أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - النيوصفويزم عودة مأساة التاريخ وملهاته















المزيد.....

النيوصفويزم عودة مأساة التاريخ وملهاته


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لقد ترددت ُ كثيرا في كتابة مقال يرد فيه ذكر لفظائع الماضي، واصطلاحات يوظفها القوميون والطائفيون في تصارعهم وتطاحنهم على السلطة والنفوذ وبالضد من مصالح الجماهير المحرومة والكادحة ، لكنني اضطررت ُ إلى تناول هذا الموضوع الذي يرد فيه ذكر لمشاهد التاريخ الدامية لمنطقتنا، لآثارها التي لا تزال تنتج المأساة تلو المأساة، و ضحاياها الناس الأبرياء لحساب حفنة من الدجالين والمنافقين.
لعل ذكر "الصفويين "وفترة حكمهم المظلمة يستهوي العروبيين العنصريين، وُيفرحهم كثيرا، وسيشجعهم على استخدام مفردات تنم عن الشوفينية واتلحقد والبغضاء ، من قبيل" - الفرس المجوس " , " الشعوبية" ، والتغني بجرائم القادسيتين ، لذا أقول لهم مقدما لا تفرحوا ، فأنكم لم ولن تكونوا بأشرف من الصفويين، ما كنتم يوما أكثر إنسانية منهم، وإن الجماهير التي ادعيتم تمثيلها نالت منكم ما نالت من المصائب والكوارث طوال التاريخ ، وخصوصا في العقود الأخيرة من التاريخ المعاصر.

إن التاريخ ، حسب كارل ماركس، يعيد نفسه ، أولا بشكل مأساة ، ومرة أخرى على شكل ملهاة.. وقد أمسى تاريخ منطقتنا المعاصر مزيجا خالصا من المأساة والملهاة ، مأساة للناس الأبرياء الضحايا ، وملهاة الحكام الدجالين والسياسيين المنافقين . وهذه الظاهرة تجلت بوضوح عقب السياسات الرجعية المتخلفة للجمهورية الإيرانية وأصدقائها في المنطقة ، باستخدامها الصراع المذهبي الشيعي السني ، ودمجها الدين بالسياسة والحكم.
لقد دخلنا مرحلة صفوية جديدة، تلعب فيها ولاية الفقيه أقذر لعبة ، بشروعها مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة من الصراع الشيعي السني بكل عوامله البشرية والروحية والخرافية.
فقبل خمسة قرون قام الصفويون بتشييع أقوام إيران الذين كانوا على الأغلب يدينون يالدين السنّي. وكل الوقائع التاريخية تؤكد ، بأن سياسة التشييع " الشيعة ألثني عشرية، أو الإمامية" الصفوية لم تكن موجهة ضد العثمانيين حسب ما ساد من الرأي عند الكثير من الباحثين العراقيين ، بل كانت بالأساس لاخضاع الأقوام الايرانية والعراقية لسلطتهم . وهذه السياسة الدموية أدت إلى هزائم كبيرة أمام العثمانيين السنّة . وقد قامت العشائر الكردية السنّية ، وخصوصا الأمير ادريس البدليسي بلعب الدور الأكبر في الحاق الهزيمة بالصفويين وتغليب العثمانيين . وقد خسرت الامبراطورية فترتذاك مناطق نفوذ كثيرة ، كانت أهمها كردستان العراق الحالية و مناطق كثيرة تقع في الأناضول. ولم تكن بمكنة العثمانيين الحاق الهزيمة بالصفويين لولا تذمر الأقوام السنّية و هروبهم من السلطات الصفوية للتخلص من المجازر والمظالم التي لحقت بهم . تلك المجازر كلفت مئات الآلاف من الأرواح بين قتيل وشريد.

وكانت ردات الفعل العثمانية عنيفة بحق الشيعة والعلويين والمتصوفة في ولاية الموصل الذين أصبحوا ضحايا الشك بتعاونهم مع الصفويين، مثلما لمسناه من الأنظمة التي توالت على حكم العراق زكانت دوما في حالة صراع مع ايران، و شكت بولاء" المواطنين الشيعة لأخوتهم في المذهب" ، أعداء النظام العراقي. وقد روج الصفويون ، مثلهم مثل الجمهورية الإسلامية اليوم، بالسيف و بدون رحمة للخرافات ، ولا تخلو المذاهب من هذه الخرافات لبث الرعب في قلوب الناس و تحميقهم وتضليلهم، ليكونوا دوما ، جيلا بعد جيل ، قيد الطاعة العمياء للحكام الذين كانوا رجال دين أيضا في ذات الوقت، فامتزج الدين بالسياسة والحكم في هذه الفترة . وقد شهدت المجتمعات الإيرانية والعراقية التي كانت تحت سلطة الصفويين فسادا وتخلفا منقطعي النظير بحيث ظلت آثارهما باقية حتى الفترات اللاحقة من حكم السلالات القاجارية وغيرها، وتلعب دورا حاسما في القضايا السياسية والإجتماعية والإقتصادية. وقد لعبت تلك الآثار من الفترة الصفوية دورا مهما في افشال الحركات الاصلاحية ، وثورة المشروطية اللبرالية في إيران. وهذه الفترة التي نعيشها من حكم ولاية الفقية وتلميذ هتلر أحمدي نجاد يمكن اعتبارها ظهورا آخر للصفوية التي يمكن تسميتها بالنيوصفويزم.
وقد كان ظلم الصفويين للسنة وفرض تغيير المذهب إلى الاثني عشري على الناس الذين يدينون بالمذهب المختلف حدا جعلهم يرون في العثمانيين محررين، بل أبعد من ذلك استغلتها الدول الغربية في تخقيق مآربها في الشرق الأوسط . ولذلك تعاونوا " أي المعرضون لحكم الصفوية" مع القوات العثمانية لدحر الصفويين ، و كانت معركة جالديران حاسمة ، وأكبر هزيمة لإيران .
نعم ، في تلك الفترة الأمكثر ظلاما هرب ملايين السنة بجلدهم للتخلص من جحيم امتزاج الدين بالسياسة والحكم ، واليوم ، مرحلة الصفوية الجديدة، النيو صفويزم ، يستمر التمييز والعنصرية بجق البلوش والأكراد السنة .
ففي دكتاتورية الشاه كان سّنة البلوش والتركمان والأكراد ومناطقهم مهملين و مهمشين ، وقد عانوا من حرمانهم من فرص التنمية والتقدم الإجتماعي ، لكن سلطة ولاية الفقيه اليوم تمارس بحقهم ، إضافة إلى الاهمال، الاضطهاد القومي والمذهبي حد التهديد بالعدوان المسلح ، والقتل والارهاب. فثمة أوساط في الجمهورية الإسلامية الحاكمة في إيران تعتقد أن مآسي العراقيات والعراقيين ، و عراقا هزيلا ، تكون قوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، لكن الدلائل العقلية والمنطقية كلها تشير إلى أن عراقا محطما لن يكون لصالح الجمهورية الإسلامية . وإن عراقا مشتتا و هزيلا سيكون سرطانا في جسد الجمهورية الإيرانية ،يسبب موتها الزؤام.
لقد بات المذهب اليوم ، وبعد الاحتلال الامبريالي الغربي لأفغانستان والعراق عاملا حاسما في سياسة الجمهورية الإسلامية ، وحتى الإمبريالية الأمريكية والانجليزية في منطقة الشرق الأوسط. وتلك هي النيو صفويزم " الصفوية الجديدة" .
وعليّ التأكيد هنا على أن لا مصلحة لجماهير إيران المحرومة في هذه السياسية الرجعية التوسعية للنظام الإيراني ، مثلما لا مصلحة لأهل العراق في سياسة الإحتلال الأمريكية ، بل ان هذه السياسة الإجرامية في دمج الدين والسياسة ، قد خلقت هذا الجحيم لجماهير العراق، وهي وراء المجازر والقتل على الهوية التي أمست مشاهد مألوفة عندنا.
وهكذا يعيد التاريخ نفسه، فقبل خمسة قرون تحالفت الأقوام السنّية مع العثمانيين ضد الصفويين الشيعة ، واليوم نشهد تبلور حلف سنّي أمريكي عربي اسرائيلي لمواجهة الجمهورية الإسلامية وريثة الامبراطورية الصفوية، وحلفائها من قبيل حزب الله اللبناني ، وحماس و مليشيات شيعية عراقية .
وإن الصفوية لا بد ّ أن تكون لها نهاية، ولا بد أن تنهزم القوات المحتلة ، وأن المستقبل لا بد أن يكون من نصيب شعوبنا الجريحة. و نشهد اليوم تصاعد المعارضة الشيوعية والتقدمية واللبرالية بوجه الجمهورية الإسلامية ، وتعاظم القوى المناهضة للحرب الإمبريالية ، وخصوصا داخل أمريكا ، وأمام البيت الأبيض. وإن القوى التقدمية والاشتراكية والتحررية هي النتصرة أخيرا.

ملاحظة: للاطلاع على تاريخ منطقتنا ومآسي أهلها أرى أفضل مصدر وأغناه كتاب " تاريخ ايران" الرصين ، بالفارسية ، من تأليف المؤرخ الإيراني الراحل بيرنيا.

الخميس, 08 شباط, 2007



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزهار الخمسين
- جين العراق وينار* أمريكا
- اغتيال هرانت دينك جريمة تضاف إلى آثام القومية
- شعبوية خافيز وبدعته في الإشتراكية
- أزمة الصومال آفة تنشرها الإمبريالية الأمريكية في القرن الأفر ...
- البارجة بوتمكين - سفينة محركي التاريخ
- آيزنشتاين نسر سينما الثورة الإشتراكية
- من يضحك ْ لم يأتِه الخبر الفظيع بعد
- الديمقراطية لا تعني الحريّة والرفاه والمساواة
- ليلة يلدا
- مات بينوشت تاركا الغصّة في قلوب أحرار العالم
- تقرير بيكر_ هاملتون تأكيد على هزيمة النظام العالمي الجديد
- نوبل والحيل الشرعية في دعم الرأسمالية العالمية
- خمسة أعوام من نهش قلب الظلام
- منشار الإحتلال الإمبريالي
- اليسار الجديد في أوروبا.. يدا بيد مع القوى الرجعية الإرهابية
- عزرا باوند طالبانا
- نداء البراري_ صراخ المحرومين
- في ذكرى سقوط جدران برلين – الشبح يحوم
- الموقف التحريفي ّ للستالينية واليسار القومي من السوريالية


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - النيوصفويزم عودة مأساة التاريخ وملهاته