أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - فخ العولمة - الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية - تأليف هانس بيترمارتين وهارالد شومان.















المزيد.....

فخ العولمة - الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية - تأليف هانس بيترمارتين وهارالد شومان.


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 23:44
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إعداد عزيز باكوش
يأتي كتاب – فخ العولمة الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية – تأليف هانس بيترمارتين وهارالد شومان وترجمة د عدنان عباس علي ومراجعة وتقديم د رمزي زكي - في سياق فكري عالمي مشحون بأسئلة العولمة وإكراهاتها، باعتبارها إحدى أكثر القضايا حضورا في النقاش الإنساني المعاصر. ورغم وفرة المؤلفات التي تناولت الموضوع في السنوات الأخيرة، ينجح هذا العمل في شق مسار خاص، متجاوزا الطروحات الجاهزة والمعالجات السطحية.
ما يميز هذا الكتاب الذي جاء في 430 صفحة الصادر ضمن سلسلة عالم المعرفة العدد 238 المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت 1998 هو مقاربته الشمولية لقضية العولمة، إذ يتناولها من منظور عقلاني متكامل، يحيط بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية والإعلامية والحضارية، دون إغفال البعد الإنساني الذي يشكل جوهر التحليل. فقد توقف المؤلفان عند الآثار الملموسة للعولمة على حياة الإنسان العادي، من ارتفاع معدلات البطالة، وتراجع الأجور، وتدهور مستوى المعيشة، إلى اتساع الفوارق الاجتماعية وتقلص دور الدولة في القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم.
يشتمل الكتاب على تسعة فصول فضلا عن الهوامش والمراجع. ومن محتوياته بعد مقدمة للدكتور رمزي زكي مجتمع الخمس الثري وأربعة الأخماس الفقراء-
كل شيء صار موجودا في كل مكان – دكتاتورية ذات مسؤولية محدودة – شريعة الذئاب -أكاذيب ترضي الضمير -لينقذ نفسه من يستطيع ولكن من هو ذا الذي سيفلح؟ -جناة أم ضحايا؟ -لمن الدولة؟ -التوقف عن السير على غير هدى.
كلمة الأستاذ الدكتور رمزي زكي مراجع الكتاب ومقدمه تعتبر بمثابة بوصلة تقود القارئ نحو فهم سلس وعميق لمضامينه. مقدمة مستنيرة رفعت الكتاب إلى مرتبة الأعمال الفكرية النادرة التي تنجح في الجمع بين عمق التحليل ووضوح الرؤية، وبين الصرامة الأكاديمية والالتزام الإنساني.
إذ بفضل الترجمة النيرة والمستنيرة يجد القارئ نفسه منذ الصفحات الأولى أمام تجربة قراءة غنية، لا تكتفي بتشريح ظاهرة العولمة في أبعادها النظرية، بل تنفذ إلى آثارها العميقة على كرامة الإنسان وحقوقه في عالم يتجه، في كثير من مظاهره، نحو مزيد من التوحش الاقتصادي والاجتماعي.
وللأمانة، أنقل مقتطفا من مقدمة المترجم ص 7 حرفيا “حينما انتهيت من قراءة هذا الكتاب قلت في دخيلة نفسي: ما أروع هذا الكتاب، وما أعظم الدروس والعبر التي يخرج بها القارئ من قراءته له. بل ما أروع نبل الرسالة التي أراد المؤلفان أن يبعثا بها للقارئ، حيث يمتلك المؤلفان رؤية إنسانية حميمة، تدافع عن كرامة الإنسان وحقوقه في هذا العالم الذي أصبح متوحشًا. وكم كانت فرحتي كبيرة حينما عُرض علي الأستاذ الدكتور فؤاد زكريا هذا الكتاب في طبعته الألمانية، للحكم عليه بما إذا كان جديرًا بأن يُترجم وينشر في سلسلة عالم المعرفة. ولهذا لم أتردد لحظة في إبداء رأيي بالموافقة. ولعل ما يؤكد أهمية هذا الكتاب ويشهد بجدارة ترجمته والنشر باللغة العربية، ذلك النجاح منقطع النظير الذي لقيه في ألمانيا، حيث طبع تسع مرات في عام واحد منذ أن صدرت طبعته الأولى باللغة الألمانية، في برلين عام 1996 عن دار روتولت Rowohlt.
والحقيقة أن الميزة الأساسية التي يتميز بها هذا الكتاب، هي تلك المقدرة اللافتة للنظر التي يمتلكها مؤلفا الكتاب، على تبسيط وشرح واستخلاص أعقد الأمور والقضايا، والنتائج التي تنطوي عليها قضية العولمة Globalization، وهي القضية التي كثر الحديث عنها – فجأة – ليس فقط على المستوى الأكاديمي، وإنما أيضًا على مستوى أجهزة الإعلام والرأي العام والتيارات السياسية والفكرية المختلفة. ولا نغدو الحقيقة إذا قلنا إن هناك الآن سيلاً أشبه بالطوفان من الأدبيات التي تحدثت عن هذا الموضوع، ولم يعد الأمر مقتصرًا على مساهمات الاقتصاديين وعلماء السياسة أو المهتمين بالشؤون العالمية، بل تعدى الأمر ليشمل مساهمات الاجتماعيين والفلاسفة والإعلاميين والفنانين."

الكتاب ينحاز بوضوح إلى قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان، مقدّما قراءة نقدية مسؤولة تسعى إلى فهم العولمة لا تبريرها، وإلى تقويمها لا التسليم بإكراهاتها. كما لا يكتفي بالتشخيص، بل يطرح جملة من الأفكار والمقترحات التي يرى المؤلفان أنها قد تجعل من العولمة مسألة أكثر قبولا من الناحية الإنسانية.

على صعيد آخر، يندرج الكتاب ضمن الأعمال الفكرية التي تتعامل مع العولمة باعتبارها ظاهرة مركبة لا يمكن اختزالها في بعدها الاقتصادي أو في خطابها الليبرالي السائد. فمنذ صفحاته الأولى، يتخذ المؤلفان مسافة نقدية من الطروحات الدعائية التي غالبا ما تُقدَّم باسم الحداثة والانفتاح، مقابل تبنّي منظور عقلاني وإنساني شامل. على أن قوته تكمن في قدرته على الربط بين البنيات الكبرى للعولمة وتأثيراتها اليومية على الإنسان العادي. فالعولمة كما يقدمها المؤلفان، ليست مجرد نظام اقتصادي عابر للحدود، بل منظومة تُعيد تشكيل العلاقات الاجتماعية، وتعيد توزيع الثروة، وتعيد تعريف دور الدولة ووظائفها. ويبرز التحليل بوضوح كيف ساهمت هذه التحولات في تعميق الفوارق الطبقية، وإضعاف شبكات الحماية الاجتماعية، وتهديد الحقوق الأساسية. كما أن الكتاب يقف الكتاب عند حدود النقد، بل يقترح بدائل فكرية وإصلاحية تنطلق من مركزية الإنسان وكرامته، معتبرا أن أي نموذج للعولمة لا يستحضر العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان يظل نموذجا ناقصا، بل ومأزوما أخلاقيا.
يتناول المؤلفان العولمة من مختلف جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية والإعلامية والحضارية، مع تركيز خاص على آثارها السلبية على الفئات الهشة. البطالة، تراجع الأجور، تدهور مستوى العيش، اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتراجع دور الدولة في مجالات الصحة والتعليم، كلها قضايا حاضرة بقوة في هذا العمل.
ولعل أهم ما يميز هذا الكتاب هو انحيازه الصريح للإنسان العادي، ودفاعه عن قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان، في مواجهة مقاربات سطحية ودعائية هيمنت على جزء كبير من الكتابات الحديثة حول العولمة. كما يقترح المؤلفان أفكارًا عملية يرون أنها قد تفتح أفقًا جديدًا لعولمة أكثر إنسانية وقابلية للقبول.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عولمة العولمة - لعالم المستقبليات د المهدي المنجرة
- ديوان - جواد ليس لأحد- للشاعر الدكتور إبراهيم ديب صدر في الع ...
- التحليق بأجنحة الحداثة في الشعرية العربية - للأستاذ الشاعر ا ...
- عبد الكريم الدرقاوي في ندوة المهرجان يكشف عن مفارقة مؤلمة في ...
- اسئلة النقد السينمائي بالمغرب :من يشاهد الآخر ؟ من يصور الآخ ...
- بنكهة الجرح الجميل يسم الشاعر يحيى عمارة ديوانه الثامن -كرنف ...
- تازة وباديتها - المغرب - من خلال الأرشيفات الأجنبية والتراث ...
- سيارة تشبهني
- ابتلاعات -قصة رجل ظل يقف طويلا بباب رئيس المجلس البلدي عند ب ...
- -ذاكرة الأسامي- للأديب الراحل محمد الفشتالي - أجمل القراءات ...
- ليام نيسون Liam Neeson يضفي إنسانية على أدواره عندما يتقمص ا ...
- - JUSQU AU BOUT DU COEUR - حتى آخر القلب - للشاعرة المغربية ...
- الروائية الشابة فاطمة الزهراء بنموسى - الخيال مفتاح اللغز- د ...
- قراءة متجددة لكتاب -- ملامح الكتابة الصحفية- السمات اللغوية ...
- أطروحة جامعية تسلط الضوء على- السرد الترابطي- كإفراز للتحولا ...
- الإبداع والإعلام أية علاقة ؟
- مسرحية -تغريبة ليون الإفريقي -للدكتور أنور المرتجي : ضرورة د ...
- للمرة الثالثة أو الرابعة أعيد قراءة كتاب -عرائس المروج -للأد ...
- نص مداخلتي في ندوة الكتابة في مرآة الذات ضمن فعاليات المنتدى ...
- كتاب -تصور الأهواء والانفعالات في الفلسفة العملية لديكارت بي ...


المزيد.....




- -قفزت عليه لأوقف القتل-.. أحمد الأحمد يروي تفاصيل مواجهة مسل ...
- من هم القادة الذين نعتهم القسام وما الأدوار التي شغلوها؟
- روسيا تتهم أوكرانيا بمحاولة شن هجوم على مقر بوتين وزيلينسكي ...
- من -الإبادة- في ميانمار لمخيمات البؤس.. -للقصة بقية- يرصد مأ ...
- لماذا لن تنهي الضربات الأميركية الأزمة في نيجيريا؟
- ترامب يجري اتصالا -إيجابيا- ببوتين حول أوكرانيا
- أزمة باقية.. واشنطن وكراكاس من 2025 إلى 2026
- عاجل| مندوب الصومال في رسالة لمجلس الأمن: نرفض بشكل قاطع أي ...
- روسيا تصد هجوما أوكرانيا على مقر لبوتين وتتوعد بالرد
- ترامب يهدد بشن هجوم جديد على إيران إذا أعادت بناء برنامجها ا ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - فخ العولمة - الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية - تأليف هانس بيترمارتين وهارالد شومان.