أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزكار عمر - حمایة الغرب














المزيد.....

حمایة الغرب


رزكار عمر

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعدما انتشر اخبار الانفجارات وقتل الأبرياء في النرويج في جميع أنحاء العالم ، کان رد الفعل المشترك من وسائل الاعلام الکبیرة فی الغرب مجرد مزيج من الاهمال المتعمدوالصمت. کالعادة ، لم نرى صفوف من المحللین السياسين على ای برنامج حواري أو على نشرات الانباء . لم نسمع صوتا جدیا یعامل هذا الهجوم " كتهديد للحضارة الغربية" لأن المهاجم سياسيا وعرقيا ليس غريبا ، فهو الرجل الأبيض العادي ، وهو عضو في حركات اليمين المتطرف في أوروبا.
من بدایة الحرب الباردة إلى الحاضر ، تعود المواطن الغربی علی فكرة مقدسة احادیة الجانب من قبل الاعلام والسیاسین وهی"الاهمية اللامتناهیة" للقیم الليبرالية الغربية مثل : الديمقراطية ، والتعددية الثقافية. یمکن للفرد المقیم في الغرب (بغض النظر عن هویته کلاجئ او غیر لاجئ) ان یتفق بقوة بأنه لا یوجد وسيلة للمقارنة بين استقلالية وسائل الإعلام في الغرب مع السيطرة الكاملة للحكومات الاستبدادية في اجزاء آخری من العالم على وسائل الإعلام . ولكن الواقع فی الغرب یعطینا صورة مختلفة جذریا عن هذه المقارنة الغارقة فی المبالغة والمثالیة. وسائل الاعلام في الغرب یعامل الاحداث الجاریة عالمیا بمقایس ایدیولوجیة بحتة وفقا لمتطلبات سیاسیة ، وکمثال واضح و حي على استمراریة هذه المهمة للاعلام في الغرب هو دور الاعلام فی خلق (العدو) في ذهن الرای العام . (العدو) الذي يمكن بوجوده تبریر الأجندة السياسية والاقتصادية والعسکریة للحکومات والدول الغربیة في الشان الداخلی او الخارجي .

الی فترة قریبة جدا، حتی نهایة التسعینات ، لا يمكن لأحد ان یصدقک إذا قلت أن هناك بعض المجموعات في دولة لیبرالیە مثل كندا يحتفلون بعيد ميلاد هتلر ! ولكن الآن هذا واقع ولا أحد يرى هذه النقطة بدورها تشكل خطرا على القيم اللیرالیة ، فیما لا یزال الدولة تحتفل سنویا بذکری الجنود الکندیین الذین فقدوا حياتهم في الحرب العالمية الثانية لتحریر اوربا من النازیة.
وفقا للمعلومات الرسمیة المنشورة ، هناک ما لایقل عن 5000 موقع في الانترنت مهمتها الوحیدة هي نشر العنصریة والكراهية ضد الاجانب و معاداة السامية ، والاعلام لا یعتبر هذا تهدیدا للقیم الغربیة او مصدر للامن القومي، ولكن انتهاء مدة تأشيرة دخول مزارع مكسيكي أو فتاة ترتدي الحجاب في الجامعة يمكن ان يتحول بسهولة الى تهديد کبیر من جانب وسائل الإعلام الغربي .
في أوروبا الوضع أسوأ من ذلك ، یتم تدریجیا مسخ هوية المهاجر " کمحتل " للحضارة الاوربیة في ایدیولوجیات الاحزاب الیمینیة الجدیدة بغض النظر عن موقع الحزب في السلطة او المعارضة . الاعلام بوسعە ان یختار موقفا اخر ، بوسعە القول ان المهاجر کان له دور في تلبیة حاجات سوق العمل للایدی العاملة الرخیصة منذ ستینات القرن الماضي ، بوسعە القول ان الموجة الثانیة من المهاجرین اختاروا الغرب هربا من الحروب في بلدانهم ، الحروب التي کان للغرب الدور المباشر اشعالها و استمراریتها لعهود .
هل هناک مؤرخ محاید في الغرب بامکانه الهرب من حقيقة ثابتة ، بان المنظمات المتطرفة الارهابية المدرجة في القوائم الامنیة كانت الغرب العقل المدبر او الید المباشر لتاسیسه ؟ وهذا يشمل تاسیس دول دینیة وتسلیحها مثل السعودیة وباکستان ، وهذا یشمل ایضا استضافة الخميني في باريس ، واغراقه باهتمام وسائل الاعلام ، وتصویره کالزعيم الوحيد للثورة الإيرانية حتى لا یصعد التیارات السیاسیة الاخری في ایران للسلطة .
هل بامکان المواطن الغربي القبول بهذا الصمت القاتل و الكيل بمكيالين في وسائل الإعلام ؟ الیس الوقت مناسبا لتبنی موقف ضد صمت الاعلام ، لماذا علی المواطن اعطاء الضوء الاخضر لتمریر هذا الصمت لیصبح رکنا من ارکان تاریخ مزیف ؟ الیس الوقت مناسبا لاعداد قائمة امنیة جدیدة التحديث لتشمل العنصرية والتطرف الیمیني في الغرب ؟ اليس الوقت مناسبا لنتفق بان هناک مصدر اخر لهواجسنا الامنیة ليست من الخارج فقط بل من الداخل أيضا . اليس الوقت مناسبا لمناقشة مفهوم " حماية " الغرب جذریا ، الکل یعلم ان التهدید علی الغرب لیست قادمة من القرى النائية في الجنوب او شرق العالم ! هل لدینا الشجاعة الکافیة لنقول انه الوقت المناسب لنحمي الغرب من تهدید الغرب !



#رزكار_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغنية البيضاء
- عودة الشبح
- حلم ألمسافات البعيدة
- ألبحث عن صدام


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزكار عمر - حمایة الغرب