أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - حماس ما بعد وقف إطلاق النار














المزيد.....

حماس ما بعد وقف إطلاق النار


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 16:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن يخطر ببال المتابعين لحرب الـ470 يوماً أنها سوف تنتهي بالوجه الذي انتهت عليه، فحتّى اشدّ المنتصرين لحماس تبدّدت آمالهم في أن تملي الحركة شروطها وتخرج بوجه المنتصر في هذه الحرب التي خاضها الكيان الصهيوني بأقصى ما يستبطن من وحشية خاصة بعد اغتيال هنيّة في طهران بالذات واغتيال حسن نصر الله في بيروت ثم اغتيال يحي السنوار المُقدم في جبهة النار هاشاً بعصاه الموساوية فوق أرض مهد الأديان.
الانتصار العسكري لحماس:
راهنت القيادة الصهيونية على قدرتها على القضاء على حماس بأن وضع بنيامين نتانياهو هذا الهدف كهدفٍ مركزي للحرب.ففي حين كانت قواته تتقدم في محاور عدة من القطاع واجهت صلابة تنظيمية ولوجستية منقطعة النظير وغير متوقعة من فصائل المقاومة.
ففي الوقت الذي اعتمد فيه جيش الكيان على بناء اجتياحه من خلال غطاء سلاح الطيران، نجحت حماس في تحويل الحرب إلى حرب شوارع مستغلة تعقيدات البنية العمرانية للقطاع إضافة إلى الانفاق المتشعبة والمعقدة والتي رسمت من خلالها خريطة اخرى للمواجهة أقرّ العدوّ نفسه بتعقيدها.
إحدى مراحل الحرب وأكثرها تأثيراً على مجريات الصراع كانت مرحلة الاستهداف من "مسافة الصفر"، هذا المصطلح المبتدع والذي كسر وهم التفوق العسكري لجيش العدوّ واربك معنويات جنوده بأن جعل المواجهة غير متكافئة على قاعدة الارادة والعزيمة عوضاً عن التجهيز العسكري والعتاد وهو ما غير وجه الحرب وتوازناتها على قاعدة قوة الجيش الصهيوني في نظر منتسبيه وداعميه لتصبح خسائره واضحة ومعلومة لا يمكن اخفائها أو دحض اهميتها او التقليل من شأنها.
الانتصار السياسي:
بدا واضحاً في مراحل متقدمة من الحرب نجاح عملية طوفان الأقصى في خلق زلزال سياسي داخل الكيان، جملة الخلافات داخل الحكومة، ضغط المعارضة ومن ورائها عائلات الأسرى شكلت جميعها تهديداً مهماً لحكومة نتانياهو.في الجانب الآخر حافظت حماس على ثقة وسطاء المفاوضات الذين لم ينقطع خيط التواصل معهم حتى في اشدّ لحظات العدوان إرباكاً وحتى بعد استهداف القيادات التنظيمية وتعاظم مخاوف توسّع النزاع.
حماس شكلت في الآن نفسه واجهة سياسية للشعب الفلسطيني في غزة وفي نفس الوقت الواجهة السياسية لداعميها وحلفائها سواء من الدول أو التنظيمات التي لم تتخلف عن إسنادها عملياتياً.
وبالتالي فإن الوجه السياسي لحماس الذي دأبت على إظهاره تحوّل إلى المزيد من التوسع خارج حتى مجالات الحرب ونجحت في كسر معطى مهم وهو وصمها بالارهاب عندما خاضت حرب المفاوضات أيضاً بشرف وقامت بتعرية محاولات نتنياهو تأبيد الصراع على اشدّه من خلال تعطيل إبرام الاتفاق على حساب سلامة مواطنيه في الأسر.
النجاح الاعلامي:
كان واضحاً منذ البداية أن الحرب الاعلامية سوف تكون محدّدة في إدارة الصراع، لذلك عملت حماس من خلال إعلامها العسكري على نقل الحقيقة كما هي قبل تزييفها وإستبقت التضييق عليها عبر المنصات التابعة، لذلك شكّلت وسائل عديدة أهمها "منصة تلغرام" قناتها إلى العالم التي نقلت المواجهة منذ الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى.
أحد أهم المشاهد أيضاً في هذه الحرب التي لم تنتهي بوقف إطلاق النار هي رسالة حماس للعالم من خلال ما نقلته من مشاهد مهيبة لتسليم الدفعة الاولى من الأسرى.
هذه الصور أبرزت إعداداً مميزاً للموكب، تنظيمياً وخاصة كميّا بالمقارنة مع جيوش نظامية لا يمكنها أن تظهر بالصورة التي ظهر عليها مقاتلو حماس بعد حرب طويلة الأمد من حيث الجاهزية والتنظيم ممّا أسقط ما كانت تروّجه وسائل إعلام العدوّ وأحرجت مصداقيته حول هزيمة حماس والقضاء عليها مما طرح سؤالاً مهماً دون التجرأ على الإجابة عليه: "من كنّا نقاتل؟".
إجابته أنه لا فناء لثائر، ببساطة.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية السنة ومقدّمات مستقبل النزاع العربي الصهيوني
- خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج
- عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط
- وقف إطلاق النار في لبنان: هل هي قبلة الحياة المبادرة الأمريك ...
- السنوار: بطل كل السرديات
- عملية حيفا: مفاجأة جبهة الشمال لنتانياهو
- إسرائيل: الإغتيالات وخدعة ربح الوقت
- هل يصنع التوتر في الشرق الأوسط روزفلت جديدا؟
- في صورة فوز كامالا هاريس: هل يتغيّر الموقف الأمريكي من القضي ...
- كيف تحوّل الصراع العربي الصهيوني إلى شأن فلسطيني بحت؟
- بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية
- الحركة الطلابية: أممية أو لا تكون
- الردّ الإيراني: ليلة الرعب وتوازن الردع
- النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام
- المواطن العربي وحالة انكار الديمقراطية
- عام جديد للحرب على غزة: ما الذي تغيّر؟
- سبعون يوماً من الحرب على غزة: ساعة الحقيقة تقترب
- الحرب على غزة والمأزق الصهيوني
- المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية
- غزة: المعادلة الصعبة التي ستطيح بنتانياهو وكيانه


المزيد.....




- مسلسل -Severance- يتصدر قائمة ترشيحات جوائز -إيمي- الـ77
- لبنان.. 12 قتيلاً بغارات إسرائيلية على مواقع لقوات النخبة في ...
- جيل المهارات الجديدة: الذكاء الاصطناعي في حياة الشباب العربي ...
- حكمت الهجري: المرجع الديني الذي تحوّل إلى خصم للشرع
- قص شوارب وتحريض طائفي.. انتهاكات بحق أهالي السويداء رغم الت ...
- كيف تدخّلت الحكومة السورية لمحاصرة أزمة السويداء؟
- من القائل -قل للمليحة في الخمار الأسود-؟ وما قصته؟
- أكثر دلالا وأنانية.. العلم ينفي الخرافات حول الطفل الوحيد
- مقررة أممية للجزيرة: إسرائيل وأميركا تحاولان إبادة الشعب الف ...
- برقيات تقنية.. -آيفون 17? بمعالج غير متوقع و-تيك توك- تقتحم ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - حماس ما بعد وقف إطلاق النار