أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - حنظلة العلي: من الرمزية والدلالة نحو الانجاز














المزيد.....

حنظلة العلي: من الرمزية والدلالة نحو الانجاز


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 13:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما ولد حنظلة منذ أكثر من خمسين سنة بريشة ناجي العلي إختار أن يبقى في عمر العاشرة لا غير.
لم تكن استزادة العمر تفصيلاً مهما، فحنظلة العلي لا يكبر ولا يشيخ ولا يستدير لنراه ويطلق في كل مرة ندائه بمجرد "التسمية".
سفينة حنظلة لكسر الحصار على غزة: الدلالات والمعنى:
إختار المشاركون في القافلة البحرية لكسر الحصار على غزة إسم حنظلة بعناية ليكون إسماً رامزاً للرفض والثورة.
سفينة حنظلة إنطلقت من ميناء غاليبولي بقفاها ونقلت عنه المعنى والفكرة لتحمل أكثر من عشرين شخص في اتجاه غزة رغم ضعف الآمال في وصولها وتهديدات سلامتها.
شكلت هذه القافلة أكثر من أي وقت مضى تعبيراً منفرداً عن السلمية والمعطى الإنساني في أحد أكثر الأوقات قتامة لا في الصراع العربي الصهيوني فقط وإنما حتى في تاريخ الصراعات والحروب التي عرفتها البشرية خاصة بعد إنطلاق عهد تقرير المصير وحق الشعوب في الانعتاق وخاصة التوافق الدولي حول الحد الأدنى المعقول من المعاملة الإنسانية في زمن الأزمات والحروب.
الغطرسة الصهيونية في مواجهة بروباغندا السلام:
سارعت قوات البحرية الصهيونية إلى اختطاف سفينة حنظلة واحتجاز كل من على متنها على بعد 100 كيلومتر تقريباً عن سواحل غزة.
هذه الهجمة على السفينة التي أبحرت لأغراض سلمية والتي اعلنت نواياها وقائمة المشاركين فيها لم تثن اسرائيل من اختطافها في المياه الدولية دون موجب.
التكييف السليم للمسألة هو إختطاف غير مبرر لناقلة بشر في المياه الدولية وبالتالي تطاول على كل الشرعيات وبالتالي التدليل مجددا على غطرسة هذا الكيان كما يفعل عادة.
إحدى أهم الملاحظات حول سلوك المشاركين في القافلة البحرية هو امتناعهم عن الأكل والشرب منذ اختطافهم كسراً لبروتوكول "العلاقات العامة" الذي يروم من خلاله مختطفيهم مزيد المضي في بروباغندا السلام والمعاملة الإنسانية من خلال تمرير المشهد على أنه تعامل إنساني مع تهديد محتمل بالرغم من نطاق التدخل وموجباته.
إسرائيل لا تملك مياه غزة:
بالتزامن مع اختطاف سفينة حنظلة انعقد بنيويورك مؤتمر حل الدولتين.
هذا المؤتمر أعاد احياء مساعي السلام اللامتكافئ على قاعدة تقسيمات 67 وما تلاها من تأييد دولي لما اصبح يعرف بالشرعية الدولية.
وحتى على فرضية الإعتماد على هذا التقسيم كمدخل جديد قديم لحلحلة النزاع على قدمه ومتغيراته فإنه لا يجعل مياه غزة ملكا لإسرائيل ولا يجعل من حل الدولتين ذو اهمية تذكر تحت الحصار وتحت الهيمنة على الحدود البحرية على فرض الابحار فيها تحت اي مسمى.
لنخلص الى ان اسرائيل انهت المؤتمر قبل بدايته برسالة الغطرسة واوضحت رؤيتها للحدود المفترضة للدولة التي بدأ الاعتراف بها يخلق مجالات واسعة فرضها طوفان الأقصى.
الاعتراف بدولة فلسطين: قد يستدير حنظلة:
تماما بعد إنطلاق عملية طوفان الأقصى وكشف زيف السردية الاسرائيلية حول تقسيمات الأرض ومعاهدات السلام دخل العالم الحر في موجة غير مسبوقة من الانحياز إلى الحق الفلسطيني والخروج من الحصار المعنوي للمقاومة على إمتداد سنوات طويلة من الوصم والتبخيس.
عديد العواصم اكتظت بالمتظاهرين الذين انتبهوا إلى معاناة الشعب الفلسطيني بعد أن صار الاعلام والتكنولوجيا في خدمة الحقيقة وابتعادهما عن "وظيفية الصورة" وبالتالي دفعت عديد الحكومات دفعا نحو الاعتراف بدولة فلسطين واعلن عدد كبير منها اعتزامه الانخراط في ذلك خلال أشهر قليلة ليصبح الاعتراف الدولي لاكثر من مائة وخمسون دولة أحد مكاسب الطوفان وليتحول بدوره إلى طوفان الشرعية المغتصبة التي تأبى ان تنحصر في التقسيمات الاستعمارية.
أما عن حنظلة فإن مروره من الفكرة الى الرمزية وصولاً إلى المنجز هو مسألة وقت لا غير ولا تشير المتغيرات إلى انه سوف يتأخر لاكثر من خمسين سنة أخرى.
تلك التي لم يكبر فيها حنظلة من حيث السن وداوم على طفولية الفكرة لتصبح منجزاً للكبار قد يجعله يستدير ويطالع العالم بوجهه قريباً.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوسع الاستراتيجي لدائرة عداء إسرائيل
- قافلة الصمود: عنوان آخر للمواطنة العربية
- خطط ترامب لخنق الشرق الأوسط
- الاتفاق الأمريكي الروسي: عهد جديد لمصالح الكبار
- طرد زيلينسكي وسياسة الواقع الجديد
- لاءات العرب في وجه ترامب
- هل يعي ترامب ما يقول؟
- حماس ما بعد وقف إطلاق النار
- نهاية السنة ومقدّمات مستقبل النزاع العربي الصهيوني
- خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج
- عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط
- وقف إطلاق النار في لبنان: هل هي قبلة الحياة المبادرة الأمريك ...
- السنوار: بطل كل السرديات
- عملية حيفا: مفاجأة جبهة الشمال لنتانياهو
- إسرائيل: الإغتيالات وخدعة ربح الوقت
- هل يصنع التوتر في الشرق الأوسط روزفلت جديدا؟
- في صورة فوز كامالا هاريس: هل يتغيّر الموقف الأمريكي من القضي ...
- كيف تحوّل الصراع العربي الصهيوني إلى شأن فلسطيني بحت؟
- بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية
- الحركة الطلابية: أممية أو لا تكون


المزيد.....




- ضغوط من القادة الأوربيين لضمان مشاركة زيلينسكي بقمة ألاسكا ب ...
- بعدما حققت أرباحًا طائلة.. شاهد لحظة سطو لصوص ملثمين على دمى ...
- مقتل شخص وإصابة 29 في زلزال قوي ضرب محافظة باليكسير التركية ...
- الحكومة السورية تلغي مشاركتها في اجتماعات مع -قسد- في باريس ...
- بريطانيا تعتقل 365 شخصا في تظاهرة مؤيدة لـ-فلسطين أكشن-
- فرنسا تلاحق دبلوماسيا جزائريا تتهمه بخطف معارض
- الألم يتجدد: عائلات سودانية تعيد دفن أبنائها
- بريطانيا تعتقل 466 شخصا خلال تظاهرة مؤيدة لـ-فلسطين أكشن-
- كييف تعلن استعادة السيطرة على قرية بيزساليفكا الحدودية
- الأردن يستضيف اجتماعا لدعم إعمار سوريا بحضور أميركي


المزيد.....

- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - حنظلة العلي: من الرمزية والدلالة نحو الانجاز