أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزكار عمر - على حافة كل شيء!














المزيد.....

على حافة كل شيء!


رزكار عمر

الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن فيديو شرطة وزارة الهجرة الأمريكية وهي تداهم المهاجرين في أماكن عملهم وتعتقلهم لترحيلهم، أو ترحيل الآباء والأمهات أمام أعين أطفالهم، بل وحتى مداهمة مراحيض العاملات في المصانع واعتقالهن، هو صفحة سوداء في تاريخ البشرية. ومن غير المرجح أن ينشأ وضع أفضل في المستقبل القريب لمراجعة هذه الصفحات وأن تتحمل الدولة مسؤولية هذا العار، تماماً كما تحملت ألمانيا مسؤولية الهولوكوست بعد سقوط الفاشية.
من الواضح جداً أن البشرية انقسمت إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول هو "أقلية" تستطيع الاستمرار في الحياة مهما حدث؛ سواء كانت حرباً عالمية ثالثة، أو انهياراً اقتصادياً تاماً، أو انهيار النظام البيئي والمناخي. القسم الثاني يعيش بين الضمان وعدمه، قلقاً على يومه وغده. أما القسم الثالث، الذي يشكل غالبية سكان العالم الحاليين، فحياته لدرجة أنه لا يملك ترف "القلق"، ولا يمكنه التعامل مع "التشاؤم" أو "التفاؤل" كخيار. لا يمكنه شراء الأمل أو اليأس، فهو يصارع فقط لتأمين الحد الأدنى من البقاء.
إذا أردنا القول: لقد أصبح العالم جحيماً كبيراً، سجناً هائلاً. لا تقل الأصوات التي تنادي بالسكينة والتعزية لأنفسهم ولمن حولهم قائلين "لا، ليس الأمر كذلك، وهناك ضوء في نهاية النفق!". هنا أتذكر "جيجك" وهو ينتقد التفاؤل الخامل ضاحكاً: "عندما تذهب نحو ذلك الضوء في النفق، سترى قطاراً قادماً نحوك بسرعة كبيرة".
نحن نعيش في خضم سياسة عالمية مدمرة. التكنولوجيا لم تغير القوانين السائدة "للقتل" في الحروب الحالية عسكرياً فحسب، بل إن صلوات الجنود وانحناءاتهم الأخيرة أمام كاميرات الطائرات بدون طيار (الدرون)، وإشارات الاستسلام التي يتم تجاهلها وقتلهم، تخبرنا أن هناك انهياراً أخلاقياً كبيراً في قوانين الحرب. وليست هذه هي الكارثة الوحيدة، الكارثة تكمن في أنه حتى الحرب العراقية الإيرانية كان هناك التزام زائف بالقوانين الدولية، وكان كل طرف يتهم الآخر بقتل الأسرى، أما الآن فالدول تقتل الأسرى علناً أمام كاميرات الدرون وتفتخر بذلك. وفي المقابل لا أحد يتكلم، لا الأمم المتحدة، ولا نحن، ولا أي شخص؛ نحن فقط نمرر إبهامنا على شاشة الهاتف لننتقل إلى فيديو آخر. هذا "التطبيع" مع المشهد مرعب جداً.
إن مقارنة الحاضر بـ "العصور الذهبية" للقرن الماضي منطقية ومبررة في كثير من السياقات. وحتى قبل عام من الآن، كان الحديث عن بعض الأشياء الجيدة في العصر الذهبي له موضوعيته ونكهته في معظم أنحاء العالم، شرقاً وغرباً. أما الآن، فهناك تردد في ذكر ذلك لأن المقارنة انقلبت؛ فوفقاً لوضع اليوم، فإن من يستمع إليك ممن لم يعش ذلك العصر لا يصدق أن العالم كان بهذا اللطف يوماً ما!
السؤال الصحيح ليس: لماذا نشأ هذا الوضع؟ بل لماذا لم يُخلق بشكل مختلف؟ وبالمثل، يجب طرح سلسلة من الأسئلة كحد أدنى من الحرب النفسية. لا تسأل من هم الجناة، بل اسأل من هم الذين لم يفعلوا شيئاً؟ متحدثو الأمس قالوا كلمتهم وهم ينوون الحديث إلى الأبد، فمن هم الذين يفتخرون بصمتهم؟
هذه الفوضى العالمية جعلت جزءاً "خاملاً" يختبئ خلف أطروحة تقول إن "العالم القديم يحتضر والعالم الجديد في مخاض الولادة!". في أي وقت يمكنك أن تفرح بهذا القول؟ فقط عندما تمسك حقاً بطرف خيط اليوم أو الغد بيدك. نحن نرى ونشعر بكل شيء. في الليل، لا يمكننا التحكم في أحلامنا، سواء كانت جميلة أو كوابيس. وللوهلة الأولى، بالنسبة لمعظمنا —وخاصة المسلوبي الإرادة— تبدو مشاهد هذا العالم اليومية مثل أحلام الليل، لا يمكن التحكم بها!
ومع أن النية الأصلية لهذه الكتابة لم تكن حول التحكم في الأحلام، ولا حول الاستقرار على أننا لم نعد نملك السيطرة على مشاهد العالم التي تأتي وتذهب كالكوابيس، إلا أننا نستطيع التحكم في لحظات يقظتنا الحادة! إنها مساحة ضيقة لكنها مليئة بالقيمة.
نحن ننتمي إلى القسم الثالث من البشر. ربما الإرث الذي بقي لنا من العصر الذهبي هو قدر من الوعي السياسي الذي يحمينا من السقوط النهائي. ليس لدينا فلسفة نتفق عليها جميعاً، لكننا نعرف أن الفلسفة —حتى لو كانت متشائمة جداً— لا تعطي عذراً "لقبول القدر"، بل هي المعركة الأخيرة التي، حتى في حال عدم الانتصار، تسجل "المعنى" الكامل لفشلنا.
اليوم لا أعرف إن كان الوقت متأخراً أم مبكراً، لكني واحد من الذين يعتقدون أن "العصر الذهبي" ليس شبحاً من الماضي؛ بل هو خارطة لم يعد يؤمن بها لأنها في الماضي. ولكي نعطي أنفسنا الحق في الكلام، يجب أن نجيب أولاً: لماذا نتحدث عن المقارنات؟ هل هناك نية بنائة، أم هو مجرد تفريغ لضمير لم يفعل شيئاً!
ربما وجب علينا أن نعلم أنفسنا درساً جديداً: "ليس بالضرورة أن يكون الضوء في نهاية النفق قطاراً؛ قد يكون صباحاً مختلفاً، بشرط أن نكف عن الانتظار!".



#رزكار_عمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إريك فروم- والأبطال المنفردون: سيكولوجية الاختلاف والتقدم ا ...
- الرسالة قد وصلت!
- منطق النهب: لماذا غزو الولايات المتحدة لفنزويلا سيتجاوز مجرد ...
- فوکو في مستشفی الرشاد
- تعقیب جومسکي علی اعتقال جولیان أسانج
- العالم بلا فیسبوك
- حمایة الغرب
- الأغنية البيضاء
- عودة الشبح
- حلم ألمسافات البعيدة
- ألبحث عن صدام


المزيد.....




- كيف سيتغير السفر الجوي في عام 2026؟.. إليك أبرز الصيحات المت ...
- كيف ستتشكل الصراعات العالمية في 2026؟ - مقال في الإندبندنت ...
- من قلب غزة.. قصة آخر ملجأ لإنقاذ الحيوانات من الجوع والموت
- -باندوس- و-بارانداس-: فنزويلا تحتفل بالحرية في عيد الأطفال ا ...
- الصين تبدأ مناورات بالدخيرة الحية حول تايوان
- الجيش الصيني يجرى مناورات واسعة في محيط تايون
- مباشر: لقاء مرتقب في واشنطن بين نتانياهو وترامب لمناقشة مستق ...
- المنتخب الجزائري يتأهل إلى ثمن النهائي كأس أفريقيا
- كوسوفو: الحزب الحاكم يتجه للفوز ويطمح لإنهاء الأزمة السياسية ...
- العراق: البرلمان الجديد يعقد جلسته الأولى وسط تنافس على رئاس ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزكار عمر - على حافة كل شيء!