أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عزيز بدروس - مع الدكتور مراد وهبه : أحد أعظم عشرة فلاسفة في القرن العشرين في مئويته الخالدة














المزيد.....

مع الدكتور مراد وهبه : أحد أعظم عشرة فلاسفة في القرن العشرين في مئويته الخالدة


ماهر عزيز بدروس
(Maher Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفلت الأوساط الثقافية والفلسفية في مصر منذ يومين في مكتبة الأسكندرية بمرور مائة عام علي مولد فيلسوف مصر المعاصر، وأحد أعظم عشرة فلاسفة في العالم، الأستاذ الدكتور مراد وهبه.

ولي مع الدكتور مراد وهبه تذكارات عزيزة ..

لقد شرفت بلقائه أكثر من مرة في حياتي كانت أولها بدعوة شخصية منه إلي منزله الكريم في أول شارع شبرا سنة 1977.

كنت في أوائل عام 1977 أقوم بتأليف كتاب عن "لغة الهندسة" مع أستاذي الدكتور أحمد علي العريان، أستاذ كرسي "الماتيريالز" بهندسة القاهرة، وأمين عام اتحاد المهندسين العرب، حيث طلب مني أن أكتب مقالا باسمه الكريم لينشر في ملحق الفلسفة والعلم بمجلة الطليعة، وكان الأستاذ الدكتور مراد وهبه يرأس تحرير هذا الملحق في ذلك الوقت، وبالفعل كتبت المقال - بحسب طلب الأستاذ الدكتور أحمد العريان - تحت عنوان : "الدراسات الإنسانية في التعليم الجامعي والعالي للعلوم والهندسة والتكنولوجيا" ( سأنشره قريبا هنا بمشيئة الله )، الذي كان بحثا موجزا في الموضوع، وقد أثني عليه الدكتور مراد وهبه، ونشره في العدد التالي من مجلة الطليعة.

شجعني نشر مقالي ( تحت اسم أستاذي الكبير الدكتور احمد العريان ) علي أن أكتب مقالا باسمي صراحة أقدمه للدكتور مراد وهبه للنشر في ملحق الفلسفة والعلم بمجلة الطليعة .. وبالفعل كتبت المقال بعنوان : "رسالة في حرية المرأة"، حيث كانت الأمم المتحدة قد أعلنت عام 1977 عاما دوليا للمرأة، والعام كله كان مفتوحا للأدباء والمختصين أن يكتبوا فيه عن المرأة.

كان المقال خلاصة ما تشكل لدي من رأي في حرية المرأة، بعدما أمضيت وقتا طويلا مع حوالي مائة كتاب في "الحب"، علي أعقاب تجربة عاطفية عنيفة مررت بها، سرعان ما تحولت إلي تجربة معرفية عميقة، أردت فيها أن أسبر أغوار هذا اللغز الأزلي الأبدي الغامض المسمي ب "الحب"، لأعرف علي وجه التحديد طبيعة الشعور الذي دهمني، وتركني بين حي وميت.

طلبت من أستاذي الدكتور أحمد علي العريان أن يتكرم بتقديمي للدكتور مراد وهبه، ويمنحني منه موعدا أقدم إليه فيه المقال، فكان الدكتور مراد وهبه كريما ومنحني الموعد في منزله.

استقبلني بوجهه الجاد الذي يغطيه سمت العلماء العظام، لكنه ببشاشة بادية رحب بي، وقدمت له المقال فطلب لي فنجانا من القهوة، حتي حينما أفرغ منه يكون هو قد تصفح المقال.

تصفح الأستاذ الدكتور مراد وهبه المقال بعناية فائقة، وغطي تسع الصفحات الفولسكاب التي كتبتها بخط يدي في وقت قصير لم يتجاوز خمس عشرة دقيقة، ثم رفع وجهه من فوق الورق ووضع كفه عليه، ونظر إلي بنظرة أستاذ عظيم يحنو علي تلميذه الجالس قبالته، وقال ثلاث عبارات حاسمة قاطعة هكذا :
- فكرك في المقال عميق
- لغتك العربية مشرقة
- توجد محاولة للربط المنطقي سنساعدك علي تعميقها فيما بعد
ثم أردف قائلا :
أعدك بنشر المقال في عدد الطليعة القادم ..

ولكن العدد القادم من الطليعة - للأسف - صادره الرئيس السادات، وأغلق المجلة نهائيا، بعدما بلغ خلافه الذروة مع الأستاذ لطفي الخولي رئيس تحرير الطليعة، وأحد كبار مثقفي اليسار بمصر في ذلك الوقت.

بعد سنوات فكرت في أن أجعل المقال كتيبا صغيرا للنشر، وحين قصصت هذا الحدث علي صديقي الأستاذ مجدي منير صاحب دار نشر لوجوس، عرض عرضا سخيا لطباعته ونشره، فكانت الفرصة الثانية التي زرت فيها الأستاذ العظيم في مكتبه بكلية التربية جامعة عين شمس لأطلب منه مسودة المقال، فاعتذر الدكتور مراد وهبة بأن المقال كان قد سلم في وقته إلي سكرتارية تحرير " الطليعة"، ولم يعد له وجود .. لكن المصادفات البحتة أعانتني حين بحثت في مكتبتي فوجدت نسخة بالكربون من مقالي، لأنني كنت وأنا أكتبه بخط يدي قد جهزت للحصول علي نسخة أخري أحتفظ بها مطبوعة بالكربون، وتمت طباعة الكتيب وتوزيعه.

مرات تالية حضرت فيها بعد ذلك للدكتور مراد وهبه أكثر من مائدة مستديرة، جمعت طائفة من تلامذته ومحبيه مع صفوة من المثقفين، بينهم الفنان محمود حميدة، بجمعية الشبان المسيحيين في موقعها بشارع الجمهورية بالقاهرة.

مائة عام مرت بعمره الرائع حظينا فيها نحن المصريين بحضوره الساطع، فأضاء الحياة تنويرا وتثقيفا، ومنحنا كتبه وفكره ليعلن سلطان العقل علي العقل والحياة، وأنزل الفلسفة من مدرجات الجامعة إلي الجماهير العريضة علي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون، وطبقت شهرته الآفاق أستاذا أكاديميا يعلو بقامته السامقة بين صفوة أساتذة القرن العشرين.

له كل التحية والعرفان في مئويته .



#ماهر_عزيز_بدروس (هاشتاغ)       Maher_Aziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة جرائم الأسلمة القسرية للبنات في مصر
- المتحف المصري الكبير .. والبيئة الطاردة للسياحة
- مصر هى الخاسر الأكبر
- القدس: مدينة الحرب أم مدينة السلام؟ (2)
- القدس : مدينة الحرب أم مدينة السلام ؟ ( 1 )
- استفهامات مهمة في الطاقة النووية
- مفاهيم مغلوطة : الأحوال الشخصية للأقباط والقراءة الخطأ لآيات ...
- جدلية القداسة والجنس
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ- 8
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ - 7
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ-6
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ - 6 معدل
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ - ٦
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ - 4
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ - 5
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ - 3
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ-2
- الذكاء الاصطناعي وتغِّيُّر المناخ
- استراتيجيات الضرورة
- مصر تعدل اتفاق الغاز مع إسرائيل في أضخم صفقة طاقة بين البلدي ...


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-حرق شجرة عيد الميلاد في حمص- بسوريا.. ما حقي ...
- -أوروبا فقدت مصداقيتها في الشرق الأوسط، والطريق لاستعادتها ي ...
- السفير الأمريكي في إسرائيل يرسم ملامح المنطقة.. ما هي خطط وا ...
- معلومات جديدة تُنشر عن طوفان الأقصى.. هذا ما قامت به حماس قب ...
- تعاون بين إسرائيل واليونان وقبرص.. بحث إنشاء قوة تدخل سريع ل ...
- بعد مأساة جامعة براون.. إدارة ترامب تعلق برنامج -يانصيب البط ...
- لتجنب حظر التطبيق... مستثمرون أمريكيون يستحوذون على تيك توك ...
- صفقة تاريخية لبيع الغاز الإسرائيلي لمصر: اتفاق تجاري -بحت- أ ...
- ما تفاصيل ثاني اجتماع مباشر بين لبنان وإسرائيل في لجنة الميك ...
- السعودية.. الثلوج تغطي مرتفعات جبال حائل


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عزيز بدروس - مع الدكتور مراد وهبه : أحد أعظم عشرة فلاسفة في القرن العشرين في مئويته الخالدة