أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - أورتيغا من ثوري ّ إشتراكي إلى اصلاحي برجوازي














المزيد.....

أورتيغا من ثوري ّ إشتراكي إلى اصلاحي برجوازي


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 09:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من الأحداث التي ستغير مسير التاريخ العالمي في هذه الأيام ثمة حدثان ، ألا هما هزيمة المحافظين الجدد الفاشست في الإنتخابات النيابية الأمريكية، و انتخاب دانيل اورتيغا قائد الجبهة الساندينيستية اليسارية مجددا في الإنتخابات الرئاسية النيكاراغوائية . لقد كان دانيل أورتيغا قبل 16 عاما العدو رقم 1 للإمبريالية الأمريكية، حيث وصل إلى السلطة في انتخابات شعبية حرة بعد الإنتصار على نظام سوموزا العميل المجرم. وقد تم اسقاط حكومة دانيل اورتيغا من قبل المخابرات الأمريكية وإدارة ريغان التي ساندت قوى اليمين الرأسمالي .
لقد أبدت قوى اليسار العالمي وخاصة في ما يسمى بالعالم الثالث بمختلف تياراته وخاصة اليسار القومي والوطني البتي برجوازي، عن فرحها بوصول المناضل السابق اورتيغا إلى الحكم مجددا، واعتبرته انتصارا لليسار في العالم ، و دعت إلى تبني نهج الساندينيين وأخذ العبر منه في سبيل تحقيق نجاحات في بلدانها. وإنني هنا أشارك هذه القوى فرحتها ، و أتمنى أن نتعلم من اليسار الأمريكي اللاتيني كل الدروس المفيدة لتقوية اليسار عندنا ، والوصول إلى السلطة.
لكن ما لم أقرأ في كل ما كتب في هذا المجال ، هو الإختلاف الكبير بين اورتيغا نهاية ثمانينيات القرن الماضي إذ كان القائد السانديني المناضل في سبيل الإشتراكية ببرنامج راديكالي ثوري تبلور في مخاض النضال العنيد في سبيل اسقاط نظام سوموزا ، وإقامة مجتمع العدل والمساواة ، والمعادي لللإمبريالية الذي لا يساوم ، وبين أورتيغا اليوم المساوم مع الإمبريالية الأمريكية و ذي البرنامج الإصلاحي البرجوازي .

لقد كانت الإمبريالية الأمريكية تحارب الجبهة الساندينية وقائدها اورتيغا بكل الوسائل الإعلامية والعسكرية ، قبل انتصارها وبعد انتصارها على نظام سوموزا. وساندت أمريكا بكل قوة سوموزا حين كان رئيس النظام النيكاراغوائي ، كما ساندت القوى اليمينية العميلة أيضا لمواجهة الساندينيين وافشال برنامجهم الثوري الاشتراكي.
وقد شرع اورتيغا بالتوجه يمينا بالتدريج خلال فترة ال16 عاما الماضية وبخروج العناصر الراديكالية الثورية من جبهته ، وهذا واضح في برنامجه الحالي الذي يدل على أن اورتيغا لن يخرج من إطار الحل الرأسمالي السائد اليوم ، والذي يؤكد على اصلاحات محدودة.
وقد طمأن اورتيغا الرأسماليين والإمبريالية الأمريكية أثناء الحملات الإنتخابية في نيكاراغوا عبر شعاراته و بياناته ، بأنه سوف يحترم القوانين المرعية " البرجوازية طبعا" ، و سيحافظ على "النظام" البرجوازي.
استنتج من كل هذا ، أن انتخابات نيكاراغوا لم يكن انتصارا لليسار الإشتراكي والشيوعية ، وأنه لا يجوز تقييم اورتيغا بعايير ماضيه الكفاحي الإشتراكي ، ولا حتى قياسا بالتحولات اليسارية التي جرت في فنزويلا و بوليفيا.
لكن من إيجابيات فوز اورتيغا في هذه الإنتخابات كان نتيجة ماضيه الكفاحي المجيد في مواجهة الإمبريالية ألمريكية ونظام سوموزا العميل ، و بين أن الجماهير تقدر عاليا نضال الشرفاء و المناضلين في سبيل حريتها و رفاهها، و بين أن ذكرى النضال ستبقى طرية في الأذهان . كما هناك أهمية أخرى لهذا الفوز تكمن في أنه أتى في فترة انهزامات اليمين الفاشستي في الولايات المتحدة الأمريكية في الإنتخابات النيابية ، وفشل الستراتيجية الأمريكية في العراق وأفغانستان والعالم وهزيمة المحافظين الجدد . وقد كانت التحولات في أمريكا اللاتينية نحو اليسار والتي تقض مضاجع الإمبريالية الأمريكية التي تسعى للتخلص منها وايقافها عند حد معين دافعا معنويا لشعب نيكاراكوا لإنتخاب اورتيغا مجددا.
وقد جاء فوز اورتيغا أيضا بعد التهديدات التي أطلقها بوش بتجويع الشعب النيكاراغوي بفرض الحصار عليهم وقطع المعونات الدولية سخرية من الجماهير المكتوية بنار الإمبريالية الأمريكية لهذه التهديدات الرعناء المافياوية.
وقد كان كيسنجر مهندس الإمبريالية الأمريكية في فترة جرائم حرب فيتنام قد قال الصحيح حين علق على التحولات الأخيرة في أمريكا اللاتينية بأن منافسين جددا قد ظهروا للولايات المتحدة ، يبغون تقسيم العالم من جديد .
لقد تغيرت توازنات القوى في العالم حقا لصالح منافسي الإمبرالية الأمريكية ، وانعدم أمل منظري نهاية التاريخ والعولمة في وجود عالم بقطب واحد يهيمنة أمريكية ، في عالم تجري فيه الرياح بما لا تشتهي سفنها، تتصاعد فيه الحركات المعادية للامبريالية والعولمة ، وهذا يبث الروح في قوى اليسار التقدمي الذي عليه قبل كل شئ كشف الماهية الطبقية للتحولات في العالم ، وأن يضع مصلحة الطبقة العاملة ضمن الأوليات النضالية.
وأن ما نشهده على الساحة العالمية من تحولات سمة من سمات العصر ، وأنها ظاهرة سياسية ، وليست بالظاهرة الوحيدة.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيتنام والعراق - جرائم الطرف الواحد و جرائم الطرفين
- بريشت والحرب الإمبريالية
- الإنسان في النظرة البرجوازية الغربية
- شاعر المقاومة بول ايلوار
- وضوح الرؤية بعد وصول اليمين الوسط إلى الحكم في السويد
- فدرالية أم مركزية؟ فتلك ليست المسألة
- الأرمن ضحايا الصراع الإمبريالي والإستبداد الشرقي
- الأفق الساطع
- كابوس القانون... شبح الإرهاب
- شافيز واليسار القومي والأنظمة والقوى الرجعية الفاشستية
- لا حياد للميديا
- قصيدة - الموت وحده- لبابلو نيرودا
- ما وراء حوار الأديان والحضارات
- Look who is talking عن تصريحات بينيديكت السادس عشر :
- بروق في خطوات الرمّان
- معاداة الإمبريالية في عصر العولمة
- ثلاث قصائد للشاعرة التحررية فروغ فرّخزاد - 1935_ 1967
- تشريع الإرهاب و تقنين انتهاك حقوق الإنسان وحرياته
- ألا إن حزب الله وإسرائيل كانوا هم الغالبين
- فيكتور خارا – انتصارالفن ّ على طغيان رأس المال


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - أورتيغا من ثوري ّ إشتراكي إلى اصلاحي برجوازي