أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - الفصل الأول من رواية :كش ملك















المزيد.....

الفصل الأول من رواية :كش ملك


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 2007 / 2 / 7 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


بيدق الوزير
-1-
تقدمت ببيدق الوزير خطوتين، ثم ضغطت على الساعة حتى يبدأ الزمن بالعمل لصالحي، وأخذت أنظر في عينيها علني أستطيع سبر أغوارها السحيقة، التي بدأت للوهلة الأولى عصية على النفاذ. نظرت إليّ بعدما انفرجت شفتاها نصف انفراجه مباغتة، تحمل في طياتها الكثير من التأويل، وفعلت الشيء ذاته بالبيدق الأسود، ثم تداركت الأمر قبل أن تسجل الخطوة، فضغطت على الساعة حتى يبدأ الزمن العمل لصالحها.
وضعت رأسي بين يدي، فيما أخذ عقرب الدقائق بالتناقص. لم أفكر في الدقائق الأولى بالخطوة المقبلة. كان الدق على جدران رأسي بأيد خفية متصلاً، أحال التفكير في الخطوة المقبلة إلى شبه أمنية، وكنت بين لحظة ولحظة، أعاود النظر إليها كأني أبحث عن شيء دقيق لا سبيل للعثور عليه سريعاً. وكانت ترقب عيني كأنها تسبح في سمائها.
وضعت الحصان في مربع f3 سريعاً كأني أتخلص من هموم حطت عليّ فجأة، وضغطت على الساعة ثم سجلت الخطوة وفي رأسي ألف سؤال يصعب الإجابة على أي منها، وكانت ترقبني بإمعان. لم تنتظر طويلاً، حركت الفيل الأيمن واضعة إياه في مربع f5 وهي تنظر إليّ كأن همها الأوحد الفوز عليّ بالوقت.
دارت الدنيا في عقلي دورتها الطبيعية، وعرفت على نحو غامض أن ثمة منافسة من نوع آخر غير الدارجة بين اللاعبين في انتظارنا. حصّنت نفسي، واستغرقني التفكير بأفضل السبل حتى أبلغ الفوز دون الحاجة إلى منافسة تلفت انتباه الحكام والمدربين وبعض اللاعبين، ولكن يجب أن تكون مدروسة جيداً حتى لا أقع فريسة عند أول منعطف. قرأت أفكاري بنشوة وعرفت أنني في موقع لا أحسد عليه. فاجأتها من حيث لا تتوقع فأصابها الذهول؛ هذا نمط فريد في اللعب والعلاقة لم أتعود عليه. حاصرتها في مربع التوقعات فأخذت احتمالات الفوضى تضرب حواسها من مختلف الجهات؛ لم تقو على استمرار النظر إلى المربعات ال 64 التي تتشكل منها الرقعة، فتعاملت معها مربعاً واحداً كبيراً.
الخطوة الأولى دائماً تكون لصاحب اللون الأبيض، مفارقة غريبة تعكس التمييز العنصري منذ أسلاف أسلافنا. وكنت صاحب اللون الأبيض، وتساءلت: أي مصادفة جعلتني عنصرياً في هذا السياق؟ كنت أخشى أن أقف موقفاً ذات يوم، يبعدني قيد أنملة عن قدم المساواة مع المرأة، ولكن أن أقف على رأس قائمة الذين يمارسون التمييز العنصري، أذهلني كثيراً، ومع ذلك، روضت نفسي على الأمر، فهو لا يعدو كونه لعبة لم ابتكرها أو أكن رائدها الأول.
تقدمت ببيدق الحصان خطوة واحدة فاحتل مربع g3، دون أن أكون رسمت ملامح الخطة في مخيلتي تماماً. عامل الخبرة كان يحرك الخطوات تباعاً. ضغطت على ساعة الوقت، ففعل عقرب الزمن فعله دون أي التفاته إلى مشاعري أو بماذا كنت أفكر في تلك اللحظات المصيرية. وكان هاجسي الفوز مهما كان الثمن، ولكن بوسائل نظيفة لا يرقى إليها الشك. وكانت ما تزال تراقبني متوقعة الخطوة التي أقدمت عليها، أو هكذا ارتسم على محياها، الأمر الذي حطّ عليّ مزيداً من الإرباك والتعقيد.
وانتظرت طويلاً، وأنا أرقب خطوتها المقبلة. كانت غاطسة تسبح في بركة التفكير دون التماع أفكارها أو توقع الخطوة التي قد تقدم عليها. وشعرت لوهلة أن فيها شيئاً يخصني وحدي دون الآخرين؛ ربما التشابه في أنماط التفكير، أحياناً، أو ربما لأن الخطوة تتعلق بطبيعة ردة فعلي عليها وحجم هذا الرد، أوكلا الأمرين معاً، جعلاني، أذهب بعيداً في التفكير، إلى مدارات مفتوحة على المدى، كنت قد وعدت نفسي بعدم الذهاب إليها حتى لا تؤثر على سير المباراة، ولكن، لا فائدة الآن بعد الذهاب إليها.
يتناقص عقرب الدقائق، ومعه أحاول وضع خطة اللعب على عامل الزمن، وكلما مرت دقيقة، أوغلت في التفكير بتنفيذ هذه الخطة من اللعب، ومع ذلك، مازال هناك متسع من الوقت لاستخدام هذه الطريقة، فالوقت مازال في بداياته، تسعون دقيقة المسموح بها لكل لاعب مضافاً إليها نصف دقيقة عن كل خطوة يتم لعبها تكفي لتحرك الجيوش واحتلال المواقع الحيوية في أرض الخصم، بل وأحياناً،فرض شرط الاستسلام، في حال كانت الخطة محكمة حتى أدق التفاصيل، ويصعب الخروج منها بأقل الخسائر.
وأغلب الظن أنها اكتشفت ،على نحو مفاجئ، ما أرمي إليه فآثرت أن أستمر على هذا النحو، حتى تستفيد من اللعب غير المتوقع، فتوقع بي في أحضان الخسارة عندما تحين اللحظة المناسبة التي لا تسمح بالارتداد إلى الخلف وتعويض ما فقد؛ وقد كنت على نحو فج أتصرف بعيداً عن المسئولية التي يتطلبها الموقف عند البدايات، سيما وأنني لم أكن قد بلورت موقفاً نهائياً عن الخطة التي أنوي اللعب بها، علماً أن تقدم بيدق الوزير خطوتين أوحى بالملامح العامة التي غالباً ما يلجأ إليها اللاعبون.
تقدمت ببيدق الملك خطوة واحدة فاحتل مربع E6 ، وشكل مع الفيل وبيدق الوزير دفاعاً هجومياً يستعصي الرد عليه لمن لا يملك الخبرة الكافية في ميادين المناورة عند المواقف الحرجة. ضغطت على الساعة وسجلت الخطوة وهي تنظر إليّ نظرة فيها من المعاني ما يفيض على الجنبات، ثم نهضت متجهة صوب باب الخروج إلى القاعة المجاورة، فأخذني النظر إليها من الخلف، في محاولة لمعرفة الجهة الذاهبة صوبها، بيد أن الأمر انقلب، فجأة، رأساً على عقب، عندما اقتحمت عقلي فكرة احتلت بؤرة التركيز في صحن الدماغ.
وضعت رأسي بين يدي وأغمضت عينتي حتى أعطي للتركيز مساحة أكبر. تذكرت بصعوبة، وأنا أحاول اعتصار آخر خلايا الدماغ، كيف سارت مجريات الخطوات التي أدت في نهاية المطاف إلى فوز "ايفان شك" Ivanchuk في مباراته مع "تروف" Turrov والتي استمرت زهاء خمسة ساعات متصلة؛ تتبعت كشريط خالي من أي تشويش كل خطوة وتحليلاتها الكومبيوترية، واحتمالات الرد عليها وأفضل الوسائل الوقائية، في محاولة لإعادة إنتاجها بما يتلاءم ومجريات الأمور في سياق المباراة، بعيداً عن أية مفاجأة تفقدني زمام المبادرة.
استغرق التفكير مني زمناً طويلاً دون أن أحسب له الحساب، وكأن التوقيت لا يشكل عليّ أي عامل ضاغط. لقد تجاهلته كلياً حتى لا يكبلني ويقيد أفق تفكيري ويحول دون الابتكار وتحقيق الفوز.
قدت الفيل الأبيض إلى مربع 2g استعداداً لتنفيذ الخطة التي عزمت أمري عليها، وعندما أخذت الساعة تخصم من وقت المنافسة، سجلت الخطوة ونهضت واقفاً في محاولة للذهاب خارج قاعة المباريات، في الوقت الذي كانت فيه تقف أمامي مباشرة تحمل فنجاني قهوة وضعت واحداً أمامي واحتفظت بالثاني لنفسها. كانت أقصر مني قليلاً؛ قوام نحيف ومشدود يتدفق حيوية وشباباً. شكرتها ونحن مازلنا متسمرين في موضعنا كأننا نبتنا فجأة من ضلع واحد. عينتاي تنظر في عينيها والعكس، فاستحلنا إلى ذرات من المتعة والغبار.
جلست فجلست، نظرت إلى المربعات ال 64، فتتبعت حركة العيون صوب الاتجاهات المختلفة، لم تعبأ بنظراتي،غير أنها كانت تراقبني خلسة كمن يحاول اصطياد حالة تلبس، وكنت حذراً من الوقوع في الشباك. أدركت ذلك، فامتطت صهوة الحصان وحطت فيه داخل مربع 6 C، سجلت الخطوة ورفعت نظراتها صوبي فتقاطعت عيوننا، ولأول مرة أشعر بارتعاشة فجائية أيقظت فيّ شاعرية المكان وهدوءه.
لم أمهلها كثيراً. قبل أن تنتفض على مفردات الحالة، فتحت باب الحوار وسألت: أي رقم تحتل هذه البطولة في سلم مشاركاتك؟
جاء ردها مفعماً بالثقة والاتزان:
توقعت كل لحظة أن تداهمني بالسؤال، ولكن أن يكون على هذا النحو، فهذا ما لم يخطر ببالي، ومع ذلك لا أذكر عدد المشاركات ولكنها كثيرة ولم تخلف أثراً كالذي يمكن أن تخلفه هذه البطولة، ليس لأنك أحد الخصوم بقدر ما هو قدرتك على اللعب على أكثر من محور أخشى أن يطول أحدها مشاعري فيصيبها في الصميم.
استبدلت الملك بالرخ، فأصبح في مربع g1 بينما أضحت الرخ في1 f وسجلت الخطوة 0.0 ثم ضغطت على الساعة، وأنا أواصل حديثي كأننا في لعبة ودية لا نسعى فيها إلى الفوز.
نظرت إليها، فإذا بها تنظر إليّ. خفضت عينيها، فأدركت من فوري أنها تحاول تضميد جرح أصاب مشاعرها في مكان قاتل يصعب علاجه بشكل شاف تحت ظلال سيوف البيادق وسنابك الخيل.
خشيت عليها ولذت بالصمت!
حملت بأطراف أصابعها بيدق h إلى مربع 6 في اللحظة التي قالت فيها:
لا تخش عليّ، فأنت لم تصب مشاعري بأذى، ولا تحمل نفسك وزر الارتباك الذي أصابني كأنه رمح في مقتل!
ضغطت على ساعة التوقيت، فأخذ العداد يسجل عليّ الوقت، فيما أخذت أنا، كلماتها على محمل الجد ومن الزاوية التي بدأت فيها الدفاع عن نفسها، عرفت أنها إنما تفعل ذلك حتى لا تظهر أمامي ضعيفة سرعان ما تتقوض أمام ضربات كلماتي التي غدت تتلاءم طردياً مع الموقف.
وغطست فجأة في تفكير عميق أضرب مختلف الجهات بمعزل عن الرغبة في ذلك، فبدوت كمن تشده خيوط غير مرئية إلى عالم آخر بعيداًَ عن لعبة الشطرنج والمنافسة والخوف من فوز امرأة عليّ، علماً بأنني أؤمن بضرورة مساواة الرجل مع المرأة في كافة ميادين الحياة؛ ولما استغرقت فيه كثيراً شعرت أن ثمة ابتسامة تداعب بأطراف أصابعها مخيلتي.
نظرت أمامي، كانت عيناها أمام عينيّ، وقرأت فيهما التماع أفكاري كأنها صورة أمام مرآة. قالت بصوت خافت حتى لا تشوش على مجريات اللعب داخل القاعة:
عرفت أنك ستغطس في أفكارك، وراقبتها حتى أتمكن من قراءة التماعاتها.
وهل عرفت شيئاً؟
نعم. ولكن الحديث عنها في هذا المكان صعب الآن!
إذن متى؟
بعد الانتهاء من الجولة، سيكون أمامنا متسع من الوقت للحديث في مختلف الأمور.

انتقلت برخ الملك إلى المربع e وسجلت الخطوة.
وقبل أن أضغط على ساعة التوقيت، كانت قد حملت الفيل بأطراف أصابعها وتركته ينساب بيسر داخل مربع 4b طالبة الرخ، ثم سجلت الخطوة وأبقت على الساعة دون الحاجة إلى الضغط عليها.
ودون أن أعمل عقلي بالخطوة ودراسة أبعادها، وجدت نفسي أضع الفيل في مربع2 d طالباً التكسير، وضغطت على ساعة التوقيت وسجلت الخطوة.
فكرت لبضع دقائق، تفكيراً عميقاً، ولما استقر رأيها تراجعت به ليصبح في مربع 6d.
لم أعر انتباهي للضغط على الساعة وتسجيل الخطوة.
كانت الدنيا قد دارت دورتها غير المألوفة، فأخذتني إلى مدارات لا حصر لها، جعلتني أرى قاعة المنافسة رقعة واحدة، أرض معركة حقيقية. الجنود تقف خلف السواتر أو داخل أبراجها المحصنة، دماء تملأ الأرض وقذائف تنهمر على الرؤوس، طائرات تصب نار غضبها حقداً وحشياً على كل شيء يتحرك. أطفال بعمر الورد تتبعثر أطرافهم وشيوخ لا يملكون قدرة الحركة والانتقال إلى مكان آمن يئنون تحت الأنقاض. بيوت بعد أن كانت معمورة بالأهل والأحبة وتدب فيها الحركة، أصبحت رخاماً في طرفة عين. مارون الرأس وبنت جبيل والضاحية الجنوبية استباحها الموت براً وبحراً وجواً. طائرة ال ف16 تقصف بيتاً في غزة فتسويه بالأرض مع قاطنيه الآمنين. مرابط المدفعية المتمركزة داخل فلسطين المحتلة أو ما يعرف بالخط الأخضر أو حدود ال 48، تواصل قصفها للبيوت القريبة فتوقع القتلى والجرحى وتشرد الأهالي عن خطوط التماس. أسلحة محرمة دولياً وأخرى لم تجرب على البشر يتم استخدامها لأول مرة حتى يتعرفوا على مدى تأثيرها وقدرة فعلها في حسم المعارك.
وعلى رقعة الشطرنج لم أر الدماء تسيل رغم وجود المعارك الحقيقية، خططاً وتنفيذاً، إنها معارك نظيفة لا ترقى إلى جرائم الحرب ولا يحاكم عليها القانون الدولي.
وضعت بيدق الفيل في مربع 4c لأنتقل بالخطة إلى حيز التنفيذ من خلال هذه الخطوة، بعد أن رتبت أموري جيداً بما في ذلك وضع الخطط البديلة في حال تعثر الهجوم الأول. ضغطت على ساعة التوقيت وسجلت الخطوة، وبدأت أفكر بردة الفعل والخيارات المحتملة كي أعطي نفسي مزيداً من الفرصة في التفكير قبل أن يبدأ الوقت بالعد عليّ مستفيداً من وقت الخصم.
نظرت إليها، وكان العرق يطلي وجهها فبان أكثر حمرة مما كانت عليه، الأمر الذي أعطاه جاذبية مضاعفة، ولكنها لم تكترث لنظراتي، وأغلب الظن، كانت تفكر بامتصاص الهجوم الذي بدأته للتو والرد عليه بهجوم آخر يزعزع الدفاعات وينقلني إلى مرحلة تقليل الخسائر قدر المستطاع حتى تتمكن من السيطرة على أرض المعركة والتحكم في مستوى تطورها بما فيها من فضاءات مفتوحة على مختلف الخيارات. تتبعت انتقال عينيها من مربع إلى آخر، في الوقت الذي أدرس فيه الاحتمالات ومآلها، دون أن تغيب عن ذهني الأساسيات التي من شأنها تغيير المعادلة في أية لحظة جراء خطأ هنا أو هناك لم يكن ذا قيمة بادئ الأمر.
وفجأة، دون توقع، لآخر الاحتمالات التي وضعتها، مدت يدها لتضع بيدق 5d في مربع 4c بعد أن تناولت البيدق الموجود فيه، بين أصابعها وأخرجته جانباً ليصبح بعيداً عن أرض المعركة.
حيرني كثيراً هذا التصرف، وبدأت أعيد حسابي لاسيما بعد أن أقدمت على الخطوة التي وضعتها في آخر سلم الاحتمالات. لم أجد شيئاً مثيراً يفضي إلى خيارات متعددة تستوجب إعادة دراسة الخطة بما فيها من بدائل، فغدوت أكثر حساسية إزاء هذا التصرف؛ ربما رأت ما لم أره!.. لعلها تعول على خطوة قد أقوم بها فينقلب الأمر عليّ!
هذا التصرف خاطئ أصلاً ولا يجوز تضمينه استراتيجية الهجوم المضاد؛ لا، من غير الممكن أن يكون نمط تفكيرها على هذا النحو.
استغرقني الوقت كثيراً، فذهبت معه إلى حدود الممكن والمستحيل، حتى لا أقع فريسة سهلة تحت أقدام الجنود وبين سنابك الخيل. حلقت بعيداً في مدارات لم يدر بها عقلي من قبل، وكان المدى مفتوحاً على وسعه.
حملت الوزير بنفس اليد التي أضغط بها على ساعة التوقيت ووضعته في مربع 4a فصار من الصعب حماية البيدق الذي تقدم في أرض غير أرضه، صار فريسة سهلة بعد احتلاله مربع كان أصلاً بيدقي يتمركز فيه . لقد طرده شر طردة وعليه الآن أن يدفع الثمن..
تذكرت على حين فجأة، خطبة عصماء ألقاها طارق أمام الجند عندما أصبحوا على شواطئ المتوسط، وأخرى ألقاها الرجل الذي يعود إليه الفضل في أن أصبح لاعباً محترفاً للعبة الشطرنج بعد أن أحيل على التقاعد، ولم يجد ما يشغله غير اللعب في المعارك الحربية التي لا تخلف وراءها الدماء والضحايا وتشرد الأبرياء وتهدم البيوت على رؤوس أصحابها. وتذكرت رجالاً كانوا جنوداً عند بدء المعارك الحقيقية، وأصبحوا قادة يرهبهم القاصي والداني عند انتهائها، وتذكرت آخرين لم يكتب عنهم التاريخ ما ينبغي أن يكتب، أو ربما لم اقرأ ما كتب عنهم .
تقدمت بالوزير إلى مربع 7d فأدخلت المعركة مرحلة جديدة تستخدم فيها مختلف القطع الحربية مع اشتعال أول شرارة في الهجوم الذي بات متوقعاً كل لحظة وكان البيدق المتقدم ما زال واقفاً في مكانه بانتظار الانقضاض عليه بعد أن غدا التراجع لمن هو مثله مستحيلاً.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة اللحظات الأخيرة
- مسرحية جديدة -نحكي وإلا ننام
- الحب الفجيعة :قصة قصيرة
- الراقص المقعد :قصة قصيرة
- قلعةلبنان تقتحم من الداخل
- قصة قصيرة
- خروب عسل-- قصة قصيرة
- أمريكا ..الذهاب إلى الانتحار
- ملامح استراتيجية جديدة بتكتيك قديم
- إسرائيل الخاسر الوحيد من الحرب
- إسرائيل.. رياح التغيير تخطف النوم والأمن
- قانا و-متلازمات جينوفيز-
- لبنان وحزب الله في طور التحول
- رسالة الى غسان كنفاني في الذكرى ال33 لاستشهاده
- -17-مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 15
- -13- مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 11
- مازال المسيح مصلوبا
- ما زال المسيح مصلوبا


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - الفصل الأول من رواية :كش ملك