أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - قراءة الكاتب أيمن دراوشة














المزيد.....

قراءة الكاتب أيمن دراوشة


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


الساحر.

يا إلهي، هذه القصيدة حقا أثارت فيّ الكثير من المشاعر.
أجد نفسي منجذبا إلى تلك الصور الشعرية الغريبة، وكأنها تأتي من عالم آخر. هناك شيء من العبث والجنون في كلماتك، لكنه جنون جميل ومؤثر.
في البداية، أشعر وكأنك تحاول الهروب من شيء ما، تلك الدراجة المصنوعة من القش، والكنوز المخبأة، كلها تبدو كرموز لرحلة داخلية معقدة.
ثم يأتي المقطع عن الصيف، لكنه ليس الصيف الذي نعرفه. إنه موصوف بالموت والحيتان النافقة، مما يعطي إحساسا بالحزن والفراغ.
أما المقطع الأخير فهو الأكثر غرابة. الحديث عن حب المستشفيات والمشارح، والملائكة، والله... إنه مزيج غريب من المشاعر المتناقضة. هناك أيضا نقد خفي للواقع، لكن بطريقة فنية وغير مباشرة.
القصيدة بشكل عام تترك لدى قارئها الكثير من الأسئلة. إنها لا تقدم إجابات جاهزة، بل تفتح الباب للتأمل والتفسير الشخصي.

الدكتور أيمن دراوشة
شاعر وكاتب فلسطيني.

فشلت كثيرا في اعتقال الأنا
ملء مرتفعاته الجبلية
بغيوم كثيفة من اللامبالاة
باغتيال حراسه السريين بدم بارد
نهب كنوزه
والهروب من مقاطعته النائية
على دراجة من القش
لأباطن أنوات مغايرة
وأكتشف حركات الأشياء
في المحيط الواسع من العالم.
*****
وداعا أيها الصيف القاتل
أيتها النهود الثرثارة
المليئة بالدموع والنوستالجيا
أيها القارب المتوحش
حامل الأميرة إلى غابة السماء
أيها البحر
أيها الماهر في إخفاء القتلى
يا دموع الأسماك المتلألئة
وداعا أيها الصيف
أيها اللصوص المختفون
تحت جلد العجوز
أيتها الساعات العمياء
التي ترتمي تحت جذعي
تدفع عربة الشيخوخة
إلى الإسطبل
تجيء وتمضي محملة بالأكفان
وداعا أيها الصيف القاتل
لم تترك غير حيتان نافقة
على ساحل القلق
موتاك كثر
ينبحون في الحديقة المجاورة
بيننا الفراغ الأشيب يلوح للمارة
من بعيد.
*****
أنا أحب الويسكي كثيرا
الهمبرقر وشطائر البطاطس
أحب أمطار الموسيقى العابرة
وأنا أصطحب جثة متعفنة
داخل المصعد لعشاء الأطباء
أحب رائحة المستشفيات
أدوات الجراحة الدقيقة
عيون المنتحرين الصافية جدا
إيقاع الخطوات الضائعة في قاع الدماغ
أحب رقصة السالس
وأدعي أني مقاتل جيد لنهديك المتآمرين
أنا الفارس الشركسي
أعبر القارات المنسية
أحشو مسدسي بالرصاص الحي
لا أحب أن يتبعني أحد
لا السحرة ولا العميان
سأحرس المستقبل
من عضة الكوبرا
من سارقي شواهد القبور
من المحرفين الجدد لسيرة الهدهد
أنا أحب فاكهة المتناقضات
الأبله الذي يسقط في المرآة
قبل أن يغمض صوته الضرير
النساء اللواتي يحملن من الأشباح
يختفين في النصوص الحزينة
أنا لا أحب الخريف
الرياح التي تعول مع المشردين
الأشجار التي تتكلم خلسة
لا تفكر في سلسلة الجرائم
سرقات الحطابين المكرورة
في بؤس موتها القدري
أنا أحب المشارح جدا
الجثث التي حملتها بيدي
وعضتني في عز النوم
الممرضات وهن يحملن جبلا
من العذاب اليومي
أحب الملائكة واللعب معها
في أرجوحة السماء
أحب الله كذلك
رغم غموضه الفلسفي
وعدم تدخله في شؤون العالم
رغم مناداتي له
ألف مليون مرة
في المبغى مع الجنيات والأبالسة
في دار الأوبرا
بجوار المقابر الجماعية
تحت شباك جارتي المسنة
في الباص المنذور إلى موت مفاجىء.
أحب معاشرة المستحيل
وطرد الأنا من البيت مثل طفل شرير.
*****

فتحي مهذب تونس.



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاء
- قرعءة خاطفة
- إلى بوح صديقي محمد الماجري
- العتمة تتدلى مثل شفتي عجوز
- أدونيس
- القطار
- النبي
- حبل طويل من الزنوج
- مطر أسود من الفقراء
- لا زيت في المصباح
- من علو شاهق
- أتسلق قامته إلى آخر غصن
- ما قبل الضوء ما بعد الرماد
- رائحة الدادائيين
- ترجمة إلى الأمازيغية الشاوية
- إلماعات
- عذابات ارميا
- إضاءة نقدية
- قراءة نقدية لنص إلهاء البومة في قاع المفاصل
- الحياة ملكة


المزيد.....




- أربعة أفلام عربية تنضم إلى سباق أوسكار أفضل فيلم دولي لعام 2 ...
- اتهام نجل المخرج روب راينر بقتل والديه في لوس أنجلوس
- نجم مسلسل -General Hospital-.. رحيل الممثل أنتوني جيري عن عم ...
- تعليق ترامب على مقتل المخرج روب راينر يثير الغضب
- تجسد الشخصيات للمرة التانية على التوالي .. هل فيلم الست حقق ...
- صور مذهلة تكشف عن العوالم الخفية داخل الآلات الموسيقية
- الوقف السني يدين الشاعر علي نعيم: أي إساءة تُطال الصحابة تسه ...
- مقتل المخرج الأمريكي روب راينر وزوجته بلوس أنجلس واتهام الاب ...
- اعتقال ابن الممثل والمخرج الناقد لترامب روب راينر بتهمة قتل ...
- - سقوط الأفكار- يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - قراءة الكاتب أيمن دراوشة