أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - ترامب: حمامة السلام في الوقت الضائع















المزيد.....

ترامب: حمامة السلام في الوقت الضائع


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالعنا بتصريحاته النارية في كل الاتجاهات محاولا في كل مرة أن يظهر في جبة زعيم السلام العالمي، ترامب لم يخف يوما طموحه هذا إلى درجة المطالبة بجائزة نوبل للسلام في ما رآه تتويجا لمساهمته في إحلال السلام في العالم خلال هذه السنة.

ترامب وطموح جائزة نوبل للسلام:

انطلقت خلال الأشهر الأخيرة حملة ترامب الإعلامية لمناصرة طموحه في نيل جائزة نوبل للسلام أسوة بكل من روزفلت وويلسون وكارتر وآخر العنقود باراك اوباما آخر زعماء الولايات المتحدة الأمريكية الحائزين على جائزة نوبل للسلام.

وان كان ثلاثتهم ينتمون إلى الحزب الديمقراطي فان مساعي ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام قد تخفي رغبته في تعزيز رصيد الجمهوريين من هذه التتويج بأن يلتحق بتيودور روزفلت كرئيس من الحزب الجمهوري حائز على الجائزة.

وبالرغم من قيادة ترامب لحملة عالمية لتمكينه من الجائزة لهذه السنة فان هذا الهاجس كان يساوره منذ ولايته الأولى في البيت الأبيض بعد توقيع اتفاقيات أبراهام التي يعتبرها خطته الصرفة لخفض التوتر في الشرق الأوسط تمهيدا لإنهاء النزاع العربي الصهيوني عبر آلية إذابة القطيعة والدفع بالعملية الدبلوماسية لتقبل إسرائيل في قلب الأمة العربية كدولة جوار ذات سيادة.

هذه المرة يعتبر ترامب أن مساهمته في وقف حرب غزة تستحق الإشادة بها بأمجد جوائز تقدير الإنسانية لإحلال السلام وأن فوزه قد سرق منه هذه السنة أيضا لفائدة المعارضة الفنزويلية مارينا كورينا ماتشادو المقربة من البيت الأبيض.

ترامب رئيسا لمجلس السلام الخاص بغزة:

يبدو أن محاولات ترامب لا تنتهي في المضي قدما نحو صورة عراب السلام في العالم حيث أعلن منذ ساعات أنه سوف يترأس مجلس السلام الخاص بغزة مطلع السنة الجديدة وأنه سوف يعلن قريبا أسماء قادة العالم الذين سينضمون إلى نادي السلام الذي يروم ترامب وضعه في مقدمة جدول أعماله للسنة الجديدة.

وان لم تتضح بعد مهام هذا المجلس فان ترامب يداوم على التأكيد على أن خطته الشاملة لفلسطين تتضمن نزع سلاح حماس وتكوين حكومة تكنوقراط تدير القطاع وتفتح الباب أمام المانحين الدوليين لأعمار غزة.

وباعتبار أن تفكيك طريقة تفكير ترامب لم تخرج يوما عن التخطيط بخلفيته الأساسية كرجل أعمال فانه يبدو أن مساهمة بلاده في أعمار قطاع غزة ستكون هي الثمن المجزي لنيله الجائزة في قادم السنوات على قاعدة الثلاثية التي يدعي ترامب قدرته على إنجاحها وهي وقف إطلاق النار-نزع سلاح حماس-أعمار القطاع وهي جميعها تمثل حرفيا تصور دونالد ترامب لليوم التالي للحرب التي استوعب خلالها أن التوازنات القديمة سقطت منذ فجر عملية طوفان الأقصى انطلاقا من التحول الكبير في رقعة الصراع إضافة إلى حملة التضامن العالمية التي أحاطت بترامب نفسه في بلده المعقل التاريخي للامبريالية العالمية التي تحول الشارع فيها في عدة مناسبات إلى جبهة مواطنية وازنة ومؤثرة كانت آخر تداعياتها إيصال اليساري المسلم زهران ممداني إلى عمادة مدينة نيويورك وهو الذي أظهر في عدة مناسبات مساندته للحق الفلسطيني، الشيء الذي سرعان ما استوعبه ترامب وقد يكون أحد أهم المؤشرات التي ستؤثر مستقبلا على توجهاته.

ترامب عرابا للسلام في العالم:

تميزت هذه العهدة الرئاسية الثانية لدونالد ترامب على رأس البيت الأبيض بانطلاقة عنيفة كان عنوانها الحرب الاقتصادية على عدد كبير من دول العالم من خلال تسليط ضرائب جمركية على صادراتها للولايات المتحدة الأمريكية والتي لا تمثل الطابع الحمائي لسياسات ترامب بقدر ما كشفت طابعها التوجيهي نحو سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على الأسواق التجارية وإغراق منافسيها بالضرائب والحد من تأثيرها على الاقتصاد الوطني.

غير أن هذه العهدة أيضا عرفت حدثين بالغي الأهمية الأول هو عقد قمة الرياض بين الجانبين الروسي والأمريكي أواسط شهر فبراير الماضي حول الحرب على أوكرانيا وهي الخطة السياسية الأهم في مسار النزاع والتي تصدر فيها ترامب المشهد وما أعقبه من تصريحاته تجاه أوروبا التي أخذت شكل التهديد الجدي من أن تواصل الحرب يهدد السلام العالمي وانه يريد إحلال السلام ووقف الحرب في أوكرانيا، بل ترجم ذلك بعد أسبوع تقريبا من خلال تصعيد اللهجة تجاه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في ما عرف آنذاك بموقعة طرده من البيت الأبيض.

الحدث الثاني الذي لا يقل أهمية عن قمة الرياض هو دفع ترامب إلى فتح جولة جديدة من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني عبر الترويكا الأوروبية بعد قرابة العشر سنوات من تحييده وهي مفاوضات وان لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية طرفا رئيسيا فيها فإنها جعلت منها فرصة غير مباشرة لها لتأسيس سلام مؤقت مع إيران التي كانت عنصرا مهما في الحرب الأخيرة على غزة وصولا إلى حرب الاثني عشر يوما بين إيران وإسرائيل والتي كادت أن تعصف نهائيا بكل أمل للتهدئة خاصة مع ظهور تحذيرات جدية من أن إيران باتت وشيكة من امتلاك السلاح النووي مما يعني ضرورة توخي الحذر من أي مواجهة عسكرية مباشرة معها وتأثير ذلك على التوتر في الشرق الأوسط.

ترامب وسلام الوقت الضائع:

بالرغم من فهم ترامب الواسع لآليات الخطاب الشعبوي واعتماده كثيرا على البروباغندا للإيهام بأنه الرجل الذي سيصنع السلام في العالم فانه يعي جيدا أن كل ما أقدم عليه خلال عهدته الأولى أو حتى الثانية التي تدخل خلال شهر عامها الأول لا تخوله أن يتناسى العالم أو الضمير الجمعي على الأقل أنه كان أحد أهم الداعمين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المطلوب لفائدة المحكمة الجنائية الدولية لقاء إجرامه في غزة. العالم أيضا لا يمكن أن يغفر لترامب تهديده المتواصل للسلام العالمي في عدة قطاعات واسعة من العالم آخرها منطقة الكاريبي من خلال تهديده لكل من كولومبيا وفنزويلا البوليفارية واعتزامه اجتياح مناطق واسعة في حربه المزعومة على المخدرات في حين أن هدفه الرئيسي هو إرجاع فنزويلا إلى حاضنة الرأسمالية العالمية ووأد الثورة البوليفارية التي يقودها مادورو خلفا لسلفه هوجو تشافيز قبل أن تتسع نحو اللاقطرية وتحول أمريكا اللاتينية الى رقعة جديدة لحركات التحرر من المطامع الاستعمارية للولايات المتحدة الأمريكية والخروج من هيمنتها على ثروات المنطقة من خلال تصعيد قيادات اشتراكية مناوئة لأمريكا ومناهضة للامبريالية العالمية.

فهل يمكننا حتما أن نقول لترامب أنه لا يمكن بأي حال أن يكون حمامة للسلام وسيظل دائما نسرا أمريكيا للامبريالية العالمية مهما بلغت براعته في التمويه والتخفي في جبة المسالم من خلال المحاكاة وكسر الأنماط؟



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب ترامب على البوليفاريون الجدد
- ملف الهجرة: ملعب ترامب المفضّل
- من تونس إلى غزة: تماهي الصمود
- حنظلة العلي: من الرمزية والدلالة نحو الانجاز
- التوسع الاستراتيجي لدائرة عداء إسرائيل
- قافلة الصمود: عنوان آخر للمواطنة العربية
- خطط ترامب لخنق الشرق الأوسط
- الاتفاق الأمريكي الروسي: عهد جديد لمصالح الكبار
- طرد زيلينسكي وسياسة الواقع الجديد
- لاءات العرب في وجه ترامب
- هل يعي ترامب ما يقول؟
- حماس ما بعد وقف إطلاق النار
- نهاية السنة ومقدّمات مستقبل النزاع العربي الصهيوني
- خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج
- عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط
- وقف إطلاق النار في لبنان: هل هي قبلة الحياة المبادرة الأمريك ...
- السنوار: بطل كل السرديات
- عملية حيفا: مفاجأة جبهة الشمال لنتانياهو
- إسرائيل: الإغتيالات وخدعة ربح الوقت
- هل يصنع التوتر في الشرق الأوسط روزفلت جديدا؟


المزيد.....




- فيضانات آسفي تودي بحياة العشرات وتغرق منازل ومحال تجارية
- تقدّم حذر في مفاوضات برلين.. زيلنسكي: نؤكد على أهمية الضمانا ...
- تونس.. محاكمة نشطاء ومسؤولين بتهمة تسهيل الهجرة غير النظامية ...
- غابة بكاسين اللبنانية.. أشجار الصنوبر المثمرة تحت تهديد ظاهر ...
- الضفة الغربية: إسرائيل تصدر قرار هدم 25 مبنى في مخيم بطولكرم ...
- كأس العرب: المغرب يهزم الإمارات بثلاثية نظيفة ويبلغ النهائي ...
- مصدر بغزة يكشف للجزيرة معلومات حول اغتيال المقدم بجهاز الأمن ...
- الذكاء الاصطناعي ينتج مقاطع فيديو تنتحل شخصيات أطباء وخبراء ...
- سوريا تواجه أخطاراً خارجية
- فاجعة آسفي.. المنصات ترفض -شماعة القضاء والقدر- وتطالب بالمح ...


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - ترامب: حمامة السلام في الوقت الضائع