أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد غانم عبد الجليل - نسق الغربة السردي في مجموعة «ثيرافادا» القصصية للقاص والروائي أسعد الهلالي














المزيد.....

نسق الغربة السردي في مجموعة «ثيرافادا» القصصية للقاص والروائي أسعد الهلالي


أحمد غانم عبد الجليل

الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


قصة: «آشوري في لينج»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العثور على وطن في سوق الأنتيكات

سلسلة من الإشكاليات والمفارقات الدينية والتاريخية نجدها في قصة من القصص الخارجة عن المألوف، تتناول الكثير من الملابسات التي تربط الحاضر بماضٍ يعود إلى نحو مئة عام، من الموصل، وهي ترتدي النقاب الأسود بحدّ السيف، إلى مدينة لينج البلجيكية.

يتكئ الكاتب أسعد الهلالي على أحداث بعيدة جداً، ترجع إلى عهد آخر السلاطين العثمانيين، ليمدّ منها جسوراً إلى الحاضر المضطرب بفواجعه في بلادٍ شهدت الكثير من الصراعات الملتبسة على مرّ العصور. يبحث عن جوهر الإنسان هنا وهناك، فطرته الأولى المتجاوزة للعقيدة بمعناها التقليدي (الجامد)، أو لنقل الكهنوت الديني المُحنَّط، وكذلك التوجهات الفكرية والسياسية بكل متغيراتها المتناقضة.

القصة هنا، وبصياغة أدبية ـ فنية شديدة الإتقان والاختزال، رغم طول السرد نسبياً، تتوغل إلى جوهر المعنى؛ معنى الفرد الدائم الصراع مع ذاته في المقام الأول، قبل أن ينتقل ذلك إلى دائرة محيطه الخارجي المتزايد تعقيداً تبعاً للتطور الحتمي للوجود الإنساني. فما بين الجدّ الأكبر والحفيد تنشأ محاورة جدلية عبر نتفٍ من المذكرات المكتوبة في زمنٍ مضى من الناحية المادية، بيد أنها تخلق زمناً خاصاً يروي الأسرار المخفية في تاريخ العائلة والوطن، المخضَّب بحبكة درامية مستمرة. اقتنص منها الكاتب تساؤلاته وردود أفعاله الفكرية لينقلها إلى القارئ في سنواتٍ تدعونا إلى ضرورة البحث عن الكينونة العراقية المبعثرة بين الإثنيات المختلفة، فجاء النص مختزناً للتأملات الفكرية، مانحاً إيّاه تميّزاً وخصوصية في تجديد السرد العراقي المنفتح اليوم على العالم أكثر من أي زمنٍ مضى.


---

قصة: «DJ»

ـــــــــــــــــــــــــــــ
«ألا تريد أن تحلّق بعيداً؟… Abdullah allez»

يخرج الكاتب العراقي عن المألوف في هذه القصة من حيث تناوله شخصية محورية غير عراقية تخطو في مسار السرد بكل تفاصيله الدقيقة والمركبة. فالبطل هنا شاب مصري حاصل على ماجستير في التاريخ، يضطر بسبب التقاليد الموروثة في المجتمعات المنغلقة إلى الهروب نحو أوروبا، وتحديداً إلى مدينة لينج البلجيكية. وما أبعد المسافة بين تلك المدينة الأثيرة لدى الكاتب ومدينة أسوان في جنوب مصر؛ مسافة يترصّد عمقها الثقافي والاجتماعي والتاريخي برؤية غير تقليدية. وهنا تكمن بصمات المبدع أسعد الهلالي عموماً، لأن نصوصه تتجاوز التداعيات النمطية التي تولدها الغربة لدينا، من خلال صهرها في رؤى فنية متجددة.

نص «DJ» يحاور الغربة عن طريق الرقص في نادٍ ليلي، يثير لدى عبد الله (الصعيدي) سلسلة من التأملات الوجدانية، تترنح به بين جانبي البحر المتوسط كما تترنح الأجساد على إيقاع موسيقى صاخبة يبثّها شاب عربي عرف كيف يخترق تلك الأجواء؛ الشخصية المحورية الأخرى المتحكمة بتناغم الأحداث عن بُعد. بينما يظل السارد واقفاً على ضفاف دنياه الجديدة نسبياً، بكل ما تمتلك من مقومات الإغراء الجذابة، مستعيناً بالنبيذ الأحمر على هواجسه المتمثلة في عقد سلسلة من المقارنات الجدلية المختزلة بأبسط العبارات وأدق المفردات ذات الدلالة، التي تتيح للقارئ منحة رؤية متفاعلة مع جوهر النص المستعين بالمؤثرات الصوتية. ولا ننسى هنا أن الكاتب مخرج سينمائي أيضاً، ولأنه يريد تسليط الضوء باستمرار عبر نصوصه على ضرورة الانفتاح على الآخر، اختار أجمل أغاني سيد درويش ذات الأصالة الفنية والانتماء الوطني، بصوت المطربة الإيطالية «داليدا»، لتكون مقاطعها محاكية لمحنة البطل المطارد:
«سالمة يا سلامة… رحنا وجينا بالسلامة…».

غناءٌ ورقصٌ وحبّ يتمناه ولم يعرفه من قبل في قسم التاريخ، مما يزيد من تشوش ذهنه في مرقصٍ يحثّ كل خلجة داخله على التحرر، التحليق الحر، رقصة الحياة لا رقصات الموت التي اعتدنا التعايش معها على مرّ العهود في مجتمعاتنا المنسية، التي تذهب عنها المراكب دون رجوع. لتستمر التساؤلات الملتجّة، المضيئة معنا أينما مضينا، في استرسالها:
«المركب دي حتودّي على فين؟… وتجيب منين؟… وأنا دلوقت… رايح ولا جاي؟…»



#أحمد_غانم_عبد_الجليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غانم عبد الجليل وقضية قاعة الخلد
- الجانب الآخر
- ذات الموت وذات الكلام
- تمتمة في عصف الكلمات
- صورة بوجهٍ آخر (وجع الحرية)
- خارج السلطة
- صورة بوجه آخر... باب الغرفة
- ويبقى لي معكِ حلم
- سادة الحروب
- مجنون الثورات
- إلى أقصى حد
- رواية باولا... السيرة الذاتية المرَكَبة والبعد الإنساني ما ب ...
- دلالات السخرية في رواية -اعترافات كاتم صوت-
- عيون مستورَدة
- حبكة هوليودية
- صوَر بوجهٍ آخر (باب الغرفة)
- صورة بوجهٍ آخر (التلويح الأخير)
- راقص الجبهات
- رواية -لفائف كيسليف-... ما بين تعدد ووحدة الهوية
- مسافات حلم


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد غانم عبد الجليل - نسق الغربة السردي في مجموعة «ثيرافادا» القصصية للقاص والروائي أسعد الهلالي