أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - اغتيال هرانت دينك جريمة تضاف إلى آثام القومية














المزيد.....

اغتيال هرانت دينك جريمة تضاف إلى آثام القومية


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



اغتالت اليد القومية الآثمة في السبت الماضي الصحفي التركي من أصل أرمني هرانت دينك ما أثار غضب كل الأوساط البشرية الشريفة ، مطالبة بالحفاظ على مكاسب البشرية من التمتع بحرية الرأي والتعبير. وقد أكدت الجريمة البشعة مرة أخرى أن القومية في هذا العصر لم تعد تنطوي على ذرة من الإنسانية والشرف الإنساني والروح التحررية مهما زعمت لنفسها من مآثر بطولية و من ادعاءات جوفاء ، مهما رفعت من شعارات براقة.
كما اثارت جريمة الإغتيال تساؤلات عديدة ، منها ماذا دعا الصبي المدعو ساماست المولود عام 1990 إلى أن يُقدم على ارتكابها. وقد أصاب محامي دينك كبد الحقيقة بقوله " إن ساماست لم يكن إلا الإصبع التي ضغطت على الزناد" .

ربما يكون القاتل أوغن ساماست غير منتم ٍ لأية تنظيمات محظورة حسب التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية معه، وربما لا يكون مدمنا على تعاطي المخدرات. لكن الإنتماء إلى القومية والعصبية لها ، وتعاطي مخدرات الفخر والكبرياء القومية من أخطر التنظيمات الروحية التي تتحول في أية لحظة إلى وحش كاسر ينقض على فريسته حين يراها في لحظة وداعة أو ضعف ، و هي كذلك من أخبث الأمراض في عصرنا والتي ينبغي اجتثاثها ، و هي مهمة الشوعيين والتحررين والإنسانيين في العالم.
لقد صرح المجرم – حسب ما نُقل عنه- أنه أقدم على ارتكاب جريمته بقتل الصحفي ّ دينك رئيس تحرير مجلة آغوس الأسبوعية الصادرة بالأرمنية والتركية ، لأنه أهان الأمة التركية. لقد كان هذا الصبي مدمنا على القومية ، ومعبا بمخدراتها التي تدفع إلى المدمنين عليها إلى ارتكاب جرائم أفظع بحق الإنسانية.
فالطبقة الرأسمالية الحاكمة في أمريكا تحتفل كل عام بجرائمها التي ارتكبتها قواتها في فيتنام وكمبوديا ، جنوب شرق آسيا ، وتسميها انتصارات الأمة وكلها مبررة طالما كانت – كما يصرحون- دفاعا عن الوطن أي جيوب الرأسماليين.
وإن النزعة القومية والدينية والطائفية كانت وراء كل هذ الجرائم التي ارتكبت بعد انتهاء الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية في يوغسلافيا السابقة ورواندا وغيرها ، وراح ضحيتها الملايين من الأبرياء. إن القومية والتعصب لها سببت مصائب للبشرية ، وحطمت عوائل ، وفصلت بين الأزواج ، وبين الأولاد.وكانت وراء عدوان الجار على جاره ، وخلقت الحزازات بين الزوج وزوجته، ودقت الأسفين بين الأصدقاء وزملاء العمل واتلدراسة والمعيشة. واليوم القومية والمذهبية والطائفية أمست تبرر الجرائم بحق الإنسانية من تفجير الأسواق وقتل الطلبة والتهجير القسري التي ترتكب في العراق.
لقد قلت في مقال سابق إن الضحايا الذين تطلق عليهم الميديا الرسمية وغير الرسمية تسمية مجهولي الهوية، ليسوا بمجهولي الهوية ، بل فرض النظام العالمي الجديد بقيادة أمريكا المحافظين الجدد هويات قاتلة ، إذ دمغتهم بهويات سنية وشيعية وعربية وكردية وتركمانية و مسيحية كلدو آشورية ، و شروقية و غروبية، وهم غافلون.
نعم كانت القومية وعصبياتها وراء أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية، ولا ننسى أن العروبة السياسية وشرفها كانت من مبررات جرائم حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية في جنوبي العراق. واليوم في كردستان العراق لا يلبث الحكام وأبواقهم كعادة الشرائح الاقطاعية والبرجوازية المغتصبة للسلطات ومقدرات الناس يطالبون ياسم الكردايتي من المواطنين تأجيل كل مطاليبهم المشروعة من توفير أبسط مستلزمات المعيشة التي تليق بالبشر من خبز و ماء وكهرباء وعلاج صحي ، وعدم الاحتجاج على جرائم الطغيان و النهب والسلب والارتزاق للامبرالية و للانظمة الدكتاتورية في منطقتنا.

لقد وجهت الجماهير الغاضبة في تركيا ضربة قوية للقوميين العنصريين بكل أشكالهم أثناء تظاهرهم في العشرين من يناير 2007 في مكان جريمة اغتيال دينك وفي العاصمة أنقرة ، بشعاراتهم التي رفعوها " كلنا دينك" و " كلّنا أرمن" و " كلّنا أكراد" و " كلّنا أتراك" و " عاشت الصداقة بين الشعوب ، وعاش التضامن الإنساني" . فهذا التضامن بين القوي المتمدنة والتقدمية والمحبة للانسانية يمكن أن يكون الأساس المتين لبناء الإخاء الإنساني ، وقاعدة للنضال ضد العنصرية والعصبية القومية، و يصب في نفس الوقت رافدا جميلا في نهر الأممية الناصع المتدفق .
ومن البديهي أن حرية العقيدة و الرأي هي جزء من الهوية الإنسانية وشخصية العصر الحديث ، و أنها حق البشرية في الحياة الحرة والكريمة ، وهي من المكاسب التي دفع أحرار العالم ثمنا باهظا في سبيلها، فاصبح الدفاع عليها و صيانتها واجبا وقيمة إنسانية عظيمة.

‏الثلاثاء‏، 23‏ كانون الثاني‏، 2007
مالمو السويد



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبوية خافيز وبدعته في الإشتراكية
- أزمة الصومال آفة تنشرها الإمبريالية الأمريكية في القرن الأفر ...
- البارجة بوتمكين - سفينة محركي التاريخ
- آيزنشتاين نسر سينما الثورة الإشتراكية
- من يضحك ْ لم يأتِه الخبر الفظيع بعد
- الديمقراطية لا تعني الحريّة والرفاه والمساواة
- ليلة يلدا
- مات بينوشت تاركا الغصّة في قلوب أحرار العالم
- تقرير بيكر_ هاملتون تأكيد على هزيمة النظام العالمي الجديد
- نوبل والحيل الشرعية في دعم الرأسمالية العالمية
- خمسة أعوام من نهش قلب الظلام
- منشار الإحتلال الإمبريالي
- اليسار الجديد في أوروبا.. يدا بيد مع القوى الرجعية الإرهابية
- عزرا باوند طالبانا
- نداء البراري_ صراخ المحرومين
- في ذكرى سقوط جدران برلين – الشبح يحوم
- الموقف التحريفي ّ للستالينية واليسار القومي من السوريالية
- عدالة الجبابرة الفاتحين
- في ساقية الجنيّات
- أورتيغا من ثوري ّ إشتراكي إلى اصلاحي برجوازي


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - اغتيال هرانت دينك جريمة تضاف إلى آثام القومية