أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية بن حورية - قراءة نقدية تحليلية لمقال الاديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية بعنوان -على بيت الرواية الانفتاح على بقية الاجناس الادبية-














المزيد.....

قراءة نقدية تحليلية لمقال الاديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية بعنوان -على بيت الرواية الانفتاح على بقية الاجناس الادبية-


فوزية بن حورية

الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 09:13
المحور: الادب والفن
    


كتب الناقد عباس موسى فواز نقدا تحليليا للمقال (على بيت الرواية الانفتاح على بقية الاجناس الادبية) قاءلا:
عندما تتحرك اللوبيات كعازفين ماهرين في أوركسترا واحدة: ينسّقون الإيقاع، يختارون النغمة، ويتركون لنا الوهم بأننا نستمع إلى موسيقى الحقيقة.للوهلة الأولى، قد يبدو أن لوبيات الدعاية الأدبية والثقافيه تقوم بعمل نبيل: تسلّط الضوء على كاتب كان مجهولا، تدفع بعمل خافت إلى واجهة المشهد، وتمنح القارئ فرصة اكتشاف ما لم يكن ليصل إليه وحده. لكن النبالة، هنا، مشروطة. فهي لا تُمنح إلا لمن ينسجم مع نغمة الجوقة، أو لمن يعرف كيف يُقدّم نفسه كما تُقدَّم السلع ذات العبوات المغرية. في الجانب المعتم من المشهد، يقف الكاتب المستقل، المُجرّد من أدوات النفوذ، يطرق أبواب النشر بصمت، يترك نصوصه تتحدث وحدها، في زمن لم يعد ينصت فيه أحد للكلمات غير المدعومة. موهبة بلا شبكة، إبداع بلا مموّل، صوت بلا مكبّر.. كلّها تُختزل اليوم في خانة «غير قابل للتسويق». أما القارئ، فإنه لا يعود قارئا حرا تماما، بل مستهلكا يتبع إشارات الضوء. ذوقه يُعاد تشكيله دون أن يشعر، يتجه نحو ما تُلمّعه الصحافة الثقافية، وما تروّجه الجوائز، وما يُوضع على واجهات المكتبات الكبرى. هكذا، ينشأ نمط جديد من القراءة: قراءة مشروطة بما هو رائج، لا بما هو صادق، متماهية مع «الموضة الأدبية» لا مع الذات القارئة. النتيجة؟ طوفان من الكتب التي تُقرأ لأن أحدا قرأها قبلنا، لا لأنها تُشبهنا أو تقول شيئا عن حياتنا. كتب تُرفع إلى مصاف الرموز، ثم تُطوى بصمت، بلا أثر. إنّه مشهد يُشبه حفلا صاخبا، نغادره دون أن نتذكر الموسيقى الحقيقه. فحين تُمسك اللوبيات بمقاليد الثقافة، لا يقتصر الأمر على تلميع أسماء أو ترويج أعمال، بل يتعدّاه إلى ما هو أخطر: إعادة تشكيل الهوية نفسها، كمن يُعيد كتابة الذاكرة بلغة لا تشبه أهلها. في المجتمعات التي تستورد سردياتها من الخارج، تصبح هذه القوى أشبه بعدسة مشوّهة ترى بها الذات نفسها، وتعيد تعريف من تكون، لا وفقا لما عاشته، بل وفقا لما يُراد لها أن تصدّقه عن نفسها. وفي الهامش حيث تبدأ الحكايات الحقيقية، لا في متون النصوص، يُكتب سرُّ الأدب الحديث. ففي حين نُسلّم، بخنوع مثالي، بأن الموهبة وحدها تفتح أبواب الخلود الأدبي، تُحاك خلف الستار خيوط لعبة أكثر تعقيدا، لا تعترف بالنص قدر ما تعترف بمن يروّج له، وبأي نبرة، ولأي جمهور. ليست المسألة في جودة الكتابة، بل في من يمتلك مفاتيح الإضاءة. هناك، في الظلّ، تتحرك دوائر خفيّة لا تَكتب ولكن تُقرّر من يُقرأ، ولا تُبدع ولكن تُهندس الذوق، وتعيد تشكيل الهرم الثقافي كما يُعاد ترتيب الأثاث في صالون مغلق. «لوبيات» لا تستأذن أحدا، تتكوّن من ناشرين بنظرات استراتيجية، ونقاد يرتدون أقنعة الاستقلالية، ومن لجان جوائز تكتب الأسماء الفائزة قبل أن تُقرأ النصوص. إنها القوة التي لا تُرى ولكن تُحَسّ، لا تتحدث لكنها تجعل الآخرين يتكلمون باسمها، تُجري عمليات تجميل للأدب، فتُعيد تشكيل ملامحه بما يناسب السوق، المزاج، المرحلة. إنها ليست مؤامرة، بل هي نظام دقيق يشتغل بلا انفعال، كآلة عتيقة تعرف هدفها: تحويل النص الأدبي من تجربة إنسانية معقّدة إلى منتَج قابل للتداول، ممهور بالختم الرسمي للجدارة، حتى لو كان صوته خافتا حدّ الاختفاء.ليس بغريب أن تتسلل بعض النصوص إلى قمة الجوائز الكبرى، نوبل، لأنها استثنائية بل لأنها محاطة بهالة دعائية مُحكمة، أو مدعومة بشبكات تعرف متى تُصفق، وكيف تزرع الكاتب في ذاكرة القارئ، كأنه كان هناك منذ الأزل. فهذا لا يُقصي الحقيقة
حين نُزيح الغلاف اللامع للنجاح الأدبي، نكتشف أن خلفه ماكينة دقيقة، باردة في حساباتها، تعرف تماما كيف يُصنع النجم من ورق، وكيف تُروَّج الجملة كما تُروَّج السلعة. هذه ليست صدفة، بل هندسة مدروسة، تُشغّلها لوبيات تعرف أن الأدب، في زمن السوق، لا يكفيه أن يكون جيدا، بل يجب أن يكون مرئيا، محاطا بالضجيج الصحيح. أول أسلحتهم: التسويق المكثف. لا تُترك الكتب لتتحدث عن نفسها، بل يُبنى حولها جدار من الإعلانات، تُفتح لها أبواب البرامج الثقافية، وتُرتَّب لها جولات توقيع كأنها حملات انتخابية. الكاتب لا يعود مجرد كاتب، بل يصبح «وجها» يُسوَّق، يُلمَّع، يُعاد تشكيله، حسبما يقتضيه المزاج العام.
ومع كل هذا، تبقى الحقيقة الأعمق أن الأدب الحقيقي هو ذلك الذي يعيش في وجدان القارئ، مستقلًا عن اللوبيات، متحررا من الضجيج، قادرا على الحفر في أعماق الإنسان، مهما تآمرت عليه قوى الظلّ.



#فوزية_بن_حورية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب وشباب
- قراءة نقدية لمقال -على بيت الرواية الانفتاح على الاجناس الاد ...
- ارحموا عزيز قوم ذل
- يا عرب ارحموا عزيز قوم ذل
- على بيت الرواية الانفتاح على الاجناس الادبية
- المراة ودورها في الحياة الاسرية والمجتمع
- ايها الصامتون
- قراءة نقدية في مقالة -وللناس فيما يعشقون مذاهب-
- ظاهرة اقتناء الكلاب والقطط وتشريدها
- قراءة نقدية في خاطرة للاديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والش ...
- وجهة نظر
- دار الكتب الوطنية بالعطاربن سابقا المقر الرءيسي لاتحاد الكتا ...
- نقد في قصيدة يا سادتي
- قطاع غزة وهيروشيما
- المسرح المصري
- ذلل الهمم المطبعين الاذرع الاماريكية
- نداء واستفسار لوسطاء العرب
- الديمقراطية الحقيقية
- ردا على عمرو اديب مع نقد لنص المقالة
- المثقف ورؤيته الى العرب


المزيد.....




- تجسد الشخصيات للمرة التانية على التوالي .. هل فيلم الست حقق ...
- صور مذهلة تكشف عن العوالم الخفية داخل الآلات الموسيقية
- الوقف السني يدين الشاعر علي نعيم: أي إساءة تُطال الصحابة تسه ...
- مقتل المخرج الأمريكي روب راينر وزوجته بلوس أنجلس واتهام الاب ...
- اعتقال ابن الممثل والمخرج الناقد لترامب روب راينر بتهمة قتل ...
- - سقوط الأفكار- يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية ...
- جامعة حلب تحتفل باليوم العالمي لعائلة اللغة التركية
- فيلم وثائقي فرنسي-ألماني يقدم قراءة نقدية حادة للواقع المصري ...
- تقرير: الأسد يدرس في موسكو اللغة الروسية وطب العيون
- اللوفر يُغلق أبوابه أمام الزوار اليوم.. ما الذي يحدث داخل ال ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية بن حورية - قراءة نقدية تحليلية لمقال الاديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية بعنوان -على بيت الرواية الانفتاح على بقية الاجناس الادبية-