ومعروفة مذهبية وقومية تجعلها لا تتفق أبدا على الاستقرار في تنفيذ مهمات مشتركة في أي بلد.
لقد بات تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ بين القوى العظمى بعد انتهاء الحرب الباردة ضرورة لا بد منها، و أصبحت هذه الأجندا نافذة المفعول بعد جريمة 11 سبتمبر 2001. كان القرار الأمريكي باحتلال العراق ، وبالاعتماد فقط على قدراتها العسكرية العظمى من طرف واحد اعلانا رسميا عن بدء المسابقات بين الدول الكبرى لإقتسام العالم بينها، وكانت إدارة بوش قد خططت للهيمنة على حصة الأسد.

الإنتصار الخاطف على الجيش العراقي ، واحتلال العراق بهذه السرعة تبين بعد شهور بأنه كان تسجيلا لهدف يتيم من جانب العارضة.
كل الوقائع تؤكد أن القوى الكبرى الأخرى كانت أثناء احتلال العراق ولا تزال عاجزة على استثمار الخيبة الأمريكية في العراق، لكي تفرض تقسيما " أكثر عدلا " وفق توازن اقتصادي ، أي بما يتناسب مع القدرات الإقتصادية لكل بلد.

الصين رغم كونها قوة اقتصادية عظمى ، و لها حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ، لا يمكنها حرف السياسة الدولية السائدة عن مسارها ، كونها مرتبطة تجاريا بأمريكا ، و أنها في حاجة للأمن والاستقرار الداخليين الذين يمكن للدول الغربية أن تزعزعهما في حالة عدم توافق أوضاع الصين مع مصالحها الستراتيجية.
وروسيا ارتضت بالهجوم الأمريكي على أفغانستان والعراق واحتلالهما، مقابل امتيازات متواضعة ، فهي في حاجة ماسة لقروض كبيرة من البنك الدولي الذي تهيمن عليه الرأسمالية الأمريكية، وأنها تسعى لنيل عضوية منظمة التجارة العالمية. ورغم كل ذلك فقد أجبرتها أمريكا على حذف نسبة كبيرة من ديونها التي منحتها للنظام البعثي السابق ، وقد خسّرها الإحتلال الأمريكي للعراق الكثير من امتيازاتها إثر تجميد إستثماراتها في المجال النفطي والعسكري في العراق .

وألمانيا أثناء احتلال العراق ولا تزال تعتبر الطرف المهزوم في الحرب العالمية الثانية، وعليها دفع ثمن هزيمتها لحد اليوم في لعب دور غير أساسي في السياسة العالمية، رغم كونها المحرك الأساس لاقتصاديات الاتحاد الأوروبي. وليست هي بقوة عسكرية عظمى ، رغم السماح لها بعد 11 سبتمبر بارسال قوات إلى أماكن مختلفة في العالم وفقا لسياسة الناتو . وفي هذه المرحلة تعطي ألمانيا الأولوية لجهودها لنيل الاعتراف بها كقوة عظمى، ما يتطلب نيل عضوية مجلس الأمن و حق الفيتو . ولا تزال المسافة بعيدة لتحقيق هذا الطموح .
واليابان لم تكن بأحسن حال من ألمانيا رغم كونها قوة اقتصادية عظمى منافسة للقوى الأخرى في العالم. ليست اليابان عضو في الإتحاد الأوروبي ، وأن موقعها الجغرافي لم يساعدها على دخولها المعسكر الناتوي في فترة الحرب الباردة، وليس لها الحق في تشكيل جيش قوى هجومي وفقا لاتفاق مفروض عليها بعد هزيمتها في الحر ب العالمية الثانية ، سوى قوة محدودة للأمن الداخلي. ويمكن لها أن تكون قوة نووية بحجة الموازنة النووية ، إذ أن لجارتها كوريا الجنوبية سلاح نووي. وقد سمح أيضا لليابان بالاشتراك بقوات رمزية خارج حدودها مع قوات الناتو بعد أحداث 11 سبتمبر ، وأن تبعث ببوارجها الحربية إلى مياه المحيط الهندي.
أما فرنسا وبريطانيا فهما الأكثر تأثيرا على الصراعات الإمبريالية في العالم. إن بريطانيا حليفة ستراتيجية للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الأولى، وتأخذ دائما مصالح أمريكا بنظر الاعتبار في كل سياستها الاستعمارية. وقد كانت حكومة بلير تلعب ولا تزال دور التابع للسياسات الامبريالية الأمريكية . وثمة قسم من الرأسمالية البريطانية تتناقض مصالحها مع سياسة بلير ، الا أن الرأسمالية المالية في بريطانيا لها مصالحها الحيوية في التبعية للرأسمالية الامبريالية الأمريكية.
وفرنسا لها جذور عميقة لعلاقاتها الإستعمارية في الشرق الأوسط ، وشمال أفريقيا. وبعد انتهاء الحرب الباردة كان طموحها أن تنمي علاقاتها الاستعمارية هذه ، و توسيع نفوذها في هذه المناطق ، مما يتناقض مع مصالح أمريكا. وإن فرنسا أرادت وتريد أن تفرض على أمريكا قبول التقسيم وفق توازن اقتصادي للقوى الكبرى، والتفاهم على المصالح المشتركة للغرب ، ما يكون لصالح البلدان الإمبريالية الأخرى. لكن فرنسا لم تكن قادرة على فرض سياستها على أمريكا لافتقارها إلى الدعم والمساندة من القوى الامبريالية الأخرى .
ويمكن تلخيص سمات الصراع الامبريالي على مناطق النفوذ في هذه المرحلة في التناقض البنيوى الذي تعانيه الإميريالية الأمريكية الكامن في اختلال الموازنة بين قوتها العسكرية وقوتها الاقتصادية ، ما يؤثر على تحقيق طموحها سلبيا في الهيمنة على مقدرات العالم، وتقسيمه بما يكفل لها حصة الأسد.
إن الخيبة التي تنتاب السياسة الأمريكية منذ احتلالها العراق تصب في صالح القوى المنافسة الامبريالية الأخرى، و تكون سببا في اختلال الموازين بين القوى العظمى. لكن كل ذلك لن يشكل عامل ردع للإمبريالية الأمريكية في الحد من عدوانها ، و حروبها على الشعوب المستضعفة. فإن العامل الحاسم في تغيير السياسة الإمبريالية الأمريكية يكمن في التناقضات الداخلية التي لم ولن تكون لصالح سياسات اليمين المتطرف والمحافظين الجدد. وبذلك ستصب كل هذه التناقضات ، سواء الداخلية بين الأجنحة الإمبريالية الأمريكية، أو التي بين أمريكا والقوى الإمبريالية الأخرى لصالح قوى التقدم والاشتراكية والانسانية التي ستكون هي الجبهة الحقيقية التي تتحدى الإمبريالية الفاشية، و تجبرها على تغيير سياستها لصالح الشعوب المظلومة.

ومن البديهي أن الفشل الامبريالي الأمريكي في العراق تدفع ثمنه جماهير العراق. وإن الإنسحاب العسكري الأمريكي من العراق سيحوله ميدانا تتنازعه القوى الامبريالية الأخرى المتنافسة و جيران العراق. وإن حضور قوات من الدول الأخرى ، تحت أية مظلة مثل الأمم المتحدة ، أو منظمة الدول الاسلامية لن يضع حدا للاحتلال ، ولا يعني بأي وجه نيل العراق لسيادته واستقلاله السياسي. ولن يعني استتباب الأمن والاستقرار . ولن يأتي بالحريات التي وعد بها بوش العراقيين . ولن ينهي حالة الفقر والعوز وانعدام أبسط الخدمات الانسانية والاجتماعية للمواطنين. وكل التقديرات تؤكد أن تدويل القضية العراقية سيفاقم من الطائفية و النزعة القومية الاجرامية في المجتمع العراقي.
تدويل العراق لن يخفف من معاناة الشعب العراقي قط، وسيبقى في كل الأحوال بلدهم محتلا ، وان اختلفت التسميات. وسيكون اّذاك السلطات العراقية متنوعة الولاءات الدولية والتبعية الاستعمارية. وسيكون الاقتصاد العراقي يومذاك غنائم لأكثر من قوة امبريالية بدلا من واحدة.
ولن يكون الصراع على العراق محدودا على العراق وحده، فأي تعامل لأية قوة دولية مع أية قضية عراقية سيؤثر على توازنات القوى الامبريالية في العالم.

إن احتلال العراق وأفغانستان لا يحمل بأي ّ شكل من الأشكال أي ّ عنصر تناقض بين الرأسمالية العالمية و الاستبداد. فإن أمريكا والنظام الرأسمالي في هذا العصر يشكلان أكبر عائق أمام التطور الديمقراطي في المجتمعات البشرية. ولإن تيارات رجعية ارهابية مثل القاعدة و الطالبان تحظى في فترة بدعم وعشق الامبرالية الأمريكية ، وفي فترات معينة تتقاطح معها. والرأسمالية كانت تقدمية حين كانت تواجه الاقطاع والكنيسة في عصر التنوير، لكنها بعد صعودها كطبقة مقتدرة امبريالية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أصبحت في مواجهة الطبقة العاملة الفتيّة و شعوب المستعمرات.
إن الرأسمالية نظام استغلالي ، وقد كانت قواتها الاستعمارية تتعايش في مستعمراتها مع العادات البالية للعشائر والقبائل ، وتقبل بقمع المرأة ، واستغلال الفلاحين واضطهاد الأقليات .
إن الادعاء بترادف الرأسمالية مع الديمقراطية لا يعدو الا خرافة تنشرها الميديا البرجوازية والأقلام المرتزقة. و من العجيب أن ينبري بعض مثقفينا يروجون لهذه الخرافات في وقت يفضحها مفكرون واقعيون في الغرب الرأسمالي، و يؤكدون بالعكس على الرابطة العضوية بين الديمقراطية والدكتاتورية. ( راجع كتاب مايكل مان الصادر 2005" الجانب المظلم من الديمقراطية"). في ذاك الكتاب يشرح المؤلف بالتفصيل العلاقات بين التطهير العرقي لجماعات معينة وبين الديمقراطية.
لقد حازت الامبريالية الأمريكية على السيادة على العالم بالاستفادة من الأسلحة الذرية التي ابادت بها أهالي هيروشيما و ناكازاكي اليابانيتين فور وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. واستخدمت الأسلحة الكيمياوية في فيتنام، والأسلحة العنقودية واسلحة القتل الجماعي الأخرى. كما فرضت سيادتها بالقيام بالانقلابات العسكرية على حكومات لم ترق لها ، مثل حكومة مصدق في إيران ، وحكومة عبد الكريم قاسم في العراق. إن الديمقراطية الأمريكية تجلت في سجون غوانتانامو وابو غريب و غيرهما ، وفي رفض التوقيع على معاهدات دولية لمنع الألغام والأسلحة العنقودية ، وهي تستمر في تصنيع أسلحة أخطر .
‏31‏/03‏/2007

للبحث صلة




#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع سنوات على الحرب الديمقراطية : الجزء 2
- أربع سنوات على الحرب الديمقراطية .. الجزء 1
- خفقتان في ذاكرة الياسمين
- إرادة الجماهير أقوى من أسلحة مشعلي الحروب
- المرأة الأممية والنضال الأممي
- المرأة الضحية الأولى لجبهتي الإرهاب
- أيّهما أفظع ، الذبح بسيف الله المسلول، أم بصاروخ كروز؟
- قصيدة - فوق الثرى- للشاعرة التحررية فروغ فرّخزاد
- المعارضةالإيرانية وجحيم الديمقراطية الأمريكية في العراق
- الرأسمالية الأمريكية تنهب فقراء أمريكا لتمويل حروبها
- النيوصفويزم عودة مأساة التاريخ وملهاته
- أزهار الخمسين
- جين العراق وينار* أمريكا
- اغتيال هرانت دينك جريمة تضاف إلى آثام القومية
- شعبوية خافيز وبدعته في الإشتراكية
- أزمة الصومال آفة تنشرها الإمبريالية الأمريكية في القرن الأفر ...
- البارجة بوتمكين - سفينة محركي التاريخ
- آيزنشتاين نسر سينما الثورة الإشتراكية
- من يضحك ْ لم يأتِه الخبر الفظيع بعد
- الديمقراطية لا تعني الحريّة والرفاه والمساواة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - حميد كشكولي - أربع سنوات على الحرب الديمقراطية: الجزء 3