أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - العراق وواشنطن..توازن صعب في زمن التحولات الإقليمية.














المزيد.....

العراق وواشنطن..توازن صعب في زمن التحولات الإقليمية.


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد ملف العلاقة (العراقية–الأميركية) من اعقد الملفات واخطرها،إذ تمر بمرحلة دقيقة وحساسة بعد أكثر من عقدين من التواجد العسكري الأميركي في العراق، فيما تسعى الحكومة العراقية إلى صياغة سياسة خارجية متوازنة تراعي مصالحها الداخلية والإقليمية، مع الحفاظ على قنوات التعاون مع واشنطن في مجالات الأمن والاقتصاد.
أن من اهم ملامح السياسة العراقية تجاه واشنطن هو الانسحاب الأميركي التدريجي،فالادارة الامريكية أعلنت عن إنهاء عملية "العزم المتأصل" ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها أبقت وجوداً محدوداً تحت عنوان "استشاري"، ما يفرض على الحكومة العراقية إيجاج آلية واضحة في التعامل مع ما بعد خروج القوات الامريكية نهائياً، والتوازن بين القوى الإقليمية المجاورة للعراق، إذ يجد نفسه بين نفوذ إيران المتزايد ورغبة واشنطن في تقليص هذا النفوذ، ما يدفع الحكومة إلى انتهاج سياسة وسطية لتجنب الانحياز الكامل لأي طرف، بالاضافة الى الاقتصاد كأداة ضغط فالولايات المتحدة لا تزال تملك تأثيراً كبيراً على الاقتصاد العراقي، خصوصاً عبر النظام المالي العالمي والدعم التقني، وهو ما يجعل بغداد مضطرة للحفاظ على علاقات مستقرة مع واشنطن، ناهيك عن الملف الأمني الذي يعتبر معقداً ومتذبذا، إذا ما علمنا أن خيوط هذا الملف ما زالت تمسكه الكثير من الاطراف الداخلية والخارجية،فبالرغم من تقليص عديد القوات الأميركية في العراق، ولكن يبقى التعاون العسكري قائماً عبر الطائرات المسيرة والدعم الاستخباراتي، وهو ما يثير جدلاً داخلياً بين القوى السياسية العراقية حول مدى استقلالية القرار الأمني.
رؤية العراق الأمنية والسياسية تجاه واشنطن تقوم على معادلة دقيقة،فالحفاظ على السيادة الوطنية هي من اولويات الحكومة العراقية والقوى السياسية، مع ضرورة استمرار التعاون الاستراتيجي، والانفتاح مع العالم ،وسط انسحاب أميركي تدريجي وضغوط إقليمية متزايدة، كما أن العلاقات العراقية–الأميركية لم تعد تُقرأ فقط من زاوية الوجود العسكري، بل من منظور أوسع يشمل الأمن، الاقتصاد، والسياسة الإقليمية، لذلك العراق يسعى إلى صياغة رؤية متوازنة تضمن مصالحه الوطنية دون الانجرار إلى محور واحد،في وقت تعيد واشنطن ترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط.
المشهد العراقي – الأمريكي لم يعد مجرد علاقة بين دولة كانت محتلة وأخرى تبحث عن خلاصها، بل تحول إلى ساحة اختبار لإرادة بغداد في فرض سيادتها، ولقدرة واشنطن على إعادة صياغة نفوذها في الشرق الأوسط من خلالها،وان قرار الكونغرس الأمريكي بإلغاء تفويضَي الحرب لعامي 1991 و2002 وضع السيادة العراقية على المحك،وبدا وكأنه اعتراف متأخر بأن العراق لم يعد ساحة مفتوحة للتدخل العسكري،ولكنه في الوقت نفسه يطرح سؤالًا جوهريًا..هل يكفي هذا الإلغاء لإقناع العراقيين بأن واشنطن تخلت عن عقلية الهيمنة على المنطقة وتريد فرض سطوتها عليها ؟
العلاقة بين بغداد وواشنطن تغيرت تماماً خلال عام 2025 ويأتي ذلك من خلال دخول شركات النفط الأمريكية، وعلى رأسها شيفرون،إلى قلب الحقول العراقية بعقود ضخمة،هذه الاستثمارات قد تبدو فرصة لإنعاش الاقتصاد، لكنها أيضًا تحمل بذور الارتهان إذا لم تُدار بعقلية وطنية تحفظ للعراق ثرواته وتمنع تحوّلها إلى ورقة ضغط أمريكية جديدة.
ما زالت واشنطن تواصل تدريب القوات العراقية وتقديم الدعم اللوجستي لكن ما زالت التساؤلات من العراقيين تطرح..هل هذا التعاون يعزز قدرات الدولة أم يكرّس اعتمادها على الخارج؟ في ظل الصراع الدائر في المنطقة،وفي ظل ذلك يبقى العراق مهددًا بأن يتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات بدل أن يكون دولة ذات قرار مستقل.
العراق يقف اليوم أمام مفترق طرق...إما أن يستثمر هذه المرحلة لبناء علاقة متوازنة مع واشنطن قائمة على الندية والاحترام المتبادل، أو أن ينزلق مجددًا إلى دائرة التبعية التي خبرها شعبه لعقود.
إنها لحظة الحقيقة… فهل يملك العراق الشجاعة ليقول لواشنطن: شراكة نعم، وصاية لا؟



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية بين صراع التجاذبات وآمال التغيير
- الحكومة العراقية القادمة...بين التحديات والفرص.
- مبعوث ترامب إلى العراق بين الطموح الأمريكي والتحديات العراقي ...
- الانسحاب الامريكي من العراق...والتحول التكتيكي للسياسة الخار ...
- الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق بين تطلعات الشعب وتح ...
- الضربة الإسرائيلية على قطر تصعيد جيوسياسي وخطر تقويض المسارا ...
- العراق ومساحات التحرك وسط الصراع في المنطقة.
- ‏العلاقات الأمريكية العراقية من الأنكفاء إلى التطور والنهوض.
- التصعيد في الشرق الأوسط من نافذة موسكو.
- الانتخابات...التحدي المزمن أمام الديمقراطية.
- العراق وتحديات خارطة سياسية جديدة
- المال السياسي وأثره في تقويض الديمقراطية الانتخابية في العرا ...
- الصراع بين إيران والكيان الإسرائيلي أبعاد سياسية واستراتيجية
- الانتخابات البرلمانية القادمة وفساد المال السياسي: خطر داخلي ...
- الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق وفساد المال السياسي: ...
- قمة بغداد...ماذا سننتظر منها؟
- العراق وسياسة التوازن بين أطماع الخارج وتحديات الداخل
- فرص الدبلوماسية بين واشنطن وإيران.
- القمة العربية في القاهرة والآمال المعقودة عليها.
- هل المواجهة القادمة في العراق.


المزيد.....




- حصاد 2025.. نظرة على أبرز الاكتشافات الأثرية في الدول العربي ...
- من الأزقة إلى العالمية .. -ملاعب القُرْب- تغيّر وجه الكرة ال ...
- بلغاريا تستعد لاعتماد اليورو رسميا رغم المخاوف من التضخم
- الصين توسع مناوراتها العسكرية حول تايوان وسط قلق أوروبي
- واشنطن تدقق في ملفات هجرة أميركيين صوماليين
- زوال السلام العظيم.. هل تقترب المواجهة بين الدول الكبرى؟
- خبراء أميركيون يفككون التوافق الذي يتحدث عنه ترامب بين سوريا ...
- بسبب خصوصية الأطفال.. تغريم ديزني 10 ملايين دولار
- سرقة القرن في ألمانيا.. 30 مليون يورو تختفي من خزائن بنك
- شرطة لندن في مواجهة الماسونية.. معركة -الشفافية- وصلت القضاء ...


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - العراق وواشنطن..توازن صعب في زمن التحولات الإقليمية.