أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - تاج السر عثمان - كيف تدهورت الأوضاع المعيشية والاقتصادية بعد الاستقلال؟














المزيد.....

كيف تدهورت الأوضاع المعيشية والاقتصادية بعد الاستقلال؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 07:33
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


١
نتابع بمناسبة الذكرى ال ٧٠ للاستقلال من داخل البرلمان والذكرى السابعة لثورة ديسمبر كيف تدهورت الأوضاع المعيشية والاقتصادية بعد الاستقلال؟.
أشرنا في دراسة سابقة إلى ارتباط السودان مرة اخري بالنظام الرأسمالي العالمي بعدالاحتلال الانجليزي للسودان عام 1898م، وعاد الاقتصاد السوداني مرة اخري للتوجه الخارجي ، اى اصبح الاقتصاد خاضعا لاحتياجات بريطانيا ومد مصانعها بالقطن( كان القطن المحصول النقدي الرئيسي، ويشكل 60% من عائد الصادرات)، وتم تغليب وظيفة زراعة المحصول النقدي علي وظيفة توفير الغذاء للناس في الزراعة. هذا اضافة لسيطرة الشركات والبنوك البريطانية علي معظم التجارة الخارجية، وارتباط السودان بالنظام الرأسمالي العالمي، وفي علاقات تبادل غير متكافئة، صادرات:مواد أولية(قطن، صمغ، ماشية، جلود،..)، وواردات سلع رأسمالية مصنعة. في عام 1956م، كان 72% من عائد الصادرات تتجه الي اوربا الغربية وامريكا الشمالية، و50% من الواردات تأتينا منها، أى كان الاقتصاد السوداني في ارتباط وثيق مع النظام الرأسمالي العالمي.
كان مجموع الواردات والصادرات تشكل 40% من اجمالي الناتج القومي، هذا اضافة لتصدير الفائض الاقتصادي للخارج فعلي سبيل المثال في الفترة: 1947 – 1950م، كانت ارباح شركة السودان الزراعية اكثر من 9,5 مليون جنية استرليني، تم تحويلها الي خارج البلاد.
و كانت الصناعة تشكل 9% من اجمالي الناتج القومي ، واجهض المستعمر اى محاولات لقيام صناعة حرفية وطنية ، كما تم تدمير صناعة النسيج والاحذية التي كانت موجودة خلال فترة المهدية، بعد أن غزت الأقمشة والاحذية الرأسمالية المستوردة السوق السوداني. وكان نمط التنمية الاستعماري الذي فرضه المستعمر يحمل كل سمات ومؤشرات التخلف التي يمكن تلخيصها في الآتي:
90% من السكان يعيشون في القطاع التقليدي، قطاع تقليدي يساهم ب56,6% من اجمالي الناتج القومي، القطاع الزراعي يساهم يساهم ب61% من تكوين الناتج المحلي، ضعف ميزانية الصحة والتعليم، تتراوح بين(4- 6%)، كان دخل الفرد 27 جنية مصري، اقتصاد غير مترابط ومفكك داخليا ومتوجه خارجيا، تنمية غير متوازنة بين أقاليم السودان المختلفة.
٢
بعد الاستقلال استمر هذا الوضع ، وتم اعادة انتاج التخلف واشتدت التبعية للعالم الخارجي أو التوجه الخارجي للاقتصاد السوداني: ديون بلغت أكثر من ٦٠ مليار دولار، انخفاض قيمة العملة والارتفاع في الاسعار مع ضعف المرتبات، ظهور طبقة رأسمالية طفيلية اسلاموية استحوذت علي الجزء الأكبر من السلطة والثروة، عجز غذائي( مجاعات)، حروب أهلية، تصنيع فاشل، اشتداد حدة الفقر حتي أصبح أكثر من ٧٠% من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر حسب الاحصاءات الرسمية، اضافة لانهيار القطاعين الزراعي والصناعي وانهيار وخصخصة خدمات التعليم والصحة، انهيار القيم والاخلاق، وانتشار الفساد بشكل غير مسبوق، واصبحت البلاد معتمد علي سلعة واحدة: الذهب والبترول بدل القطن سابقا، وحتي عائدات البترول فقدت البلاد حوالي ٧٥% منها بعد انفصال الجنوب ولم يذهب جزء من عائداته لدعم الصناعة والزراعة والتعليم والصحة والخدمات بل تم تهريب عائداته التي تقدر بأكثر من مائة مليار دولار للخارج وكذلك الذهب يتم تهريب أكثر من ٧٠ ٪ من عائداته للخارج واستمر التهريب مع الحرب الجارية من الرأسمالية الطفيلية المدنية والعسكرية في طرفى الحرب.
٣
استمر التدهور حتى انفجار ثورة ديسمبر التي قطع الطريق أمامها انقلاب اللجنة الأمنية ومجزرة فض الاعتصام والتوقيع على الوثيقة الدستورية التي كرست حكم العسكر والدعم السريع والمليشيات وقننت الدعم السريع دستوريا وحتى تلك الوثيقة الدستورية المعيبة لم يتم الالتزام بها بل تم الانقلاب عليها في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ الذي اعاد التمكين للإسلاميين والأموال المستردة للفاسدين وقاد للحرب اللعينة الجارية حاليا التي ادت إلى جرائم الحرب من إبادة جماعية وتطهير عرقى واسترقاف واغتصاب وعنف جنسي وتدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية والمصانع والأسواق والبنوك ومواقع الإنتاج الصناعي والزراعي والحيواني حتى اصبح شعب السودان متلقيا المعونات بعد أن كان منتجا كما أدت النزوح أكثر من ١٢ مليون مواطن داخل وخارج البلاد ومقتل وفقدان الآلاف من المواطنين وتهدد بتمزيق وحدة البلاد بعد احتلال الدعم السريع الفاشر وبابنوسة وهجليج.
مما يتطلب وقف الحرب واستعادة مسار الثورة وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي وعدم الإفلات من العقاب وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية بعد الترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وخروج العسكر والدعم السريع والمليشيات من السياسة والاقتصاد كمدخل لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والتعليمية والأمنية.والتنمية المتوازنة بعد التغيير الجذري لطريق التنمية الذي سارت عليه البلاد منذ الاستقلال.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الوطنية والوحدة في التعدد الثقافي
- كيف قدم اتفاق هجليج النفط على وقف الحرب وحماية الإنسان؟
- الذكرى ال ٧٠ للاستقلال من داخل البرلمان
- في ذكراها السابعة وقف الحرب واستعادة مسار ثورة ديسمبر
- احتلال هجليج واثر الحرب على قطاع النفط في السودان
- من دروس تجربة ثورة ديسمبر
- ضرورة الحل الشامل للأزمة في السودان
- في ذكراها السابعة كيف خطط الإسلاميون لاجهاض ثورة ديسمبر؟
- الحكم على كوشيب خطوة لعدم الإفلات من العقاب
- كيف تحاول سلطة الأمر الواقع تزييف إرادة مزارعي الجزيرة؟
- هل يجدي إنكار ضوء الشمس من رمد؟
- الذكرى السابعة لثورة ديسمبر
- كيف أثرت الحرب على الصحة ومرضى الكلى؟
- كيف نضجت الأزمة الثورية لاسقاط حكومتي الحرب؟
- دعوة البرهان لتغيير العلم وهل كان الاستقلال علما يرفع؟
- لن تعصمكم القاعدة الروسية من السقوط
- منع حركة البضائع يكرس لتقسيم الوطن
- كيف تم تقويض تجربة الديمقراطية الأولي؟
- كيف كانت تجربة جبهة المعارضة ضد ديكتاتورية عبود؟
- كيف استمر نهب الأراضي بعد اجهاض ثورة ديسمبر؟


المزيد.....




- -أكره ظهورها-.. شاهد أول تعليق من ترامب على أحدث الصور المنش ...
- بالتعاون مع السعودية.. شرطة سلطنة عُمان تُحبط تهريب مخدرات ل ...
- الولايات المتحدة تطارد ناقلة نفط تقترب من فنزويلا
- العثور على 12 جثة في 3 أيام قرب مدينة غواتيمالا
- هزيمة ساحقة للاشتراكيين في الانتخابات الإقليمية الإسبانية
- مصرع سائحة إيطالية في تصادم مركبين سياحيين بجنوب مصر
- اليابان تستعد لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية في العالم
- إدارة ترمب تنفي محاولة التستر على قضية إبستين
- أحكام -قياسية- بالسجن على المئات من أعضاء عصابة في السلفادور ...
- تركيا: لا يبدو أن -قسد- لديها نية للاندماج مع دمشق


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - تاج السر عثمان - كيف تدهورت الأوضاع المعيشية والاقتصادية بعد الاستقلال؟