أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط














المزيد.....

عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية لابد من أن نتفق على أن وجهي حزبي الفيل والحمار في الولايات المتحدة الأمريكية وهي التسميات التاريخية للديمقراطيين والجمهوريين لا يختلفان من حيث ملامح السياسة الخارجية وتعابير التعاطي مع الصراعات في العالم، لكن من البديهي أن نختلف حول إنتظارات العالم من تغيّر القيادة السياسية.
سياسات الديمقراطيين والجمهوريين عبر التاريخ:
عبر المراكمة داوم الديموقراطيون على تصعيد قيادات سياسية ناعمة تشتغل على تغيير نظرة العالم للولايات المتحدة الأمريكية في وجهيها الداخلي والخارجي، ففي الداخل يحاول هذا الشقّ السياسي تهذيب وحشية الخيار الليبرالي من خلال بثّ التطمينات الاجتماعية للفئات الهشة في مسألة التغطية الاجتماعية والخدمات الصحية مع تناول بعض المسائل المجتمعية بتحفظ مثل الاجهاض والموانع على مسك الأسلحة في بعض الولايات، أما بالنسبة للوجه الخارجي فإنها تحاول أن تلعب دوراً تعديلياً بين مكانتها التاريخية وتعاملها مع القوى الصاعدة وخاصة أعدائها التاريخيين من المعسكر الشرقي.
الديموقراطيون خلال توليهم للحكم تم حسم النزاعين الأهمين في الألفية الثالثة وهما التواجد الأمريكي في العراق وفي أفغانستان لذلك من البديهي أن ينطبع خيار السلام والتهدئة في نظرتنا لهذا الحزب.
على خلاف الديمقراطيين قدّم الجمهوريون للأمريكيين وللعالم قيادات لا تهتم بالمسائل الاجتماعية بقدر تطرفها أحياناً في التعامل مع بعض المسائل الحساسة مثل حقوق الأقليات والمهاجرين.
الجمهوريون أمام العالم يحاولون السطو على نعومة سياسات الديمقراطيين الخارجية من خلال فتح قنوات للتواصل مع الصين وروسيا غير أنه لا يمكنهم فسخ تاريخهم من الحروب المدمرة والتي قوضت الاستقرار الحذر في الشرق الأوسط وفي أفغانستان بعد سنوات من أفول الشبح الشيوعي هناك وتفنيد رواية إمتلاك الأشرار لأسلحة الدمار الشامل.
لنخلص إلى أن التمايز بين الجمهوريين والديمقراطيين هو مجرد تمايز في تمظهرات الخيار الأمريكي في الهيمنة وإدارة النزاع حسب ما تقتضيه المرحلة وليس من منطلق المبدئية في حسم الرهانات الداخلية والخارجية على حد السواء.
فوز ترامب ومرحلة ما بعد طوفان الأقصى:
لم يكن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب مستبعداً خاصة في ظل إحتدام المنافسة بينه وبين كامالا هاريس مرشحة الديمقراطيين ونائبة الرئيس جو بايدن، على أساس هذه الصفة على الأقل، خسرت هذه السيدة حظوظها في الفوز أمام إستثمار منافسها لفشل إدارة بايدن في عديد الملفات وأهمها ملف الشرق الأوسط.
دونالد ترامب في أغلب تصريحاته بدا مستوعباً جيداً لعملية طوفان الأقصى وما انجر عنها من تحولٍ لموازين القوى وتوازن الرعب وخطر توسع النزاع.
دونالد ترامب تحدّث أكثر من مرة على قدرته على إدارة المرحلة وفرض وقف إطلاق النار والعمل على التهدئة على غير أدبيات وتاريخ الجمهوريين.
وعلى فرضية إصطدامه بالواقع بعد نجاحه وتحمّله إنطلاقاً من جانفي المقبل لمسؤولية وعوده الانتخابية التي ركز فيها على هذه المسألة فإنه سيجد نفسه أمام ساعة الحقيقة وأمام واقع جديد فرضته المقاومات المتعدّدة والتي أحسنت إدارة التخويف بتوسع النزاع.
آفاق تعاطي ترامب مع النزاع في الشرق الأوسط:
في سباق مع الزمن أوفد الديموقراطيون مبعوثهم إلى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين لتدارس وقف إطلاق النار في لبنان وهم على بعد أيام قليلة من الموعد الانتخابي.
يبدو من خلال هذه الخطوة أنهم ايقنوا أن ورقة إحلال السلام في المنطقة هي الورقة الرابحة في هذا التوقيت بالذات التي من شأنها إستمالة الناخبين غير أن الغاية الحقيقية وراء ذلك هي تمهيد الطريق أمام إحياء المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة والقفز على فرصة إحلال السلام الحذر وفتح صفحة جديدة من المفاوضات التي من المؤكد أنها ستختلف عن سابقاتها وستكون مثمرة لصالح المقاومة.
دونالد ترامب سوف يجد نفسه مجبراً على رعاية هذا التوجه خدمة للمصالح الأمريكية في المنطقة التي تتوجه معه نحو تخفيف حدة التوتر والتقارب مع روسيا وفك العزلة على إيران مقابل القبول بطموحها النووي الذي سيتحول إلى طموح سلمي متى إستطاع ترامب تخفيف التوتر في المنطقة.
سياسياً أبدى ترامب موقفاً متطرفاً تجاه إدارة نتانياهو التي داومت على نسف كل حظوظ التهدئة الأمريكية المقترحة وبالتالي سوف يعمل على مزيد التضييق عليها وإرغامها على الرضوخ مبادرة جديدة قديمة يستطيع من خلالها ترامب البروز بوجه جديد لا يختلف مع سابقيه في حماية المصالح الأمريكية لكن بتجديد نسبي في إدارة النزاعات والتي قد تصل إلى درجة الاعتراف بحماس والتعاطي معها كما سبق لسلفه الاعتراف بطالبان وإنهاء جبهة أفغانستان وفقاً لتغير الخارطة الجيوسياسية التي يعلمها ترامب جيداً.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقف إطلاق النار في لبنان: هل هي قبلة الحياة المبادرة الأمريك ...
- السنوار: بطل كل السرديات
- عملية حيفا: مفاجأة جبهة الشمال لنتانياهو
- إسرائيل: الإغتيالات وخدعة ربح الوقت
- هل يصنع التوتر في الشرق الأوسط روزفلت جديدا؟
- في صورة فوز كامالا هاريس: هل يتغيّر الموقف الأمريكي من القضي ...
- كيف تحوّل الصراع العربي الصهيوني إلى شأن فلسطيني بحت؟
- بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية
- الحركة الطلابية: أممية أو لا تكون
- الردّ الإيراني: ليلة الرعب وتوازن الردع
- النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام
- المواطن العربي وحالة انكار الديمقراطية
- عام جديد للحرب على غزة: ما الذي تغيّر؟
- سبعون يوماً من الحرب على غزة: ساعة الحقيقة تقترب
- الحرب على غزة والمأزق الصهيوني
- المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية
- غزة: المعادلة الصعبة التي ستطيح بنتانياهو وكيانه
- المقاومة الفلسطينية تفرض تغيير المشهد برمّته
- المغرب وليبيا في مرمى الكوارث الطبيعية وردود الأفعال الدولية
- تونس وإيطاليا على صفيح الهجرة والوعود


المزيد.....




- مطعم في بيرو يتوَّج بلقب أفضل مطعم في العالم لعام 2025
- على الخريطة.. مواقع الضربات الأمريكية التي -دمرت تماما- أبرز ...
- مخاطرة ترامب التي وضعت أمريكا في قلب المواجهة بين إيران وإسر ...
- بين السلام والمواجهة.. ما هي خيارات إيران للرد على الضربات ا ...
- ألمانيا ـ دعوة لتعزيز استراتيجية الأمن القومي أمام التهديدات ...
- سيناريو إغلاق مضيق هرمز.. أزمة طاقة أم اختبار لخطط الطوارئ؟ ...
- الجيش الأمريكي ينفذ هجمات على مواقع نووية في إيران
- روايتان وتصريحات متضاربة بخصوص تدمير البرنامج النووي الإيران ...
- ترامب يؤكد تدمير مواقع إيرانية نووية ويحذر طهران من التصعيد ...
- عراقجي يتوعد بالرد على الضربات الأميركية ويدعو لاجتماع مجلس ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط