أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الانسحاب الامريكي من العراق...والتحول التكتيكي للسياسة الخارجية .














المزيد.....

الانسحاب الامريكي من العراق...والتحول التكتيكي للسياسة الخارجية .


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمثل قرار الرئيس"دونالد ترامب" بسحب القوات الامريكية المتمركزة منذ أكثر من عشرون عاماً من قاعدة فيكتوريا في بغداد وعين الاسد في الانبار وإعادة نشرهما في أربيل، وربما سيكون هناك أنسحاب من بعض الدول العربية يمثل تحولاً وتغييراً في الموقف السياسي والعسكري لواشنطن تجاه الشرق الاوسط خصوصاً في ظل المتغيرات الخطيرة والكبيرة والتي تشهدها المنطقة عموماً.
السيناريوهات المحتملة لهذا الانسحاب متعددة إذا ما قراءناه أنه فعلاً أنسحاب،فالعراق أجرى اتفاقية إستراتيجية مع التحالف الدولي، وتم التوصيت عليها في مجلس النواب وتعد الوحيدة التي أقرت بثلثي أعضاءه،وأجرت الحكومات المتعاقبة العديد من الحوارات بشان "إنهاء مهمة التحالف الدولي" والتي تمثل وجود 84 دولة في هذا التحالف وتكللت هذه الحوارات بانسحاب آخر القوات من العراق.
السيناريو الآخر والذي يرى بان الانسحاب ياتي في ظل التوترات والتهديدات المتصاعدة ضد الجمهورية الاسلامية والتي بحسب المعطيات ربما ستتعرض لضربة من قبل إسرائيل وان الانسحاب الامريكي الى إربيل ربما يأتي في اطار إبعاد قواعدها العسكرية من أي أستهداف داخلي او خارجي،الامر الذي تخشاه الولايات المتحدة وتعمل على إبعاد قواتها من خطر الاستهداف.
السيناريو الثالث والذي ربما هو الاقرب الى الواقع،فعقلية الرئيس الامريكي "النفوذ المالي" وينظر الى العالم على انه منجم من المال، وان وجود أي قوات له في دول العالم والتي منها العراق ينبغي أن يقابله ثمن، وعلى الدول التي تتواجد فيها القواعد الامريكية دفع ثمن وجود هذه القواعد على أراضيها وان تكون ملكاً لواشنطن مع دفع تكاليف وجود هذه القوات، ما دفع دول تتواجد فيها القوات الامريكية الى الرضوخ لقرارات ترامب في دفع تكاليف وجود قواته في بلدانها والتي منها "كوريا الجنوبية واليابان والمانياش" وللان العراق لايملك مال يمكن ان يسدد بثمنه وجود هذه القوات،فان واشنطن قررت سحبها من العراق لتتحول الى أربيل ومن ثم الانسحاب النهائي من العراق.
هناك من يرى أن الخطوة الامريكية تمثل إعادة توجيه دقيقة تهدف الى تحقيق توازن جديد بين المتطلبات الامنية للحفاظ على النفوذ الاستراتيجي والمخاطر العملياتية في السياسة الداخلية والتوترات الاقليمية،لان فهم الاهداف والدوافع والنتائج المتوقعة لهذا التغيير يمكن ان يسهم في تسليط الضوء على الأطار الاوسع لاستراتيجية الدفاع الامريكية في الرشق الاوسط مستقبلاً،ويتمثل الهدف الرئيسي لواشنطن في الحفاظ على نفوذها في العراق مع توفير حماية لقواتها من المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الاوسط.
واشنطن تسعى الى تخفيف التكلفة السياسية لهذا التواجد في العراق،خصوصاً فيما حصل صراع في المنطقة قد تستهدف فيه هذه القواعد ما يؤدي الى حصول خسائر بشرية في قواتها متواجدة في قاعدتي فيكتوريا وعين الاسد والذي قد يورد واشنطن في صراعات جديدة بغنى عنها،وان من خلال هذا الانسحاب فان واشنطن تقلل من أنتصار الشعور السائد في الشرق الاةسط بان طهران قادرة على أستهداف القواعد الامريكية وان الجندي الامريكي بات في دائرة أستهداف بندقيتها.
العراق من جهته يواجه ضغوطاً كبيرة من أجل التغيير الجيوسياسي والمتمثل بضرورة حل الفصائل المسلحة ودمج الحشد الشعبي في القوات الامنية والعسكرية ، وهو الامر الذي ترفضه بغداد وتعده تدخلاً في شؤونها الداخلية ويعطي مسوغاً واضحاً لاعادة التهديد المباشر لعصابات داعش في العراق والمنطقة عموماً،كما هو الحال فان حكومة السيد السوداني تتعرض الى ضغوطاً شعبية في ضرورة إنهاء الوجود العسكري الامريكي نهائياً من العراق،وبالتالي فأن أنسحاب هذه القوات سيخفف الضغط عليه ويجعله يعمل باستقلالية اكثر.
مهما تعددت الاسباب وراء انسحاب القوات الامريكية يبقى شيء مهم، وهو أن المنطقة تتعرض الى أستهداف مباشر من قبل إسرائيل وبرعاية أمريكية لذلك تسعى واشنطن ان تبعد نفسها من دائرة الاستهداف فيها،وهذا بحد ذاته يعكس واقع جديد مفروض على المنطقة وعلى العالم اجمع يعطي فسحة جيدة في قراءة المشهد من جانب آخر وهو ان منطقة الشرق الاةسط ليست سهلة المنال لاسرائيل او واشنطن،وان التدخلات مهما تصاعدت في إيجاد متغيرات جيوسياسة الا ان الواقع يتحدث عن مواجهة جديدة مقبلة يدخل الجميع فيها.



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق بين تطلعات الشعب وتح ...
- الضربة الإسرائيلية على قطر تصعيد جيوسياسي وخطر تقويض المسارا ...
- العراق ومساحات التحرك وسط الصراع في المنطقة.
- ‏العلاقات الأمريكية العراقية من الأنكفاء إلى التطور والنهوض.
- التصعيد في الشرق الأوسط من نافذة موسكو.
- الانتخابات...التحدي المزمن أمام الديمقراطية.
- العراق وتحديات خارطة سياسية جديدة
- المال السياسي وأثره في تقويض الديمقراطية الانتخابية في العرا ...
- الصراع بين إيران والكيان الإسرائيلي أبعاد سياسية واستراتيجية
- الانتخابات البرلمانية القادمة وفساد المال السياسي: خطر داخلي ...
- الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق وفساد المال السياسي: ...
- قمة بغداد...ماذا سننتظر منها؟
- العراق وسياسة التوازن بين أطماع الخارج وتحديات الداخل
- فرص الدبلوماسية بين واشنطن وإيران.
- القمة العربية في القاهرة والآمال المعقودة عليها.
- هل المواجهة القادمة في العراق.
- الهزات الارتدادية في الشرق الاوسط
- داعش تظهر تحت غطاء التحرير.
- سقوط الاسد والتأثير العكسي على خارطة المنطقة.
- تطور آليات الفساد في مؤسسات الدولة العراقية


المزيد.....




- شاهد.. هيغسيث ينشر فيديو لضربة أمريكية قاتلة ضد قوارب يزعم ت ...
- الكرملين: -لا حاجة ضرورية- لعقد لقاء وشيك بين بوتين وترامب
- وزير الخارجية السوري: الشرع سيزور البيت الأبيض هذا الشهر
- استطلاعات: ممداني أقرب إلى رئاسة بلدية نيويورك
- الشرطة البريطانية تستبعد أن يكون هجوم القطار إرهابيا وتوقف ر ...
- الجيش الروسي يكثف هجماته على أوكرانيا وموسكو تقلل من جدوى لق ...
- إسرائيل تحذّر من أنها قد تكثّف هجماتها ضد حزب الله في جنوب ل ...
- غارات على قطاع غزة بعد إعلان إسرائيل تسلمها جثثا لا تعود لره ...
- اتهام شخصين آخرين في قضية سرقة مجوهرات من متحف اللوفر
- تزايد عمليات الاحتيال المالي الإلكتروني في العراق


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الانسحاب الامريكي من العراق...والتحول التكتيكي للسياسة الخارجية .