أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - حميد كشكولي - المرأة الضحية الأولى لجبهتي الإرهاب















المزيد.....

المرأة الضحية الأولى لجبهتي الإرهاب


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 12:39
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


جبهتاالإرهاب هما جبهة الإمبريالية الأمريكية و جبهة الإسلام السياسي والاستبداد الشرقي. الجبهة الأولى هي القوة العسكرية العظمى التي تشن الحروب في سبيل حماية الرأسمالية واحباط نضالات البشرية التحررية في سبيل ازالتها، أما الجبهة الأخرى فهي الجبهة الاسلامية السياسية السلفية عدوة المرأة والتمدن. صراع الجبهتين يجري ضمن إطار واحد هو الرأسمالية ، والجبهتان تشتركان في معاداة القيم الإنسانية والتقدمية للبشرية.
في الثامن من آذار" مارس" 1906 قامت النساء العاملات في نيويورك وشيكاغو بتظاهرة سلمية هادئة ، مطالبات بتحسين ظروف العمل ، ومطاليب بسيطة أخرى، لكن البوليس الوطني للرأسمالية الأمريكية قمع حركتهن بدون رحمة . تلك النساء كن ّ على الأغلب عاملات نسيج ، وكنّ كذلك من المتضررات من الحروب. أولئك النساء اجتمعن في إحدى الصالات بعد انتهاء العمل اليومي . وقد كان هجوم الشرطة عنيفا إلى حد قتلت عددا منهن , وجرحت بعضهن ، وأُعتقلت العديد منهن ،و تم أيضا طرد قسم منهن من العمل.
وفي السنة التالية حين قمن بإحياء الذكرى الأولى لمظاهراتهن في نيويورك ، طورن مطاليبهن إلى المطالبة بتخفيض ساعات العمل ، و الاعتراض على تشغيل القاصرات والقاصرين ، والمطالبة بحق التصويت للنساء. وقد قام البوليس بقمع هذه النشاطات هذه المرة أيضا، ولكن النساء استمررن في احياء ذكرى اضرابات 8 آذار عام 1906 كل عام ، و تجاوزت الاحتفالات بها حدود أمريكا.
اقترحت المناضلة الشيوعية كلارا زتكين في المؤتمر النسائي العالمي عام 1910 أن يكون الثامن من آذار يوما عالميا للمرأة . وبعد تدارس الاقتراح صدقت عليه المنظمات الأممية وشيوعيو العالم ، وتقدميوه ، وأصبح مذذاك يوما عالميا للمرأة تحتفل به البشرية ، للتضامن مع النساء في نضالهن من أجل التحرر و الاشتراكية.

واليوم يمر 101 عاما على الهجوم الوحشي لبوليس الرأسمالية على نساء نيويورك في الثامن من آذار 1906 ، والمرأة، وخصوصا المرأة العاملة و الفلاحة ، تعيش جحيما حقيقيا في بقاع كثيرة من العالم الذي تتحكم بمصيره الرأسمالية الجشعة الإمبرالية . إنّ المرأة اليوم في بلداننا، وفي ظل سيادة العصابات القومية والطائفية والمذهبية المتبناة من قبل قوى الإمبريالية المحتلة ، تتعرض إلى شتى أنواع الاضطهاد والظلم والقمع ، من ترميل ، وتيتيم ، وتثكيل و اغتصاب.
اليوم تستميت القوى الرجعية في افشال كل نضالات البشرية ، وفي مقدمتها كفاح المرأة ، في سبيل مجتمع مدني إنساني ، فباتت مجتمعاتنا تمزقها التعاليم الهمجية للإسلام السياسي في وجوب قتل أي مظهر من مظاهر التمدن والإنسانية . فسيادة الأفكار الرجعية الاجرامية ما كان لها أن تثبت في أرض بلداننا لولا التحالف الامبريالي الراسمالي مع قوى الظلام ، والاتفاق على تبادل المنافع والمصالح بعد الطفرة النفطية، وتخصيص مبالغ فلكية لنشر الفكر الوهابي ، و تخييم سيوف الله المسلولة على رؤوس الناس الآمنين، متكاتفة مع صواريخ ديمقراطية الكروز وعولمتها. وقد أصبحت مفردات الديمقراطية والفدرالية والعولمة تنهال كالسوط على النساء المظلومات في العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها. وقد أصبح قتل الشرف أمرا واقعا وكارثيا ، حيث أصبحت هذه الجريمة ترتكب حتى في البلدان الأوروبية . و الأمثلة ليست قليلة في هذا المجال، إذ بتنا نسمع يوميا أخبارا تروي أن ذكورا في العوائل الشرقية قاموا بذبح بنات أو اخوات أو زوجات غسلا للعار. و من الهمجية أن تكون هناك قوانين تحمي القاتل قتل الشرف ، أو تخفف العقوبة عليه ، كما هي موجودة في الأردن.

تشتد اليوم قبضة المجتمع الباترياركي الدموية في العراق بعد أن نقلت المجتمع إلى عصور البربرية والهمجية ، لنرى أن قيم العصر الحجري قياسا بقيم عصر الإرهاب بقطبيه الإمبريالي والإسلامي- الشرقي السياسي أمست في عصرنا أكثر إنسانية وتمدنا. ففي العصر الحجري لم يكن ثمة قتل شرف، ولا أي ّ تمييز ضد المرأة أو ضد أي إنسان، و كانت مستلزات المعيشة متوفرة . واليوم في عصر العولمة الديمقراطية الفدرالية يفتقر أكثرية بنات مجتمعنا وأبناؤه إلى أبسط مستلزمات المعيشة من نور و ماء و أمن وأمان. وقد أنحطت القيم في عصرنا ، عصر سيادة الرأسمال المتعفن . و ابتذلت كل الفنون بأنواعها، بينما ترك الفنان من العصر الحجري أروع فنون الرسم والحفر في كهوفه . و قام بأعظم الاكتشافات للبشرية ، وفي مقدمتها اكتشاف النار ، والزراعة .
وقد أصبح من البديهيات أنه لا تحرر حقيقي، ولا حرية واقعية في أي مجتمع طالما المرأة تعاني من الظلم والاضطهاد وأنواع من القمع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

في هذه الذكرى العظيمة ، وبعد أن أحيي المرأة الأم ، والخلاقة ، أتذكر باجلال كل المكافحين في سبيل تحررها وتحرر مجتمعها. أحيي الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي وقاسم أمين وغيرهما من الذين حاربوا كل القيود المفروضة على المرأة ، وكرسوا عصارة فكرهم في سبيل مجتمع تنتفي فيه كل أنواع التمييز والتفرقة الجنسية والعنصرية والطبقية.
بالأمس كانت كلارا زتكين ، و روزا كوكسمبروغ، وكولينتاي مناضلات شيوعيات وضعن أمام البشرية رؤية واضحة للمجتمع الإشتراكي . واليوم يكون مبعث تفاؤل المناضلين والمناضلات أن يكونن حاضرات في كفاح شيوعيات صلبات في الكفاح ضد الظلم والاستغلال ، مثل ينار ، وأعظم كم غويان ، وبيان ونادية وسواهن.
وقد امسى النضال في هذا العصر في سبيل العدل والمساواة صعبا للغاية ، لا يصمد فيه سوى المناضلات العنيدات المضحيات والمناضلين المضحين من أمثال أولئك ، حيث أقلية رأسمالية متوحشة تلعب بمصير البشرية، وتهيمن على مقدراتها الإقتصادية والانسانية والاجتماعية ، و تخلق الكراهية والبغضاء بين الناس لالهائهم عن سبيل التحرر من الاضطهاد والاستغلال. هذه الأقلية الرأسمالية تملك كل وسائل الإعلام التضليلي وغسيل الأدمغة ، لتحريف الرأي وصناعته بما تشتهي مصالحها . وهي تشن الحروب لاتنزاع المزيد من ثروات الشعوب و سرقتها. هذه الحروب الامبريالية تخلق أسباب الفقر والجهل والبطالة ، وأن ضحيتها الأولى هي المرأة التي تعاني الفقر والتشرد والإغتصاب . وإن هذه الحروب قد سدت كل الدروب أمام تنمية المجتمعات وتطورها. هذه التنمية تحوز على أهمية قصوى للعمل في سبيل المساواة للمرأة حقوقيا وسياسيا ، إذ رمت الحروب بهن في مذابح الظلمات والاهمال ، إن لم تكن الأسوء. وحقا، لكي تضمن العولمة قدراتها المطلقة ، تكون الأيدي الخفية للسوق الرأسمالية بحاجة ماسة إلى القوى العظمى العسكرية ، وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية.
يوميا تموت آلاف النساء والأطفال في العالم بسبب الجوع والعطش والمرض الذي تسببه الحروب.
وبفضل هذه العولمة الرأسمالية ترمى كل عام بمئات الآلاف من النساء في أسواق الدعارة في الغرب وتوابعه من البلدان التي تتحكم برقاب شعوبها شيوخ العروبة والاسلام.
إن المجتمع الإشتراكي هو رائد كل التحرريين في العالم لأنه فقط هناك لا وجود لاستغلال الانسان للانسان ، ولا تمييز بحق المرأة التي تنال كل حقوقها الانسانية في الحرية والمساواة.
2007-03-07



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيّهما أفظع ، الذبح بسيف الله المسلول، أم بصاروخ كروز؟
- قصيدة - فوق الثرى- للشاعرة التحررية فروغ فرّخزاد
- المعارضةالإيرانية وجحيم الديمقراطية الأمريكية في العراق
- الرأسمالية الأمريكية تنهب فقراء أمريكا لتمويل حروبها
- النيوصفويزم عودة مأساة التاريخ وملهاته
- أزهار الخمسين
- جين العراق وينار* أمريكا
- اغتيال هرانت دينك جريمة تضاف إلى آثام القومية
- شعبوية خافيز وبدعته في الإشتراكية
- أزمة الصومال آفة تنشرها الإمبريالية الأمريكية في القرن الأفر ...
- البارجة بوتمكين - سفينة محركي التاريخ
- آيزنشتاين نسر سينما الثورة الإشتراكية
- من يضحك ْ لم يأتِه الخبر الفظيع بعد
- الديمقراطية لا تعني الحريّة والرفاه والمساواة
- ليلة يلدا
- مات بينوشت تاركا الغصّة في قلوب أحرار العالم
- تقرير بيكر_ هاملتون تأكيد على هزيمة النظام العالمي الجديد
- نوبل والحيل الشرعية في دعم الرأسمالية العالمية
- خمسة أعوام من نهش قلب الظلام
- منشار الإحتلال الإمبريالي


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - حميد كشكولي - المرأة الضحية الأولى لجبهتي الإرهاب