أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - خالص عزمي - حجاب المرأة والحرية الشخصية















المزيد.....

حجاب المرأة والحرية الشخصية


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 11:50
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


تلعب الاعراف والتقاليد والعادات والهيمنة العشائرية والتزمت الديني ؛ دورا أسياسيا مختلط النبرات ؛ والاسباب والدوافع بشأن الحجاب ؛ وقد ظلت المرأة في حيرة ظالمة مظلمة ؛ لا تدري ان كانت ما تقوم به مرجعه الصواب ام الخطأ . ذلك ان حركة التنوير التي قادها رجال الحرية الذهنية في بداية القرن الماضي ضد التخلف والرجعية التي اصابت المرأة على اصعدة مختلفة ؛ انما كان في مقدمتها تلك المعركة التي تطايرت شراراتها ما بين السفوريين والحجابيين من الذين وضعوا منابرهم واقلامهم الى جانب ما آمنوا به ودافعوا عنه ؛ وكان الزمن الى جانب التطور العصري في جميع بلادنا العربية .

في السابق ؛ كان ما يبررالوقوف الى جانب الحجاب الكامل الذي ترتديه المرأة وكأنها شبح خارج من كهوف الابدية ؛ هو ان المجتمع العربي ؛ كان خاضعا لمقاييس الخلافة العثمانية التي عمت كل جزء من ذلك المجتمع حيث فرضت تلك المقاييس تبعا لمفاهيم العيب قبل مفاهيم الحرام ؛ وقد ساندها في ذلك كله التخــــــلف القبلي والاجتماعي الغارق في برزخ من الامية المطبقة وكذلك طمــــع الفوائد التي يجنيـــها اصحاب المصالح والارتزاق الاجتماعي و الديني والتجاري من وراء تأييدهم لتلك المواقف .
لقد خاضت المرأة العربية معركة في غاية البسالة في جل الوطن العربي لا من اجل السفور الشكلي ؛ بل من اجل التحرر الذهني الشامل ؛ ذلك ان معركتها ومن ورائها كل الاقلام القيادية ؛ لم تكن لتقتصرعلى نزع قطعة القماش الاسود وحسب ؛ بل كانت تتعدى ذلك الى رفع التمايز ما بينها وبين الرجل على مختلف الاصعدة . وقد توجت جهادها الانساني بحصولها على حقوقها المشروعة تدريجيا حتى استطاعت بعد جهد وكفاح من احتلالها مراكز متقدمة في التعليم والدبلواسية والطب والبرلمان والمحاماة والسياسة ؛ والفنون والآداب والهندسة والوزارة ؛ وما الى ذلك مما تزخر به مجتمعاتنا من مناصب تشرفت بمشاركة المرأة في لعب دور هام في ديمومة حركتها وتطورها الى الاجدر والافضل .

في سلسلة مقالاتي التي نشرتها تحت عنوان ( حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعد اللحد ) عام 2005 جأت على نقاط اساسية تدور في مجمل ما هو مطروح للبحث في ملف المرأة ... كالعيب والحجاب والتمايز الذي الذي يلاحق المرأة دون الرجل ؛ وقد وجدت من المفيد اجتزاء بعض ما طرحته من قبل ليشبع تلك الاشارات بعضا من الشرح والايضاح وعلى النحو التالي : ــ

اولا ـ ان ما عرضناه من نما ذج مبسطة من صيغ التمايز ما بين الانثى والذكرمن قبل الولادة او فيما بعدها من مراحل الطفولة المبكرة انما هي غيض من فيض ذلك التعنت المصر على عدم العدالة لافي اسلوب التربية الاسرية الاولية ولا فيما بعدها من مراحل التطور العائلي والاجتماعي الذي يدعو الى مراعاة النموالجسمي ( البايولجي) او النفسي ( السايكولجي) او الاثنين معا في مرحلة من ادق المراحل في حياة الشباب وما بعده والذي يؤدي الى تراكم تدريجي في المعرفة نحو فهم تلقائي للطبيعة الانسانية في خضم التجارب اليومية الحياتية. ان كثيرا من الابناء في شرقنا الغارق في بعض من عاداته الهرمة؛ يعانون بشكل حقيقي وجاد من اسلوب مختل في انفصام الشخصية يؤدي في اغلب الاحوال الى المبالغة غير المتوازنة ولا العادلة في توزيع العقاب والثواب او في الزجر والردع او الترحاب ؛ ويحدث كل هذا التفاوت في محيط اسري واحد وفي ساعة واحدة بحيث يبرز فيه رب الاسرة متناقضا تماما مع نفسه وامام اسرته وهو يعالج تصرفا واحدا قام به كل من ( الولد) و( البنت) على حد سواء ؛ اذ تراه يتجاهل هذا الفعل الذي قام به الولد ؛ في حين ينزل عقابه بعصا جبروته على البنت فقط . ويستطيع القاريء ان يستعيد في ذهنه صورا من تلك المواقف المخجلة المتناقضة ..

ثانيا ـ ــ في رسالة مطولة لي من ( ل.ك) يقول في موجزها ان له ولدا وبنتا في غاية الجمال الساحر وكانا ملفتين للنظر حقا فلما بلغت ابنته السادسة عشرة قرر ان يلبسها الحجاب ؛ لااتباعا للشريعة فهوليس من المتدينين المتزمتين وانما كل الذي يهمه ان لا تكون ابنته عرضة لانظار الرجال فتستهويهم بجمالها الاخاذوتسقط بشراكهم ؛ ثم يقول.. الا ان ابنتي رفضت هذاالموقف وهي ممتنعة تماما عــــن الخروج حتى الى المدرسة. وقد طلب مني ايضاحا فيما اذا كان موقفه هذا صحيحا ام لا؟ وهنا اجيبه... اذا لم تكن الشريعة هي سبب المنع وان جمال ابنته وحده هو العلة ؛ فلماذا لايحّجب ابنه الجميل للغايةكما يصفه اسوة باخته ؟ ! ا وهلا جمال الولد لايدعو الى وقوعه في شرك النساء اللواتي سيهمن به ؟!! واذا هو لايعترف بهذا المنطق فما عليه الاان يقرأ قصة يوسف الصديق وكيف ان جماله الفتاك قد اغرى امرأة العزيزوصديقاتها اللواتي قطعن ايديهن انبهارا واعجابا به... والا فما المعيار في ذلك وما العبرة؟ ان الحصانة والتربية تنبع من داخل الانسان ذاته قبل التوجيه ؛ اذ لو وضعت سدودا وموانع حديدية دون موقف الفتاة لما ادى ذلك الىاية نتيجة مانعة تذكر..... فاذا ا لم يكن الوازع ذاتيا والرادع وجدانيا داخليا فلا التقاليد ولا العادات الشكلية ولا الف حجاب بمستطيعة ان تحجز اي فتاة عما تريد فعله بارادتها المستقلة؛ ..... ذلك ان الطبيعة البشرية اقوى من اي منع ,,,و بخاصة في الامور الشخصية الوجدانية التي لاتقاوم كالعطش والجوع .

ثالثا ـ ان البغال والحمير والجمال اختفت كوسائط نقل وحلت محلهاالسيارات والطائرات والقاطرات ؛ وان الكتاتيب قد اخذت بالزوال لتحل محلها المدارس والمعاهد والكليات والجامعات ؛ و ان ( القصخون ) قد انتهى عصره ليحل محله الراديو والتلفزيون والانترنيت .... لذا فعلى العادات والتقاليد والاعراف الشكلية المسرفة في رجعيتها وتخبطها في بحور من الجهل المتعصب والتمايز هي الاخرى ... ان ترحل لتحل محلها تقاليد اكثر اتزانا وعقلانية وواقعية تنمو وتترعرع وتزدهر ثم تموت لتحل بدلا عنها تقاليد من جيل آخر جديد في كينونته ينمو في مناخ عصره وبيئته بعيدا عن عن كل عوامل التفريق والعزل والتمايز بين سائر مكونات الجنس البشري ... عند ذاك ستسعد المرأة بحقوقها الكاملة متوازية ومتوازنة مع ما للرجل من حقوق . وبهكذا تكامل وتقارب تعيش وتتوالد الاجيال على قاعدة ثمينة مفادها .... زرعوا فأكلنا ونزرع فياكلون .

وطبقا لهذا التطور البشري الطبيعي ؛ اصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة ؛ وثيقة حقوق الانسان عام 1948 لتؤكد على المباديء الاساسية التي تمنع التمايز والتفرقة ما بين ابناء البشرية لاي سبب كان ؛ وجعلت المرأة بهذا الشأن رديفا للرجل ؛ بل ذهبت الى ابعد من ذلك ايضاحا باصدارها الاتفاقية الدولية التي تنص على القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة والصادرة عام 1979؛ بل ان الاعلان العالمي الخاص بالقضاء على العتف ضد المرأة والصادر عام 1993؛ قد أدى الى تبيان ما يتوجب على أمم الارض ان تقوم به ضد اي نوع من انواع الاضطهاد ؛ وليس المقصود به الجسدي وحسب بل والتعسفي النفسي منه .

واستنادا لكل ذلك يصبح المعيار الذي يتوجب الوقوف عنده في موضوع المرأة من حيث التمايز والحجاب والعيب وما الى ذلك ؛ كميزان عادل وعصريللمساواة هو : ـ

أـ ان النصوص الدستورية التي تفرض اية صيغة قسرية لارتداء الحجاب دون رغبة المرأة ؛ انما تكون مخالفة اساسا لمواثيق حقوق الانسان وما يرتبط بها من واتفاقات وعقود كانت الدول قد وقعت عليها .

ب ـ لايجوز للتقاليد والعادات والاعراف ؛ التي ذهبت الى غير رجعة تبعا لقاعدة تغير الاحكام بتغير الازمان ؛ ان تعود ثانية لتتحكم بحقوق المرأة فيما قرر لها بدءا من التأمل بمجريات عصرها و كذلك ؛التفكيرالمتحرر من الخوف والترهيب ؛ حتى رفع عبء الخضوع لشتى آليات التحكم السلطوي ؛ وكان الغرض من رفع كل تلك المعوقات والسواتر هو لكي يصبح بامكان المرأة بعدئذ وهي صافية الارادة ؛..ان تتدبر كل القرارات التي لها ان تتخذها ( والشخصية منها بالذات ) بحيث تصبح تلك القرارات ؛ معبرة بصدق عن ارادتها الحرة الخالية من اي قيد يتحكم بمشيئتها الا بحدود القانون الذي يتماشى مع مباديء حقوق الانسان ..

ج ـ ان الاسرة ؛ وهي نواة المجتمع ؛ عليها مسؤولية تعليم افرادها مباديء حقوق الانسان ومنها الحريات العامة ( والشخصية منها على وجه التحديد ) وبخاصة حرية الاختيار ؛ تبعا لقواعد العصر وان لا يقتصر ذلك على المرأة من افرادها وحسب بل والرجل ايضا . اذ ان هذا السلوك التربوي المتحضر هو الذي تبنى على اساسه الثقة بالنفس واحترام الارادة ومبدأ المساواة ؛ وهذه كلها ستؤدي الى اتخاذ الفرد القرار الصائب
داخل الاسرة الواحدة ومن ثم المحيط الاجتماعي .

د ـ ان حرية المرأة في ارتداء الحجاب او عدمه ؛ انما يتساويان في كفتي ميزان الحرية الفردية وهي ركيزة الحق التي يعول عليها في الحكم على الامر ؛ذلك ان من حق المرأة ابتداءا ان تمنح فرصة تقدير الموقف خارج نطاق الاجبار او العنف والتبعية العمياء ؛ وعند ذاك ؛ يصبح اختيارها للزي الذي تراه مناسبا لها ؛ عن قناعة وادراك ؛ هو واجب القبول من الجميع على حد سواء . ذلك ان كل أمر او نهي ؛ لا يتناسب وروح العصر وقناعة المرأة الوجدانية الحقيقية ؛ سوف لن يؤدي الا الى التمرد الذي لا تحمد عواقبه .

هـ ـ هناك موقف قانوني موحد لا يقبل التخريج والتبطين وبخاصة فيما يتعلق بالحريات العامة ؛ والشخصية منها بالذات ؛ وهو ان الاصل في الافعال هو الاباحة ؛ والاستثناء هو المنع في حدود القانون ؛ واذا ما طبقنا هذه القاعدة الفقهية العميقة في دلالاتها على ما بين ايدينا من وقائع الموضوع ؛ فاننا سنصل الى قناعة تامة بان حرية المرأة المدركة لحقوقها ؛ انما تكمن في احترام كرامتها في التعبير عن ارادتها؛ طبقا لسلطتها التقديرية في الاستقراء ثم الحكم .




#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب القضاة -20
- في هوى بغداد
- أدب القضاة رسائل وتعليقات
- قصيدتان
- وكان يقودها انتحاري
- هل ان الشعب العراقي هو المسؤول ؟
- -يحكى أن - 5
- الوطنيون ووحدة المصير
- النعامة المرعوبة
- - 2 - موجز لبعض ما كتبت عن العراق في عام
- (موجز لبعض ما كتبت عن العراق في عام ( 1
- _12_ أدب القضاة محمود العبطه
- ما احلى الوفاء
- نشر ثقافة الحوار وتطويره
- نوابغ الفكر العراقي
- الاتجاه المعاكس نحو البيت الابيض
- قصة قصيرة : أيام المستشفى
- ايام العدوان الثلاثي على مصر في لندن
- لعنة العراق
- قانون ادارة الدولة الملغي و تعديل الدستور


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - خالص عزمي - حجاب المرأة والحرية الشخصية