أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - حبيب هنا - العراق في خط الدفاع الأول















المزيد.....

العراق في خط الدفاع الأول


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 11:50
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


إن الحديث عن الغزو الأمريكي للعراق، بعد مضي أربعة أعوام عليه، هو الحديث عن الدور التي تلعبه الامبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية والاستعمار، بل هو الحديث عن ضرب أي أفق للوحدة العربية جغرافيا وتاريخ وحضارة تمتد إلى آلاف السنين في عمق التكوين البشري، بل وكذلك هو الحديث عن ماضي وحاضر ومستقبل العنف الرجعي في مواجهة التحرر وترسيخ قواعد السلم العالمي الذي يدعو للمحافظة على الإرث الإنساني والتقدم الحضاري. وقبل ذلك وبعده، هو الإجابة على التساؤلات التي يبدو من الصعوبة بمكان الخوض في غمار الموضوع قبل الإجابة عليها هذه التساؤلات تتصدر عناوين مرحلة الشرق الأوسط الجديد في حالة نجاح الخطط التي تهدف إلى بقاء الوطن العربي الكبير سوقاً استهلاكية للمنتجات الغربية. وهذه التساؤلات هي: هل العائد من وراء غزو العراق يساوي تكلفتها؟ ولماذا العراق بالذات هدفاً للمخطط الأمريكي؟ وهل ما يحدث اليوم على الأرض العراقية يؤشر إلى ميلاد فجر جديد؟ وما هو دور الطبقة العاملة والسواد الأعظم من الكادحين في الصراعات القائمة؟
هذه الأسئلة والكثير غيرها ينحي بنا إلى البحث عن حيثيات وتفاصيل تبدو غائبة عن أذهان الكثيرين، في وقت لا يفكرون فيه سوى بما هو آني ومرحلي بعيداً عن النظر إلى الأمور بالمفهوم الاستراتيجي الذي يستبعد قطف الثمار سريعاً فيبدو الأمر وكأنه فشل للخطط الموضوعة التي تهدف إلى امتلاك العقل ودفعه للتفكير بالاتجاه الذي ينبغي الوصول إليه، فتظهر المسألة بغير مظهرها الحقيقي ونحسب أن تأجيل بعض الخطوات إلى مراحل لاحقة في المخطط، إنما جاء جراء الفشل في القدرة على انجازها، فنسوغ لأنفسنا مصطلح الهزيمة بالنصر، في حين لا يخطر على بالنا أن التفكير بهذه العقلية هو تجانس مع المخطط ويسرع بالتالي في تحقيق أهدافه، لاسيما أن المعارك الصغيرة، رغم أهميتها، لا تقاس الانتصارات فيها بحجم الخسائر بقدر ما حققته على المستوى السياسي.
بهذه التوطئة، نبدأ الإجابة على التساؤلات:
إن أصحاب مشروع غزو العراق لم يكن يهمهم العائد الفوري لنتائج الحرب بقدر ما حكم خططهم البعدين المتوسط والبعيد على الرغم من النهب اليومي المستمر للثروة النفطية العراقية؛ ففي إستراتيجية البعد المتوسط تنحسر حالة المد الثوري العربي الهادفة إلى توحيد الأمة العربية جراء حالة النهوض التي شكلتها التطورات العلمية المتسارعة التي عصفت بعقول العلماء العراقيين فأبدعوا في كافة الميادين بعد أن كانت هجرتهم المستمر محل أنظار دول الغرب، من جهة، ومن الجهة المقابلة، الالتفاف على نهوض وبلورة الطبقة العاملة العراقية في أعقاب تأسيس البنية التحتية لعدد كبير من المصانع وانخراط العمال في اتحاداتهم النقابية على طريق الالتحاق بالأحزاب السياسية التي تمثلهم، الأمر الذي جعل الخطر على مصالح أمريكا يزداد يوماً بعد يوم لما يشكله هذا التبلور من خطر على دول الجوار الخليجية التي بدأت تنظر إلى مصالحها الخاصة وإمكانية إلحاق الضرر بها بعين الجدية لاسيما وأنها تدرك المآل النهائي لمثل هذا التبلور وما ينتج عنه من صراع طبقي يفقدها الوصاية على جماهيرها.فضلاً عن التقاء مصالح الحركة الصهيونية مع مصالح الامبريالية العالمية وخاصة الأمريكية في إضعاف العراق وتمزيقه حتى لا يشكل نموذجاً- حالة- ينشر عدوى المد الثوري في المنطقة العربية تصل في النهاية إلى حالة الوحدة بين الأقطار العربية المنسجمة مع التوجه النهضوي، الأمر الذي من شانه عدم إمكانية القضاء عليه لاحقاً.
أما على المدى البعيد، فإن الهدف هو شرذمة الأمة العربية وتفسخها حتى يسهل على الأعداء السيطرة عليها من خلال ما اصطلح على تسميته الشرق الأوسط الجديد والذي بموجبه يكون للكيان الصهيوني الدور الريادي في السيطرة الاقتصادية بالإضافة إلى اعتباره يد الامبريالية في المنطقة القادرة على البطش بالحركات الثورية وقتما شاءت وفي أية لحظة تشعر فيها بوجود خطر على مصالحها جراء تنامي فعل العمل الثوري، الأمر الذي يعرقل أي نمو لدور الحركات الثورية وقد يؤدي إلى اندثارها. فالامبريالية العالمية التي تملك من الخبرة الكثير في مجال القضاء على الحركات الثورية جراء فعلها الموحد وقيامها بهذا الدور منذ مئات السنين، قادرة الآن وبعد ترتيب أولويات استحقاق ما بعد الغزو على سحق القوى الثورية إن هي لم تتدارك هذا الأمر سريعاً وتجعل بالتالي سلوكها متوائماً مع الإفرازات الجديدة التي تأخذ بعين الاعتبار الاعتماد على الجماهير وتمثيلها والدفاع عنها قولاً وفعلاً كي تشكل حاضنة تحول دون القضاء عليها، الأمر الذي يدفع الامبريالية إلى واحد من أمرين: الأول، محاولة شراء بعض القيادات السياسية بمختلف الوسائل الاغرائية حتى تحرف سير عمل الحركة (الثورية) وتافعلاتها مع الجماهير عن أهدافها الحقيقية. الثاني، زج هذه القيادات في المعتقلات والبطش بها كيما ترهب جميع كادارت الحركة وتمنعهم من استخدام أساليب جديدة قادرة على المزج بين ضرورات العمل السري والعلني، تمهيداً لالتقاط اللحظة التاريخية المناسبة من أجل التحرر الوطني والاجتماعي.
وعليه، ما يحدث اليوم على الأرض العراقية من إلباس ثوب الصراع، المذهبية إنما هو محاولة يراد منها التفجيرات التي تطال يومياً الأبرياء من المواطنين بهدف مصادرة الاستقرار الضروري واللازم لتعاظم دور الطبقة العاملة وتصدرها مهام المرحلة الجديدة كي لا تأخذ دورها الريادي في إدارة الصراع الطبقي وما يتمخض عنه من عدالة ومساواة اجتماعية قادرة على جعل العراق نموذجاً لمنطقة الخليج العربي.
صحيح إلى حد ما، أن المقاومة والتضحيات البطولية ضد الغزو الأمريكي حال دون رسم مستقبل العراق كما كان مخطط له، ولكنها أيضاً لم تكن على قدر كاف من المسؤولية في ترميم الأخطاء والتصدي لحالات القتل الجماعية التي يقدم عليها العديد من المتطرفين وأصحاب المصالح في تصفية حسابات قديمة من باب أولي أن تؤجل لوقت لاحق بغرض وضعها أمام القضاء للبت فيها ومحاسبة أصحابها بما يخدم المصلحة العراقية العامة، وهذا ما يؤشر إلى تورط أمريكا في هذه التفجيرات حتى لا تنصب كل الجهود باتجاه مقاومتها والتسريع في رحيلها بعد أن تلملم أطراف الهزيمة.
من هنا، يتبلور بصورة واضحة أحد أهم الأهداف من وراء الغزو الأمريكي للعراق، وهو محاولة الالتفاف على نهوض الطبقة العاملة وسعيها نحو اخذ دورها في الدفاع عن الجماهير وتبني قضاياها على طريق إقامة المجتمع الديمقراطي الذي لا يميز بين أفراد الوطن الواحد، لاسيما وأن النظام البعثي كان واقعاً تحت تأثير آخر سنوات العمر ما أتاح هذا الهامش من الحرية في بلورة الطبقة العاملة وتصديها للكثير من حركة الدفاع عن العمال في القضايا المفصلية واليومية على السواء. علماً بأن النظام وبغض النظر عن الكثير من الأخطاء، كان في الآونة الأخيرة يشكل خط دفاع أول عن الأمة العربية أمام المزيد من التغلغل الأمريكي في المنطقة العربية ورسم سياستها بما يخدم مصالح الكيان الصهيوني في السيطرة الناجزة على مصير ومقدارات الأمة سعياً وراء إطالة عمر الأنظمة المشكوك في ولائها والتي باعت الأمة بأنجس الأثمان.
ومع ذلك، لابد من الإشارة إلى أن أمريكا لم تكن يوماً تسعى وراء إقامة النظم الديمقراطية كما تحاول الترويج، الأمر الذي يدحضه السلوك اليومي وحركة المجتمعات البشرية، وأكبر مثال على ذلك، فرض الحصار على الحكومة الفلسطينية لأن الانتخابات لم تأت كما اشتهتها، بل لقد طال الحصار رغيف خبز المواطنين عقاباً على الاختيار.
مما تقدم يتضح أن الأهداف الأمريكية لم تتحقق فعلاً من وراء الغزو، غير أنه هناك خطر حقيقي مازال يتهدد مستقبل العراق ومعه الأقطار العربية الأخرى، تارة بالترويج للصراعات المذهبية بين السنة والشيعة والدعم السعودي والإيراني لكل طرف، وتارة أخرى زرع بزور الخوف من أن فشل أمريكا، كما جاء على لسان جورج بوش، سيؤدي على تداعي وسقوط أنظمة النفط الخليجية ومعهما الأردن ومصر، وبتعبير آخر، هو فشل لهذه الأنظمة في محاولة لتوريط الدول العربية في مستنقع الغزو حتى تتمكن أمريكا من الخروج منها بأقل الخسائر بعد أن لاحت في الأفق تباشير ميلاد فجر جديد يبدأ بهزيمة المخطط الأمريكي وينتهي بالمصالحة والتعايش الوطنيين داخل مكونات المجتمع العراقي كي يأخذ دوره الريادي في الدفاع عن قضايا الأمة ومستقبلها.
ولكن هذا الأمر يتطلب وقفة جادة ومسئولة تدرس التجربة وتقييم الأخطاء على أمل تلاشيها وعدم الوقوع فيها مجدداً.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل 9 من رواية كش ملك
- على أمريكا أن تكون أكثر عقلانية ..
- الفصل 7 من رواية كش ملك
- الفصل 8 من رواية كش ملك
- صدور حكم الإعدام بحق كتاب -قول يا طير-
- الفصل 6 من رواية كش ملك
- الفصل 5 من رواية كش ملك
- الفصل 4 من رواية كش ملك
- رسائل حب إلى أطفال لبنان
- هل نحن إزاء ضربة أمريكية ترجيحية واحدة ؟
- الفصل 3 من رواية كش ملك
- الحكومة الفلسطينية .. عشرة شهور على الأزمة
- الفصل 3 من رواية :كش ملك
- اتفاق مكة الثنائي
- إيران والعد التنازلي للحرب
- الفصل 2 من رواية : كش ملك
- الفصل الأول من رواية :كش ملك
- فرصة اللحظات الأخيرة
- مسرحية جديدة -نحكي وإلا ننام
- الحب الفجيعة :قصة قصيرة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - حبيب هنا - العراق في خط الدفاع الأول