أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 05:37
المحور: الادب والفن
    


الأستاذ
تعودت، بين الحين والآخر، القيام بزيارة المدرسة، والدخول إلى مكتب المدير، كي أسأل عن مستوى أبنائي التعليمي، حتى أقف على الخلل والتراجع فور حدوثهما. وذات مرة لم أجده في مكتبه، وعند السؤال عنه أجابني الآذن: في الفصل الخامس "أ".
في البدء ترددت في الذهاب ولكن الفضول دفعني إليه.. قرعت الباب، ولما سمح لي بالدخول دخلت، كان المدير يقف إلى جانب الأستاذ الذي لم يتوقف عن الحديث رغم مصافحتي له، ومن نبرة صوته عرفت حجم الجهد المبذول بغية إقناع التلاميذ بكل كلمة.. تحمست كثيراً لهذا المدرس وقدرت عالياً انتماءه للمهنة.
نظرت إلى التلاميذ فإذا بهم يتابعون باهتمام وشوق، لا حد لهما، حركة المؤشر على السبورة مع الكلمات الخارجة من بين شفتيه كانت الحصة تتناول جغرافية الوطن العربي، المقررة من وزارة التربية والتعليم، دون الخروج قيد أنملة عما هو وارد في الكتاب المدرسي.
وفجأة ارتفعت يد أحد التلاميذ، لم يعرها المدرس أي اهتمام بادئ الأمر، غير أنه بعد الانتهاء من استكمال الجمل الضرورية لتوصيل الفكرة عن الموضع الذي يتحدث فيه قال موجهاً كلامه إلى التلميذ:
- تحدث يا ماهر ماذا عندك؟
وقف الطالب مصوباً "نظراته إليّ" ثم بدأ الحديث:
في كل مرة تنقلنا من إفريقيا إلى آسيا مبتعداً قدر الإمكان عن موضوع فلسطين الجغرافي. فهل هي خارج خارطة الوطن العربي! لقد حفظنا عن ظهر قلب من هي الدول التي تحد مصر من الجهات الأربع...
وعرفنا أن اليمن تطل على البحر الأحمر.. وليبيا تربطها علاقات طيبة مع تشاد.. والعراق على خلاف مع جيرانه العرب.. ولواء الاسكندرونة تحتله تركيا.. أما فلسطين فلم نعلم عنها شيئاً.
خرج مدير المدرسة من الفصل.. تسلقت لحظة كآبة وجه الأستاذ.. اقتحم الخوف التلميذ.. انتظر التلاميذ الإجابة بفارغ الصبر.. رفع تلميذ آخر يده.. قال الأستاذ:
- تحدث ما عندك؟
وقف الطالب كالطاووس.. قال:
- ونعرف أيضاً أن سبته ومليلا أراضي مغربية تحتلها اسبانيا!
تجهم وجه الأستاذ وقال:
- من أين تأتون بهذه المعلومات؟ ثم إن هذه المادة تخصص أستاذ التاريخ..
رفع تلميذ ثالث يده.. وقعت نظراتي عليه.. قلت دون استئذان:
- وأنت، ماذا عندك؟
وقف الطالب قائلاً:
- عندي الإجابة على السؤال الأول إن سمح الأستاذ..
تفضل يا بني..
- يحد فلسطين من الشرق الأردن وبعض أجزاء من سوريا. ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط. من الشمال لبنان وأجزاء من سوريا. ومن الجنوب مصر. تشتهر بزراعة الحمضيات وصناعة الفخار والصابون.. فيها بحيرة طبرية ووادي غزة وقبة الصخرة والحرم الإبراهيمي وكنيسة المهد.. سور عكا هزم نابليون والجامع بناه الجزار.
يكفي، اجلس يا بني..
جلس التلميذ.. ضحك الطلاب.. نظر الأستاذ إليهم، ممتعضاً.. شكرت الأستاذ على جهده وخرجت متوجهاً إلى المدير.. وعندما ابتعدت سمعت أحد التلاميذ يقول:
- هل تعلم يا أستاذ أن ولي أمر الطالب الذي أجابك عن السؤال هو من كان يقف إلى جانبك.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خروب عسل-- قصة قصيرة
- أمريكا ..الذهاب إلى الانتحار
- ملامح استراتيجية جديدة بتكتيك قديم
- إسرائيل الخاسر الوحيد من الحرب
- إسرائيل.. رياح التغيير تخطف النوم والأمن
- قانا و-متلازمات جينوفيز-
- لبنان وحزب الله في طور التحول
- رسالة الى غسان كنفاني في الذكرى ال33 لاستشهاده
- -17-مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 15
- -13- مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 11
- مازال المسيح مصلوبا
- ما زال المسيح مصلوبا
- ما زال المسيح مصلوباً
- شهادة ابداعية


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - قصة قصيرة