أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حبيب هنا - الحكومة الفلسطينية .. عشرة شهور على الأزمة














المزيد.....

الحكومة الفلسطينية .. عشرة شهور على الأزمة


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1830 - 2007 / 2 / 18 - 09:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا تخلو أية أزمة، مهما كانت بسيطة، من الأسباب التي تفاعل بين عناصرها المكونة حتى تتفاقم وتشتد تبعاً للحالة وعمق بواعثها؛ والحكومة الفلسطينية التي جاءت بعد فوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي والتي مضى على انغماسها عشرة شهور في الأزمة، ليست خارج دائرة الاستثناء، رغم أنها عنصر مكون من عناصر هذه الأزمة، ولكن الأهم، أن أزمة الحكومة الفلسطينية لم تنبع من داخلها جراء إخفاق هنا وآخر هناك، بل هي نتاج تضافر بعض الجهود المحلية والدولية بغرض ابتزاز في الموقف السياسي لصالح مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي عكفت عليه الإدارة الأميركية برئاسة بوش كي تستطيع السيطرة على المنطقة ورسم ملامحها السياسية وفقاً للرغبات الإسرائيلية ودورها في المنطقة العربية برمتها، غير أن استمرار الأزمة بالتدحرج البطيء على مدار العشرة شهور أوقع العديد من الأطراف التي سعت لخلقها في مأزق البحث عن كيفية الخروج منها بأقل الخسائر، لاسيما وأن أهمية الفلسطينيين لا تكمن في نفط العرب ووحدتهم بقدر أهمية الطرف الذي مازالوا يتصارعوا معه منذ عقود، ونقصد هنا اسرائيل التي لها من الحضور والتأثير على مشهد السياسة الدولية ما يفوق قدرة دول كبرى على القيام بهذا الدور، الأمر الذي يمكن معه اعتبارها أهم اللاعبين في خلق الأزمة وما نتج عنها جراء تبني الإدارة الأميركية لنفس المواقف الإسرائيلية والدفاع عنها بما يخدم المشروع الإسرائيلي في المماطلة بإيجاد الحلول وفرض الوقائع على الأرض، وهذا بدوره مهد الطريق التي أوقعت أميركا في الأزمة بعد أن استدرجت إلى رفض التعامل مع الحكومة الفلسطينية المنتخبة وما نتج عنه من تبعية أوروبا وعدم قدرة حكام العرب الخروج عن الرغبة الأميركية.
ولأن الإدارة الأميركية لم تكن تتوقع إمكانية صمود الحكومة الفلسطينية أمام الضغوطات المتزايدة لأكثر من ثلاثة شهور عندما يفرض الحصار على الشعب الفلسطيني الذي بدوره سينقلب على الحكومة حسب التقديرات الأميركية، شددت على الحصار وألزمت بالتالي الحكومات العربية على التقيد به من أجل انسداد أي أفق يبشر بقرب انفراج الأزمة، ومع ذلك، استمر صمود الشعب ومعه الحكومة على الرغم من التداعيات الخطيرة التي أوشكت أن تعصف بالقضية الفلسطينية جراء عدم إدارة شئون الأزمة بما يكفل صلابة الموقف والتفاف مختلف شرائح المجتمع حول الحكومة الشرعية، الأمر الذي كانت جريرته حالة الفلتان والدم الغالي الذي سفك.
وغني عن القول، أن هذا الصمود دفع بالإدارة الأميركية إلى البحث عن مخرج يضمن لها ماء الوجه ويجنبها انفضاض التحالف من حولها إذا ما استمر تجويع الشعب الفلسطيني عقاباً على اختياره الديمقراطي، فكانت الخطوة الأولى المنحة الأوروبية لصغار الموظفين مضافاً إليهم الصحة والتعليم بغرض امتصاص حدة النقمة على استمرار هذا الوضع، في وقت كانت فيه اسرائيل تضغط باتجاه استمرار الحصار حتى تتمكن من حصد النتائج التي تهدف في النهاية للحصول على ابتزاز سياسي وتراخي في موقف حماس حيال الصراع ونظرتها العقائدية إليه، لدرجة غدا فيها الأمر مؤرقاً للإدارة الأميركية، بل وأبعد من ذلك، وضعها في مأزق البحث الجاد عن الخروج منه بأقل الخسائر آخذة في الاعتبار ما أمكن الحصول على بعض المكاسب التي من شأنها لجم سطوة اللوبي الإسرائيلي والمحافظين الجدد في الإدارة الأميركية.
من هنا، وعلى ضوء هذه الخلفية، بدأت بعض الحكومات العربية التحرك بالاتجاه الذي حدد سلفاًَ والمسقوف بحكومة الوحدة الوطنية كشعار يحمل في طياته المرونة المطلوبة من الحكومة المقبلة، علماً بأن ما جرى في لقاء مكة وما تمخض عنه من اتفاق أولي لا يشكل أساس لحكومة وحدة وطنية تكون منسجمة مع الشعار المرفوع بقدر انسجامها مع توزيع الأدوار بين حركتي حماس وفتح حتى تتمكن أمريكا من الخروج من المأزق الذي أوقعت نفسها فيه، في وقت تتولى حركة فتح وفريقها المفاوض العودة إلى دائرة المفاوضات العقيمة مع ما يتطلبه الأمر من إدارة الظهر لسنوات الانتفاضة وعدد الشهداء والجرحى والمعتقلين وما ترافق معهما من تدمير للبيوت وتجريف للمزارع وضرب للاقتصاد في صميم نمائه.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل 3 من رواية :كش ملك
- اتفاق مكة الثنائي
- إيران والعد التنازلي للحرب
- الفصل 2 من رواية : كش ملك
- الفصل الأول من رواية :كش ملك
- فرصة اللحظات الأخيرة
- مسرحية جديدة -نحكي وإلا ننام
- الحب الفجيعة :قصة قصيرة
- الراقص المقعد :قصة قصيرة
- قلعةلبنان تقتحم من الداخل
- قصة قصيرة
- خروب عسل-- قصة قصيرة
- أمريكا ..الذهاب إلى الانتحار
- ملامح استراتيجية جديدة بتكتيك قديم
- إسرائيل الخاسر الوحيد من الحرب
- إسرائيل.. رياح التغيير تخطف النوم والأمن
- قانا و-متلازمات جينوفيز-
- لبنان وحزب الله في طور التحول
- رسالة الى غسان كنفاني في الذكرى ال33 لاستشهاده
- -17-مازال المسيح مصلوبا


المزيد.....




- مزاعم زوجة ماكرون -ليست انثى-.. تفاعل على تقرير عن -أدلة علم ...
- فيديو حركة من كاميلا مع الأميرة كيت أمام زوجة ترامب تثير تفا ...
- كيف تحولت عملية مياه بيضاء بسيطة إلى كابوس يهدد بصر العشرات ...
- ماذا يحدث في السجون السرية التي تسيطر عليها الاستخبارات الأم ...
- الاستخبارات البريطانية تلجأ إلى -الدارك ويب- لتجنيد جواسيس م ...
- السعودية.. ضبط رجل وامرأتان لممارسة الدعارة والأمن يكشف تفاص ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يسقط مبادرة دولية لوقف إطلاق النار ...
- ماكرون: إسرائيل تدمر مصداقيتها بسبب عملياتها العسكرية في غزة ...
- نهاية -صادمة- لـ-أسورة المتحف المصري- التي شغلت الرأي العام ...
- تحليل لـCNN: السعودية تلجأ إلى باكستان -الحليف النووي- مع تر ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حبيب هنا - الحكومة الفلسطينية .. عشرة شهور على الأزمة