أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - الأناجيل المرفوضة Apocrypha















المزيد.....



الأناجيل المرفوضة Apocrypha


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 21:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خارطة الأناجيل

ملخص لخارطة الأناجيل التي كانت موجودة، وكيفية تميزها عن بعضها البعض من منظور تاريخي وعلمي:

أولاً: المشهد العام (تعددية النصوص)

في القرون الثلاثة الأولى، لم يكن هناك "كتاب واحد" يجمع كل النصوص، بل كانت هناك عشرات الكتابات المتداولة بين التجمعات المسيحية المختلفة. يمكن تقسيم هذه النصوص إلى تيارين رئيسيين:

1. تيار الأناجيل القانونية (The Canon): (متى، مرقس، لوقا، يوحنا). وهي التي اعتُمدت رسمياً وبقيت حتى يومنا هذا.
2. تيار الأناجيل المنحولة (Apocrypha): وهي النصوص التي استُبعدت، وتتنوع بين أناجيل "فلسفية" (غنوصية) وأناجيل "قصصية" (أناجيل الطفولة).

ثانياً: مقارنة شاملة بين الأنواع الإنجيلية

1. الأناجيل الأربعة (الرسمية/القانونية)
• التركيز الأساسي: تركز بشكل جوهري على سيرة حياة المسيح، تعاليمه العامة، وفعل الخلاص الذي تم من خلال موته وقيامته.
• أسلوب الكتابة: تعتمد أسلوب السرد القصصي والتاريخي المباشر، الذي يسهل فهمه من قبل عامة الناس.
• الجمهور المستهدف: موجهة لكافة البشر (دعوة عالمية)، وتهدف إلى التبشير وتأسيس القواعد الإيمانية للجماعة المسيحية الأولى.
• تاريخ التدوين: تُعتبر الأقدم على الإطلاق، حيث دُوّنت في القرن الأول الميلادي (ما بين 65م و100م).

2. الأناجيل الغنوصية (مثل: توما، يهوذا، فيليب)
• التركيز الأساسي: لا تهتم بالسرد التاريخي، بل تركز على "المعرفة السرية" (الغنوص) والاستنارة الداخلية التي تحرر الروح من سجن المادة.
• أسلوب الكتابة: تتسم بالغموض والرمزية، وتعتمد نظام "الأقوال" أو الحوارات الفلسفية المعقدة بين المسيح وتلاميذه المقربين.
• الجمهور المستهدف: موجهة لـ "نخبة" مختارة ومحدودة من الأشخاص الذين يُعتقد أن لديهم بصيرة روحية قادرة على استيعاب الأسرار.
• تاريخ التدوين: كُتبت في فترة متأخرة، بدأت من منتصف القرن الثاني وصولاً إلى القرن الرابع الميلادي.

3. أناجيل الطفولة (مثل: يعقوب التمهيدي، توما الإسرائيلي)
• التركيز الأساسي: تهدف إلى "سد الفراغات" التاريخية في الأناجيل الرسمية، خاصة ما يتعلق بنشأة مريم العذراء وسنوات طفولة يسوع الصامتة.
• أسلوب الكتابة: تعتمد أسلوب القصص الشعبي والأسطوري، المليء بالمعجزات الخارقة والمواقف العجيبة التي تظهر القوة الإلهية منذ الصغر.
• الجمهور المستهدف: موجهة للمؤمنين العاديين الذين لديهم فضول ديني لمعرفة التفاصيل الدقيقة والخفية عن حياة العائلة المقدسة.
• تاريخ التدوين: ظهرت في القرن الثاني الميلادي وما تبعه من قرون، كنوع من الأدب الديني المكمل.

ثالثاً: لماذا استقرت الكنيسة على الأربعة فقط؟ (المعايير العلمية)
عملية الاختيار لم تكن سياسية بحتة، بل استندت إلى أربعة معايير توفرت في الأناجيل القانونية وافتقدتها بقية النصوص:
1. الأصالة الرسولية: صلة النص المباشرة بتلاميذ المسيح.
2. القدم التاريخي: كتابتها في وقت كان فيه شهود العيان لا يزالون أحياء.
3. الانتشار الجغرافي: قبول النص في كافة مراكز العالم القديم (مصر، روما، أنطاكية) وليس في جماعة منعزلة.
4. الاتساق العقائدي: توافق محتواها مع "قانون الإيمان" الأساسي.
رابعاً: أهمية الأناجيل غير المعترف بها اليوم
رغم استبعادها من "الكتاب المقدس"، إلا أن لها قيمة هائلة في العلم الحديث:
• تاريخ الأفكار: تكشف كيف تصارعت الأفكار الفلسفية (مثل الغنوصية) مع الإيمان التقليدي.
• دور المرأة: أظهرت نصوص مثل (إنجيل مريم) صوتاً نسائياً قوياً كان موجوداً في بدايات المسيحية.
• التراث الفني: قصص (إنجيل يعقوب) هي المصدر الأساسي لمعظم اللوحات الفنية والأيقونات التي تصور ميلاد العذراء وحياتها.
الخلاصة الختامية
إن وجود هذه الأناجيل المتعددة لا يعني بالضرورة "تزييفاً"، بل يعني "تنوعاً". الأناجيل الأربعة تمثل الخط السائد الذي شكّل الكنيسة المؤسسية، بينما تمثل الأناجيل المنحولة (التي اكتشفناها في نجع حمادي وغيرها) الأصوات البديلة التي دُفنت في الرمال لألف سنة ثم عادت لتخبرنا قصة أكثر تعقيداً وثراءً عن فجر المسيحية.
أناجيل الطفولة

"أناجيل الطفولة" (Infancy Gospels):

هذه النصوص لم تُكتب لتقديم فلسفة غامضة، بل كُتبت بدافع "الفضول الشعبي" للإجابة على سؤال: ماذا حدث في السنوات الصامتة من حياة يسوع ومريم قبل بدء الرسالة؟

أهم هذه النصوص هو إنجيل يعقوب التمهيدي (Protevangelium of James).

1. إنجيل يعقوب التمهيدي (نشأة مريم العذراء)
يُعد هذا النص من أكثر الكتب غير القانونية تأثيراً في التاريخ، حيث استمدت منه الكنائس (الشرقية والغربية) الكثير من تقاليدها حول مريم العذراء.
أبرز محطات النص:
• والدا مريم: يذكر النص لأول مرة اسمي والدي مريم (يواكيم وحنة). يصف يواكيم بأنه كان رجلاً غنياً جداً وحزيناً لأن زوجته عاقر، فاعتزل في البرية للصلاة حتى بَشره ملاك بميلاد مريم.
• نذر مريم: يروي أن مريم عاشت في الهيكل منذ سن الثالثة، وكانت الملائكة تأتي لتطعمها.
• اختيار يوسف: عندما بلغت مريم سن الزواج، جمع الكهنة عصيَّ أرامل اليهود، فخرجت حمامة من عصا يوسف واستقرت على رأسه، فكانت علامة لاختياره ليكون راعياً لها.
• الميلاد في الكهف: يصف النص ولادة المسيح في "كهف" وليس في مزود، ويذكر ظهور "نور عظيم" غطى المكان عند الولادة.

2. إنجيل توما للطفولة (Infancy Gospel of Thomas)
هذا النص يختلف تماماً عن "إنجيل توما".
هنا نجد قصصاً عن يسوع الطفل (من سن 5 إلى 12 عاماً) وهو يكتشف قواه الإلهية.

أبرز القصص المذكورة:

• عصافير الطين: يحكي أن يسوع وهو في الخامسة من عمره، صنع 12 عصفوراً من الطين يوم السبت. وعندما وبخه الناس لخرقه السبت، صفق بيديه وقال للعصافير: "طيري"، فطارت وأصبحت حية.

• المعلم والطفل: يروي محاولات المعلمين لتعليم يسوع الحروف، وكيف كان يسوع يبهرهم بشرح المعاني الخفية لكل حرف، مما جعل المعلم يصرخ: "هذا الطفل لم يولد للأرض، إنه قادر حتى على ترويض النار".

• إصلاح الأخطاء: يصور النص يسوع كطفل يمتلك قوة هائلة؛ في إحدى القصص أصلح قطعة خشب قطعها يوسف النجار بشكل خاطئ بأن مدّها بيديه لتصبح بالطول المناسب.

3. التحليل المقارن:

• من حيث المصدر التاريخي:
• الأناجيل القانونية: تلتزم الصمت التام تقريباً عن حياة يسوع بين ميلاده وسن الثلاثين (باستثناء حادثة واحدة في الهيكل بلوقا).
• أناجيل الطفولة: تسد هذا الفراغ بقصص أسطورية تهدف لتعظيم شأن مريم وإظهار لاهوت يسوع منذ المهد.
• من حيث طبيعة المعجزات:
• الأناجيل القانونية: المعجزات لها دائماً هدف خدمي أو شفائي (شفاء مريض، إطعام جائع) وتبدأ بعد تعميده.
• أناجيل الطفولة: المعجزات تبدو أحياناً "استعراضية" أو عفوية من طفل لا يدرك تماماً حجم قوته.
وهو ما جعل الكنيسة لاحقاً تستبعد هذه النصوص لعدم توافقها مع رزانة صورة المسيح في الأناجيل الأربعة.
• من حيث التأثير الثقافي:
• الأناجيل القانونية: هي الأساس العقائدي والتشريعي.
• أناجيل الطفولة: رغم عدم الاعتراف بها كـ "وحي"، إلا أنها شكلت الفن المسيحي، والأيقونات، والاحتفالات الكنسية (مثل عيد دخول مريم إلى الهيكل)، بل ووجدت بعض قصصها صدىً في نصوص دينية أخرى خارج المسيحية.
بهذا نكون قد مررنا على أهم الأناجيل غير المعترف بها، من الفلسفية الغنوصية إلى القصصية الشعبية.

إنجيل فيليب

إنجيل فيليب (Gospel of Philip)، هو نص غنوصي آخر عُثر عليه في نجع حمادي.

هذا النص يختلف عن "توما" و"يهوذا" في كونه يشبه "المقال اللاهوتي" أو "التأملات الفلسفية" في الطقوس والمفاهيم الروحية، ويحتوي على بعض الإشارات التي أثارت جدلاً واسعاً في الأدب الحديث (مثل رواية شفرة دافنشي).

أبرز ما جاء في هذا النص المكتوب بالقبطية:

1. طبيعة "الأسماء" والحقيقة:

يؤكد إنجيل فيليب أن الأسماء في هذا العالم مضللة، لأنها تربطنا بالمادة وليس بالحقيقة الروحية:

"الحقيقة لم تأتِ إلى العالم عارية، بل جاءت في نماذج وصور. العالم لن يستقبلها بأي طريقة أخرى. هناك إعادة ميلاد وصورة لإعادة الميلاد. من الضروري أن يولد المرء ثانية من خلال الصورة".

2. سر "الحجلة" (The Bridal Chamber):

هذا هو المفهوم المركزي في إنجيل فيليب. يرى النص أن هناك طقساً روحياً يسمى "الحجلة" (مخدع العرس)، وهو يرمز لاتحاد الروح البشرية مع "نصفها السماوي" أو الضوء الإلهي.

"إذا كان للمعمودية قوة، فللحجلة قوة أعظم بكثير. فيها يتم الاتحاد الذي لا ينفصم".

3. العلاقة بين يسوع ومريم المجدلية
يحتوي هذا الإنجيل على الفقرة الشهيرة التي سببت الكثير من الجدل التاريخي حول طبيعة العلاقة بين يسوع والمجدلية:

"كانت رفيقة المخلص هي مريم المجدلية. وكان المخلص يحبها أكثر من كل التلاميذ، وكان يقبلها غالباً في [فمها/جبهتها - النص تالف هنا]. وبقية التلاميذ تضايقوا من ذلك وقالوا له: لماذا تحبها أكثر منا جميعاً؟".

• التحليل العلمي: يرى الباحثون أن "القبلة" في النصوص الغنوصية ترمز إلى "نقل المعرفة" (Gnosis) والروح، وليس بالضرورة علاقة جسدية كما فسرها البعض لاحقاً.

4. المفارقات اللغوية (أقوال مختارة من النص):

• عن الروح والمادة: "النور والظلام، الحياة والموت، اليمين واليسار، هم إخوة لبعضهم البعض، لا يمكن فصلهم".
• عن الحرية: "من يمتلك المعرفة (الغنوص) هو حر، والحر لا يخطئ؛ فمن يخطئ هو عبد للخطيئة".
• عن الطبيعة الإلهية: "المسيح لديه كل شيء داخل نفسه؛ لديه الإنسان، ولديه الملاك، ولديه الإله".

5. مقارنة إنجيل فيليب بالأناجيل القانونية

تفصيل للمقارنة التحليلية بين الأناجيل القانونية (يوحنا نموذجاً) وإنجيل فيليب:

لتوضيح الفوارق الجوهرية في المفاهيم الروحية:

1. مفهوم المعمودية (Baptism)

• في الأناجيل القانونية: تُعتبر المعمودية طقساً محورياً للتوبة وغسل الخطايا، وهي الوسيلة الرسمية للدخول في جماعة المؤمنين ونيل الروح القدس. هي بداية ونهاية المسار الطقسي الأساسي.

• في إنجيل فيليب: يُنظر إلى المعمودية كـ "مرحلة ابتدائية" فقط. يرى النص أن هناك مستويات أعلى من الأسرار، وأهمها سر "الحجلة" (Bridal Chamber).
فالمعمودية في نظره لا تكفي للوصول للكمال الروحي ما لم يتبعها اتحاد روحي أعمق.

2. شخصية المسيح ودوره (Christology)

• في الأناجيل القانونية: المسيح هو المخلص الذي تجسد فعلياً، تعذب، مات على الصليب، وقام بجسده من القبر. التركيز هنا على العمل الكفاري (الفداء) الذي قدمه للبشرية جمعاء.

• في إنجيل فيليب: المسيح هو "المعلم المستنير" أو "المرشد" الذي جاء ليكشف الأسرار المخفية لـ "النخبة" المستعدة روحياً.
التركيز هنا ليس على موته الجسدي بقدر ما هو على "المعرفة" (الغنوص) التي ينقلها لأتباعه المخلصين.

3. مكانة المرأة والرموز الأنثوية (Role of Women)

• في الأناجيل القانونية: تظهر النساء (ومريم المجدلية تحديداً) كشاهدات أولى وصادقة على القيامة، ويُعتبرن تلميذات مخلصات، لكن سلطتهن تظل ضمن الإطار التابع للرسل الاثني عشر الذين يقودون الكنيسة.

• في إنجيل فيليب: تأخذ المرأة (المجدلية) دوراً محورياً كـ "شريكة روحية" للمسيح.
تُصور مريم المجدلية كرمز لـ "سوفيا" (الحكمة الإلهية).
ويتم تصوير علاقتها بالمسيح كنموذج للاتحاد الروحي الأسمى، مما يمنح الأنثى بُعداً لاهوتياً يتجاوز مجرد التبعية.
إنجيل يهوذا

النص المتوفر من إنجيل يهوذا (The Gospel of Judas).

هذا النص ليس "إنجيلاً" بالمعنى التقليدي الذي يسرد حياة المسيح، بل هو عبارة عن سلسلة من الحوارات الفلسفية والمكاشفات التي تمت في الأسبوع الأخير قبل الصلب.
النص مترجم عن القبطية (مخطوطة تشاكوس)، مع ملاحظة أن هناك بعض الفجوات [...] بسبب تلف أوراق البردي الأصلية:
الافتتاحية
"الرواية السرية للإعلان الذي قاله يسوع في حديث مع يهوذا الإسخريوطي، خلال ثمانية أيام، قبل ثلاثة أيام من احتفاله بالفصح".
1. يسوع يضحك على صلاة التلاميذ
عندما ظهر يسوع لتلاميذه في اليهودية، وجدهم مجتمعين يمارسون طقوس الشكر (الإفخارستيا). فضحك يسوع.
سأله التلاميذ: "يا معلم، لماذا تضحك من صلاتنا؟".
أجابهم: "أنا لا أضحك منكم، أنتم لا تفعلون هذا بإرادتكم، بل لأن إلهكم [الإله الأدنى/الصانع] سيُمجد من خلال هذا".
2. اعتراف يهوذا وتفرده
شعر التلاميذ بالغضب، لكن يهوذا الإسخريوطي استطاع الوقوف أمام يسوع، لكنه لم يستطع النظر في عينيه، وأدار وجهه بعيداً.
قال يهوذا: "أنا أعرف من أنت ومن أين أتيت. أنت قادم من عالم (باربيلو) الخالد، وأنا لست مستحقاً حتى للنطق باسم من أرسلك".
حينئذ قال يسوع ليهوذا: "انفصل عنهم، وسأخبرك بأسرار الملكوت. من الممكن لك أن تصله، ولكنك ستعاني الكثير من الحزن".
3. المكاشفة العظمى (أسرار الكون)
أخذ يسوع يهوذا جانباً وبدأ يشرح له نشأة الكون من منظور غنوصي:
"تعال، سأعلمك عن الأسرار التي لم يرها إنسان قط. يوجد عالم عظيم لا حد له، لم تره عين ملاك، ولم يدركه قلب بشر... حيث يوجد الروح العظيم غير المرئي".
شرح له أن هذا العالم المادي الذي نعيش فيه خلقه إله أدنى ومساعدوه (مثل أنيل وساكلاس)، وأن البشر يسجدون خطأً لهذا الخالق المادي بدلاً من الإله الروحاني الأعلى.
4. المهمة الصادمة (تسليم يسوع)
في الجزء الأكثر إثارة للجدل، يتحدث يسوع عن مصير يهوذا:
قال يسوع ليهوذا: "لكنك ستتجاوزهم جميعاً، لأنك ستضحي بالإنسان الذي يلبسني".
(المعنى هنا: يهوذا سيساعد يسوع على التخلص من جسده المادي لكي تعود روحه إلى العالم النوراني).
يكمل يسوع: "لقد رُفع نجمك بالفعل فوق السحاب... ستصبح أنت الرقم الثالث عشر، وستكون ملعوناً من الأجيال الأخرى، ولكنك ستحكم فوقهم جميعاً في النهاية".
5. النهاية: فعل التسليم
يختتم النص بمشهد سريع:
"اقترب الكهنة وكتبة اليهود من يهوذا وسألوه: (ماذا تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع).
أجابهم يهوذا كما أرادوا، واستلم منهم بعض المال، وسلمه لهم".

تحليل علمي للنص:
• رؤية يهوذا: النص يبرئه من تهمة الخيانة الأبدية، ويصوره كـ "منفذ لمشيئة إلهية سرية" فهمها هو وحده دون بقية التلاميذ.
• الإله في النص: يفرق النص بين "الآب الأعلى" وبين الإله الذي يعبده التلاميذ (خالق المادة)، وهو فرق جوهري يميز الفكر الغنوصي عن المسيحية الأرثوذكسية.
• الجسد كزنزانة: يرى النص أن الصلب ليس مأساة، بل هو "عملية تحرير" للروح من سجن الجسد، ويهوذا هو "المحرر".
إنجيل مريم المجدلية

النصوص المتوفرة من إنجيل مريم (إنجيل مريم المجدلية)

هذا الإنجيل ليس كاملاً، إذ فُقدت الصفحات من 1 إلى 6، ومن 11 إلى 14. النص يبدأ من الصفحة السابعة.
الترجمة التالية هي ترجمة علمية للنص القبطي المكتشف:
الجزء الأول: حوار المخلص مع التلاميذ (الصفحة 7 - 9)
(يبدأ النص من منتصف حوار يسوع مع تلاميذه بعد قيامته)
1. "... هل ستفنى المادة إذن أم لا؟"
قال المخلص: "كل الطبيعة، كل التشكيلات، كل المخلوقات توجد في ومع بعضها البعض، وسوف تنحل ثانية إلى أصلها الخاص. لأن طبيعة المادة تنحل إلى ما تنتمي إليه طبيعتها فقط. من له أذنان للسمع فليسمع".
2. قال له بطرس: "بما أنك شرحت لنا كل شيء، قل لنا هذا أيضاً: ما هي خطيئة العالم؟"
قال المخلص: "لا توجد خطيئة، ولكنكم أنتم الذين تخلقون الخطيئة عندما تفعلون الأشياء التي هي من طبيعة الزنى. لهذا السبب جاء الخير إلى وسطكم، إلى جوهر كل طبيعة ليعيدها إلى أصلها".
ثم استمر وقال: "لهذا السبب تمرضون وتموتون.. من يستطيع أن يفهم فليفهم".
3. وبعد أن قال هذا، حياهم جميعاً قائلاً: "السلام معكم. اقتنوا سلامي لأنفسكم. احذروا أن يضلكم أحد قائلاً: (ها هو هنا) أو (ها هو هناك)، لأن ابن الإنسان موجود داخلكم. اتبعوه! أولئك الذين يبحثون عنه سيجدونه. اذهبوا إذن وبشروا بإنجيل الملكوت".
وبعد أن قال المخلص هذا، رحل.
الجزء الثاني: مريم المجدلية تعزي التلاميذ (الصفحة 9 - 10)
أما هم (التلاميذ) فحزنوا وبكوا بشدة قائلين: "كيف نذهب إلى الوثنيين ونبشر بإنجيل ملكوت ابن الإنسان؟ إذا لم يوفروا هم له الحماية، فكيف سيحموننا نحن؟".
حينئذ قامت مريم وحيتهم جميعاً وقالت لإخوتها: "لا تبكوا ولا تحزنوا ولا تترددوا، لأن نعمته ستكون معكم تماماً وتحميكم. بل لنحمد عظمته، لأنه أعدنا وجعلنا بشراً حقيقيين".
عندما قالت مريم هذا، تحولت قلوبهم نحو الخير، وبدأوا يتناقشون في كلمات المخلص.
الجزء الثالث: الرؤيا السرية (الصفحة 10 - 17)
قال بطرس لمريم: "يا أختي، نحن نعلم أن المخلص أحبكِ أكثر من بقية النساء. قولي لنا كلمات المخلص التي تذكرينها، والتي تعرفينها أنتِ ولا نعرفها نحن".
أجابت مريم وقالت: "ما هو مخفي عنكم سأعلنه لكم". وبدأت تقول لهم الكلمات التي رأتها في الرؤيا:
"قالت: رأيت الرب في رؤيا وقلت له: يا رب، لقد رأيتك اليوم في رؤيا. فأجاب وقال لي: طوبى لكِ لأنكِ لم تضطربي لرؤيتي. فحيث يكون العقل، هناك يكون الكنز".
(هنا تُفقد الصفحات من 11 إلى 14، والتي كانت تحتوي على وصف رحلة الروح صعوداً لتجاوز القوى السبع المظلمة التي تحاول إيقافها، ثم يستأنف النص في الصفحة 15)
1. "... وقالت القوة الثالثة (الجهل): إلى أين أنتِ ذاهبة؟ لقد قُيدتِ في الخبث. وبما أنكِ قُيدتِ، فلا تحكمي.
قالت الروح: لماذا تحكمين عليّ وأنا لم أحكم؟ لقد قُيدتُ وأنا لم أُقيد. لم يتم التعرف عليّ، لكني عرفت أن الكل ينحل..".
2. وعندما تغلبت الروح على القوة الرابعة، صعدت ورأت القوة الخامسة وهي (عظمة العتمة)، والقوة السادسة وهي (حمق اللحم)..
وبعد أن قالت مريم هذا، صمتت، لأن المخلص كان قد كلمها إلى هذا الحد.
الجزء الرابع: اعتراض بطرس ودفاع لاوي (الصفحة 17 - 19)
لكن أندراوس أجاب وقال للإخوة: "قولوا ما تريدون قوله عما قالته، لكني لا أؤمن أن المخلص قال هذا. لأن هذه التعاليم غريبة".
وأجاب بطرس وتكلم بخصوص نفس الأشياء وسألهم عن المخلص: "هل تكلم حقاً مع امرأة سراً عنا وليس علانية؟ هل علينا جميعاً أن نستدير ونستمع إليها؟ هل فضلها علينا؟".
حينئذ بكت مريم وقالت لبطرس: "يا أخي بطرس، ماذا تظن؟ هل تظن أني اخترعت هذا في قلبي، أم أني أكذب بشأن المخلص؟".
أجاب لاوي وقال لبطرس: "يا بطرس، أنت دائماً حامي الطبع. أراك الآن تتنافس ضد المرأة كأنك خصم لها. ولكن إذا كان المخلص قد جعلها مستحقة، فمن أنت لترفضها؟ بالتأكيد المخلص يعرفها جيداً، ولهذا السبب أحبها أكثر منا".
خاتمة النص:
بعد هذا الكلام، حث لاوي الجميع على الذهاب للتبشير، وانطلقوا لنشر الكلمة.
ملاحظة تحليلية:
هذا النص يوضح بشكل صارخ الصراع المبكر على السلطة داخل الكنيسة، ويقدم "مريم المجدلية" ليس فقط كشاهدة على القيامة، بل كمعلمة لاهوتية تمتلك استنارة روحية أعمق من الرسل أنفسهم.


إنجيل توما

نصوص إنجيل توما (The Gospel of Thomas) كاملة (114 قولاً).

هذا الإنجيل لا يحتوي على قصص أو معجزات، بل هو قائمة من "الأقوال السرية" التي نُسبت ليسوع.
الترجمة المعتمدة هنا هي الترجمة العلمية عن القبطية (مخطوطات نجع حمادي):

الفاتحة

هذه هي الكلمات السرية التي تكلم بها يسوع الحي ودونها ديديموس يهوذا توما.
الأقوال (1 - 20):

1. وقال: "من يجد تفسير هذه الكلمات لن يذوق الموت".
2. قال يسوع: "ليواصل من يسعى سعيه حتى يجد، وعندما يجد سيضطرب، وعندما يضطرب سيتعجب، وسيسود على الكل".
3. قال يسوع: "إذا قال لكم قادتكم: انظروا، الملكوت في السماء، فطيور السماء ستسبقكم. وإذا قالوا لكم إنه في البحر، فالأسماك ستسبقكم. بل الملكوت داخلكم وهو خارجكم. عندما تعرفون أنفسكم، ستُعرفون، وستدركون أنكم أبناء الآب الحي".
4. قال يسوع: "الرجل المتقدم في الأيام لن يتردد في سؤال طفل صغير عمره سبعة أيام عن مكان الحياة، وسيعيش".
5. قال يسوع: "اعرف ما هو أمام وجهك، وما هو خفي عنك سينكشف لك".
6. سأله تلاميذه: "أتريدنا أن نصوم؟ وكيف نصلي؟ وهل نتصدق؟". قال يسوع: "لا تكذبوا، ولا تفعلوا ما تكرهونه".
7. قال يسوع: "طوبى للأسد الذي يأكله الإنسان فيصير الأسد إنساناً، وملعون الإنسان الذي يأكله الأسد فيصير الأسد إنساناً".
8. قال: "يشبه الإنسان صياداً حكيماً ألقى شبكته في البحر، وجذبها وهي مملوءة بالسمك الصغير، ووجد بينها سمكة كبيرة جميلة، فألقى بكل السمك الصغير واختار السمكة الكبيرة".
9. قال يسوع: "خرج الزارع، ملأ يده وبذر. سقط بعضها على الطريق فأكلته الطيور، وسقط بعضها على الصخر فلم يضرب جذوراً، وسقط بعضها بين الشوك فخنق الشوك البذرة، وسقط بعضها على الأرض الطيبة فأخرجت ثماراً".
10. قال يسوع: "لقد ألقيت ناراً على العالم، وها أنا أحرسها حتى تضطرم".
11. قال يسوع: "هذه السماء ستزول، والتي فوقها ستزول".
12. قال التلاميذ ليسوع: "نعلم أنك ستتركنا، فمن يكون كبيراً علينا؟". قال لهم: "حيثما كنتم، اذهبوا إلى يعقوب البار الذي من أجله خُلقت السماء والأرض".
13. قال يسوع لتلاميذه: "قارنوني بشخص وقولوا لي من أشبه؟". قال له بطرس: "تشبه ملاكاً عادلاً". قال له متى: "تشبه فيلسوفاً حكيماً". قال له توما: "يا معلم، لساني عاجز تماماً عن قول من تشبه".
14. قال لهم يسوع: "إذا صمتم فستجلبون لأنفسكم خطيئة، وإذا صليتم فستُدانون، وإذا تصدقتم فستؤذون أرواحكم".
15. قال يسوع: "عندما ترون من لم يولد من امرأة، اسجدوا على وجوهكم واعبدوه، ذاك هو أبوكم".
16. قال يسوع: "ربما يظن الناس أني جئت لألقي سلاماً على العالم، ولا يعلمون أني جئت لألقي انقساماً: ناراً، وسيفاً، وحرباً".
17. قال يسوع: "سأعطيكم ما لم تره عين، وما لم تسمعه أذن، وما لم تلمسه يد، وما لم يصعد على قلب بشر".
18. قال التلاميذ ليسوع: "قل لنا كيف ستكون نهايتنا؟". قال يسوع: "هل كشفتم عن البداية حتى تسألوا عن النهاية؟ حيث تكون البداية تكون النهاية".
19. قال يسوع: "طوبى لمن كان موجوداً قبل أن يوجد".
20. قال التلاميذ ليسوع: "قل لنا بماذا تشبه ملكوت السماوات؟". قال لهم: "تشبه حبة خردل، هي أصغر البذور، ولكن عندما تسقط على أرض مفلوحة تخرج فرعاً كبيراً يصير مأوى لطيور السماء".

الأقوال (21 - 40) - مقتطفات من الأهم
1. رأى يسوع صغاراً يرضعون، فقال لتلاميذه: "هؤلاء الصغار الذين يرضعون يشبهون الذين يدخلون الملكوت". قالوا له: "أندخل الملكوت ونحن صغار؟". قال لهم: "عندما تجعلون الاثنين واحداً، وتجعلون الداخل كالخارج، والخارج كالداخل.. حينئذ تدخلون".
2. قال تلاميذه: "أرنا المكان الذي أنت فيه". قال لهم: "من له أذنان فليسمع. يوجد ضوء داخل إنسان ضوئي، وهو يضيء العالم كله".
3. قال يسوع: "ترى القشة في عين أخيك، ولكنك لا ترى الخشبة في عينك".
4. قال يسوع: "لا يُقبل نبي في بلدته، ولا يشفي طبيب من يعرفونه".
5. قال يسوع: "الفريسيون والكتبة أخذوا مفاتيح المعرفة وأخفوها. هم لم يدخلوا، ولم يتركوا الراغبين في الدخول يدخلون".

الأقوال الختامية (113 - 114)
1. سأله تلاميذه: "متى يأتي الملكوت؟". قال يسوع: "لن يأتي عن طريق الترقب. لن يقولوا (ها هو هنا) أو (ها هو هناك). بل ملكوت الآب منتشر على الأرض والناس لا يرونه".
2. قال سمعان بطرس لهم: "لترحل مريم (المجدلية) عنا، لأن النساء لا يستحققن الحياة". قال يسوع: "انظروا، أنا سأقودها لأجعلها ذكراً، حتى تصبح هي أيضاً روحاً حية تشبهكم أيها الذكور. فإن كل امرأة تجعل نفسها ذكراً ستدخل ملكوت السماوات". (ملاحظة علمية: "الذكر" هنا مصطلح غنوصي يرمز للكمال الروحي وليس الجنس البيولوجي).
هذا النص يمثل جوهر الفكر الذي كان "موازياً" للمسيحية التقليدية في القرن الثاني.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختيار الأناجيل الأربعة
- الميثولوجيا بالكتاب المقدس
- معجزات وقيامة يسوع- رؤية عقلانية
- يسوع الأناجيل وانتحال النبوءات
- شبح -المسيحية الصهيونية-
- صديقي الجليل د. حسام بدراوي عفواً
- المسيرة من الطوطمية إلى التوحيد
- ولادة يسوع العذرية
- شخصية وخطاب يسوع- رؤية تحليلية
- يسوع بين التسامي والتطرف
- الإله -يهوه- وجذوره التاريخية
- العلاقة بين فلسفة إبكتيتوس والأخلاق المسيحية
- إبيكتيتوس الجذر الفلسفي للأخلاق المسيحية
- القبطية الأرثوذكسية وكراهية العالم
- طيور الشرق الغارقة
- فراق الإنسان عن الشمبانزي
- محاكمة ذبيحة- قصة قصيرة
- الفُلك- قصة قصيرة
- موسى التوراتي بين التاريخية والأسطورة
- مختلف مقاربات الموروث المقدس


المزيد.....




- الصدر: دعاة التطبيع وداعمو الفساد لا يمثلوننا ولا يمثلون الم ...
- موازين القوى تتغير.. -ثوار- بنغلاديش يشكلون تحالفا انتخابيا ...
- الإفتاء الفلسطيني يرفض مشروع قانون إسرائيلي جديدا لحظر رفع ا ...
- مجلس الإفتاء الفلسطيني يرفض مشروع قانون إسرائيلي لحظر الأذان ...
- غزال غزال.. من منبر الخطابة إلى قيادة الطائفة العلوية في سور ...
- غزال غزال.. من منبر الخطابة إلى قيادة الطائفة العلوية في سور ...
- مصر.. السجن المشدد 15 عاما لـ-شاعر الإخوان-
- فيديو متداول لـ-تهديد باستهداف العلويين والمسيحيين- في سوريا ...
- مجلس الإفتاء الفلسطيني يرفض مشروع قانون إسرائيلي لحظر الأذان ...
- إعلامي أمريكي: التحالف مع تل أبيب عبء على واشنطن وتصوير -الإ ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - الأناجيل المرفوضة Apocrypha