أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد كشكولي - في ذكرى سقوط جدران برلين – الشبح يحوم















المزيد.....

في ذكرى سقوط جدران برلين – الشبح يحوم


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 11:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في التاسع من نوفمبر عام 1989 سقط جدار برلين الذي أقيم بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، رمزا فاصلا بين كتلتين ، وحلفين عسكريين سياسيين. وفسّرت البرجوازية هذا السقوط الذي رافق انهيار الكتلة الشرقية ، إعلانا لإنتهاء عالم ذي قطبين مبشّرة ً بعالم حرّ ينعم الجميع فيه بالخير الوفير ، و ستزول فيه كل الحدود. ولم يكتفِ الإعلام البرجوازي بهذا ، بل أعتبرت هذا الحدث نهاية التاريخ والصراع الطبقي، وموت الشيوعية ، واعلانا عن ميلاد نظام عالمي جديد. و طبلت أبواق الراسمالية وهي في حالة تنتشي طعم النصر على غريمها بأنها أبدية ، وأنها تحمل رسالة الحرية للمجتمعات البشرية. واليوم يمر تقريبا عقدان على اعلان النظام العالمي الموعود، و الرأسمالية ظلت إلى اليوم بدون قطب مواجه مستعد للحرب ضدها . و رغم أن الرأسمالية سطت على كل الإمكانيات في استخدام كل المنجزات البشرية ، ألا أنها تدرك أدراكا تاما أنها لا تملك القدرة على التحكم بحياتها وادامتها إلى لا نهاية ، وباتت على دراية أيضا أن الغول النائم سينهض لا محالة لتحطيمها إلى الأبد. وقد كانت مدفعية دعاياتها يصل مداها إلى أقاصي الأرض ,وإلى كل زاوية فيها ، و اضطرت الكثيرين إلى الإستسلام لواقعها ، و أدهشت أعداءها أيضا، لكنها بعد مرور سنين لم يعد كل زعيقها الإعلامي سوى هراء و مبعث سخرية . وقد استغلت الدعاية الرأسمالية الإمبريالية ضعف وهزال أنظمة الكتلة الشرقية ، والوضع الإقتصادي البائس فيها ، وفلبة السوق الحرة الرأسمالية لتملأ الأرض صراخا بأنها انتصرت على الشيوعية والإشتراكية.
لم تكن ثمة من شيوعية ، ولا إشتراكية حقيقية ، بل أن ما انهار كان رأسمالية الدولة ، ,ان ما سقط كان التحريفية والإنحراف. وقد استغلت الإمبريالية هذه الحالة فرصة لمحاربة كل الأفكار التي لا تتلاءم معا ، و تقف عثرات في طريق الإسنغلال والاستثمار .
لكن المجتمع البشري لم يلبث أن كشف زيف الدعاية البرجوازية وبطلانها، وكذب وعودها في الجنان التي سيخلقها للبشر بعد سقوط ما أطلقوا عليه " بالشيوعية" . وإن ما شهد ته البشرية طوال السنين الأخيرة يعتبر من أفظع الفجائع التي سببها النظام الرأسمالي منذ قيامه. لقد أمسى العالم المعاصر ميدانا للهجوم الرأسمالي الفالت على كل المكاسب البشرية التي تحققت في تاريخ المجتمع البشري. وقد تركز كل الجهود والمساعي للمنتصرين الرأسماليين على تكريس سيادة الربح المطلق في ضوء السياسة الإقتصادية اللبرالية، أو اللبرالية الجديدة في كل مجالات الحياة ، والامعان ما أمكن في تسليع كل القيم الخلقية والإنسانية . وتم تجيير كل القوانين لإحداث تغييرات لصالح القوى اليمينية ، وأصبحت الحروب تجارة مربحة . وقد تعرض الإنسان إلى انتهاك حرماته ، والتضييق على حرياته ، وأصبح ضحية التعجيل في المنافسة الجشعة للقوى والشركات الرأسمالية .
ومن مظاهر النظام العالمي الجديد اشتداد العنصرية والطائفية والتطرف القومي والديني الذي تجلى في حروب البلقان وبقاع كثيرة في العالم ، ومآسيها التي عاشها البشر في القتل والمقابر الجماعية وحالات الإغتصاب وغيرها. فالجنة الموعودة اليوم خلقتها الإمبريالية في العراق وأفغانستان والصومال وفلسطين ورواندا و.....
كما قامت الإمبريالية بسرقة قوت الأطفال لكي تغذي ماكنتها الحربية ، وتستمر في حروبها الهمجية على الناس الأبرياء.

الإمبريالية الأمريكية التي توّجت انتصارها في الحرب العالمية الثانية بجريمة ضرب ناكازاكي وهيروشيما بالقنبلة الذرية ، كانت تواجه في فترة الحرب الباردة عدوا أساسيا واحدا، لكنها أصبحت في مواجهة أكثر من منافس في فترة النظام العالمي الجديد التي يمكن تسميتها بالحرب الساخنة.
لقد أصبحت لأوروبا حدود واحدة ، وعملة واحدة وقوانين واحدة. و تخلصت روسيا من الأزمات التي كانت تنتاب أوروبا الشرقية ، وتحولت الصين إلى عملاق اقتصادي إمبريالي بفضل العمل الرخيص و الارتقاع الخيالي المذهل لفائض قيمة العمل. وإن ظلال هذه السوق الحرة الإقتصادية تخيم على جميع منحى الحياة ، وفي كل المجالات الأيديولوجية والدينية والثقافية والفنية.
القومية والفاشستية والدين تقدمت إلى واجهة المسرح ، لتتآزر مع الوسائل الإمبريالية وفي مقدمتها سياسة " فرّق تسُد" للهيمنة على مقدرات الشعوب واذلالها. فإن تمكن النظام العالمي الجديد جدارا من هدم جدار مجازي واحد ، ألا أنه أقام جدرانا حقيقة أخرى تتجلى بأشكال عديدة مختلفة . البشرية نشهد منذ سنوات تمردا على هذا النظام ، واستياء عظيما من سياساته الهمجية ، ويتصاعد النضال في كل أنحاء العالم ضد الحروب الاميريالية والفقر والاضطهاد وانتهاك حقوق الإنسان وحرياته .
لكن ما يؤسف له هو الحضور غير الفعال لليسار الإشتراكي العمالي في كل هذه الفعاليات المناهضة للرأسمالية الامبريالية، وعدم تمكنه من تعبئة الرأي العام ، وصعوبة توضيح جوهر القوى المعادية للعولمة والإمبريالية . لكن رغم كل شئ فالشبح ، شبح الشيوعية ها قد يعود ، يحوم على أوروبا . فثمة اهتمام بالغ من لدن شباب العالم بالأدبيات لماركسية والاشتراكية، ومطالعتها.
وإن ّ اتأثيرات سقوط جدار برلين وصلت إلى العراق باندلاع حرب الخليج وعاصفة الصحراء ، و الحصار الجائر لتجويع شعب العراق . وتستمر هذه التأثيرات إلى اليوم في بروز القوى المرتبطة بالاحتلال وارتباطها بالسوق الامبريالية ، و أزماتها الرأسمالية التي تمتص القوى الطائفية والرجعية المرتبطة بالاحتلال والمقامة الرجعية القومية جزء كبيرا منها.
وقد صدرت الرأسمالية أزماتها إلى العراق، وتجلت في المصائب التي نزلت على أهل العراق في هذه الأجواء السوريالية من قتل و ارهاب و جوع و موت دائم .
لم تعد الرأسمالية اليوم ونظامها العالمي الجديد وعولمتها وديمقراطيتها بقادرة على الهاء الإنسان المعاصر عن النضال في سبيل تحقيق أهدافه في الإشتراكية والسلام والرفاه والحرية، ما دام الشبح يحوم ويحوم في سماء أوروبا و أجزاء أخرى من العالم.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف التحريفي ّ للستالينية واليسار القومي من السوريالية
- عدالة الجبابرة الفاتحين
- في ساقية الجنيّات
- أورتيغا من ثوري ّ إشتراكي إلى اصلاحي برجوازي
- فيتنام والعراق - جرائم الطرف الواحد و جرائم الطرفين
- بريشت والحرب الإمبريالية
- الإنسان في النظرة البرجوازية الغربية
- شاعر المقاومة بول ايلوار
- وضوح الرؤية بعد وصول اليمين الوسط إلى الحكم في السويد
- فدرالية أم مركزية؟ فتلك ليست المسألة
- الأرمن ضحايا الصراع الإمبريالي والإستبداد الشرقي
- الأفق الساطع
- كابوس القانون... شبح الإرهاب
- شافيز واليسار القومي والأنظمة والقوى الرجعية الفاشستية
- لا حياد للميديا
- قصيدة - الموت وحده- لبابلو نيرودا
- ما وراء حوار الأديان والحضارات
- Look who is talking عن تصريحات بينيديكت السادس عشر :
- بروق في خطوات الرمّان
- معاداة الإمبريالية في عصر العولمة


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد كشكولي - في ذكرى سقوط جدران برلين – الشبح يحوم