أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - الاعتراف الاسرائيلي بصومال لاند… هل يفتح الباب لإعادة رسم خرائط القرن الإفريقي على حساب مصر؟














المزيد.....

الاعتراف الاسرائيلي بصومال لاند… هل يفتح الباب لإعادة رسم خرائط القرن الإفريقي على حساب مصر؟


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاعتراف بصومال لاند… هل يفتح الباب لإعادة رسم خرائط القرن الإفريقي على حساب مصر؟

اولا يثير الحديث عن اعتراف إسرائيل بـ«جمهورية أرض الصومال» (صومال لاند)، بعد الخطوة الإثيوبية المثيرة للجدل، تساؤلات عميقة حول تداعيات هذا التحول على الأمن القومي المصري، وعلى منظومة الدولة الوطنية في القرن الإفريقي ووادي النيل بأكمله. فالمسألة لا تتعلق بكيان ناشئ في منطقة هامشية، بقدر ما ترتبط بموقع جغرافي بالغ الحساسية، مطل على خليج عدن وقريب من باب المندب، أحد أهم شرايين التجارة العالمية.

ثانيا الاعتراف الإثيوبي – إن استقر وتحوّل إلى واقع سياسي – يكسر مبدأً إفريقيًا راسخًا يقوم على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، وهو المبدأ الذي حال دون تفكك واسع النطاق للدول الإفريقية لعقود. أما الاعتراف الإسرائيلي بالامس ، فإنه ينقل القضية من إطارها الإفريقي المحلي إلى مستوى أمني ودولي، ويفتح الباب أمام حضور استخباراتي وعسكري غير مباشر في منطقة تمس الأمن البحري ، وتحديدًا أمن البحر الأحمر.

ثالثا في هذا السياق، يبرز سؤال مشروع: هل يمكن أن يشكل الاعتراف الإسرائيلي مقدمة لاعترافات أخرى، وعلى رأسها اعتراف إماراتي؟ فالواقع أن للإمارات حضورًا اقتصاديًا ولوجستيًا واضحًا في صومال لاند، خصوصًا عبر إدارة موانئ، وهي تنظر إلى المنطقة باعتبارها عقدة استراتيجية للتجارة وسلاسل الإمداد. ورغم أن أبوظبي تفضل غالبًا النفوذ العملي دون الاعتراف السياسي الصريح، فإن تحوّل صومال لاند إلى “أمر واقع دولي” قد يدفعها، في مرحلة لاحقة، إلى مراجعة هذا الموقف.

رابعا الأخطر من ذلك هو ما يطرحه هذا السيناريو من سوابق. فإذا جرى التطبيع مع فكرة الاعتراف بكيانات أمر واقع خارج إطار الدولة المركزية، فهل نكون أمام مقدمة للاعتراف بدويلة أخرى في السودان، تقودها قوات الدعم السريع، وتحظى برعاية إقليمية تؤبّد الانقسام وتغلق الباب أمام إعادة بناء الدولة السودانية الموحدة؟ مثل هذا التطور لن يكون معزولًا، بل سيشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الاستراتيجي المصري على حدوده الجنوبية.
ايضا مسالة امكانية انفصال جنوب اليمن عن شماله وهو الاتجاه الذي قد ياخذ مجري عملي اقوي بتشجيع اماراتي ليس ببعيد عن هذا الامر .
خامسا هنا تبرز مسألة الأوراق المتاحة أمام مصر . نظريًا، تستطيع مصر التحرك عبر الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة للدفاع عن مبدأ وحدة الدول ورفض الاعتراف بالكيانات الانفصالية. غير أن هذه الأدوات، رغم أهميتها القانونية والسياسية، تبقى محدودة الفاعلية في مواجهة اعترافات ثنائية متتالية، خاصة في ظل انقسامات عربية وإفريقية واضحة، وثقل إثيوبي متزايد داخل الاتحاد الإفريقي.

سادسا الواقع أن أوراق مصر ليست كثيرة في هذه اللحظة. فالسودان يعيش حالة عدم استقرار عميقة، والاقتصاد المصري يواجه أزمة طاحنة تقلص هامش الحركة الخارجية، فيما لا تزال أزمة سد النهضة مع إثيوبيا بلا أفق تسوية واضح. كل ذلك يضع القاهرة في موقع الدفاع الاستراتيجي، ويجعل قدرتها أقرب إلى تعطيل المسارات الخطرة أو رفع كلفتها السياسية، لا إلى منعها بشكل كامل.

سابعا في المحصلة، لا يمكن النظر إلى ملف صومال لاند باعتباره شأنًا محليًا أو انفصاليًا محدود الأثر، بل هو جزء من عملية أوسع لإعادة تشكيل التوازنات في القرن الإفريقي والبحر الأحمر. والسؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه ليس فقط: هل لدى مصر أوراق تلعب بها؟ بل: هل تملك الوقت والمساحة السياسية لتحويل هذه الأوراق إلى استراتيجية إقليمية متماسكة، قبل أن تتحول السوابق إلى وقائع يصعب التراجع عنها.
واخيراً اظن ان العامل الحاسم والمؤثر ايضا لن يكون في دور مصري سعودي تركي رافض لهكذا اعتراف ولكنه قد يكون في دور امريكي قادم من بعيد وأظن ان الجميع ينتظره لتحديد الرؤية والمسيرة .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزمور 137 … صهيون التي يريدون محوها وتحريض علي مر الأزمان لا ...
- فرنسا بعد 120 عامًا من قانون العلمانية: بين الصرامة مع المسي ...
- من ماريا القبطية الي ماريا الحديثة ياقلبي لا تحزن
- بين بنت تُعاد خلال أيام… وأخرى تُسلَّم للخاطف: لماذا تتعامل ...
- لماذا غابت الكنيسة المصرية عن الاحتفال بمجمع نيقية ؟
- هل تستطيع أمريكا ترامب القضاء على الخطر الاخضر بعد ان قضت عل ...
- النضال السهل الموجه من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية
- في انتخاباتنا المصرية تزوير المزور وتضبيط المضبظ تحت الإشراف ...
- دعوة الأقباط لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة
- ليست فلسطين فقط هي المستفيدة من حل الدولتين بل إسرائيل ايضا
- ازمة دير سانت كاترين وأطماع الحكومة المصرية في الاديرة المسي ...
- القمة العربية عندما حضر سانشيز الاسباني وغاب العرب عنها
- زيارة ترامب لدول الخليج من الذي استفاد اكثر من الاخر ؟
- ترامب يطالب مصر بالسماح للسفن الامريكية بالعبور المجاني من ق ...
- رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي
- ترامب زيلينسكي والاصرار الاوروبي علي مساعدة زيلينسكي
- لماذا دعي السيسي احمد الشرع لزيارة القاهرة ؟
- كيف استطاعت حماس المحافظه علي حياة ثلاث مجندات وباقي الرهائن ...
- لا تصدقوا حماس
- النكبة الفلسطينية والنكبة القبطية


المزيد.....




- اتصال بين ترامب وبوتين قبيل محادثات زيلينسكي الحاسمة بفلوريد ...
- -وصول أسطول مصري لمنع انفصال صومالي لاند-.. ما حقيقة الفيديو ...
- -إلس إنفاريناتس-: مهرجان إسباني تقليدي ومعركة المحتفلين بالد ...
- -تهديدٌ للاستقرار الإقليمي-.. الرئيس الصومالي يحذّر من تداعي ...
- إيطاليا تكشف شبكة مشتبه بها في تمويل حماس عبر جمعيات خيرية
- كيف يعيش سكان مناطق جنوب سوريا التوغلات الإسرائيلية المتكررة ...
- تناول الأطعمة الموسمية الطازجة يغنيك عن اتباع الحميات الغذائ ...
- نعيم قاسم: الحكومة تقدم تنازلات مجانية ونزع سلاح حزب الله مش ...
- 4 أسئلة حول انتخابات عامة انطلقت اليوم في كوسوفو
- على درب الشيخة حسينة.. متهمان بقتل ناشط بنغالي بارز يفران إل ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - الاعتراف الاسرائيلي بصومال لاند… هل يفتح الباب لإعادة رسم خرائط القرن الإفريقي على حساب مصر؟